إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

الفرقان



ما هو الفرقان؟

تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان :

1]


هل هو الذى يفرق بين الحق والباطل ؟ لكان إسمه المفرق... أو

الفارق


هل لأنه نزل متفرقا ؟

وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء :

106]

لا، فكتاب موسى عليه السلام نزل مرة واحدة وأسماه الله الفرقان:

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ [الأنبياء :

48]

الفرق بكسر الفاء هو الناحية الشمال أو اليمن من متفرقين:

فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ

كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ [الشعراء : 63]

والتفريق هو التباعد بين شيئن أو أكثر ، هو مصدر يفرق مضاعف

الراء:

وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ

حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ

يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [التوبة : 107]

والفرق هو مصدر يفرق ، غير المضاعف الراء:

وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة

: 50]

فما هو الفرق بضم القاف؟

هو المكان الناتج عن عملية الفرق لتسلكه فتنجو بنفسك كما

أنجى الله موسى ومن معه:

وهذا يتحقق بالتقوى:

يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ

سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال : 29]

الفرقان: هو الخلاص والنجاة

وتجد فى نفس سورة الفرقان إشارة لهذا السبيل:

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ

سَبِيلاً [الفرقان : 27]

وبعدها بقليل تجد ذات السبيل ،

وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [الفرقان :

30]

فلا تهجر سبيل الله لتتفرق بك السبل فتضل وتشقى...

الله الصمد



قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

فى قراءة سابقة أرجعنا الترتيب فى لم يلد ولم يولد ولكن بطريقة عكسية، ذلك عندما قلنا

أن لم يولد تشرح الصمد ولم يلد تشرح أحد،

بالنظر إلى الترتيب فى الأية التالية:

لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَ
صِيلاً [الفتح : 9]

نجد أن " وتعزروه وتوقروه" ترجع إلى الأقرب منها وهو الرسول ،

وقياساً يكون " لم يلد" تعود على الصمد ولم يولد تعود على أحد.


هو أحد لأنه لا أول قبله أو سابق له ، لذلك هو لم يولد ، خلاف القول المشهور أنه لا ثانى

له.

لا ثانى له لأنه لم يلد أو لأنه الصمد.

بحثنا الكلمة فى العربية القديمة ( الأكادية) ووجدنا:


ṣamādu (2) [LAL : , LÁL : ] (vb. i/I ; ṣemēdu)


1) to tie up , to yoke , to hitch up , to bind up , to harness (animal,

plough, chariot) ; 2) to equip , to get ready , to make preparations (

person, troops, supplies) ; 3) to gird , to tie on (clothing, weapon) ;

4) to attach , to apply (a bandage) ; 5) (D) to connect watercourses

, to apply a bandage to someone ;

Cf. ṣamādu (1)

Variants : ṣemēdu

See also : ṣamadāni, ṣamdu, ṣimdu (1), ṣimdatu, ṣimittu, ṣindītu,

ṣummudu, naṣmadu, naṣmattu


Comparison with other Semitic languages :
• Proto-Semitic : *ṣ́amād
• Arabic : ḍamada ضَمَدَ «to bandage»
• Hebrew : ṣāmad צָמַד «to tie»
• Ugaritic : ṣmd


المعانى تدور حول الربط والشد ونجد كذلك معنى النير وهو الخشبة التى يشد بها الثور،

والكلمة العربية الحديثة لصمد القديمة هى " ضمد" ،

حرف الضاد لا يوجد فى الأرامية والعبرية أو قد أُدمج فى الصاد،

معنى ذلك أن صمد الأرامية والعبرية تعادل ضمد العربية الحديثة ،

ضمد (الصّحّاح في اللغة)

ضمَدَ الجُرحَ يَضْمِدُهُ ضَمْداً بالإسكان، أي شدَّهُ بالضِمادِ، وهي العِصابةُ.

وربَّما قالوا: ضَمَدَهُ بالعصا: ضربه بها على الرأس.

وأنا على ضِمادَةٍ من الأمر، أي أشرفْت عليه

وفى موسوعة العامية السورية لياسين عبد الرحيم ، من إصدار الهيئة السورية للكتاب وجدنا:

صَمًد: المال وفره وجمعه والمصدر تصميد

ثبت وبقى متحدا دون إنفصام

صمً: صفة للحجر المصمت

صمادى: يوم ماطر لا ينقطع مطره بحيث يمنع الناس من الخروج من منازلهم

صمَ: خبأ وأخفى، فصيحها ضم

صم القارورة سدها، وصم الرجل إنسدت أذنه وثقل سمعه

صَمَدَ: العروس أجلسها على دكة ليراها الحاضرون

من السريانية : زين العروس وألبسها حلتها التى تبرز فيها،šmad

الفعل يعنى ببساطة ضمد أو لف الجرح بأضمدة، وكل معانيها من كلام العامة أخذ مجاز

وكناية:šmad

صمد الخضار: حفظها بالملح والخل

صمد البيت: زينه

صمد المرأة: جامعها ( ذكر نفس المعنى تحت " سند")

صَمْد العروس: ما تأخذه من بيت أبيها من الآنية والمفارش
صِمد: المحراث، وهو عند الفلاحين العود الذى يمسكه الفلاح عند الحراثة وصوابه

الصًبط

صَمَدية: طرائف معروضة فى المنزل كالمزهرية وغيرها

صَمدة: الماء الغالى يصب فوق الفريكة أو الأرز ( لهجة حلبية)

ماذا قال لسان العرب ( المعجم):

صمد (لسان العرب)

صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً وصَمَد إِليه كلاهما: قَصَدَه.

وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر: قَصَدَ قَصْدَه واعتمده.

وتَصَمَّد له بالعصا: قَصَدَ.

وصَمَده بالعَصا صَمْداً إِذا ضربه بها. نفس المعنى تحت " صم" بدون الدال

وصَمَّدَ رأْسه تَصْميداً: وذلك إِذا لف رأْسه بخرقة أَو ثوب أَو مِنْديلٍ ما خلا العمامةَ، وهي

الصِّمادُ.
والصِّمادُ: عِفاصُ القارورة؛ وقد صَمَدَها يَصْمِدُها. ابن الأَعرابي: الصِّمادُ سِدادُ القارُورة؛

وقال الليث: الصمادَةُ عِفاص القارورة.

وأَصْمَدَ إِليه الأَمَر: أَسْنَدَه. ( هل هو إبدال للسين؟)

الصُّلْب الذي ليس فيه خَوَر.: الصَّمْد

والصِّماد ما دَقَّ من غلَظِ الجبل وتواضَعَ واطْمأَنَّ ونَبَتَ فيه الشجر

والصمدة صخرة راسية فى الأرض مستوية أو مرتفعة ، والناقة المتعيطة التى لم تلقح (

القاموس المحيط)

فى المعجم السريانى تحت شمد:

ܫܰܡܶܕ شمد to curse لعن

ولها كذلك معنى " سخر من" .

