إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 12 فبراير 2015

الكذاب الأشر

الكذاب الأشر:

فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) القمر

شر (مقاييس اللغة)

الشين والراء أصلٌ واحد يدلُّ على الانتشار والتّطايُر. مِن ذلك الشرّ خلاف الخير.
ورجلٌ شِرِّير، وهو الأصل؛ لانتشاره وكثرته.
والشَّرُّ: بسْطُك الشيءَ في الشمس.
والشّرارة، والجمع الشّرَارُ.
والشّرَر: ما تطاير من النّار، الواحدة شَرَرَة. إنتهى

أشر: الألف مبتدأ الحركة ، كسرة الشين ضرورى لتغير إتجاه الحركة من المصدر إلى الخارج ، والشين والراء هى مستصغر الشىء ( دلالة السوء فيه).

الفرق بين " الشرير" و" الأشر" هو : الشرير يفعل الشر أو أن الصفة يحملها هو بنفسه فى نفسه، أما الأشِر فهو مصدر مسبب لحدوث الشر،

هنا فى الأية: هو يدعو إلى الشر.

أشر: تعنى فى السريانية " النار" لأنها مصدر " للشرر".

ما قالته التفاسير من معانى التعاظم والكبر ، ما هو إلا تخمينات لا أصل لها

الصابئون والصابئين ، ولماذا الإختلاف

الصابئون والصابئين ، ولماذا الإختلاف:

عندما نقرأ الأية:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) } (سورة الحج 17)

فى أية الحج نجد خمس مجموعات مختلفة فيما بينها وهى معطوفة على بعضها بالواو التى تفيد التفريق ، قبل الفصل بينهم تقف كل مجموعة على حدة متباينة عن الأخرى وبعد الفصل بينهم ترفع هذه وتنخفض تلك.

فى أية البقرة:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) } (سورة البقرة 62)

هنا أربع مجموعات مختلفة فيما بينها ويختلف أجر كل على حدة عن الأخرى ، فأجر الذين أمنوا يختلف عن الذين هادوا وهذا عن النصارى وذلك عن الصابيئن ، المحصلة أربع أجور مختلفة لإختلاف المجموعات، فكل مجموعة تتميز عن الأخرى.

فى أية المائدة:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) } (سورة المائدة 69)

هنا تمييز بين مجموعتين فقط ، الأولى هى مجموعة الذين أمنوا ، والثانية تضم الفرق الثلاث معاً ( الذين هادوا والصابئون والنصارى)، ولهذا كما قالوا جملة " والذين هادوا ..............." معطوفة على جملة " إن الذين أمنوا".
هنا لا يوجد تمييز فى " فلا خوف عليهم" ولكن يوجد تمييز بفصل مجموعة الذين أمنوا عن باقى المجموعات. كأنك تقول مجموعة الذين أمنوا فى كفة وباقى المجموعات فى كفة. وذلك خلاف أية الحج والبقرة حيث تجد أربع أو خمس كفات مختلفة عن بعضها البعض والنتيجة تكون فى الأجر فى أية البقرة أو الفصل بينهم فى أية الحج

يخرج من بين الصلب والترائب

يخرج من بين الصلب والترائب،

فى معنى الترائب قالوا:

"والتَّرَائِبُ: عِظَامُ الصَّدْرِ، أو ما وَلِيَ التَّرْقُوَتَيْنِ منه، أو ما بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ والتَّرْقُوَتَيْنِ، أو أرْبَعُ أضْلاعٍ من يَمْنَةِ الصَّدْرِ، وأرْبَعٌ من يَسْرَتِهِ، أو اليَدانِ والرِّجْلانِ والعَيْنَانِ، أو مَوْضِعُ القلادة" القاموس المحيط

والتفاسير لم تأتى بجديد لأن ما فى المعاجم منقول عنها.

هذه الكلمة جاءت كذلك فى سفر حزقيال 23 :

"وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ"

والكنيسة مثلها مثل تفاسير القرءان أرجعت الكلمة إلى ما ذكرناه عن القاموس المحيط.

