إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 5 مايو 2013

النجوم والكواكب والمصابيح




النجوم والكواكب والمصابيح والشهور والجوار الكنس:


النجوم:

نجم (مقاييس اللغة)

النون والجيم والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على طُلُوعٍ وظهور. النَّجمُ: طَلَعَ.

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الأنعام : 97]


من المعلوم أن الناس من القدم يلجئون النجوم وسيلة لتحديد الإتجاهات لمعرفة الطريق وهو الإهتدا بها.

فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ [المرسلات : 8]

وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ [التكوير : 2]


الأيات حديث عن يوم القيامة.

الطمس من التغطية والتعمية فلا يرى معه الشىء عند طمسه ويوحى المعنى بالظلام أو المحو للشىء:

وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ [القمر : 37]

طمسنا أعينهم: تغطية لها فلا يبصرون وهو ذهاب نورها

وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [يونس : 88]


الطمس على الأموال فى الأية هو الإخفاء لها ومحوها والمعنى يعود بنا الى التغطية والتعمية، وهذا ما حدث:

فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ [القصص : 81]


الخسف تم لدار قارون وأمواله فأصبحت لا ترى.

إنكدرت:

نأخذ ما جاء فى لسان العرب:

والكُدْرَةُ من الأَلوان: ما نَحا نَحوَ السواد والغُبْرَةِ، قال بعضهم: الكُدْرة في اللون خاصةً، والكُدُورة في الماء والعيش".

إنكدار النجوم: ذهاب صفاء لونها وتغيرها الى السواد ( الظلمة)

ولعله يكون إنكدار النجوم ( تغير لونها الظاهر اللامع الى السواد) مرحلة سابقة للطمس ( ذهاب لونها فلا تعد ظاهرة أو إسودادها).

الكوكب:

إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) الصافات
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت : 12]


من الأيات نعلم أن الكواكب هى المصابيح وهى زينة السماء الدنيا.

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 35]

ننتناول من الأبة ما يخص بحثنا:

الأية تقول كأنها كوكب درى.

درى من مادة" درر" وهى تدل على الكثرة فى الشىء وجاء منها فى القرآن "مدرارا" لكثرة المطر:

وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ [هود : 52]


المعجم يقول بأن الدرى هو شديد الإضاءة والأصح الكثير الإضاءة .
كثرة الإضاءة تأتى من تعدد مصادر الإضاءة فى الشىء، هذا خلاف الشدة فى الإضاءة التى تعبر عن قوتها من ذات المصدر الواحد.

لنستقيم الى المعنى الذى فى القرآن:

وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ [الإنفطار : 2]

إنتثرت من " نثر" وهو يدل على تفريق بدفع شديد

نثر (مقاييس اللغة)

النون والثاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على إلقاء شيءٍ متفرِّق. ونَثَر الدّراهِمَ وغيرَها".

تفرق الكواكب لا يكون الا بعد تجمع .

وعند الرجوع الى كلمة كوكب فى المعجم نجد:

من مادة كوكب نقرأ:

فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ [الشعراء : 94


كب (مقاييس اللغة)

الكاف والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على جَمع وتجمع، لا يَشِذّ منه [شيء]. يقال لما تجمَّع من الرَّمل كُباب. قال:ومنه: كَبَبْتُ الشَّيءَ لوجهه أكُبُّه كَبَّاً

ونعلم أن الكوكبة هى الجماعة.

نعلم من القرآن أن البروج فى السماء زينة للناظرين:

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ [الحجر : 16]


البروج هو ظهوروبروز فى الشىء ويمكن معه تحديده ومنها التبرج:

وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور : 60]

والحصون سميت بروجا لعلوها وبروزها:

أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً [النساء : 78]


بروج السماء التى زينها الله للناظرين هى ذاتها الكواكب زينة السماء، فلا زينة للسماء غيرها.

وهى 12 برجا وقد رأى منها يوسف عليه السلام فى منامه 11 كوكبا:

إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [يوسف : 4]

ورأى ابراهيم عليه السلام أحدها:

فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ [الأنعام : 76]


نقرأ أيات الحجر:

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)


ونقارنها بأيات الصافات:

إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)


لا نمارى ونقول أن البروج هى الكواكب وهى 12 برجا المعلومة للناس منذ عهد الجضارات القديمة فى مصر واليونان وغيرها.

"وأسماء هذه البروج: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت. والعرب تعد المعرفة لمواقع النجوم وأبوابها من أجل العلوم، ويستدلون بها على الطرقات والأوقات والخصب والجدب ( منقول: القرطبى)

ومن هنا نفهم الأية:

وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل : 16]


العلامات هى الأبراج ( المصابيح أو الكواكب) وهى علامات للأوقات وسقوط الأمطار ومعرفة الطقس عموما وضرورية للزراعة.