ونجد فى المعجم السريانى:

ܣܡܳܕܪܐ ، ܣܡܳܕܪܘܬܐ صميدر blossom (of the vine) زهر (الكرم)

smdr, smdrˀ (smāḏar, smāḏrā) n.m.
blossom
smdrw, smdrwtˀ(smāḏrū, smāḏrūṯā) n.f.
blossoming

ܨܡܰܕ صمد to tie, bind up ربط, عصب

قولهم فى العامية السورية تصميد العروس بمعنى تزينها أو صمدية للمزهرية أراه يرجع

إلى الكلمة السريانية التى تعطى معنى الزهرة كما هو موضح أعلاه وتنطق صميدر ،

كما أن شمد التى تعطى معنى السخرية هى نفسها شمت فى لغة اليوم.

الأرامية أو الأكادية لم تكن تعرف حرف الضاد، لهذا ذكر المعجم أن صمد بمعنى ربط

تعادل ضمد فى العربية الحديثة.

ومعانى السدادة جاءت فى المعجم العربى تحت مادة " صم" بدون الدال:

وصَمَّ رأْسَ القارورةَ يَصُمُّه صَمّاً وأَصَمَّه: سَدَّه وشَدَّه، وصِمامُها: سِدادُها وشِدادُها.

والصِّمامُ: ما أُدْخِلَ في فم القارورة، والعِفاصُ ما شُدَّ عليه، وكذلك صِمامَتُها؛ عن ابن

الأَعرابي.
وصَمَمْتُها أَصُمُّها صَمّاً إذا شَدَدْتَ رَأْسَها. الجوهري: تقول صَمَمْتُ القارورة أي سَدَدْتُها.

وأَصْمَمْتُ القارورة أي جعلت لها صِماماً.

واضح لى أنها هناك إبدال بين حروف السين والصاد والضاد ، وكذلك بين الدال والتاء،

وبعض قرى مصر يبدلون الجيم دالاً. وهناك من يصحف فينطق ثورة سورة على سبيل

المثال، كما أنها هناك إنقاص لحروف تارة وأخرة تزيد عليها. ( صمد وصم بمعنى سدادة

القارورة)

وأعجب لمعنى القصد فى صمد، هل كان الأصل ينطق صاد وأصبح فى العربية الحديثة

قاف؟

من الصعوبة الشديدة الوصول إلى نتائج علمية مدروسة لتعذر الإلمام بكل اللهجات

العربية لعدم وجود مراجع لها.

ولكن،

القرءان نزل بلسان عربى مبين غير ذى عوج ، والعوج منه التصحيف والإبدال.

عندما نقرأ:

لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ [الغاشية : 22]

يظن البعض أنه إبدال للسين ، وهذا غير حقيقى

مسيطر خلاف مصيطر، وقد شرحناها من قبل. الصاد تدل على إحاطة والسين على

التنفيس ، فالرسول عليه السلام ليس عليه أن يدخلهم حظيرة الإسلام ( عليه فقط التذكير)

لهذا هو ليس عليهم بمصيطر بالصاد، لو قال مسيطر لكان المعنى أنه ليس عليه مسؤولية

خروجهم ودخولهم.

صمد: الصاد تدل على إحاطة وهى مستقلة بذاتها لا تقبل أو تسمح بتأثير خارجى عليها

ولا تسمح بخروج ما بداخلها،

حرف الدال حركة مندفعة لهدف محدد وتدل كذلك على التوالد، توالد حركة جديدة ( ولد ،

والد، والدة، مولود) ،

الميم مع الدال تدل على إمتداد فى الىشىء ( مد) ، والصاد مع الميم تدل على الستر

والإبقاء فى الداخل ،

صم + مد = صمد : حركته فى داخله لا تخرج أو لا يلد منها حركة جديدة تنفصل عنها.

الله الصمد: لم يلد

إستبرق


إستبرق،

يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ [الدخان : 53]

يقولون أن " إستبرق" كلمة فارسية،

وهؤلاء تناسوا أن بلاد إيران كانت تتكلم الأرامية ( العربية القديمة) حتى القرن الثانى

الهجرى،

وأن كل النقوش المكتشفة فى إيران مكتوبة بالخط المسمارى أو السومرى أو الآرامى

وهذه كلها عربية قديمة.

واللغة الفارسية 60 % منها كلمات عربية و20% تركية وإنجليزية وفرنسية والباقى إما

عربى قديم أو كلمات منشأها البيئة الإرانية. وهى لغة ميتة غير قابلة للتطور.
...................

كلمة إستبرق وإن كان الفرس أطلقها على نوع من اللباس عندهم هى عريية خالصة.

الأذن الواعية التى تسمع تلك الكلمة " إستبرق" تستحضر ما سمعته من قبل فى موضع

أخر من القرءان وهو " إسترق" السمع،

وهذه الأذن سمعت وعلمت كلمة " رَق" ، وعلمت أنها الرقة والليونة والطراوة إلى

أخره.....

فتكون " إستبرق" كلمة مشتقة من " رق" وهى تدل على منتهى الرقة فى الشىء.

كما الذى يسترق السمع فى رقة فلا تشعر به لأنه يتسلل ويمشى على أطراف أصابعه،

وزيادة الباء تدل على الإمتلاء ،

إسترق: السين تنفيس ، إمتلاء بالباء، والمقطع " رق" .

بيان معانى الحروف لا يحتاجه السامع ، ما يحتاجه هو أن يكون له أذن واعية تسمع

فتعى ما تسمعه ولا يستغشى ثيابه ويقول أنه لا يفهم القرءان....

وأنتم سامدون


سامدون،

أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ

سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62) النجم


سامدون ، من الفعل " سمد" ، وقد سمعت عن السماد الذى

نسمد به النبات،

التسميد يؤدى إلى إنتاج ثمار كبيرة الحجم، اِسأل من يفلح الأرض!

عمد ( عمود) : ع مد : هنا علو بالعين ، ممتد ب مد ،

جمد ( جماد ومتجمد) : حركة قابعة ( منجذبة) فى الداخل بالجيم

ولها إمتداد داخلى، يمكنك القول أنه هناك شدة فى الجيم.

همد: تلاشى بالهاء ممتد

السين قالوا أنها للتنفيس ونقوله كذلك ، وتنفيس السين قد يكون

إلى الداخل إو إلى الخارج ،

عندما تفسى البالونة يتم ذلك بالفتح عن طريق الفاء وتنفيس

بالسين، وأنت تسمع صوت الهواء الخارج كأنك تسمع السين وهى

خارجة.

فى " وسع" " سم" التنفيس يحدث فى الداخل،


سمد: هنا تنفيس داخلى ممتد يؤدى إلى زيادة حجم مكان

التنفيس،

لهذا يكبُر حجم الثمار بالتسميد،

هم يضحكون ولا يبكون، وهم يعجبون لما يسمعونه من حديث

البعث والعذاب ،

وهم سامدون ، غاضبون متورمون، متغاظون منتفخون ، هيفرقعوا

من الغيظ والغضب.

هذا المعنى لم تصل إليه التفاسير وأعطتنا معانى بعيدة وإن كان

القول بأنهم متكبرون يكاد أن يكون قريباً من المعنى وهو إعتمد

على أنهم لا يسجدون فلهذا خمن صاحب القول المعنى.

المعاجم دارت حول المعنى ، ولم يعطى المعنى الصحيح سوى

القاموس المحيط:

واسْمَدَّ اسْمِداداً، واسْمادَّ اسميداداً: ورِمَ غَضَباً ( القاموس المحيط)

ولسان العرب جعلها بالهمز إسمأد والأصح ما قاله القرءان ، وأحسن

القاموس المحيط القول.

السبت، 14 ديسمبر 2013

مزاجه من تسنيم

مَزاجه من تسنيم،

يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ

الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ

(28) المطففين

..............

رحيق مختوم ، ختامه مسك ،

يقال للعسل : خَتْم ، لأن النحل تختمه بأفواهها،

النحل يمتص رحيق الأزهار وبعد عملية معقدة فى بطونها يختم هذا

الرحيق فى صورة العسل،

الختم هو الخلاصة الناتجة عن تصنيع الرحيق ،

(ولا نفترى على المعنى إن قلنا بأن الرسول محمد عليه السلام هو

خاتم النبيين والمرسليين لأن القرءان الموحى إليه هو خلاصة كل

الرسالات السابقة له، بما تحمله من وصايا وأمثال ووعظ وإرشاد

وزُبر ، ولكن هناك من تعامل مع هذه الخلاصة الصافية كما يغش

اللبان اللبن بالماء وهم أكثروا من الماء فأفسدوه )

هذا الرحيق خلاصته أو ختامه هو المسك ،

كيف يخرج هذا المسك؟

ومزاجه من تسنيم: هذا جوابه

المزاج هو عملية ألية توحى بالدفع الرقيق للشىء ، من الفعل "

يزجى" ، 

تسنيم: هذه أصلها " سنم" ، نعرف سنم الجمل،

سنم الجمل فى داخلها دهون، وهذه الدهون تتكون بالتفيس

بالسين ، فيحدث إمتلاء وإزدياد بالميم ، النون هى ناتج تلك العملية

المحصورة بين حدثين كما أوضحناه.

وهذا التسنيم هو بيان عمل تلك العين التى يخرج منها الرحيق،

هذه العين تضخ الرحيق بطريقة التسنيم ، وهذا الذى تضخه هو

المسك ، ومصدر المسك هو الرحيق.

تخيل النحلة كأنها العين ، بداخلها الرحيق، تختم الرحيق من

أفواهها أو تخرجه منها بعملية التسنيم فينتهى مسكاً فى كأس

الشاربين.

(تسنيم : إسم صفة للعين يبين طريقة عملها )
......................

وفى ذلك فليتنافس المتنافسون!

فى زينة المرأة



من سورة الأحزاب 59 ،

ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ : 

قالت فيها التفاسير :" لا يتشبهن بـالإماء فـي لبـاسهنّ إذا هن خرجن من بـيوتهنّ لـحاجتهنّ, فكشفن شعورهنّ ووجوههنّ, ولكن لـيدنـين علـيهنّ من جلابـيبهنّ, لئلا يعرض لهنّ فـاسق, إذا علـم أنهنّ حرائر بأذى من قول.
ثم اختلف أهل التأويـل فـي صفة الإدناء الذي أمرهنّ الله به, فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههنّ ورؤوسهنّ, فلا يبدين منهنّ إلا عيناواحدة".

وذكر: وإدناء الـجلبـاب: أن تقنع وتشدّ علـى جبـينها.

....................................

لو أخذنا بهذه التفاسير لسقط حكم الأية اليوم لإنتفاء وجود الإماء ، فعليه لا يوجد هناك داعى إلى إتخاذ لباس للتفرقة حيث أن كل النساء حرائر.

.................................................

وإن قال أحدهم للتفرقة بين المسلمة وغير المسلمة ، فنقول له أن وصف اللباس أعلاها مما يفعله كذلك اليهود، فهن يرتدين البرقع ( المتشدد منهم كحال المتشدد من المسلمين).

..............................

ولن ندخل فى جدال فقهى يفرق بين الحرائر والإماء فى الأحكام ، لأن القرءان لا يفرق بينهم إلا بالتقوى. وهناك حديث الناس سواسية كأسنان المشط لمن يأخذ بها كمشرع له.

...........................................

الأية السابقة لهذه الأية قالت:

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)

والتالية لها قالت:

لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)

..........................

الإيذاء بينته الأية بقولها " بغير ما إكتسبوا" ، وهذا لا يعنى المعاكسة فى الطرق ، هو الإفتراء عليهن بالكذب أو التشنيع.

هذا هو المطلوب منعه عن طريق " أن يعرفن" وهذا يتحقق بإلإدناء من الجلباب عليهن.

...................................

نضرب مثال لتوضيح الفكرة ،

عندما ترى إمرأة مقنعة الوجه ، تراها تدخل أحد البيوت فى منطقة سكنك فأنت لا تعرفها وقد تعرف إلى من دخلت وليكن شقة رجل أعزب ، وسيادتك تُخمن من تكون تلك المرأة ، مستعينا بطولها ونحافتها أو ما يخالفه من ظاهر جسمها وتخرج بنتيجة ظنية أنها " فلانة" ، فتخبر غيرك وينتشر الخبر بين الناس أن فلانة دخلت عند فلان. وهذه الفلانة برئية براءة الذئب من برقع علانة.

......................................

أما لو أنك ترى وجهها ، الناس يعرفون من وجوههم ولا يعرفوا من أدبارهم، فأنت على يقين منها وعنها وتخبر بها وأنت لا ظالم لغيرها.

...................................................

المعرفة تمنع الإيذاء بغير ما إكتسبن ، وهذا لا يتحقق إلا بكشف الوجه لأنه عنوان كل إنسان وهذا هو الذى يمنع " بغير ما إكتسبن.

.......................................

الخوض فى بيان معنى الجلباب لا طائل منه ، فليكن ما يكن ، المهم أن يتحقق من إدناءه كشف الوجه.

......................

ذلك أدنى : مصطلح يعنى : ذلك مدعاة إلى أو باعث على أو مسبب ل ، وذلك كما تشرحه الأية التالية:

ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [المائدة :

108
2)



يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ، من سورة الأحزاب 59 

عن مـجاهد, قوله: يُدْنِـينَ عَلَـيْهِنّ مِنْ جَلابِـيبِهِنّ يتـجلببن فـيُعلـم أنهنّ حورائر فلا يعرض لهنّ فـاسق بأذى من قول ولا ريبة.

............................

أذى من قول (ولا ريبة): هذا لا يتحقق إلا بالمعرفة عن طريق كشف الوجه.

...........................

يدنى على من : قد تفهم على سحب الجلباب من أعلى إلى أسفل فى إتجاه الوجه كما فهموها، أو فى إتجاه الظهر كما نفهمها.

..................................

الحكم فى ذلك هو دفع الريبة أو الشك، وهذا لا يتحقق إلا بالكشف والإعلان عن من تكون تلك المرأة. فيكون الإدناء من ناحية الوجه على الظهر.

..................................

سورة الأحزاب فى ترتيب المصحف بعد سورة النور ، ومن قراءة أيات السورتين نجد أنها بعدها كذلك فى النزول ، لأن سورة النور تتكلم عن إفتراءات المنافقين على نساء المسلمين وتضع ضوابط للزيارت واللباس ورمى المحصنات وغيرها ، وسورة الأحزاب تبين أن المنافقين لم ينتهوا فجاء فيها :" لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)"

................

وسورة النور جاء فيها الأمر بضرب الخمر على الجيوب ( فتحات الصدر) ، والظاهر أنهن قمن بضرب الخمر على فتحات الصدر وتغطية الوجه كاملا ، لتأتى أية الأحزاب لتصلح من ذلك وتأمر بكشف الوجه لأن تغطيته باعث للتقول عليهن بالريبة.
3)


ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ،

من فهم المعرفة على أنها سمة وميزة تعرف بها المؤمنة ، وذلك تفريقا عن غيرها من الإماء المملوكات أو حتى غير المؤمنات، هو لم يقرأ :

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً [الأحزاب : 58]

إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) النور

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة : 61]

من يقرأ الأيات يعلم أن المنافقين تعمدوا إيذاء الرسول والمؤمنين عمداً ، ولهذا لا يكون تمييز المؤمنات بلباس محدد هو باعث لمنع هذا الإيذاء. 

أيات اللباس هى توجيه لمنع الإبتذال فى اللبس ولا تقول بالتزمت أو التنطع ، ولا تقول بالتمييز، لأنه لو كانت بالتمييز لكان لزاما على المؤمنات أينما حلوا فى مكان أن يتميزوا فى اللباس عن الأخريات. وهذا تفكير عبثى.

........................................

ما هى زينة المرأة؟

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ، النور 31 

الأية إستثنت البعل والأب والأبناء والإخوة وأبناهم وأبناء الأخوات ،

كما إستثنت الطفل الذين لم يطلعوا على عورات النساء ، من هذا الطفل؟

هو من خارج الأسرة أو خارج أبناء من ذكرتهم الأية ،

وهذا المستوى الفكرى للطفل يختلف عن الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم،

من لم يبلغ الحلم عليه الإستئذان عند وضع الثياب ( النور 58) وهذا ينتمى إلى الأسرة فهو أحد الأبناء أو من أبناء الإخوة والأخوات ( إخوة المرأة نفسها).

من لم يبلغ الحلم لا عليه إن كان حاضرا والمرأة ترتدى ثوبها فى بيتها ،

الطفل الغريب غير المطلع على عورات النساء: فى مرتبة الإدراك يأتى أسفل ممن لم يبلغ الحلم ، هو فى مرحلة عمرية لا تتجاوز 6 أو 8 سنوات.

هذا الطفل له أن يكون حاضراً والمرأة تبدى زينتها ، فهل له أن يكون حاضراً عند وضع الثوب؟

لا ،

لأن ما ملكت أيمانهن عليهم الإستئذان عند وضع الثياب وفى نفس الوقت لهم الحضور عند إبداء الزينة.

من هذه المقابلات نخلص إلى أن إبداء الزينة هو حالة إرتداء ثوب البيت.

مفهوم الكلام أن الأخ وأبناء الأخ والأخت ليس لهم الحضور والمرأة تضع ثيابها وترتدى ما تحت الثياب من لباس النوم ( ملابس داخلية).

ثوب البيت: قد يظهر فتحة الصدر أو يكشف ما فوق الركبة قليلا أو يكون ثوبا خفيفا يظهر ما تحته قليلا ( نفرق بين الشفاف وبين الخفيف ، الشفاف هو كأنه لم يكن).

ما هى الزينة إذاً؟

لا نبحث هنا توصيف للزينة، نبحث عن هيئة لباس المرأة وهى إرتداءها ثوب البيت. فى هذه الحالة هى تبدى زينتها.

الزينة التى تبديها المرأة لبعلها والأباء والأخ وأبناء الأخ والأخت والأحفاد ( نسائهن) وباقى من ذكرتهم الأية هو حالة إرتداء ثوب البيت وثوب البيت هو ما ترتديه فوق الملابس الداخلية.

4)


إلا ما ظهر منها ،

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ( النور 31) ،

منها: علام يعود الضمير فى منها ،

هو لا يعود على النساء وإلا قال " منهن" ، هو لا يعود إلا على " الزينة" نفسها.

لنفهم هذه الزينة نقرأ أية القواعد من النساء،

وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور : 60]

يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة،

وضع الثياب كما أوضحنا فى البحوث السابقة لا يعنى أن تكون المرأة عارية تماما ، وفهمنا أن يعنى أنها تلبس لباس النوم أو ملابس داخلية.

هنا ربطت الأية بين وضع الثياب وبين عدم التبرج بزينة، لماذا؟

لأن القواعد من النساء لا يلبسن فى العادة حمالة صدر وقد لا يرتدين ملابس داخلية،

لهذا قالت الأية لهن " غير متبرجات بزينة" وهو تشديد على إرتداء ملابس داخلية أو قميص النوم حتى لا تُظهر القاعدة منهن صدرها ومنطقة الأرداف. وهذه هى الزينة.

والأية تحثهم فى ذات الوقت على التعفف. والأية تتكلم عن وضع الثوب فى البيت لأن ما قبلها يتكلم عن وضع الثياب فى البيت.

........................

نرجع إلى أية النور 31 ،

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ،

ولا يبدين: هنا الفعل متعدى لمفعول، بمعنى أنهن يفعلن ذلك بأنفسهن

ما ظهر منها: هنا الفعل لازم ، يفيد أن الظهور طبيعى دون تدخل أيدى فاعلة له.

الظهور خلاف الكتمان ، هذه مهم لنفهم " ظهر" ، كتمان الشىء يفيد عدم رؤيته البتة أو رؤية ما يدل عليه ، والظهور يفيد الإفصاح عنه ولا يعنى بالضرورة الكشف عنه. هو ظاهر لأن طبيعته الظهور ،

طبيعته أن يبرز ، فيدل بروزه عليه وأن لم تراه.

يبدين: خلاف كتمه ، الأية لم تقل " إلا ما أبديتم أو إضطررتم إليه " لأن الإبداء ينم على فاعلية برغبة وإرادة ، بينما الفعل اللازم " ظهر" ينم على إنعدام الإرادة فى كتمه.