ذكرى لسفر حزقيال لأن هناك من أتباع الكنيسة من يخوض فى هذه الأية من القرءان.

وأصحاب الإعجاز العلمى يقولون بأن الترائب هى الضلوع وأن الصلب هو العمود الفقرى.

الأية تقول : من بين ( الصلب والترائب) ولا تقل : من الصلب والترائب، وإنه لفرق كبير

من بين: تعنى البينية ، بين شيئن وهذا لا يتحقق إلا إذا إجتمع الشيئان مع بعضهما البعض ليخرج من بيناتهم الماء الدافق.

هذا الإجتماع يحدث عند الجماع بإيلاج القضيب ( الصلب) داخل الترائب ( وهى وصف للجزء الخارجى الظاهر من المهبل ويشمل البظر وشفتى المهبل)

كلمة صلب أتت جمع فى الأية:

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) } (سورة النساء 23)

وهى تعنى العضو الذكرى.

القرءان وصف الأعضاء التناسلية كذلك بالفرج:

{ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) } (سورة التحريم 12)

{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) } (سورة النور 30)

والفرج يحدث بنشوء فتحة فى الشىء وهذا وصف لألية خروج الماء وألية الجماع كذلك.

والصلب هو وصف للعضو الذكرى أشبه بقولنا القضيب، وهو يعبر عن الشدة والقوة والتماسك.

الترائب: يقول صاحب مقاييس اللغة أن مادة " ترب" تعنى التساوى بين شيئين ، وإن كان ذلك كذلك فتكون الترائب هى شفتا المهبل، واتت بصيغة الجمع وتدل على المثنى وهذا يوجد مثله فى القرءان.

ربما إستخدام الترائب فى سفر حزقيال عند قراءتك لما ذكرناه منه أعلاه يؤكد هذا المعنى الذى إنتهينا إليه.

{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) } (سورة الطارق 5 - 10

تأويل المتشابه من القرءان

تأويل المتشابه من القرءان:

يوم أن يأتى تأويله: هذا يوم القيامة

{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53 } (سورة الأَعراف 53)

يوم القيامة سنعلم تأويل القرءان علم اليقين.

تجار الدين السابقون ومن تبعهم متاجراً أقنعوا العامة أنهم يعلمون تأويل القرءان، هم وحدهم ولا غيرهم.

وذلك إستناداً على الأية:

{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ( هنا ممنوع الوصل (لا) )وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) } (سورة آل عمران 7)

زعموا أنه هناك قراءة تعطف " الراسخون فى العلم" على " لفظ الجلالة الله"، وهذا كذب وإفتراء وسوء فهم.

والدليل هو أية الأعراف أعلاه التى تقول أن تأويله يوم القيامة.

التأويل لا يعنى الشرح والتفسير، ودلالته نفهما من سورة يوسف،

الملك رأى سبع بقرات ثمان يأكلهن سبع عجاف ، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات.

تأويل يوسف عليه السلام لهذا الكلام: سبع سنين فيها الخير بنزول الماء وزراعتهم الأرض و سبع أخر لا ماء فيها وفيها القحط.

التشابهة بين قول الملك وتأويل يوسف تقرأ مثيله فى القرءان:

{ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) } (سورة الزخرف 11)

نزول ماء السماء وإحياء الأرض الميتة

كذلك تخرجون

هذه أية متشابهة ( كتاب متشابه مثانى) ،

نحن نعلم ونفهم ماهية نزول ماء السماء ونعلم ونشهد إحياء الأرض بعد موتها ، ولكن ما لا نعلمه هو كيفية البعث بخروج الموتى، هنا لا نعلم تأويل وجه الشيه بينهما كما علم يوسف عليه السلام وجه الشبه بين البقرات السمان التى يأكلهن العجاف.

نأخذ مثال أخر من المتشابه،

شجرت الزقوم التى طلعها رؤوس الشياطين تعادل فى الحياةة الدنيا شجرة الشطة التى تأكل منها فتغلى فى البطون ، هذه الصورة ضعها مقابل صورة الملك فى قوله سبع سنبلات خضر وأخر يابسات، و الصورة الحقيقية للسنبلات هى سنين زرع وخير وسنين جفاف وقحط، بينما الصورة الحقيقية لشجرت الزقوم لا نعلمها إلا فى اليوم الأخر عندما يأتى تأويلها.

وقس على ذلك كل نعيم الجنة من سرر وفرش وأباريق وأكواب وخمر ولبن وعسل وفاكهة، وجحيم النار من ماء حميم ونار وزقوم وسلاسل وأغلال.

التأويل لا يعنى رد المتشابه إلى المحكم كما يفهمون ،

الأيات المحكمة منفصلة عن المتشابهة ولا علاقة بينهما،

عندما تسمع قوله تعالى " أنقوا مما رزقناكم " فهذه أية محكمة لأن فهمها فيها ومنها ويدل عليها ولا تحتاج إلى تأويله إلى صورتها اليقينية لأننا نعلم ما هو الإنفاق.

وكذلك الحديث عن مخلوقات الله من سماء وأرض وما فيهن هى أيات محكمة لأننا نراها رؤية العين ونعايشها. تنظيم العلاقات الأسرية والعلاقات بين الأفراد من تسامح وعفو أو قصاص كلها أيات محكمة. الصيام والحج والصلاة بمعناها الخاص والعام ، هذه أيات محكمة. هلاك الأمم السابقة والتى نرى آثارها باقية هى ايات محكمة. القصص الحق عن عصر النبوة هو من الأيات المحكمة ولا تحتاج غلى تأويل المتأولين.

الذين فى قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه إبتغاء تأويله وهذا تراه كمثال عند من يحاول التأويل العددى لأيات القرءان، فقد حاول اليهود معرفة عمر أمة محمد من مطالع السور كما يقول التراث ويحاولون اليوم من قراءة التوراة الوصول إلى نهاية العالم بحساب الأرقام. وهناك من توصل من حساب أيات القرءان إلى نهاية دولة إسرائيل.

وهناك تأويلات كثيرة للبعث كقولهم عودة النفس فى صورة حيوان أو أن لكل إنسان أكثر من حياة يحياها.

الخلاصة:

التأويل هو رد صورة متشابهة إلى صورة يقينية حقيقة كمثال رد صورة البقرات السمان والعجاف إلى سنين خير وسنين قحط

فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها

فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها، 

{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) } (سورة الحج 36)

عندما تقرأ فى المعجم تحت مادة " وجب" تنتهى إلى لاشىء،

وجب: الباء تدل على إنبثاق وإمتلاء ، الجيم حركة منجذبة إلى الداخل فهى تؤثر على الباء مستعينة بالقوة التى فى الواو وهى بذلك تمنع إنبثاق الباء.

وجبة الطعام: تدل على موعد إستحقاق تناول الطعام ودلالته فى إنبثاق البطن إلى الداخل، علامة الجوع.

الجنوب مفرد الجنب، وجاءت فى الأية بصيغة الجمع لأن الحديث على مجموع البدن وإن كان لكل واحد من البدن جنبان لا غير.

الناقة أو البقرة إن أُلقحت ولم تعشر أو تشول أو تحمل أو تحبل فقد وجبت جنوبها.

وعند الأخذ بمعنى الإنقطاع كدلالة لكلمة " وجبت" ومعنى القرب من كلمة " جنوب" فهمنا إدبار أو إعراض الناقة عن الضراب أو التلقيح.

فى كلا الحالتين تتكلم الأية عن النوق والأبقار التى لا تحمل أو تشيل،

فى هذه الحالة لنا أن نأكل منها والأكل منها لا يعنى الأكل من لبنها ولكن الأكل من لحومها بدلالة الأية التالية التى تقول أن الله لا ينال لحومها ودماءها ولكن يناله التقوى منكم.

هنا إشارة إلى أولى الألباب بعدم ذبح الإناث، ولهم ذبحها فى حالة إنعدام حملها لأى سبب هو. عليهم إذا الإستفادة من لحومها ولا ينسوا القانع والمعتر فهذا هو شكرهم لله:

{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) } (سورة الحج 36 - 37)

وإذكروا إسم الله عليها صواف: أصح قول فيها ما قالوه " صاف وخالص لله

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر


قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ،

{ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) } (سورة التوبة 29)

التفاسير قالت أن الأية تعنى المشركين وخصت بالذكر اليهود والنصارى وهذا خطأ لأن الأية تتكلم عن بعض من الذين أتوا الكتاب، وذكرت خلاف الفقهاء فى أخذ الجزية من المشركين من عدمه وهذا لا يعنينا،

ما يعنينا هنا هو أنهم تجاهلوا جزئية " ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله"،

ماهذا الذى لا يحرمونه؟

هل أكل لحم الخنزير؟ اليهود يحرمون أكله ولا نعلم إن كانت النصارى فى عصر النبى عليه السلام يأكلونه أم لا.

وهل قتالهم لأنهم لا يحرمون الميتة أو الدم ولحم الخنزير؟

بل وهل نقاتل كل من لا يؤمن بالله واليوم الأخر؟

ولأن القرءان يفسر بعضه البعض نجد قتال الكفار والمشركين إن قاتلونا فإن إنتهوا أو جنحوا للسلم نجنح لها وليس لنا أن نعتدى عليهم.

الذين أتوا الكتاب: هناك أيات جاء فيها " الذين أتوا الكتاب من قبلكم، لأننا كذلك من الذين اتوا الكتاب ولكن من بعدهم. وهناك أيات جاء فيها الذين أتوا الكتاب ولم يلحق بها "من قبلكم" لأنه يفهم من السياق أنهم المعنيون بالحديث.

التحريم فى القرءان جاء لبعض الطعام، ومن يحرم نكاحهم، وتحريم الأشهر الحرم، وتحريم البيت الحرام،

وكذلك تحريم الربا،

وعند الحديث عن الربا الذى حرمه الله جاء التحذير إن لم ينتهوا بأن ياذنوا بحرب من الله ورسوله:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) } (سورة البقرة 278 - 279)

وكما ترى الأيات تخاطب الذين أمنوا أو الذين أتوا الكتاب المنزل على محمد عليه السلام،

فهل أية التوبة تأمر بقتال من يتعامل بالربا، كان من الذين أتوا الكتاب من قبل أو من بعد فى المجتمع المسلم؟

أم هى تأمر بقتال من يستحل الأشهر الحرم فيعتدى فيها على الأمنين؟

أم تأمر بقتال من يعتدى فى البيت الحرام؟

أم تأمر بقتال من لا يحرم الميتة والدم ولحم الخنزير ومأهل به لغير الله؟ وتحريم نكاح الأمهات إلى أخره.

الخيار الأخير مستبعد،

وتيقى الخيارات الأخرى .................


