إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 24 يناير 2015

ووجدك ضالا فهدى



هل كان محمد عليه السلام ضالاً قبل أن يصطفيه الله رسولاً؟

هذه الأية لها علاقة بما جاء فى سورة الشرح:

وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)

يقول الطبرى فى جامع التفاسير:

حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: أَلَمَ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ: كانت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ذنوب قد أثقلته, فغفرها الله له.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ يعني: الشرك الذي كان فيه.

وما قالوه فى أية الضحى:

حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مِهْران, عن السديّ وَوَجَدَكَ ضَالاً قال: كان على أمر قومه أربعين عاما. وقيل: عُنِي بذلك: ووجدك في قوم ضُلاّل فهداك.

وهذا يتفق مع معنى الوزر فى سورة الشرح ، ما قاله إبن كثير أنه ضل فى شعاب مكة وهداه الله هو بعيد كل البعد عن ذلك وهو محاولة لنفى كون النبى عليه السلام على دين قومه قبل أن يوحى إليه وهذا الرأى يصطدم بمعنى الوزر فى الشرح.

وهذا تؤكده الأية التالية:

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) } (سورة الشورى 52 - 53)

محمد عليه السلام لم يكن يدرى ما الإيمان ، لأنه كان على دين قومه.

ونقرأ:

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) } (سورة يونس 15 - 16)

محمد عليه السلام لبث فى قومه قبل أن يبعثه الله رسولاً عمراً ، وقبل الوحى لم يكن يعلم شىء عن كتب الله السابقة ولم يكن مؤمناً بالله ، فهو كان كما كان قومه.

كتب التراث أجمعت على أن عمر النبى عند بعثه " أربعون عاماً" ، وإدعوا أن ذلك عمر المرسلين.

ولكن القرءان يخالف قولهم ، فتجد إبراهيم عليه السلام " فتىً" عندما أوحى الله إليه ، وموسى عليه السلام كذلك. بل تجد يحيى عليه السلام قد أتاه الله الحكم والنبوة صبياً.

وعليه ، لا يوجد ما يمنع من أن عمر محمد عليه السلام عند بعثه كان بين العشرين والثلاثين.

{ ) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) } (سورة الأَنعام 56 - 57)

{ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) } (سورة الرعد 36 - 37)

{ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) } (سورة النمل 91 - 92

صلاة السفر ، لا أصل لها

صلاة السفر ، لا أصل لها

لا يوجد فى القرءان الكريم ما أسموه صلاة السفر.

ما فى القرءان هو صلاة الخوف أو الحرب:

{ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) } (سورة النساء 101)

إذا ضربتم فى الأرض: تعنى السفر أو مغادرة القرية التى تسكنها.

إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا: هذا شرط القصر فى الصلاة وهو الخوف من فتنة الذين كفروا.

يعنى لو أنك مسافر وتأمن على نفسك فلا قصر للصلاة هنا

المستوشمات والمتنمصات

كذب وإفتراء على الله ورسوله : قولهم :" لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى".

إلى هؤلاء المفترون :

{ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) } (سورة النحل 116)

من لعنهم الله فى القرءان هم فئات معلومة:

الذين يؤذون الله ورسوله، والإيذاء هنا هو التقول عليهم مثلما قالوا " أن الرسول أذن" :

{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) } (سورة الأحزاب 57))

إبليس:

{ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) } (سورة الحجر 34 - 35)

الذين يكتمون أيات الله:

{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) } (سورة البقرة 159)

من قتل مؤمنا عمدا:

{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) } (سورة النساء 93)

أصحاب السبت

{ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) } (سورة المائدة 60)

من يرمى المحصنات:

{ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) } (سورة النور 23)

نقض الميثاق والفساد فى الأرض

{ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) } (سورة الرعد 25)

من يحرف الكلم عن مواضعه

{ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) } (سورة النساء 46)

هذا بالإضافة إلى الظالمين والكفار، وليس منهم بأى حال ما ذكرته الرواية المغتراة على الله ، تعالى الله عما يصفون.

................................

وهؤلاء المفترون يحرفون الكلم عن مواضعه ليفتروا على الله الكذب ، فتراهم يقرأون هذه الأية:

{ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121) } (سورة النساء 119 - 121)

ويحرفون " خلق الله" المذكورة فى الأية إلى نتف الشعر و إحداث تغيير فى الشكل الظاهرى للإنسان ، لو كان ذلك كذلك لحرم علينا قص شعر الرأس والأظافر ( رجالا ونساء) ولصرنا مثل الدواب.

خلق الله: نفهم معناها من الأية التالية:

{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) } (سورة الروم 30)

فطرة الله التى فطر الناس عليها = خلق الله = أن نقم وجهنا للدين حنيفا = ذلك الدين القيم.

أو بمعنى أخر: خلق الله هو الدين القيم ، دين الفطرة التى فطر الله الناس عليها.

وبتك آذان الأنعام فى الأية : الأنعام ملازمة للإنسان منذ خلقه ، فقد عاش على ألبانها وإستمتع بجلودها وأصوافها وطعم لحومها وهى آذان وإعلان لنا بأنه هناك خالق كريم أنعم علينا بنعم اللأنعام ، وهى وحدها كافية للوصول إلى الله ولكن إبليس عمل ويعمل على طمس وإخفاء تلك الحقيقة الظاهرة فنعمى فلا نبصرها. ويوجد على الصفحة بحث فى معنى " البتك"

النجس والرجس



ما هو الرجس؟

المعنى نفهمه من الأية التالية:

{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) } (سورة التوبة 125)

الذين فى قلوبهم مرضاً : تزيدهم أيات الله رجساً على رجسهم

نفهم منها أن المرض يدل على الرجس،

وهذا أتى من الإضطراب الحادث بفعل الراء والجيم، ويتم تنفيسه بالسين، هو إضطراب داخل القلوب يتنفس إلى الخارج فى صورة أفعال وأقوال.

عندما نقرأ الأيات كلها نجد:

{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) } (سورة الأحزاب 32 - 34)

الخضوع بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض ، تبرج الجاهلية الأولى أو مخالطة الرجال ، هذه الأفعال هى من الرجس وناتجة عن مرض فى قلوبهن. وعلاجه فى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والقرن فى البيوت وطاعة الله ورسوله. والدواء هو تلاوة ايات الله والحكمة فهى شفاء لما فى الصدور.