هذه الجزئية من الأية هى إجمال ، وتفصيل المجمل جاء فى :

1- ضرب الخمر على الجيوب : حتى لا يرى فتحة الصدر

2- الضرب بالأرجل: حتى لا يعلم تفاصيل منطقة الوسط ، الأية لم تقل " حتى لا يرى ما يخفين من زينتهن" ، إنما قالت " حتى لا يعلم" ، فرق أخى ين العلم وبين الرؤية.

هذه الأمور يجب أن تكون مفهومة للرجل والمرأة ولا تحتاج إلى بيان أكثر من ذلك.

....................

نعود إلى كلمة " جيوب" ،

الجيب ليس فتحة وخلاص، كما أن الفرج ليس فتحة ،

ذكر الرجل = فرجه ، أين الفتحة هنا؟ هل هذا الثقب العلوى سبب التسمية؟

فرج: إضطراب وحركة فى الشىء ينتج عنها فتح فيه ، ولهذا الفم والأعضاء التناسلية تسمى فروج ، أى المعنى لا يعنى شقوق وخلص الكلام.

جيب:

لسان العرب: جيب (لسان العرب)
الجَيْبُ: جَيْبُ القَمِيصِ والدِّرْعِ، والجمع جُيُوبٌ.
وفي التنزيل العزيز: ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ على جُيُوبِهِنَّ.
وجِبْتُ القَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَه.

وفلانٌ ناصحُ الجَيْبِ: يُعْنَى بذلك قَلْبُه وصَدْرُه

مقاييس اللغة :

جيب (مقاييس اللغة)

الجيم والياء والباء أصلٌ يجوز أن يكون من باب الإبدال. فالجَيْبُ جَيب القميص. يقال جِبْتُ القميص قوّرت جَيْبه

.................

هل بعد هذا نقول بأن الجيب هو الإبط ؟ أو الساقين ، أو الركبيتين ؟ أو الوجه والشعر؟

الجيوب هى صدر المرأة أو الثديين تحديداً.

..........................

يسأل البعض، هل على المرأة أن تكشف عن ساقيها أو تلبس فوق الركبة ؟

نقول إرجع إلى الأيات تجد أنها تعنى بعدم كشف منطقة الوسط ، وهذا الميكروجيب أو المينى جيب مدعاة لكشف الملابس الداخلية ، قد يحدث بسبب الهواء أو يحدث عند جلوس المرأة، لهذا على المرأة تجنبه. وأن تتحرى فى لبسها ما لا يظهر ما خفى ، لعله بسبب ذلك قالت الأية بعدم الضرب بالأرجل.

وهل تكشف عن ذراعيها؟ لا يوجد ما يمنع ذلك.

...................................

عورات النساء: عند ربط كل المفاهيم مع بعضها إستنتاجا من كل هذه البحوث نفهم أن عورات النساء هى منطقة الصدر ومنطقة الوسط وفقط لا غير. لأن عورات النساء إرتبطت بأية لبس الثوب فى البيت الذى قد يظهر تفاصيل جسم المرأة فى حضور الأب والأخ ومن ذكرتهم الأية إستثنت الطفل غير المطلع على تلك الأجزاء فلا تعنى عنده مناطق إثارة أو شهوة جنسية. أو حتى مدلول جنسى من الأساس وأن لم يثار لأن الأية لا يدخل فيها السماح بتواجد من لم يبلغوا الحلم وقد أوضحنا الفرق بينهم وبين الطفل غير المطلع على تلك العورات.

.....................................

الأيات التى نزلت حصريا لنساء النبى لأنهن لسن كأحد من النساء ومن تظن أنها تريد التقوى بالإقتداء بهن تكن مغالية ، وهذا شأنها ولا تنسى أنه محرم على نساء النبى الزواج من بعده.

آزر أبو إبراهيم عليه السلام


آزر أبو إبراهيم عليه السلام ، والوزر :

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي

ضَلاَلٍ مُّبِينٍ [الأنعام : 74]


آزر : جد إبراهيم عليه السلام ، هذا الإسم الكردى،

منه جاءت كلمة " أزار الكردية التى تعنى الوجع والألم ،

الكردية بنت العربية القديمة وهى لغة عربية قديمة ميتة ( غير

متطورة) ،


فى العربية تطورت الكلمة إلى عدة إشتقاقات،

منها " الأزر" وهو بمعنى الضعف:

اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي [طه : 31]

موسى عليه السلام يسأل الإستقواء بأخيه هارون .

ومنها:

وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى

سُوقِهِ.. الفتح 29

أخرج شطأه: جذوره

فآزره: الشطأ هو الذى آزر الزرع ، دعمه وقوى من ضعفه

وهذا من الفعل " يزر" وهو حمل شىء لشىء فيقويه ويدعمه

وإشتقت العربية كلمة " الوزر" ،

وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ

شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا

الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [فاطر :

18]

منطقى ، أنه إن أصابك مكروه وتألمت له فلن يستطيع أحد أن

يحمل عنك ألمك وتوجعك.

وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شىء: كل وجذوره، هى

التى تحمله وتحمل آلامه وتوجعاته. هل يعير النبات الشديد القوى

جذوره لنبتة ضعيفة هشة تذروها الرياح؟ لا يعقل والله

ومنها جاء الفعل " يعزر" ،

ودخول العين التى تفيد العلو والإرتفاع والتى هى تدل على عمل

الفاعل ، فالفاعل هو من يرفع ويعلو بالزاى والراء وهذا يؤدى إلى

منع الزر ، هم يمنعون الأذى والألم عن الرسول عليه السلام:

... فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ

هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 157]

السبت، 7 ديسمبر 2013

الأنصاب والأزلام لا تعنى الأصنام والأقداح




الأنصاب والأزلام :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة : 90]

نُصُب:

يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ [المعارج : 43]

تاج العروس:" ( والنَّصْبُ ) ، بالفتح : ( العَلَمُ المَنْصُوبُ ) يُنْصَبُ للقَوم ، ( و ) قد ( يُحَرَّكُ ) . وفي التَّنْزِيل العَزِيزِ : { كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } ( المعارج : 43 ) ، قُرِىء بهِما جَمِيعاً . وقال أَبو إِسحَاق . من قَرَأَ إِلى نَصْبٍ ، فمعناه إِلى عَلَم منصوب ، يَسْتَبِقُون إِليه ، ومَنْ قرأَ إِلى نُصُبٍ ، فمعناه إِلى أَصنام ، كما سيأْتي . ( و ) قيلَ : النَّصْبُ : ( الغَايَةُ ) ، والأَوَّلُ أَصحُّ .

وكذلك: ( و ) النُّصُبُ ، ( بِضَمَّتَيْنِ : كُلُّ ما ) نُصِبَ ، و ( جُعِلَ عَلَماً ، كالنَّصِيبَةِ ) . قيل : النُّصُبُ جمعُ نَصِيبَةٍ ، كسَفينةٍ وسُفُنٍ ، وصَحِيفَةٍ وصُحُفٍ . وقال اللَّيْثُ : النُّصُبُ : جماعةُ النَّصِيبةِ ، وهي عَلامةٌ تُنْصَبُ للقوم .