ونعيد فهم الأية:

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ [الملك : 5]


ولبيانها أقتبس ما كتبه الأستاذ محمد الحفار فى منتدى "مختبر المصفوفة القرآنية":

"إن الرجم في القرآن يأتي بمعنى علامة ....
أي وضع علامة على الشيء..
وفي القاموس الوسيط تجد بأن كلمة ( رجم القبر ) أي علمه ووضع علامة عليه..
والرجام عزيزي عادة متبعة قديما من تلطيخ البيت بالسواد أو وضع أعلام سوداء أمام البيت دليل على خزي صاحبها من أنه ارتكب شيئ ينكره القوم عليه.
ومنها قول أبو إبراهيم لابنه التالي:

((( قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لارجمنك واهجرني مليا ))) مريم 46

فالتالية الكريمة تقول هنا ((( لأرجمنك وأهجرني مليا )))...
أي أن عملية الرجم تأتي أولا ومن بعدها يأتي الهجر وهذا مخالف للمنطق لو كان الرجم هو الرمي بالحجارة التي تفضي إلى الموت!!!

فالرجم هنا وكما ترى يأتي بمرتبة أقل من مرتبة الهجر ...
أي أن الهجر أصعب منه مرتبتا لأنه جاء بعده في التالية الكريمة.
وعليه
فلو كان الرجم هو القذف بالحجارة كما يظن البعض خطأ لكان حالة أصعب من حالة الهجر وأكبر منها مرتبة لأنه يفضي للموت...
فكيف يقول له لأرجمنك ثم يقول بعدها واهجرني مليا!!
وكيف سيهجره بعد أن يكون قد مات من الرجم!!
وعليه
فإن الرجم هو علامة سوداء توضع على باب أحدهم من أنه سفيه أو مارق أو سارق حتى تحرص منه الناس..
وقول أبو إبراهيم لابنه هنا واضح تمام من أنه سيفضح أبنه أمام العامة بأن يضع علامة عليه ثم سيهجرها بعدها...
أي
لأرجمنك أولا ثم أهجرني بعد هذا الرجم بشكل نهائي لأنك ستكون حينها قد وصمت بالعار أمام القوم مما يمنعني من الحياة معك بعدها..
عزيزي
إن الشياطين يحثون الدجالين على قراءة الطالع والرجم بالغيب...
وقوله تبارك وتعالى بأنه قد جعل النجوم رجوما للشياطين دلالة على أنه قد جعل النجوم علامات من علامات الشياطين واستخدامهم لها ليضلوا الناس بالطالع ويعلمونهم السحر والشعوذة وقراءة الطالع كنوع من أنواع علم الغيب..
ولكي يطمأن قلبك أكثر فأنظر هذه التالية الكريمة وماذا تقول:

((( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تمار فيهم الا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم احدا ))) الكهف 22

فهل ترى كيف تقول هنا ( رجما بالغيب )... أي علم من علامات الغيب...
فلو كان الرجم يأتي بمعنى القذف لكانت هذه التالية الكريمة مسار للسخرية ومن أن أحدهم يقف ويمسك الحجارة بيده ثم يقذف بها على الغيب كذاك الذي يحارب الهواء
عزيزي.....
إن الرجم يأتي بمعنى العلامة التي يعلم بها الشيء, ولا يأتي بمعنى قذف الشيء عليه..
ولا يوجد خلط بتاتا في هذه التالية الكريمة التي تتحدث عن رجم النجم هنا وبين الشهب كما تخيل لك...
والخطأ يكمن في عدم فهمك انت لكلمة رجم والتي ظنتنها قذف بسبب التفسير السلفي لها مما جعلك تراها وبناء على شروح وتفاسير قديمة على شكل شهب تقذف...

إنتهى الإقتباس


وهناك فرق بين العلامة والرجم:

العلامة تكون فى الخير والرجم هو للشر ( ومن هذا يأتى نعت شاهد القبر بالرجوم).

نصل الى الأية:

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [التوبة : 36]

الأثنا عشر شهرا فى الأية هى الأبراج الأثنى عشر ( الكواكب الأثنا عشر) وهى مشهورة ومشهرة ( زينة للناظرين، ترى بالعين المجردة) .

الحول يبدأ بأحد هذه الشهور وينتهى بأحدها وبها نعرف الوقت وحركة الشمس والقمر مرتبطة بها:

برج الحمل 21 آذار 21 نيسان
برج الثور 22 نيسان 21 آيار
برج الجوزاء 22 آيار 21 حزيران
برج السرطان 22 حزيران 21 تموز
برج الأسد 22 تموز 22 آب
برج العذراء 23 آب 21 ايلول
برج الميزان 22 أيلول 22 تشرين الأول
برج العقرب 23 تشرين الأول 21 تشرين الثاني
برج القوس 22 تشرين الثاني 20 كانون الأول
برج الجدي 21 كانون الأول 19كانون الثاني
برج الدلو 20 كانون الثاني 18 شباط
برج الحوت 19 شباط 20 آذار

ونخلص الى أن النجم هو ما يلمع فى السماء ( بإستثناء الشمس والقمر) منفرداً والتجمع النجمى يسمى كوكبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق