إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 24 أكتوبر 2015

يوم تبلى السرائر

يوم تبلى السرائر ...
كتبها: حنيفا مسلما
معنى البلاء.. 
المعروف لدى الكثير أن البلاء هو الاختبار أو الامتحان.. غير أن هذا المعنى و بالرغم من أنه يبدو مقبولا و صحيحازفي كثير من الأحيان الا أنه نتاج استنباط من سياق محدود ضيق لا يستقيم في كثير من الأحيان و لا يمكن تعميمه على كل الآيات التي ورد فيها معنى البلاء في صيغه اامتعددة .. و لعل اوضح آيتين تبينان محدودية هذا المعنى هما :
قول الله '' يوم تبلى السرائر ''
و قوله '' هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ''
في هتين الآيتين لا يمكن تطبيق معنى الامتحان أو الاختبار مطلقا.. فلا يعقل أن تختبر الأنفس سالف اعمالها يوم القيامة '' هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ''.. كما أن يوم القيامة ليس يوما تختبر فيه السرائر.' ' يوم تبلى السرائر ''.
والمقبول و المنطقي أن الأنفس يوم القيامة تكشف و تعرض ما أسلفت من أعمال و حتى أنها تعترف بذنوبها.. و من المنطقي أيضا أن يوم القيامة يوم تكشف و تفضح فيه السرائر التي كانت مخفية و مستورة و تتجلى فيه الحقائق المطموسة ..
.....................................
من الأيات:
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) } (سورة محمد 31)
{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) } (سورة القلم 17)
{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) } (سورة الطارق 5 - 10)
{ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) } (سورة الدخان 32 - 33)
..............................
الخلاصة: البلاء هو إخراج وإظهار ما فى النفس من شر أو خير

نحن أقرب إليه من حبل الوريد

نحن أقرب إليه من حبل الوريد
هل حبل الوريد هو هذا الذى يمر فيه الدم؟
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [قـ : 16]
بعيداً عن الجدال حول من المقصود ب " نحن" فى الأية فقد قالوا :
"ونحن أقرب إليه من حبل الوريد هو حبل العاتق وهو ممتد من ناحية حلقه إلى عاتقه، وهما وريدان عن يمين وشمال وهذا تمثيل للقرب، أي نحن أقرب إليه من حبل وريده الذي هو منه وليس على وجه قرب المسافة" إنتهى
هل وريد الإنسان أقرب شىء إليه؟ هل يجوز القول بأن عين الإنسان أقرب إليه من أنفه أو أذنيه؟
أليس وريد الدم وباقى أعضاء الجسد كلها تُشكل الإنسان؟
هل تقول بأن وريدك أقرب إليك من باقى جسدك؟ هذا الكلام لا يعقل.
كيف يكون الله أو الملائكة أقرب إلى كُل الإنسان من جزء منه؟ لا يستقيم الفهم.
الأية تقول " نعلم ماتوسوس به نفسه" ، حديثك الداخلى مع نفسك يعلمه الله، وكل إنسان يفكر وترد إليه أفكار وخواطر وهذا الورود له حبل وهو ما نقول عليه " حبل الأفكار" ،
والقرب قد يكون للمكان أو المكانة وللزمان كذلك، والقرب فى الأية هو للقرب الزمانى،
حبل الوريد الذى يحمل الأفكار إليك اللهُ أقرب إليه منك ، قبل أن ترد إليك الفكرة يعلمها الله.
هذه الأفكار قبل أن تصل إليك يعلمها الله ويعلمها حين تحدثك بها نفسك وعندما تخرج تلك الخواطر فى صورة أقوال هناك رقيب عتيد يسجل ويراقب نتيجة أقوالك وتكتب النتائج ، شراً كانت أم خيراً.
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قـ : 18]
المعنى العام هو أن الله يعلم الوارد ( حديث النفس أو الوسوسة) وقبل وروده ( أقرب إليه من حبل الوريد) ويعلم الصادر ( ما يلفظ من قول)

إعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها .... لماذا؟

إعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها .... لماذا؟
لأن الله سبحانه وتعالى يبين لنا الأيات،
تأمل الأرض الخاشعة:
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) } (سورة فصلت 39)
الأرض خاشعة، والأرض الخاشعة خلاف الأرض الصلدة الصلبة القاسية،
الأرض خاشعة، هنا حالة سكون وإستسلام لما سيحدث،
ينزل الماء، فتستقبله الأرض وتحسن إستقباله، وتتفاعل معه فتكون طيعة ، إنظر إليها كيف تهتز! تأمل النتيجة: " ربت" ، اتت ثمارها
ولهذا يبين الله لنا أياته، لتكون قلوبنا خاشعة لما نزل من الحق ، فنسمع ونحسن السمع بأذن واعية، فنتفاعل مع ما نسمعه ونُفعله فى أعمالنا وأفعالنا،
إقرأ الأية لتعلم:
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) } (سورة الحديد 16)
وما بعدها لتفهم:
{ اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) } (سورة الحديد 17)
وإسمع جيداً لعلك تفعل:
{ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) } (سورة الحديد 18)

أدر له خدك الأيسر، إن ضربك على الأيمن

أدر له خدك الأيسر، إن ضربك على الأيمن
هناك من يسمع هذا القول وهو من الإنجيل فيعيب عليه،
ولكنه لم يقرأ ما فى القرءان، الذى يأمر بأكثر من ذلك،
إسمع:
{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) } (سورة فصلت 34)
كأنه ولى حميم، من هذا؟ الذى أساء إليك
إقرأ معى لنفهم سوياً:
{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) } (سورة الشورى 40)
أية الشورى أعطتك خيارين: سيئة بسيئة أو أن تعفو وتصلح وهذا الخيار يعود بك إلى أية فصلت أعلاه.
فأي الخيارين نتبع؟
لك هذا أو ذاك، ولكن قبل أن تختار إقرأ معى:
{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) } (سورة الزمر 55 - 58)
إتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، وأحسنه هو العفو وأن تحسن إليه كأنه ولى حميم.................... وما زال لك خيار السيئة بسيئة مثلها إن أردت ذلك ولكن لا تتجاوز عن "مثلها" لأنه لا يحب المعتدين.

أفمن يتقى بوجه سوء العذاب يوم القيامة!

أفمن يتقى بوجه سوء العذاب يوم القيامة!
يوم تلفح وجوههم النار، هل لك أن تتقى لفح النار بوجهك أم بعملك الصالح؟
القرءان أعطانا صورة للعذاب فى الدنيا ولعذاب الأخرة أكبر،
تدبر قصة أصحاب الجنة فى سورة القلم إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يدخلنها عليهم " مسكين"،
فماذا حدث؟ فطاف عليه طائف من ربكم وهم نائمون فأصبحت كالصريم، ضاعت الجنة يا ولداه،
فماذا بهم؟ فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون، عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها، إنا إلى ربنا راغبون
هذه النهاية المأساوية وصفها القرءان بالعذاب
قارن هذه الصورة بصورة أخرى مماثلة لها:
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) } (سورة المؤمنون 99 - 100)
قال رب إرجعون= عسى أن يبدلنا ربنا خيراً منها
لعلى أعمل صالحاً فيما تركت= إنا إلى ربنا راغبون
تأمل مشهد التلاوم:
{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) } (سورة الصافات 27 - 33)
القرءان ينذركم:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) } (سورة المنافقون 9 - 11)
ويعلمكم:
{ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) } (سورة التغابن 15 - 18)
إسمع إن كنت تسمع
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) } (سورة التحريم 8)
توبوا إلى الله توبة " نصوحاً" ...
تأمل ماذا يقول النبى عليه السلام ومن أمن معه:
ربنا أتمم لنا نورنا وإغفر لنا ، تدبر ذلك جيداً
النبى عليه السلام وقد علمنا من القرءان أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فنفهم أن الدعاء أعلاه هو للذين أمنوا معه، إنهم يدعون الله ليغفر لهم وبين ظهرانيهم النبى وهذا يوم الحساب، هم لم يقولوا " إشفع لنا أيها النبى" ولم يقل النبى " أنا لها"
ولكن هذا النور لمن؟ لمن سمع فوعى أنه بالإيمان والتقوى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) } (سورة الحديد 28)