وعند دخول الزاى على الراء والجيم تُحدث تجاوز فى هذا الإضطراب ونتكلم هنا عن " الرجز" ، الذى هو شدة الإضطراب ولهذا قال المعجم أنها رعشة تصيب الأبل.

{ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) } (سورة البقرة 59)

رجزاً من السماء: يتمثل فى رعد وبرق شديد مصحوب بأمطار وساء مطر المنذرين. يحدث إضطراب بالغ الشدة تسمعه فى الرعد وتراه برقاً وتبعاته أمطار ثلجية تدمر أو طوفان يغرق الزرع والبيت.

هذا الإضطراب فى رجس والذى يتنفس خارجاً بالسين والدال على المرض ، هذا لا علاج له إن إستبدلنا الراء بالنون " نجس".

النون تدل على ظهور هذا الإضطراب الداخلى ظهوراً كامل فى الخارج وهذه مرحلة لا ينفع معها علاج. لهذا قالت المعاجم أن النجس ما هو إلا داء لا يبرأ منه.

النون تدل على النمو ، كأن هذا المرض القابع فى الداخل بالجيم ينمو إلى الخارج وتساعده فى ذلك السين. اصبح هنا الدخل والخارج شيئاً واحد متصل غير منقطع.

المشركون نجس: لا أمل فى شفاءهم من الشرك، هم إرتضوه لأنفسهم وإطمأنوا به:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) } (سورة التوبة 28)

هناك من أمن بعد الفتح فقاتل وأنفق، هؤلاء لا يتساوون مع من أمن من قبل الفتح. لا حظ إختلاف الدرجات من قبل الفتح ومن بعد. ومن ظل عى شركه بعد الفتح بعد أن رأى ألهته التى صبر عليها قائلا أنه شىء يراد، رأى أنه لم تدفع عنه ولا عن نفسها الضر وعاش نصر الله لرسوله للمؤمنين، وبعد كل ذلك لم يؤمن، هذا لا أمل فى أن يشفى.

{ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) } (سورة الحديد 10)

ولكن من هؤلاء الذين قال لهم القرءان سيحوا فى الأرض أربع أشهر؟ وإلى أين ذهبوا بعدها؟ لا إجابة فى كتب التاريخ.

الخلاصة: الرجس والنجس لا علاقة له بالقذارة كما تقرأ فى كتب الفقه ....

وترى الفلك مواخر فيه

وترى الفلك مواخر فيه:

ما ذكره لسان العرب نقلا عن التفاسير :

"وفي التنزيل: وترى الفُلْكَ فيه مَوَاخِرَ؛ يعني جَوارِيَ، وقيل: المواخر التي تراها مُقْبِلةً ومُدْبِرةً بريح واحدة، وقيل: هي التي تسمع صوت جريها، وقيل: هي التي تشق الماء، وقال الفراء في قوله تعالى مواخر: هو صوت جري الفلك بالرياح"

وكما ترى هى أقوال تخمينية ولم تحط بالمعنى لأنها بنيت على أن الفلك هى السفن.

مواخر: كما قالوا " تسمع صوت جريانها" وهذا تلمسه عند قولك " خرير الماء" ،

وخر كذلك هى سقوط من أعلى إلى أسفل ( خر راكعا وأناب).

الأية تصف موج البحر فى جريانه ، فأنت تسمع له صوت وترى له حركة مندفعة من أعلى إلى اسفل وهذا بفعل الرياح.

فلك: هذه الكلمة تصف كل ما هو مستدير ،

وقد قال لسان العرب :" والفَلَكُ موج البحر" ( وإن كان يجعلها بالفتح وهذا خطأ لأن فلك بفتح الفاء كما جاء فى القرءان تدل على مسار حركة ، الشمس والقمر فى فلك يسبحون).

فى الأية التالية الفلك تعنى كذلك موج البحر، فهى التى تجرى بأمر الله مثلها مثل السحاب يجرى بأمر الله فيسوقه بالريح إلى بلدة ميتة فيحييها:

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) } (سورة الحج 65)

وهنا كذلك تجد أنك تحمل على موج البحر ( الفلك)، وهذه أية من أيات خلق الله:

{ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) } (سورة غافر 80)

وفى هذه الأية :

{ وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44) } (سورة يس 41 - 44)

الفلك : تعنى مبيض الرجل ( لإستدارته) ، أو الماء الذى يحمل الحيوانات المنوية.

عندما تتدبر أيات يس السابقة ،

تجد قوله " وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" وبعده مباشرة تجد " وإن نشأ نغرقهم فى صريخ لهم " فتفهم أنه يتكلم عن موج البحر الذى هو فلك مثل الفلك الذى يحملنا والمثلية لكون هذا ماء وهذا ماء كذلك وإن إختلفت ماهية المائين. والله أجل وأعلم

............

{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) } (سورة النحل 10 - 18

لا يصدعون عنها ولا ينزفون

لا يصدعون عنها ولا ينزفون:

الحديث عن الخمر فى الأخرة،

{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) } (سورة الواقعة 17 - 19)

يُصدعون: صيغة المبنى للمجهول

وقد جاءت بصيغة المبنى للمعلوم فى قوله تعالى:

{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) } (سورة الروم 43 - 44)

الصدع هو حدوث شق فى الشىء وعند الحديث عن الأرض ذات الصدع نتخيل مشهد خروج النبتة من الأرض.

المعنى فى أية الروم يعطى التفرق ويتم هذا بخرج كل على حدة من مجموعته التى ينتمى إليها ليتحقق معنى " كلُ أتيه فرداً" بمعزل عن أهل بيته وقبيلته وعشيرته وسادته ومشايخه إلى أخره.

وقد قال لسان العرب هذا المعنى:

"وصَدَعْتُ إِلى الشيء أَصْدَعُ صُدُوعاً: مِلْتُ إِليه.
وما صَدَعَكَ عن هذا الأَمرِ صَدْعاً أَي صَرَفَكَ"

نرجع لأية الواقعة ، لا يصدعون عنها: لا يصرفهم عنها شىء ، والإنصراف عن خمر الدنيا يكون للشعور بالإمتلاء وهذا غير موجود فى خمر الأخرة.

ولا ينزفون : النزيف هو خروج لما فى الداخل وهذا يحدث لشارب خمر الدنيا عندما يُرجع من فرط الشرب، وهذا غير موجود فى خمر الأخرة.

المعنى بعيد كل البعد عن فقدان العقل أو السكر.