قال الفَرّاءُ : واليَنْصُوبُ : عَلمٌ يُنْصَبُ في الفَلاةِ . إنتهى
نُصُب جمعها أنصاب كعٌنٌق وأعناق ( ابن سيدة)

بعد هذا العرض المعجمى نقرأ الأية مرة أخرى:

يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ [المعارج : 43]

يخرجون سراعا.......................الى نصب يوفضون

وفض:

وَفَضَ (القاموس المحيط)
وَفَضَ يَفِضُ وَفْضاً ووَفَضاً، محركةً: عَدَا، وأسْرَعَ،
كأَوْفَضَ واسْتَوْفَضَ.

أصبح جلياً أنهم يتسابقون للوصول الى السارية ( علم نهاية مضمار السباق)= يخرجون سراعا........الى نصب يوفضون

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ............... وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ( المائدة 3)

ذبح على النٌصٌب: كيف يذبح على علم السباق؟

الأنصاب رجس من عمل الشيطان فإجتنبوه، أمر بإجتناب الأنصاب كليةً، إجتناب أماكن السباق كصراع الديوك والكباش، مصارعة الثيران. هذا لإرتباطها بالحيوان كما أتى فى المائدة بذكر "يذبح"

ذبح على النصب: هذه للحيوان الذى يهزم فى السباق كمصارعة الثيران أو الديوك أو الكباش ويذبح ، هذا يكون محرما أكله.

:

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ............... وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ( المائدة 3)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة : 90]

حرم علينا الإستقسام بالأزلام كما أمرنا أن نجتنب الأزلام نفسها بعينها.......فما هى الأزلام؟

الأزلام إرتبطت فى الأيتين بالأنصاب والذبح على النصب لأن هذه من تلك.
الإستقسام أولا هو توزيع الشىء عن طريق الحظ وهو من مادة " قَسْمة" التى هى الحظ

الزَّلَمُ (القاموس المحيط)
الزَّلَمُ، مُحَرَّكةً وكصُرَدٍ: الظِلْفُ، أو الذي خَلْفَهُ، وقِدحٌ لا ريشَ عليه، وسِهامٌ كانوا يَسْتَقْسمونَ بها في الجاهِلِيَّةِ
ج: أزْلامٌ.
وزَلَّمَهُ تَزْليماً: سَوَّاهُ، ولَيَّنَهُ،
و~ الرَّحَى: أدارَها، وأخَذَ من حُروفِها،
و~ غِذاءَهُ: أساءَهُ.
وكمُعَظَّمٍ: القصيرُ الخفيفُ الظريفُ، والفَرَسُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ، والمَقْطوعُ طَرَفِ الأُذُنِ، يُفْعَلُ ذلك بِكرامِ الإِبِلِ والشاءِ،
وهو أزْلَمُ،
وهي زَلْماءُ، والقِدْحُ أُجيدَ صَنْعَتُهُ وقَدُّهُ،

لسان العرب: والزَّلَمَةُ هَنَةٌ معلقة في حلق الشاة، فإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، وقد زَنَّمْتُها؛ وأَنشد: بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ وقال الليث: الزَّلَمَة تكون للمِعْزى في حلوقها متعلقة كالقُرْط ولها زَلَمتان، وإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، بالنون، والنعت أَزْلَمُ وأَزْنَمُ، والأُنثى زَلْماء وزَنماء، والمُزَنَّمُ: المقطوع طرف الأُذن.

والمزَلَّمُ والمُزَنَّم من الإبل: الذي تقطع أُذنه وتترك له زَلَمَةٌ أَو زَنَمَةٌ؛ قال أَبو عبيد: وإنما يفعل ذلك بالكِرامِ منها.

وأَزْلامُ البقر: قوائمها، قيل لها أَزْلامٌ للطافتها، شبهت بأَزْلامِ القِداح

ومن تاج العروس نخرج منها بأوصاف مثل الخفيف ،السريع، القوى والشديد وهى فى الحيوانات وتستعمل كذلك لوصف الإنسان.

اذا الأزلام بناءا على فهمنا للنصب التى هى أماكن مصارعة الحيوانات أنها الحيوان الذى يكون له الغلبة فى السباق أو المصارعة. هذا الزلمة يستقسم به بمعنى يتم عليه الرهان .

الأنصاب: أماكن مصارعة الحيوانت كصراع الديوك المنتشر فى العراق وصراع الكباش ومصارعة الثيران وغيرها إن وجدت.

الأزلام: الغالب المنتصر فى هذا الصراع

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

شروه بثمن بخس

الترجمة وفهم الحديث المقدس ،

بالنظر إلى ترجمة الأية الكريمة:

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف : 20]

نجد ترجمات متباينة ،

Ahmed Raza Khan

And the brothers sold him for an improper price, a limited number

of coins; and they had no interest in him.

فى هذه الترجمة إنحرف المترجم عن منطوق الأية ونسب البيع إلى إخوة يوسف تأثراً

بالتاريخ التوراتى الذى يقول أن من باعه هو إخوته أنفسهم.

وإستبدل المترجم كلمة الدراهم بكلمة النقود المعدنية ( ولا خطأ فى ذلك).

Pickthall

And they sold him for a low price, a number of silver coins; and

they attached no value to him.

وهنا إستبدل المترجم الدراهم بالعملة الفضية، تأثراً أيضا بالتاريخ التوراتى الذى ذكر

الفضة كعملة للبيع.

shakir

And they sold him for a small price, a few pieces of silver, and they

showed no desire for


ولا يختلف هنا الأمر عن سابقه.

وفى ترجمة مجمع الملك فهد جاءت على نوح:

For a few Dirhams ( i.e. for few silver coins

ذكر دراهم قليلة وشرحها بين قوسين على أنها القليل من النقود الفضية.
.................

لماذا كل هذا التخبط ؟

فى عصر يوسف عليه السلام كان البيع يتم بالمقايضة،

إخوة يوسف جاءوا ببضاعة ليبادلوها بالحنطة:

فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا

الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ [يوسف : 88]

فمن أين أتت " دراهم معدودة" فى الأية؟

فشروه بثمن بخس .... دراهم معدودة

المعاجم ترجع كلمة " درهم" إلى الفارسية ، على إعتبار أنها عملة سكها الفرس وكان

الناس يتعاملون بها. كما كانوا يتعاملون بالدينار البيزنطى وكلاهما من الفضة.

ما ذكرته التوراة التاريخية " الفضة" ، وما ذكره القرءان " الدرهم" كلاهما يؤدى إلى

نفس المعنى، فالدرهم هو العملة أو الفضة هى ما صنعت منه العملة.

كلمة " درهم" فى الفارسية تعنى " البديل" ، وكلمة " درم" تعنى مقياس، ربما أصل

الكلمة " درم" وعربت " درهم" وتم تصديرها مرة أخرى إلى اللغة الفارسية.

وعندهم مثل يقول " درهم وبرهم" بمعنى أنه غير مرتب أو فوضى ، وكلمة برهم تدخل

عندهم فى تركيبات تعنى التحطيم.

ونحن نقول " برهم" بمعنى أطال النظر إلى الشىء وتبين له خطأه ( راجع المعجم).

كل هذه التعبيرات لبرهم فى الفارسية أو العربية مرجوعها إلى إبراهيم عليه السلام الذى

حطم الأصنان فأحدث فوضى فيها وفى عقول عابديها وذلك بعد أن أمعن فيها وغيرها

النظر وتبين له أنها لا تضر ولا تنفع.

نعود إلى كلمة " درهم" أو " فضى" ، هذه الكلمة سواء فى القرءان أو التوراة لا تعنى

العملة المستخدمة فى وقت الحدث ، إنما هى بيان لقوله " ثمن بخس" ليفهم متلقى القرءان

فى وقت نزوله ما هو هذا الثمن البخس.

وعند ترجمتها اليوم لنا أن ننقلها إلى اللغات الأخرى بالصورة التى يفهموها بها ، كأن

نقول " جنيعات معدودة أو قروش معدودة" الخ.

الفيصل فى المسألة هو الفعل " شروه":

شروه بثمن بخس ، فى الفرق بين يشرى ويشترى ويبيع ،

يبيع يقابلها يشترى ،

الذى يبيع هو من فى حوزته البضاعة ويأخذ ثمنها ،

والذى يشترى هو من فى حوزته الثمن ويأخذ البضاعة،

إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ

وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ

فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111]

فى الأية السابقة يشترى الله الأنفس والأموال مقابل الجنة.

بيعكم الذى بايعتم به: هو يبيعون أنفسهم وأموالهم مقابل الثمن ، وجاءت " بايعتم" ولم يقل

" بعتم" لأن البيع مؤجل ولا يقبض الثمن فورى.

فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو

يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [النساء : 74]

يشرون الحياة الدنيا بالأخرة: الحياة الدنيا هى البضاعة ، والأخرة هى كذلك بضاعة وإن

كانت الثمن. هم يعرضون بضاعة مقابل الحصول على بضاعة أخرى

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف : 20]

شروه بثمن بخس: هم أنفسهم مشترون، يشترون بضاعة مقابل بضاعة أخرى.

نوضح أكثر:

يشترى: يريد الحصول على البضاعة

يشرى: يملك بضاعة ويريد ثمنها بضاعة أخرى. ( لا يوجد نقود فى هذا التعامل).

لذلك الذى يعرض بضاعة مقابل بضاعة أخرى يقال له " يشرى" ولا يقال له يبيع.

الذى إشتراه من مصر: لم يقل " الذى شراه" ، لأن دخول التاء دلت على أن البضاعة

إنتقلت من الطرف الأخر إليه.

لو قال " شراه" لكان هو الذى عرض بضاعة والأخرون قدموا بضاعة أخرى مقابلها.

قبل أن نتوه،

يشترى: من يأخذ شىء معروض للبيع مقابل ثمنه

يشرى: من يعرض بضاعة ليأخذ بضاعة أخرى

يشرى: تحمل فى طياتها معنى البيع والشراء معا، أنت تبيع بضاعة وتشترى بضاعة

أخرى.

يشرى: الفاعل هو " الشارى" والشارى لا يحصل على نقد إنما على بضاعة.

ملة إبراهيم



كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا............بل ملة إبراهيم حنيقا وما كان

من المشركين

وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ

مِنَ الْمُشْرِكِينَ [البقرة : 135]

هود: هذه الكلمة تعنى الراهب، وأصلها غطاء الرأس الذى يلبسه

الراهب ( القلنسوة التى تغطى العينين) و تطلق كذلك على غماءة

الفرس ( ربما يكون أصلها عادة فارسية).

ويقول لسان العرب :" والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ: الإِبْطاءُ في السَّيْر

واللِّينُ والتَّرَفُّقُ.

هود (مقاييس اللغة)

الهاء والواو والدال: أصلٌ يدلُّ على إرْوادٍ وسُكون. يقولون: [التَّهويد]:

المَشْيُ الرُّوَيْد.


ويقولون: هَوَّدَ، إذا نامَ.

معانى السكون واللين والترقق كلها تصب فى معنى " الرهبنة" أو

ما نعرفه بالزهد والإنقطاع عن الدنيا.

نصارى: 

يقول اللسان:" والأَنْصَرُ الأَقْلَفُ، وهو من ذلك لأَن النصارى قُلْف ،

وعيش قلف هو الرغد ونعومة العيش.

ويقول:" والنَّواصِر: مَسايِل المِياه، واحدتها ناصِرة، سميت ناصِرة لأَنها

تجيء من مكان بعيد حتى تقع في مُجْتَمع الماء حيث انتهت، لأَن

كل مَسِيل يَضِيع ماؤه فلا يقع في مُجتَمع الماء فهو ظالم لمائه.


وقال أَبو حنيفة: الناصِر والناصِرة ما جاء من مكان بعيد إِلى الوادي

فنَصَر السُّيول. إنتهى

نصارى: جمع نصران ونصرانة كما فى المعجم ولا علاقة لها بالأنصار .

الأنصار من الفعل: ينصُر ، والنصارى من الفعل: ينصَر

ينصَر: هو جمع وضم الشىء والفرق بينها وبين الصر التى منها

الصرة أن النَصرة بدخول النون أفادة أن الفعل يكتمل ظهوره بالجمع.

ولهذا قال المعجم أن النواصر هى أماكن تجمع ماء السيل.

..............................

حنف:

نتبع منهج الأستاذ حسن عباس فى كتابه الماتع خصائص الحروف

العربية،

حفف: هو ضنك العيش ويقول المعجم : وحفَّ بطن الرجل: لم يأْكل

دسَماً ولا لحماً فيبس

نفف: يجعلها المعجم فى معنى الخشونة

حنن: جعلها المعجم فى معانى الرزق والرقة والعطف.

نأخذ الجمع بين حنن ونفف للدلالة على حنف على إعتبار أن المكرر

هو النون.

كلمة حنف تعنى إذا رقة العيش وخشونته معاً 

...................................................

كيف يجمع الحنيف بين رقة العيش وخشونته؟

الهود هو الرهبنة بمعنى أنك تنعزل عن مجتمعك فلا تعمل طلبا

للرزق ، والنصرنة هو إنشغالك التام والكامل بجمع المال.

بينما الحنف هو سعيك لطلب الرزق ورزقك هذا تقتسمه مع الأخر

من يحتاج إليه. أنت تجمع المال وتزهد فيه فى نفس الوقت، لهذا

تنفق على الأخر لأن همك ليس إكتنازه.

..........................................