  • تأمر بقتال من يستحل الأشهر الحرم فيعتدى فيها على الآمنين فى البيت الحرام
  • Mohammed Amine Bacha
    "قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوب...See More
  • Mohammed Amine Bacha
    المفسرين أبوا إلا أن يفهموا الآية هكذا:
    قاتلوا الذين أوتوا الكتاب الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ.
  • Mohammed Amine Bacha
    فهم يقاتلون لأنهم فعلوا كذا وكذا ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله محمد, وهي ليس تعميما لمخالفتهم أحكام الإسلام وإنما لمخالفتهم حكم واحد بعينه (بيّنته السورة)
  • Mohammed Amine Bacha
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة : 28]"
  • Mohammed Amine Bacha
    ثم قال بعد بضع آيات:
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو................................ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ( ((((ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ))))))فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآف
    َّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ (((((((مَا حَرَّمَ اللّهُ )))))))))فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [التوبة : 34-37]"
  • Mohammed Amine Bacha
    فتحدث عن أحبار ورهبان يصدون عن سبيل الله, ثم بيّن أن عدة الأشهر عند الله اثنا عشر شهرا, منها أربعة حرم, وهي كانت محرمة عند السابقين وذلك هو الدين القيم, (((((((الذي لا يدين به هؤلاء)))))), وهو المحرم الذي لم تحرمه تلك الجماعة من الذين أوتوا الكتاب والذي يُفترض أنه محرم عندها (ومن الممكن القول أن المحرم هو المسجد الحرام المذكور في الآية السابقة ل: قاتلوا, ومن ثم فهم لا يراعون حرمة للمسجد الحرام ويعتدون فيه, وفي كلتا الحالتين هو اعتداء)
  • Mohammed Amine Bacha
    الرسول محمد صلى الله عليه و سلم عندما جاء بالإسلام أعلن حرمتها وأنه لا يقاتل فيها, وهذه الجماعة لم تقبل بهذا الحكم –وإنما أخذت بتلاعب الأحبار والرهبان في الشهور- واستباحت الأشهر الحرم, ومن ثم فهم من ناحية معتدون يقاتلون غيرهم ومن ناحية أخرى هم يقاتلون في الأشهر الحرم, ومن ثم فيجب قتال هؤلاء الذين لا يسالمون ولا يراعون حرمة للأشهر الحرم

وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً

وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً،

الطائفة التى كفرت بعيسى عليه السلام كان لها قولان ، قول على مريم :

{ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) } (سورة النساء 156)

والقول الأخر أنهم قتلوا المسيح عيسى إبن مريم رسول الله:

{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) } (سورة النساء 157)

هذه أقوال لا أكثر،

على من يعود ضمير الغائب هنا :" وإن الذين إختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقيناً" ؟؟

على عيسى إبن مريم؟

وهل هناك قتل لشخص يقيناً وقتل ظنى؟

ما قبلها قد نفى القتل ونفى الصلب، لأنه إما قد يكون هناك قتل وصلب أو لايكون البتة ، لا يوجد قتل بين بين.

وما قتلوه يقيناً: قالوا عنها " وما قتلوه بحثاً" ، وهذا أصح الأقوال فيها.

لأن ألأية تتكلم عن العلم وعن الظن وعن اليقين والشك وعن الإختلاف وسبقها " القول" الذى قالوه.

الهاء ضمير الغائب يعود على القول الذى قالوه،

وإن الذين إختلفوا فى القول لفى شك من القول وما لهم بالقول من علم إلا إتباع الظن وما قتلوا القول يقيناً ( قتلوه بحثاً).

{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) } (سورة النساء 159)

وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بالقول قبل موت الكتابى ويوم القيامة يكون عيسى إبن مريم عليهم شهيداً.

ولكن شبه لهم: الذى شبه لهم هو القول الذى قالوه، كيف ذلك؟

هناك قول سمعوه وقالوا به وما سمعهوه أسقطوه على عيسى إبن مريم، بمعنى أنه كان هناك كلام عن مقتل شخص أخر وظنوا أن هذا الكلام عن المسيح إبن مريم عليهما السلام.

وهذا ظن من عاصر محمد رسول الله عليه السلام من أهل الكتاب.

النصارى فى المدينة


هذه الأيات وغيرها تقول بأن مدينة الهجرة كان فيها يهود وكذلك نصارى وليس الأمر قاصر على وفد نجران الذين جاءوا ليتحاوروا مع النبى عليه السلام وينصرفوا إلى بلادهم عائدين:

{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) } (سورة البقرة 109 - 111)

{ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَ

ألم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن

ألم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن،

{ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) } (سورة الملك 19)

قالوا عن صافات أنها التى تبسط أجنحتها أو التى لا تحركها. فهماً لكونها كل طائر بجناحين.