الذى يعطى معنى السكر وذهاب العقل هو " غول":

{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) } (سورة الصافات 45 - 47

معنى كلمة " سورة

معنى كلمة " سورة"،

قبل أن نبدأ نؤكد على أن العربية التى نتكلمها اليوم هى تطور عن السريانية والتى بدورها تمثل تطور عن الأرامية.

سأنقل هذا الجزء عن باحث (القس شربل صموئيل) فى الكتاب المقدس:

"الكتاب المقدس بحسب التقليد السريانيّ يُدعى "كتوبي قاديشي= ktobe qadishe" (الكتب المقدّسة)، أو "صُورَتْ كْتوبْ= şourat ktob" (متن الكتاب)، لفظنا كلا الكلمتين بحسب السريانيّة الغربيّة، وما يهمّني هنا هي التسمية الثانية. لم يُطلق السريان على قراءات الكتاب هذا الاسم ولا حتى على مجموعة أسفاره؛ لكنهم أطلقوه إشارة إلى متن الكتاب المقدّس كاملاً أو نصّه، مع العلم أن الكلمة الأولى أي "صُورَتْ" هي جزم كلمة "صُورْتو= şourto" وتعني: (1) صورة، وجه (2) سيماء، رسم، خطوط الوجه (3) مثل، شبه (4) صورة، ايقونة (5) صورة: خلاف مادّة (6) صورة عقليّة، تصوّر (7) سجيّة، مزية، طبع (8) خطّ، كتابة (9) متن الكتاب المقدّس كلّه (10) ثوب منقوش (11) الظاهر، الخارج (بحسب معجم المطران يعقوب أوجين منا في طبعته الثانية التي بدّلت اسمه الأصلي لتجعل منه "قاموس كلداني- عربي" بعد أن كان "دليل الراغبين في لغة الآراميّين"، كونه أفضل وأشمل ما طبع من معاجم اللغة السريانيّة). أمّا تعبير "متن الكتاب" فهو يُشير بطريقة مباشرة إلى نصّ الكتاب المقدّس، فهو يعني لغويّاً: خلاف الشرح والحواشي، ولمزيد من الشرح نجد أنَّ تعبير "متن الشيء" يعني: ما ظهر منهُ، و"متن اللغة": أصولها ومفرداتها" إنتهى

محاولة الباحث الربط بين كلمة متن الكتاب وبين الظاهر من الشىء ليبرر بها فهم صورتو على أنها تعنى متن الكتاب هى محاولة غير موفقة، لأن المتن كا قال هو يعنى الأصل ولا علاقة لها بالظاهر، لأنه من باب أولى تسمية الشروح والحواشى بالظاهر من الكتاب وليس الأصل نفسه.

فى التقليد السريانى يستخدمون مصطلحين ، مصطلح " قريانا" ويعنون به الجزء المقروء المسموع ومصطلح صورتو ويعنون به خلاف ما ذهب إليه الباحث الجزء المكتوب أو المخطوط وهذه إحدى معانى كلمة "صورتو" كما جاء فى المعجم السريانى.

ويتابع الباحث قوله:

"هذا مع علمنا أن قلب الأحرف (من حرف إلى آخر) في اللغتين السريانيّة والعربيّة، وخصوصاً أحرف الصّفير (س، ش، ص، ز)، أو تسبيق بعضها على البعض الآخر، معروف لدى أئمة اللغة والعاملين في هذا الحقل، كأن نقول: " صْفارْ= şfar" بالسريانيّة التي تُقابل "سَفَرَ" العربيّة، فالأولى، أي السريانيّة، تعني أصبحَ الصّباحُ، والثانية إذا اقترنت بالصّباح تُشير إلى المعنى ذاته. أيضاً "زْداقْ= zdaq" بالسريانيّة التي تقابل "صَدَقَ" العربيّة." إنتهى

ولأن العربية المتطورة تفرق بين السين والصاد والشين تجد كلمة "صورة" تحمل دلالة الشكل والملامح كما فى " صوركم فأحسن صوركم" ، وكلمة " سورة" تعنى شكل ورسم المكتوب أو الكتاب.

وهذه الكلمة "سورة" لا علاقة لها بكلمة " سور" ، لأن جمع سورة " سوَر" وهذا يختلف عن سور وأسوار وهذا ما إنتهى إليه لسان العرب فى تخريجه للكلمة.

لسان العرب :" وأَما سُورَةُ القرآن فإِنَّ الله، جل ثناؤه، جعلها سُوَراً مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ ورُتْبَةٍ ورُتَبٍ وزُلْفَةٍ وزُلَفٍ، فدل على أَنه لم يجعلها من سُور البناء لأَنها لو كانت من سُور البناء لقال: فأْتُوا بِعَشْرِ سُوْرٍ مثله، ولم يقل: بعشر سُوَرٍ، والقراء مجتمعون على سُوَرٍ، وكذلك اجتمعوا على قراءة سُوْرٍ في قوله: فضرب بينهم بسور، ولم يقرأْ أَحد: بِسُوَرٍ، فدل ذلك على تميز سُورَةٍ من سُوَرِ القرآن عن سُورَةٍ من سُوْرِ البناء"

الخلاصة هى أن " سورة" هى "مخطوط مرسوم"

الكذاب الأشر


فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) القمر

شر (مقاييس اللغة)

الشين والراء أصلٌ واحد يدلُّ على الانتشار والتّطايُر. مِن ذلك الشرّ خلاف الخير.
ورجلٌ شِرِّير، وهو الأصل؛ لانتشاره وكثرته.
والشَّرُّ: بسْطُك الشيءَ في الشمس.
والشّرارة، والجمع الشّرَارُ.
والشّرَر: ما تطاير من النّار، الواحدة شَرَرَة. إنتهى

أشر: الألف مبتدأ الحركة ، كسرة الشين ضرورى لتغير إتجاه الحركة من المصدر إلى الخارج ، والشين والراء هى مستصغر الشىء ( دلالة السوء فيه).

الفرق بين " الشرير" و" الأشر" هو : الشرير يفعل الشر أو أن الصفة يحملها هو بنفسه فى نفسه، أما الأشِر فهو مصدر مسبب لحدوث الشر،

هنا فى الأية: هو يدعو إلى الشر.

أشر: تعنى فى السريانية " النار" لأنها مصدر " للشرر".

ما قالته التفاسير من معانى التعاظم والكبر ، ما هو إلا تخمينات لا أصل لها

الصابئون والصابئين ، ولماذا الإختلاف

الصابئون والصابئين ، ولماذا الإختلاف:

عندما نقرأ الأية:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) } (سورة الحج 17)

فى أية الحج نجد خمس مجموعات مختلفة فيما بينها وهى معطوفة على بعضها بالواو التى تفيد التفريق ، قبل الفصل بينهم تقف كل مجموعة على حدة متباينة عن الأخرى وبعد الفصل بينهم ترفع هذه وتنخفض تلك.

فى أية البقرة:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) } (سورة البقرة 62)

هنا أربع مجموعات مختلفة فيما بينها ويختلف أجر كل على حدة عن الأخرى ، فأجر الذين أمنوا يختلف عن الذين هادوا وهذا عن النصارى وذلك عن الصابيئن ، المحصلة أربع أجور مختلفة لإختلاف المجموعات، فكل مجموعة تتميز عن الأخرى.

فى أية المائدة:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) } (سورة المائدة 69)

هنا تمييز بين مجموعتين فقط ، الأولى هى مجموعة الذين أمنوا ، والثانية تضم الفرق الثلاث معاً ( الذين هادوا والصابئون والنصارى)، ولهذا كما قالوا جملة " والذين هادوا ..............." معطوفة على جملة " إن الذين أمنوا".
هنا لا يوجد تمييز فى " فلا خوف عليهم" ولكن يوجد تمييز بفصل مجموعة الذين أمنوا عن باقى المجموعات. كأنك تقول مجموعة الذين أمنوا فى كفة وباقى المجموعات فى كفة. وذلك خلاف أية الحج والبقرة حيث تجد أربع أو خمس كفات مختلفة عن بعضها البعض والنتيجة تكون فى الأجر فى أية البقرة أو الفصل بينهم فى أية الحج

يخرج من بين الصلب والترائب

{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) } (سورة الطارق 5 - 10)
فى معنى الترائب قالوا:

"والتَّرَائِبُ: عِظَامُ الصَّدْرِ، أو ما وَلِيَ التَّرْقُوَتَيْنِ منه، أو ما بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ والتَّرْقُوَتَيْنِ، أو أرْبَعُ أضْلاعٍ من يَمْنَةِ الصَّدْرِ، وأرْبَعٌ من يَسْرَتِهِ، أو اليَدانِ والرِّجْلانِ والعَيْنَانِ، أو مَوْضِعُ القلادة" القاموس المحيط

والتفاسير لم تأتى بجديد لأن ما فى المعاجم منقول عنها.

هذه الكلمة جاءت كذلك فى سفر حزقيال 23 :

"وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ"

والكنيسة مثلها مثل تفاسير القرءان أرجعت الكلمة إلى ما ذكرناه عن القاموس المحيط.

ذكرى لسفر حزقيال لأن هناك من أتباع الكنيسة من يخوض فى هذه الأية من القرءان.

وأصحاب الإعجاز العلمى يقولون بأن الترائب هى الضلوع وأن الصلب هو العمود الفقرى.

الأية تقول : من بين ( الصلب والترائب) ولا تقل : من الصلب والترائب، وإنه لفرق كبير

من بين: تعنى البينية ، بين شيئن وهذا لا يتحقق إلا إذا إجتمع الشيئان مع بعضهما البعض ليخرج من بيناتهم الماء الدافق.

هذا الإجتماع يحدث عند الجماع بإيلاج القضيب ( الصلب) داخل الترائب ( وهى وصف للجزء الخارجى الظاهر من المهبل ويشمل البظر وشفتى المهبل)

كلمة صلب أتت جمع فى الأية:

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) } (سورة النساء 23)

وهى تعنى العضو الذكرى.

القرءان وصف الأعضاء التناسلية كذلك بالفرج:

{ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) } (سورة التحريم 12)

{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) } (سورة النور 30)

والفرج يحدث بنشوء فتحة فى الشىء وهذا وصف لألية خروج الماء وألية الجماع كذلك.

والصلب هو وصف للعضو الذكرى أشبه بقولنا القضيب، وهو يعبر عن الشدة والقوة والتماسك.

الترائب: يقول صاحب مقاييس اللغة أن مادة " ترب" تعنى التساوى بين شيئين ، وإن كان ذلك كذلك فتكون الترائب هى شفتا المهبل، واتت بصيغة الجمع وتدل على المثنى وهذا يوجد مثله فى القرءان.

ربما إستخدام الترائب فى سفر حزقيال عند قراءتك لما ذكرناه منه أعلاه يؤكد هذا المعنى الذى إنتهينا إليه.

{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) } (سورة الطارق 5 - 10)

المتشابه من القرءان

المتشابه من القرءان:

يوم أن يأتى تأويله: هذا يوم القيامة

{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53 } (سورة الأَعراف 53)

يوم القيامة سنعلم تأويل القرءان علم اليقين.

تجار الدين السابقون ومن تبعهم متاجراً أقنعوا العامة أنهم يعلمون تأويل القرءان، هم وحدهم ولا غيرهم.

وذلك إستناداً على الأية:

{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ( هنا ممنوع الوصل (لا) )وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) } (سورة آل عمران 7)

زعموا أنه هناك قراءة تعطف " الراسخون فى العلم" على " لفظ الجلالة الله"، وهذا كذب وإفتراء وسوء فهم.

والدليل هو أية الأعراف أعلاه التى تقول أن تأويله يوم القيامة.

التأويل لا يعنى الشرح والتفسير، ودلالته نفهما من سورة يوسف،

الملك رأى سبع بقرات ثمان يأكلهن سبع عجاف ، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات.

تأويل يوسف عليه السلام لهذا الكلام: سبع سنين فيها الخير بنزول الماء وزراعتهم الأرض و سبع أخر لا ماء فيها وفيها القحط.

التشابهة بين قول الملك وتأويل يوسف تقرأ مثيله فى القرءان:

{ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) } (سورة الزخرف 11)

نزول ماء السماء وإحياء الأرض الميتة

كذلك تخرجون

هذه أية متشابهة ( كتاب متشابه مثانى) ،

نحن نعلم ونفهم ماهية نزول ماء السماء ونعلم ونشهد إحياء الأرض بعد موتها ، ولكن ما لا نعلمه هو كيفية البعث بخروج الموتى، هنا لا نعلم تأويل وجه الشيه بينهما كما علم يوسف عليه السلام وجه الشبه بين البقرات السمان التى يأكلهن العجاف.

نأخذ مثال أخر من المتشابه،

شجرت الزقوم التى طلعها رؤوس الشياطين تعادل فى الحياةة الدنيا شجرة الشطة التى تأكل منها فتغلى فى البطون ، هذه الصورة ضعها مقابل صورة الملك فى قوله سبع سنبلات خضر وأخر يابسات، و الصورة الحقيقية للسنبلات هى سنين زرع وخير وسنين جفاف وقحط، بينما الصورة الحقيقية لشجرت الزقوم لا نعلمها إلا فى اليوم الأخر عندما يأتى تأويلها.

وقس على ذلك كل نعيم الجنة من سرر وفرش وأباريق وأكواب وخمر ولبن وعسل وفاكهة، وجحيم النار من ماء حميم ونار وزقوم وسلاسل وأغلال.

التأويل لا يعنى رد المتشابه إلى المحكم كما يفهمون ،

الأيات المحكمة منفصلة عن المتشابهة ولا علاقة بينهما،

عندما تسمع قوله تعالى " أنقوا مما رزقناكم " فهذه أية محكمة لأن فهمها فيها ومنها ويدل عليها ولا تحتاج إلى تأويله إلى صورتها اليقينية لأننا نعلم ما هو الإنفاق.

وكذلك الحديث عن مخلوقات الله من سماء وأرض وما فيهن هى أيات محكمة لأننا نراها رؤية العين ونعايشها. تنظيم العلاقات الأسرية والعلاقات بين الأفراد من تسامح وعفو أو قصاص كلها أيات محكمة. الصيام والحج والصلاة بمعناها الخاص والعام ، هذه أيات محكمة. هلاك الأمم السابقة والتى نرى آثارها باقية هى ايات محكمة. القصص الحق عن عصر النبوة هو من الأيات المحكمة ولا تحتاج غلى تأويل المتأولين.

الذين فى قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه إبتغاء تأويله وهذا تراه كمثال عند من يحاول التأويل العددى لأيات القرءان، فقد حاول اليهود معرفة عمر أمة محمد من مطالع السور كما يقول التراث ويحاولون اليوم من قراءة التوراة الوصول إلى نهاية العالم بحساب الأرقام. وهناك من توصل من حساب أيات القرءان إلى نهاية دولة إسرائيل.

وهناك تأويلات كثيرة للبعث كقولهم عودة النفس فى صورة حيوان أو أن لكل إنسان أكثر من حياة يحياها.

الخلاصة:

التأويل هو رد صورة متشابهة إلى صورة يقينية حقيقة كمثال رد صورة البقرات السمان والعجاف إلى سنين خير وسنين قحط

والبدن جعلناها لكم من شعائر الله

فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها، 

{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) } (سورة الحج 36)

عندما تقرأ فى المعجم تحت مادة " وجب" تنتهى إلى لاشىء،

وجب: الباء تدل على إنبثاق وإمتلاء ، الجيم حركة منجذبة إلى الداخل فهى تؤثر على الباء مستعينة بالقوة التى فى الواو وهى بذلك تمنع إنبثاق الباء.

وجبة الطعام: تدل على موعد إستحقاق تناول الطعام ودلالته فى إنبثاق البطن إلى الداخل، علامة الجوع.

الجنوب مفرد الجنب، وجاءت فى الأية بصيغة الجمع لأن الحديث على مجموع البدن وإن كان لكل واحد من البدن جنبان لا غير.

الناقة أو البقرة إن أُلقحت ولم تعشر أو تشول أو تحمل أو تحبل فقد وجبت جنوبها.

وعند الأخذ بمعنى الإنقطاع كدلالة لكلمة " وجبت" ومعنى القرب من كلمة " جنوب" فهمنا إدبار أو إعراض الناقة عن الضراب أو التلقيح.

فى كلا الحالتين تتكلم الأية عن النوق والأبقار التى لا تحمل أو تشيل،

فى هذه الحالة لنا أن نأكل منها والأكل منها لا يعنى الأكل من لبنها ولكن الأكل من لحومها بدلالة الأية التالية التى تقول أن الله لا ينال لحومها ودماءها ولكن يناله التقوى منكم.

هنا إشارة إلى أولى الألباب بعدم ذبح الإناث، ولهم ذبحها فى حالة إنعدام حملها لأى سبب هو. عليهم إذا الإستفادة من لحومها ولا ينسوا القانع والمعتر فهذا هو شكرهم لله:

{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) } (سورة الحج 36 - 37)

وإذكروا إسم الله عليها صواف: أصح قول فيها ما قالوه " صاف وخالص لله

الخميس، 1 يناير 2015

قل نعم وأنتم داخرون

قل نعم وأنتم داخرون:
دخر : الخاء تفيد الخمول والضعف، تقرأها فى " خمول ، خور ، خر ، خرف وغيرها"
وإتجاه حركة الخاء من الخارج إلى الداخل " دخل" " خجل" ومعنى الخروج فى خرج أتى بفعل تأثير الجيم.
الدال والتى يقال عليها الدالة تعبر عن حركة متجهة من نقطة إلى نقطة أخرى ( بداية ونهاية).
إدخار النقود يتم بتغير إتجاه حركة النقود إلى الداخل بدلاً عن الخارج لتكمن فى الداخل بفعل خمول الخاء فيتوقف إستثمارها وفاعليتها فى عملية الشراء والبيع.
عندما نقرأ الأيات:
{ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) } (سورة الصافات 16 - 21)
تفهم أن البعث يتم بلا مقاومة منا ، نحم حينئذٍ داخرون : لا حول لنا ولا قوة ، مدفعون بفعل الدال لتتم عملية البعث وحالنا تعبر عنه الخاء التى تفيد خوار قوتنا وإنعدام المقاومة.
وتجد من يستكبر عن عبادة الله يدخل جهنم داخر، بلا مقاومة وفى حالة إستسلام تام:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) } (سورة غافر 60)
داخر = لا حول ولا قوة له يندفعاً إندفاعاً بلا أدنى مقاومة منه 

يوم تأتى السماء بدخان مبين؟

يوم تأتى السماء بدخان مبين؟

هل حدث ذلك فى عهد الرسول عليه السلام؟

الأبحاث العلمية ( أبحاث علمية وليست أبحاث أصحاب الإعجاز العلمى) تقول أنه هناك دلائل بناءً على كتابات موثقة وكذلك بناءً عن دراسة حلقات الشجر فى العام 550 قبل الميلاد. وهذه الدراسة تقول بأنه كان هناك دخان غطى الأرض ونتيجته كانت الشمس تضىء كما القمر ، بمعنى ضعف أشعة الشمس وأنها كانت تظهر فقط أربع ساعات فى اليوم وكانت كارثة حقيقة أفسدت الزرع وقد قدم الناس أضاحى كثيرة ليرفع عنهم البلاء.

ولكن هذا وفقاً للدراسة كان فى العام 536 تقريباً وإستمر عام كامل. ونحن نعلم أن البعثة كانت بعد قرن من ذلك التاريخ،

فهل كذب التأريخ للبعثة النبوية وأنه هناك قرن من الزمان مفقود؟

ونحن لا نجد ذكر لتلك الحادثة فى كتب العرب التى كتبها المؤرخون أو من فسر القرءان أو حتى كتب السيرة وهذا يضع ألف علامة إستفهام عليها.

{ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) } (سورة الدخان 1 - 16)

إشارة لهذه الدراسة تجدونها هنا ( للغة الإنجليزية)

http://www.realclimate.org/index.php/archives/2008/03/536-ad-and-all-that

واللغة الألمانية :

http://www.scilogs.de/klimalounge/was-war-los-im-jahr-536-n-chr/

إضافة:

قد راجعت ما ذكره الطبرى فى تفسيره ووجدت إختلافهم فى الدخان ، فمنهم من يقول أه يوم القيامة والأخر يقول بأن قوم النبى عليه السلام أصابتهم مجاعة عام كامل وهذا يتفق مع الددراسة وإن كان هذا الرأى غير موثق تاريخياً عند العرب.

وأدعوكم لقراءة هذه من كتاب الطبرى وأن تتدبروا أخر المقالة :

حدثنا أبو كُرَيب, قال: حدثنا أبو بكر بن عياش, عن عاصم, قال: شهدت جنازة فيها زيد بن عليّ فأنشأ يحدّث يومئذٍ, فقال: إن الدخان يجيء قبل يوم القيامة, فيأخذ بأنف المؤمن الزكام, ويأخذ بمسامع الكافر, قال: قلت رحمك الله, إن صاحبنا عبد الله قد قال غير هذا, قال: إن الدخان قد مضى وقرأ هذه الاَية فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السّماءُ بِدُخانٍ مُبِين يَغْشَى النّاسَ هَذَا عَذَابٌ ألِيمٌ قال: أصاب الناس جهد حتى جعل الرجل يرى ما بينه وبين السماء دخانا, فذلك قوله: فارْتَقِبْ وكذا قرأ عبد الله إلى قوله: مُؤْمِنُونَ قالَ: إنّا كاشِفُوا العَذابِ قَلِيلاً قلت لزيد فعادوا, فأعاد الله عليهم بدرا, فذلك قوله: وَإنْ عُدْتُمْ عُدْنا فذلك يوم بدر, قال: فقبل والله, قال عاصم: فقال رجل يردّ عليه, فقال زيد رحمة الله عليه: أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «إنّكُمْ سَيَجِيئُكُمْ رُوَاةٌ, فَمَا وَافَقَ القُرآنَ فَخُذُوا بِهِ, وَما كانَ غيرَ ذلكَ فَدَعُوهُ».

عنيت بأخر المقالة هذا:

رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «إنّكُمْ سَيَجِيئُكُمْ رُوَاةٌ, فَمَا وَافَقَ القُرآنَ فَخُذُوا بِهِ, وَما كانَ غيرَ ذلكَ فَدَعُوهُ».

القسطاس والقسط

القسطاس والقسط:

قسطاس:

وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ [الشعراء : 182]

فسطاس: هى من " قس" للقياس ، ومن " طاس" مذكر " طاسة" ،

قسطاس: هو كفتى الميزان ووحدة الميزان أو الثقل ،

لهذا قال " المستقيم" ، عند وزن الأشياء يجب أن تستقيم كفتى الميزان وهو فارغ قبل الوزن وعند الوزن وبه الثقل والشىء الموزون. وإن كان الميزان ميزان إلكترونى حساس يجب أن يكون المؤشر عن الوضع صفر.

القسط: هو معيار الوزن أو معيار القياس الثابت غير المتغير وهو الثقل فى الأوزان،

وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء : 47]

قوله " الموازين القسط" لأنها موازين ذات معيار ثابت لا يفرق بين الناس فى الوزن. تأمل : وإن كان مثقال حبة أتينا بها ، حتى هذه الحبة الصغيرة له معيار وزن عند الله.

الحكم بالقسط: هو الحكم بمعيار ثابت لا يفرق بين قريب وبعيد أو أمير وغفير

{ لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) } (سورة الممتحنة 8)

نقسط إليهم: بعدم تفريقاً بينهم وبين من ننتمى إليهم فى الدين وذلك فى المعاملات

والنخل باسقات لها طلع نضيد

والنخل باسقات لها طلع نضيد:

فى القرءان طلع بالعين وطلح بالحاء،

الطلح جاء وصفه بأنه " منضود" ( فى الجنة)،

الطاء واللام ( طل) تدل على بروز وظهور أتى من إستطالة الطاء، الحاء تدل على محدودية هذا الظهور، لهذا طلح بالحاء هى أو ما يظهر من الثمار.

بينما العين تدل على خروج من الداخل إلى الخارج أو من أسفل إلى أعلى لهذا نقول أنها تدل على العلو والإرتفاع،

النخل باسقات: البسق هو إنبثاق مع تنفيس بإستقامة. هو علو بالغ مع إستقامة وهو هنا يصف نخل جوز الهند.

نخل جوز الهند لها طلع نضيد وطلعها هو ما تستخرجه من داخل القشرة ذات الألياف، هذا الذى يطلع من القشرة نضيد، هو نضيد لأنه صورة ضدية للقشرة. القشرة سمراء ذات ألياف وداخله شديد البياض ( اللبن). وحرف الضاد من مكونات اللون الأبيض ( العامل الأساسى لظهور اللون).

معجم القاموس المحيط قال تحت مادة " طلع":

" و~ من النَّخْلِ: شيءٌ يَخْرُجُ كأنه نَعْلانِ مُطْبَقانِ، والحَمْلُ بينهما مَنْضودٌ، والطَّرَفُ مُحدَّدٌ، أو ما يَبْدُو من ثَمَرَتِهِ في أوَّلِ ظُهُورِها، وقِشْرُه يُسَمَّى: الكُفُرَّى، وما في داخِلِهِ: الإِغْريضُ لبيَاضِهِ"

والمعاجم تفهم الطلع على أنه الموز. هذا الفهم أو ما قاله القاموس المحيط فى وصف الثمرة وربطها بالبياض لأنهم أدركوا أن الطلع هو ما يخرج من القشرة ولونه أبيض.

ولكن النخل الباسقات هنا هى نخل جوز الهند وطلعها هو ما نستخرجه من القشرة.

فى الجنة بشاير الثمار منضودة، لأنها كاملة النضوج ، أو الثمار أول ما تظهر تكون ناضجة ومستوية.

كلمة " نضد" تدل على ظهور شىء فى صورة عكسية، النون حركة ناتجة عن " ضد"،

لنوضح أكثر ،

ضر: تدل على الضعف وسوء الحال ، تدخل النون " نضر" فتدل على اللمعان والحسن والبهاء ولذلك قالوا عن الذهب أنه " نضر".

وتأمل " خضد" من تأثير الخاء التى تفيد الخمول على " ضد" أعطى معنى مغاير للشوك. لم يعد هذا الشوك يشكل ضد لك.

معنى نضد لا يفيد التراكم ولكنه يفيد ظهور حركة جديدة خلاف حركة سابقة لها مغايرة.

حجارة من سجيل منضود: السجيل هو السحاب المحمل بالماء ، وهذا الماء منضود لأنه فى حالة متجمدة متمثلا فى كرات الثلج ( وترى هنا البياض) وهذه حالة مغايرة للسيولة التى فى الماء.

قالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب

قالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب:

هذا قولهم إستهزاءً بالرسالة ، فماذا تعنى كلمة " قطنا"؟

القاف حركة تتشكل فى مرونة بفعل الطاء، بمعنى أن الطاء تعطى القاف مرونة وسهولة لتغير من شكلها. ( قلنا سابقاً أن القاف تدل على شكل القوس الذى يتمفيشكل شكل القمر النهائى).

لهذا تجد فى دلالة كلمة " قطر" هذا التكرار بالراء للتغير الحادث فى شكل القاف ، المعنى أتى من سرب الدواب ( طير أو جمال أو غيره) التى تسير أو تطير وراء قائد السرب وتغير من حركتها طوعاً لحركة القائد ومنها أتى اليوم معنى القطار أو القاطرة لأن العربات التى خلف مقدمة القطار ( كبينة القيادة) تتبع المقدمة فى الحركة.

القط أو ما نسميه البس والبسة أتت تسميته " قط" من حدبة العين التى تتميز بمرونة الحركة ليتغير شكلها ، فتكون شق طولى ضيق ليتغير فيصير إلى الشكل الدائرى.

ما فهمته المعاجم من معنى النصيب أو الحظ هو من حقل المعنى أو يندرج تحته،

قولهم كان إستهزاءً بالرسالة التى جاءت كبشير ونذير ، النذير يتمثل فى شكل الشق الضيق من حدبة عين القط ، والبشير يتميز فى الشكل الواسع الدائرى للحدبة. هو يحمل معنى الشر والخير معاً وهم أرادوا أن ينالوا قطهم فى الحياة الدنيا قبل يوم الحساب وفقاً لمنطق " يا بختك يا أبو بخيت" ولهذا يمكن قبول فهم الكلمة بالحظ أو البخت والنصيب.



ومعرفة دلالة الكلمة أحسن فهماً ......... وأتت منها الكلمة كات cat فى الإنجليزية ( وكذلك كَت cut )

{ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) } (سورة ص 1 - 17)

وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً

وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً:

ما هو جذع النخلة؟

عند العامة هو ساق النخلة،

ولكن المعجم غير متأكد من دلالته، فتجد لسان العرب يقول أنه يقال أنه ساق النخلة ، كما يقول أنه يقال أنه يبين بعد أن يبين ساق النخلة وهذا يعنى أنه ليس ساق النخلة.

الجذع ، حتى لا نطيل، هو الساق من سباطة البلح الذى يحمل شماريخ البلح،

المعاجم إتفقت على أن كلمة "جذع" تدل على الطراوة وهى عندهم فى البهائم تدل على حداثة السن ، فقالوا أن الجذع من الشاة هو وليدها فى عامة الثانى ومن البقر فى العام الثالث وهكذا .....

العين فى " جذع" تدل على علو وإستقامة ، الذال تذلل هذا العلو ، لتتمكن الجيم من جذبه إلى الداخل فيحدث إنحناء فيه. ومن هذا أتى مدلول الطراوة الذى فهمته المعاجم.

وهذا لا ينطبق إلا على ساق سباطة البلح، وهذا هو الذى تهزه مريم عليها السلام لتساقط عليها رطباً جنياُ، ولا مجهود فى ذلك يبذل، وحتماً النخلة كانت قصيرة وفى متناول يديها. وأظنه كان لتسلية مريم عليها السلام ليذهب عنها الروع ...... تأثير نفسى ، والله أعلم بمراده

وإذ أخذ ربك من بنى ءادم من ظهورهم ذريتهم

وإذ أخذ ربك من بنى ءادم من ظهورهم ذريتهم:

بعيداً عن أقوال التفاسير ،

العظة فى الأية تتمثل فى قوله تعالى :" أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، أو تقولوا أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم" ...

القرءان أعلمنا بما يحدث يوم القيامة ولا نجد فيه أى إشارة إلى عالم الذر هذا المفترى ، إنما نجد:

{ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) } (سورة غافر 49 - 50)

ألم تأتكم رسلكم بالبينات : هذا ما نجده ، رسل أرسلهم الله للناس مبشرين ومنذرين

ونجد إلقاء اللوم على الأباء ( كل أمة تعلق ضلالها فى رقبة الأمة السابقة لها ، أو كل جيل يتهم الجيل السابق له)

{ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) } (سورة الأَعراف 38)

وهذا ما تحذرنا منه أية الأعراف:

{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) } (سورة الأَعراف 172 - 173)

النشأة الأولى كانت من تراب، والأخرة كانت من نطفة وهنا أتت الذرية من ظهورنا وأصبح هنا أباء وأبناء ، أجيال تلى أجيال وكل جيل يرث العلم من الجيل السابق له وهذا الإرث ليس مبرر أو حجة لنا يوم القيامة إن كان إرث فاسد ضال ومضل.

لأن الله يرسل لنا الرسل، ولا يعذب حتى يبعث رسول:

{ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) } (سورة الإسراء 15)

فى صحف موسى وإبرهيم الذى وفى نجد " لا تزر وازرة وزر أخرى" ، كل نفس تحمل إيمانها إن أمنت أو كفرها إن كفرت، إرث الأباء لا منطق له هنا.

شهادتنا على أنفسنا هى شهادة بعضنا على البعض:

الله يتخذ من الذين أمنوا شهداء على الناس ، يشهدون بأن رسل الله أبلغوا رسالته وأنها وصلت للناس وهذا ما قالته الملائكة أعلاها:

{ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) } (سورة آل عمران 140)

إقرأ الخلاصة فى الأيت التالية:

{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) } (سورة الزمر 69 - 74)

ولا تنسى تلك الأية الحكيمة:

{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) } (سورة البقرة 134)

............ أنت مع نفسك ..................

{ تِلْكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) } (سورة الجاثية 6 - 10

الصلاة على النبى فى الصلاة وغيرها

الصلاة على النبى فى الصلاة وغيرها:

يقولون فى صلاتهم :" اللهم صلى على محمد .............. إلى أخره"

هذا دعاء، تدعو الله أن يصلى على محمد، أليس كذلك؟ هو كذلك

ماذا تقول فى الأية الكريمة:

{ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) } (سورة الأحزاب 56)

أيها العاقل، ماذا تفهم من الأية؟ ألم يقل الله أنه وملائكته يصلون على النبى؟

فما المغزى من أن تدعو الله أن يصلى على نبيه؟

هل تظن أن الله قد ينسى ما قاله ويحتاج إليك لتذكره بذلك؟ تعالى الله عما تصفون.

ألم يقل الله كذلك أنه وملائكته يصلون على المؤمنين؟

{ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) } (سورة الأحزاب 43)

يعنى هذا أن صلاة الله وملائكته ليس ميزة للنبى وحده ، فالله وملائكته يصلون كذلك على المؤمنين.

والنبى نفسه كان يصلى على المؤمنين:

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) } (سورة التوبة 103)

يعنى هذا أن النبى كان يصلى على المؤمنين وهناك أمر للمؤمنين بأن يصلوا هم كذلك على النبى ، أليس كذلك؟

فما معنى الرواية الكاذبة التى تقول " من صلى عليا عشرا صلي الله عليه عشرا" أو غفر الله له عشر خطايا؟ لا معنى لها البتة. كما لا معنى لقول الناس فى جلسة الصلاة " اللهم صلى على محمد".

الله وملائكته يصلون على المؤمنين ليخرجوهم من الظلمات إلى النور ،

ومحمد عليه السلام كان يتلو عليهم أيات الله ليخرجهم من الظلمات إلى النور وهذه صلاته عليهم:

{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) } (سورة الحديد 9)

{ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقًا (11) } (سورة الطَّلَاق 11)

ولهذا صلاته عليه السلام عليهم هى " سكناً لهم" ، تسكن أنفسهم بسماعهم كلام الله. وهذا طبعاً لمن عاصر الرسول وكان على قيد الحياة. اليوم بعد أن مات الرسول محمد إنقطعت تلاوته القرءان بلسانه. ولكن القرءان باق ومحفوظ وما زال يتلى على الناس وأكثرهم عنه معرضون.

كيف كان من عاصر الرسول عليه السلام يصلى عليه؟

صلاتهم هنا هى ولايتهم للرسول:

{ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) } (سورة التحريم 4)

{ اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) } (سورة البقرة 257)

بولايتهم له ينصرونه ويدفعون عنه الأذى ، تأمل الأية الأمرة بذلك فى سياقها بقراءة ما قبلها وما بعدها لتفهم:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55) إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) } (سورة الأحزاب 53 - 60

البشارة بمحمد عليه السلام

البشارة بمحمد عليه السلام:

هل توجد فى التوراة بشارة بعيسى عليه السلام؟

نعلم من القرءان أن التوراة والإنجيل تنبأت بقدوم محمد عليه السلام:

{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) } (سورة الأَعراف 157)

ونجد دلالة على قدوم موسى عليه السلام:

{ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) } (سورة القصص 5 - 7)

ولا نجد فى القرءان فيما قصه علينا من حديث بين عيسى عليه السلام وبنى إسرائيل إيحاء نفهم منه أن قدومه كان معلوماً عندهم فى التوراة.

بل نجد أن الله جعله وأمه أية:

{ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) } (سورة المؤمنون 50)

فمن هو يسوع المخلص الذى فى التوراة؟

يسوع (بالعبرية: יֵשׁוּעַ؛ بالسريانية: ܝܫܘܥ)

تقرأ لهم تخريجات للوصول لمعنى يسوع العبرية ( يوشع) ويقولون أنها تعنى المنقذ أو الله يخلص ، ولكن هذا المعنى يأتى من الكلمة " hoshia" العبرية والتى هى فى العامية العربية " حوش" والتى تعنى إنقذنى أو إمنع عنى شىء.

بينما يوشع أو يسوع فهي من السعة وتعنى الذى يسع الجميع ، ونترجمها إلى الرحيم. أو النبى الرحيم.

ويكفى أن تعلم أن لقب عيسى فى القرءان هو المسيح وليس يسوع:

{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) } (سورة آل عمران 45)

وهذه نفس البشارة التى تجدها فى الإنجيل عندما بشرت الملائكة يوسف بمولد عيسى ولكنهم حرفوا المسيح إلى يسوع.

"لأن الذي هي حبلى به إنما هو من الروح القدس. فستلد ابنا، وأنت تسميه يسوع، لأنه هو الذي يُخلّص شعبه من خطاياهم" (متى 20:1،21).

على أية حال،

اليهود مازالوا ينتظرون يسوع المخلص،

والنصارى ينتظرون عودة يسوع المخلص

والسنة والشيعة ينتظرون كذلك يسوع المخلص، والعجيب أنهم ينتظرونه ليحكم لهم بالقرءان.

هذا وقد جاءهم المخلص والقرءان بين أيديهم وهم عنه عمون:

{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) } (سورة الجمعة 2 - 3)