ما يفرقون به بين المرء وزوجه

ما يفرقون به بين المرء وزوجه:
السحر مذكور فى القرءان ولكن ماهيته فى القرءان تختلف عما هو شائع بين العامة،
سحرة فرعون ألقوا حبالهم وقد جاءوا بسحرٍ عظيم فإذا هى تسعى كأنها حيات، ولكنها تسعى فى "مخيلة" الناس من شهد الحدث، هذا ما تخيلوه
هم سحروا أعين الناس، تأثير نفسى عليهم وهو لحظى يتطلب أن يكون المؤثر والمتأثر متواجدين فى نفس المكان:
{ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) } (سورة طه 66)
ما قام به نبى الله موسى عليه السلام هو أنه أبطل سحرهم هذا، بإلقاء العصا على الأرض أحدث وقعها أن أفاق الناس من تأثير السحر.
هو مثل التنويم المغنطيسى الذى يدفعك إلى تخيلات ولا تفيق منه إلا إذا قام المنوم المغنطيسى بالتصفيق لتصحو منه.
تأمل : فرعون جمع كل " سحار" " عليم" وأنهم جاءوا بسحر عظيم وسحرهم هذا ما هو إلا إيهام الناس بأن الحبال تتحرك.
المشركون قالوا عن الرسول أنه " ساحر"،
فلنسمع مبرراتهم:
{ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) } (سورة ص 4 - 5)
أجعل الألهة إلهاً واحد: هذا ما إعتبروه أنه " سحر"، أن الرسول يريد أن يوهمهم أن الألهة الكثيرة التى يعبدون أنها إلهاً واحد.
هنا " وهم كلامى" وهو خلاف " الوهم البصرى فى حالة سحرة فرعون"
والقرءان يسخر من قولهم هذا ويعرض عليهم أسئلة ، نذكر منها
{ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) } (سورة المؤمنون 88 - 90)
ما جاء به الرسول هو الحق ولم يأتهم بالوهم والتخيل، هو حقائق يعلمونها، فكيف يقولون أنه ساحر يريد أن يسحرهم "بكلامه".
وقد كذبوا بكل الأيات وقالوا أنه سحر مبين، حتى كانوا من المحضرين يسحبون فى النار، وهنا يسألون " هل هذه النار " سحر" أم أنتم لا تبصرون؟ هل ما ترونه " وهم" أم هو " حق اليقين"؟
{ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) } (سورة الطور 14 - 15)
سورة الفلق تعلمنا التعوز من " النفاثات فى العقد":
{ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) } (سورة الفلق 4)
والنفث فى العقد هو "تعقيد للمشاكل أكثر" هو كإلقاء الزيت على النار وهذا ليس كما فهموها أنها عقد السحرة. كل مشكلة أو خلاف بين إثنين فيأتى أخر ليزيد من حدة الخلاف هو نافث فى العقد.
السحر فى القرءان ما هو إلا وهم أو خداع بصرى أو خداع كلامى،
ويدخل فى الخداع الكلامى ما جاء فى أية 102 من سورة البقرة:
{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) } (سورة البقرة 102)
أوراق التاروت مثل أوراق" الكوتشينة" اليوم أو " قراءة الفنجان"، من يقرأ الأوراق أو الفنجان يوهم المرء أو زوجه بأن زواجهم ما هو إلا شر ولا يأتى إلا بالشر فيحدث التفريق بينهما. هو سحر كلامى فيقع المرء تحت تأثيره،
بعضهم يذهب لقارىء الفنجان إن عزم على أمر ما كتجارة مثلاً أو قاصداً سفراً فيخبره قارىء الفنجان بأن ذلك لن يأتى بالخير فيعرض عما يريد فعله،
هو فى الواقع تفريق بين المرء و " عقله" فيترك نفسه فريسة للأوهام

هل سحر النبى عليه السلام؟

هل سحر النبى عليه السلام؟
جاء فى البخارى تحت كتاب الطب باب السحر وسنذكره كاملاً:
حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت وما ذاك يا رسول الله قال جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق قال فيما ذا قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذي أروان قال فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفأخرجته قال لا أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدفنت"
وفى رواية مسلم أنه كان يأتى النساء ولا يأتيهم،
نناقش هذا الحديث:
ليخيل إليه أنه يأتى نساءه أو الشىء ولا يأتيهم: هذا كله لا يدل إلا على مرض " الزهايمر"، صحاب هذا المرض يفعل الشىء وينسى أنه قد فعله أو لا يفعله ويظن أنه فعله
السحر كما قلنا إما أن يكون وهم سمعى أو وهم بصرى كما فى قصة موسى عليه السلام مع السحرة وهذا الوهم إن كان سمعى أو بصرى لا يكون إلا وقتى ويتطلب وجود الساحر والمسحور فى ذات المكان، لو ذهب الساحر ذهب معه تأثيره أو سحره، والروايات تقول أن النبى كان على حاله هذه ستة أشهر أو أكثر وهذا غير مقبول.
الحديث أعلاها ذكر سؤال عائشة للنبى :" قلت يا رسول الله فأخرجته"؟
قال النبى: لا
ويتابع النبى قوله: أما " أنا" فقد عافانى الله
وهنا نسأل " من كان كذلك مسحوراً أيضاً" ليخصص النبى عليه السلام المعافاة لنفسه وحده " أما أنا فقد عافانى الله" ، من الأخرون الذين لم يعفيهم الله؟
النبى قال أنه لم يستخرجه حتى لا يثور على الناس منه شراً، ولكنك تفاجأ بنهاية الحديث يقول :أنه أمر بها فدفنت، مما يعنى أنه قد إستخرجه، وهذا تناقض فج فى رواية الحديث.
نعود لقول الرسول أن الله قد عافاه ونسأل "متى كان ذلك"؟ ولماذا جاءه الرجلان أو الملكان ( فى رواية أخرى أنهما ملكان) ليخبراه بمكان المشط وغيره ولماذا ذهب إليها ( ذكر السيوطى فى أسباب نزول المعوذتين أن النبى أرسل عمار بن ياسر للبئر فى رواية عن إبن عباس ولا نعلم من نصدق؟!، ناهيك عن أنهم أجمعوا أن المعوذتين مكية النزول وواقعة السحر مدنية، فكيف برسول القرءان يقرأ المعوذتين فى قيامه ويصاب بالسحر إن كانت المعوذتين رقية ضد السحر).
ونسأل: إن كانت المشط مدفونة فى البئر، فما فائدة إستخراجها ودفنها فى الأرض؟ هذا عبث،هل يزول تأثيرها لإختلاف مكان الدفن؟
كما ترى أن الرواية عليها مآخذ كثيرة ،
ولنفرض جدلاً صحتها، فلنصدقها عليهم أن يأتوا عليها بأربعة شهداء، ثلاث شهداء أخر خلاف عائشة وأن يكون قد سمع من كل منهم أربعة أخر إلى أن ننتهى بالبخارى وهذا يتطلب ما يقرب من " 48 راوى" ليصح الحديث وفقاً لحكم الله تعالى فى الشهادة.
عائشة+ ثلاثة سمعوا أو شاهدوا النبى وراقبوا فعله + أربعة سمعوا عن عائشة والثلاثة مجتمعين، أو أربعة سمعوا عن عائشة منفردين وأربعة أخر سمعوا عن كل واحد من الثلاثة منفردين وهكذا.
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) } (سورة المائدة 47 - 49)
ونذكر المؤمنين حقاً:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهًا (69 } (سورة الأحزاب 69)

إذكروا ميثاقكم مع الله

إذكروا ميثاقكم مع الله،
أنت قد تكون ورثت الإيمان والكتاب، وما أن تبلغ عمر الرشد فأنك تدرك وتعى أنك تؤمن بالله ورسله وكتبه،
أنت قلت " سمعت" ، سمعت الدعوة إلى الله، فقلت " أمنت" و "أطعت"،
هذا السمع والطاعة ما هو إلا ميثاق مع الله،
إقرأ:
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) } (سورة المائدة 7)
فهل حقت أنك سمعت؟ وسمعت ماذا؟ المفترض أنك قد سمعت الرسالة، رسالة الله إليك والتى قد ورثتها، هل حقاً أنك قرأت الرسالة ودرست ما فيها؟
لكى تصل إلى " الطاعة" وتصدق بها عليك أن تعلم ما هذا الذى تطيعه وهذا تجده بين دفتى المصحف.
تأمل ماذا فعل الله بمن واثقهم من قبل ولأجل أنهم نسوا مجرد "حظاً" مما ذكروا به:
{ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) } (سورة المائدة 14)
أغرينا بينهم العداوة والغضاء إلى يوم القيامة: ألا تجد ذلك بين السنة والشيعة؟
إسمع إن كنت قد قلت " سمعت وأطعت" :
{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) } (سورة الأَعراف 169)
ورثة الكتاب فى الأية هم من بنى إسرائيل، وأنت اليوم من ورثة الكتاب كذلك، ألم ترث القرءان؟ فهل درست ما فيه حتى لا تقع فيما وقعوا فيه؟
مثال لما واثق الله به بنى إسرائيل:
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) } (سورة البقرة 83)
ألم يأمرك الله أنت كذلك بما أمرهم؟ هذه الأوامر ما هى إلا ميثاقك مع الله إن كنت سمعتها وقلت "أطعت".
الرسالة التى سمعتها وقلت أنك " أطعت" ، الرسالة نفسها تنذرك:
{ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) } (سورة الرعد 25)
{ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) } (سورة آل عمران 77)
وهو يبشرك كذلك:
{ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) } (سورة الرعد 20 - 24)
عليك بالرسالة فإدرس ما فيها لتعلم إن كنت فعلاً ممن قالوا " سمعنا وأطعنا" أم لا 

النحو القرءانى ونحو سيبوية

النحو القرءانى ونحو سيبوية،
خلاف ما تعلمنا فى المدارس نجد القرءان العربى المبين ينحو بنحو يختلف ما قاله سيبوية فيه:
كمثال الأية:
{ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) } (سورة طه 67))
تجد فى الأية أعلاه أن الفاعل " موسى" قد تأخر وأتى فى نهاية الأية ( الجملة)، وهذا لما نفهمه أن القرءان يضع فى صدارة الأية التركيز على الحالة النفسية التى إنتابت الفاعل وهى أهم فى المشهد أو الصورة من الفاعل نفسه.
مثال مختلف:
{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) } (سورة البقرة 127)
الذى يرفع القواعد هو " إبراهيم وإسماعيل" معاً، إلا أنه تم تأخير ذكر إسماعيل لأن المكلف الرئيسى بمهة رفع القواعد هو إبراهيم ، أما إسماعيل فهو الرسول المساعد ( كمثال موسى وهارون). لهذا تضع الأية فى صدارة المشهد إبراهيم وتؤخر ذكر إسماعيل. والسلام على رسل الله أجمعين.

أولم يكن لهم أية أن يعلمه علماء بنى إسرائيل

أولم يكن لهم أية أن يعلمه علماء بنى إسرائيل ....
من هؤلاء العلماء؟
بنى إسرائيل ليس كلهم يهود :
نعلم من القرءان أن طائفة من بنى إسرائيل قد أمنت بعيسى عليه السلام:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) } (سورة الصف 14)
والأية واضحة أن بنى إسرائيل إنقسموا إلى طائفتين، أحدهما كفرت وأخرى أمنت بعيسى.
يعنى هذا أننا عندما نتكلم عن بنى إسرائيل وقت نزول القرءان فإننا نتكلم عن يهود بنى إسرائبل ونصارى بنى إسرائيل.
{ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) } (سورة الشعراء 197)
من تعنى أية الشعراء؟
كنب التفاسير أو التاريخ تتكلم عن شخصين : عبد الله إبن سلام و مخيريق بن نضير ، ولكن هؤلاء من اليهود.
إقرأ الأية التالية:
{ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) } (سورة الإسراء 107 - 109)
الذين أتوا العلم من قبله فى الأية هم من أتاهم الله التوراة والإنجيل،
إقرأ كذلك قوله تعالى لتجد أن من أمن هم من النصارى وتحديداً فئة القسيسين والرهبان وهؤلاء فى قمة الهرم الدينى عندهم وهم العلماء:
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) } (سورة المائدة 82 - 83)
نسأل بعدها : أين نجد فى التاريخ الموروث إشارة إلى هؤلاء العلماء من النصارى الذين أمنوا بالقرءان وقت نزوله؟

لتقرأه على الناس على مكث

لتقرأه على الناس على مكث ،
موسى عليه السلام قال لأهله:
{ إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) } (سورة طه 10)
فقال لأهله إمكثوا: يعنى أنهم يتوقفون فى مكانهم وينتظرون عودته ( قوله : إمكثوا فى صيغة الجمع قد يدل على أنه قد أنجب أولاد فى ذلك الوقت)
سليمان عليه السلام مكث غير بعيد:
{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) } (سورة النمل 22
سليمان عليه السلام هو الذى توقف منتظراً عودة أو ظهور الهدهد. غير بعيد تأتى للمكان والزمان وهى هنا للزمان ( شاهد: { فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) } (سورة الأنبياء 109)
مكث (مقاييس اللغة)
الميم والكاف والثاء كلمةٌ تدلُّ على توقف وانتظار
نأتى للأية الكريمة:
{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) } (سورة الإسراء 106)
لتقرأه على الناس على مكث: لتقرأه على الناس ، لأن القرءان نزل متفرقاً، فكانت تنزل السورة أو السورتين أو أكثر ويحدث فترة توقف، وهنا ينتظر الرسول وكذلك الناس نزول الجديد.
كأنه حلقات مسلسلة بينها فترة توقف، تبدأ حلقة يعقبها توقف ثم تأتى الحلقة الأخرى.

إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً

إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً ..
نعم هو قولُ ثقيل،
أن يسمع المشركين بأن إلههم إنما هو إله واحد، فهذا قو ثقيل:
{ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) } (سورة ص 5)
أن يحدثهم عن البعث والحساب، فهذا قول ثقيل:
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) } (سورة سبأ 7)
أن ينهاهم عن فحش الفعل فهذا قول ثقيل:
{ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) } (سورة النساء 22)
لهذا كان فى صدر الرسول عليه السلام حرج منه، لأنه يهدم ما عليه قومه
{ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) } (سورة الأَعراف 2)
وجاءت الأوامر: قم فأنذر ..... بلغ ما أنزل الله إليك ... لا تطع كل حلاف مهين ... لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا .... لا يحزنك الذى يقولون .... لا تحزن عليهم .... لا تكن كصاحب الحوت .....
القرءان أتى بتعاليم تخالف ما ألفوا عليه الأباء، فهو ثقيل عليهم وعلى من عليه البلاغ:
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) } (سورة البقرة 170)
كل مفسد فى الأرض يجد القرءان قولاً ثقيلاً ، وكل من يصد عن سبيل الله ويبغيها عوجاً.
إسمع هذا القول، وما أثقله على نفس البخلاء، وما يبخلون إلا على أنفسهم:
{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) } (سورة آل عمران 92)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) } (سورة البقرة 267 - 269)
من يحرم الطيبات من الرزق إفتراء على الله سيجد هذا القول ثقيلاً:
{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) } (سورة الأَعراف 32)
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) } (سورة يونس 59 - 60)
إنه قول ثقيل ولن يسمع مبلغه إلا الإستهزاء والسخرية والإتهامات الباطلة، تارة مجنون وأخرى ساحر أو مسحور:
{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) } (سورة الحجر 94 - 99)