ولكن الأية لا تتحدث عن طير بأجنحة، الحديث عن السحاب المحمل بالماء.

صافات: تصفى ما فيها من ماء

يقبضن: لا تنزل الماء

ما يمسكهن إلا الرحمن: هنا خلاف إمساك السماء أن تقع:

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) } (سورة الحج 65)

الإمساك فى الأية هو خلاف الإرسال وهو يأتى للرزق:

{ مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) } (سورة فاطر 2 - 3)

{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) } (سورة هود 52)

{ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) } (سورة الأَعراف 57)

إرسال الرياح أو السماء مدراراً أو حاصب يقابله إمساكه بمنعه عن الحركة ليحدث.

وتجد فى نفس سورة الملك بعد أية الصافات:

{ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) } (سورة الملك 21) وهذا هو سياق الأية التى تتناول إمساك الرزق متمثلاً فى القبض أو إرساله متمثلاً فى " صافات".

وقد شرحنا فى السابق سورة الفيل وقلنا أن الطير الأبابيل هى السحاب المثقل بالماء وقد أنزل عليهم حجارة من كرات الثلج، لمن يحب الرجوع إليه:

{ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) } (سورة الفيل 3)

راجع المعجم تحت مادة " صفا" , " صفف". تجد :" وصفَّت الناقة تَصُفُّ، وهي صَفوفٌ: جمعت بين مِحْلَبَيْن أَو ثلاثة في حَلْبة". وصَفَّها: حَلَبَها

وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً

وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً ،

نقرأ الأية الكريمة:

{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) } (سورة النبأ 14 - 16)

حرف الجيم يدل على حركة منجذبة إلى الداخل أو قل أنه تجمع يتم فى الداخل،

عندما نقرأ : جثث ( جثة) تجد أن الثاء أحدثت ضعفاً فى هذا التجمع ويتم ذلك عند خروج النفس، مما ينتج عنه تفكك هذا التجمع بين أعضاء جسم الإنسان. فلا رابط بين القلب والمخ وسائر الأعضاء وتتوقف دورة الدم.

حرف الثاء الذى ظن من درسه أنه يدل على الكثرة وهو ليس كذلك وظننا أنه يدل على الدقة،

كثر: الكاف تدل على التكتل أو جمع حركات مختلفة أو متشابهة فى حركة واحدة متكتلة، فتأتى الثاء وتفكك هذا التكتل ليعطيك حركات منفصلة عن بعضها البعض وعندها تشعر بمعنى الكثرة. والراء للتكرار.

إجتث : هنا إضعاف إنجذاب الحركة إلى الداخل تم بجهد مضاعف بفعل التاء ولهذا تقرأ :

{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) } (سورة إِبراهيم 26)

ثجاج ( ثجج) : هنا الماء ينزل من السماء فوق الأرض، وحرف الثاء يضعف من الأرض أو التربة ( فيجعلها رثة ومهلهلة) ليتمكن الماء من الإنجذاب إلى الداخل بالجيم ،

لولا ذلك لما حدث التالى:

لنخرج به حباً ونباتاً وجناتٍ ألفافاً .....

ثجاجاً: يمكننا القول أنه ( ماء ) شديد قوى يخترق الأرض.

ولهذا تجد الأزهرى يقول:

" وقال الأَزهري : الثَّجَّةُ الأُقْنَةُ، وهي حُفْرَةٌ يحتفرها ماء المطر؛ وأَنشد: فَوَرَدَتْ صادِيَةً حِرَارا، ثَجَّاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارا، أَوْقاتَ أُقْنٍ، تَعْتَلي الغِمارا وقال شمر: الثَّجَّةُ، بفتح الثاء وتشديد الجيم، الروضة التي حَفَرَت الحياضَ، وجمعُها ثَجَّاتٌ؛ سميت بذلك لثَجِّها الماءَ فيها. "