ولكن ذلك المفهوم فى معنى العيش، فهل هناك مدلول أخر؟

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ

وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة : 5]

الهود هو رهبنة وإنغلاق فكرى ، تعيش مع أفكارك منعزلا عن الأخر ،

والنصرنة هى إنفتاح على الأخر ولكن هذا الإنفتاح لجلب منفعة له

ولا يهتم بالأخر ولا يعير لأفكاره أدنى إهتمام.

الحنف هو أن يكون عندك فكر وتتبادل هذا الفكر مع الأخر بالمناقشة

وغيره.

.............................................

وهذا يكون تحت مظلة توحيد الله وأن نخلص لله الدين

.................................

عندما نتتبع منهج إبراهيم عليه السلام، نجده وصل إلى فكر نتج من

بعد طول نظر وتحقق ، فخرج على قومه بهذا الفكر مقارعا لهم

الحجة بالحجة:

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا

نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ

(72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ

(74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)

فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الشعراء

قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ

هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا

إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا

هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا

وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)

الأنبياء

وهناك كذلك الذى حاج إبراهيم...

.......................

إبراهيم عليه السلام الرسول الوحيد الذى بعد أن كفر بدعوته قومه

توجه بدعوته إلى القرى المحيطة بها، وقد أتاه الله الحجة على

قومه وغيرهم إلى أن إنتهى به المطاف وهو شيخ كبير فى البيت

الحرام:

وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ

عَمِيقٍ [الحج : 27]

إعلان إبراهيم عليه السلام الحج إلى بيت الله ما كان يلقى صدا

وإستجابة إلا إذا كان إبراهيم عليه السلام وصل بدعوته إلى

العالمية.

ولهذا كان إماما للناس وأمة وما زال إلى اليوم:

وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً

قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة : 124]

إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل : 120]

.......................

والرسول الخاتم أمره الله بإتباع ملة إبراهيم ونحن كذلك مأمورون

بها:

ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

[النحل : 123]

..................

من لم ينغلق على أفكاره ، ومن لم يكن إحادى الفكر لا يقبل الأخر

، ومن أخضع أفكاره للتجربة والتمحيص والتحقيق سيصل حتما لله لا

محالة فى ذلك.

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ

لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم : 30]

........................

حنف: الحاء حركة محدودة والنون إكتما ظهورها ، وإكتمال ظهور

الحاء المحدودة لا يأتى فجأة فهو يمر بمراحل حتة يكتمل ويظهر ،

وبعد إكتمال ظهور يحدث له إنفتاح على الخارج بالفاء.

الهود هو يمثل الحاء فقط فى حنف والتى تبقيه محدود لإنغلاقه

على نفسه ،

والفرق بين النصرنة والحنف هو أن النصرنة متمثلة فى إندفاع ماء

السيل بقوة فى إتجاه معين متجمعا فيه وإنتهى الأمر ، أما الحنف

فهو يتم تدريجيا، لا إندفاع وطيش فيه ، وهو لا يتجمع فى مكان

واحد ولكنه ينفتح على جميع الأمكنة.

عبس وبسر

عبس وبسر،

إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ

وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ

الْبَشَرِ (25) المدثر


بسر: لا يمكن أن تكون العبوس وإلا كان منطوق الأية : عبس أس2

هذه الكلمة بينتها أية أخرى من سورة القيامة وهى تالية لسورة المثر فى ترتيب

المصحف:

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ

بِهَا فَاقِرَةٌ (25) القيامة

ناضرة / باسرة

النضارة نعرفها وهى فى الوجه الإمتلاء والحمرة الدالة على الإرتياح والإطمئنان والعز

وغيرها ، وهى فى النبات شدة الخضرة.

وجوه باسرة: تفتقد لهذه النضارة، هى كما نقول فى العامية " وجهه مخطوف" وتدل على

صغر الوجه وتغير لونه إلى لون غير طبيعى يدل على حالة سلبية كصفار الوجه على

سبيل المثال.

هذا لأن البسر: الباء للإمتلاء وإنبثاق هذا الإنبثاق يحدث بسلاسة عن طريق التفيس

بالسين. وتفريغ الشىء من محتواه يؤدى إلى صغره وإنكماشه.

ولهذا قال المعجم : أبسر الشىء إذ أخذه قبل نضجه، وبسرت الدمل إذ عصرته قبل أن

يتقيح،

وقد خرج المعجم منها بمعنى الإستعجال فى الشىء.

عبس وبسر: يقول المعجم :العبوس هو تقطيب الحاجب، وهذا يحدث بإنتفاخ الحاجب

وعلوه أو بروزه

عبس: العين والباء تدل على الإمتلاء والسين تنفيس ببروزه إلى الخارج

بسر: أنت عندما تقول لأحدهم " بس إسكت" تعنى أن يمتنع عن إخراج الكلام ، تنفيس

كل ما بداخله من كلام فيفرغ منه تماما. ( الفس لغة فى البس ولها موضعها).

ودخول الراء على " بس" أفاد تكرار تصاعدى للبس حتى يبلغ غايته.

عبس وبسر: المعجم يجعل العبوس فى تقطب الحاجبين وهذا غير كافى لأنه يتعداها إلى

كل الوجه فيشمل إمتلاء الوجنتين بالهواء ،

وهذا الذى عبس بسر بعد عبوسه وهو أتى بحركتين الأولى إمتلاء تقاطيع الوجه

وبروزها والثانية عملية تفريغ لذلك بالنفخ فى وجه من أمامه.

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

the bibel

the bibel,

هكذا يسمون الكتاب المقدس بعهديه القديم ( التوراة) والجديد ( الإنجيل) ،

ويقولون أن أصل الكلمة يونانى βιβλίον ويعنى " ورق البردى" .

ولكن اليونان نُقال عن العربية ( السريانية)،

الكلمة عربية سريانية وهى " ببل" ،

ببل : هناك إنبثاقين بالباء ، وهذان الإنبثاقان يلتحمان إتصالا باللام ،

نترجم الكلمة فى جملة إلى : مجمع البحرين أو النهرين

هى مأخوذة من تجمع نهر دجلة والفرات فى بحيرة شط العرب ،

الببل هو تشبيه بذلك،

ومن هنا أتت التسمية " بابل" ...

القسطاس والقسط

قسطاس،


وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ [الشعراء : 182]


فسطاس: هى من " قس" للقياس ، ومن " طاس" مذكر " طاسة" ،

قسطاس: هو كفتى الميزان ووحدة الميزان أو الثقل ،

لهذا قال " المستقيم" ، عند وزن الأشياء يجب أن تستقيم كفتى الميزان وهو فارغ قبل

الوزن وعند الوزن وبه الثقل والشىء الموزون.

القسط: هو معيار الوزن أو معيار القياس الثابت غير المتغير وهو الثقل فى الأوزان،

وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ

أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء : 47]

قوله " الموازين القسط" لأنها موازين ذات معيار ثابت لا يفرق بين الناس فى الوزن.

الحكم بالقسط: هو الحكم بمعيار ثابت لا يفرق بين قريب وبعيد أو أمير وغفير.