إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 22 يونيو 2013

فتور العلاقة الزوجية

وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) البقرة

هذه الأيات الكريمة وما قبلها وما بعدها تتناول مواضيع متعددة ، ففيها بيان عن الخمر

والميسر ، اليتامى، االقتال فى الشهر الحرام، نكاح المشركين، إتيان النساء الحرث، وهنا بيان عن يمين القسم بالله ، ويأتى موضوع الأية 225 وبعدها حديث عن الطلاق. كما ترى هى مواضيع متعددة كثر فيها الأسئلة ممن عاصر النبى عليه السلام.

نحن بصدد الأية 225 :

التفاسير تقول " يؤلون من نسائكم" بأنه قسم بأن لا يجامع الرجل زوجه ويتكلمون عن حالة غضب من الرجل من زوجه.

لنفترض صحة هذا القول ، وننظر فيه:

تربص أربعة أشهر: هؤلاء الذين يقسمون على عدم جماع الزوجة عليهم تربص أربعة أشهر ، فهل هذه الأربعة أشهر عقوبة لليمين؟

نعلم أن الله جعل لنا كفارة لليمين:

لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة : 89]

فما المانع من أن يكفر الرجل عن يمينه هذا ويجامع زوجه؟

إنظر الى هذا العتاب عندما لا نأخذ بكفارة اليمين :

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) التحريم


اليس قسم الرجل على أن لا يجامع زوجه تحريم حلالا؟

الفهم هنا على أن "يؤلون" تعنى القسم لا يستقيم مع أيات الله.

هناك من يرى أنها المظاهرة، ولكن المظاهرة أتت مفصلة فى موضع أخر ولها كفارة تحرير رقبة ( دفع دين عن مدان) :

وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة : 3] فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ 4


إذا القسم والمظاهرة لها كفارات كمخرج وهى لا تتفق مع ما جاء فى الأية 225 البقرة،

نأتى الى الفعل " يؤلون" وما تقوله المعاجم:

ألا (لسان العرب)

أَلا يَأْلو أَلْواً وأُلُوّاً وأُلِيّاً وإلِيّاً وأَلَّى يُؤَِلِّي تََأْلِيَةً وأْتَلى: قَصَّر وأَبطأَ
وما أَلَوْتُ ذلك أَي ما استطعته.
وما أَلَوْتُ أَن أَفعله أَلْواً وأُلْواً وأُلُوّاً أَي ما تركْت

لو/ي (مقاييس اللغة)

الهمزة واللام وما بعدهما في المعتلّ أصلان متباعدان: أحدهما الاجتهاد* والمبالغة [والآخر التقصير] والثاني خلاف ذلك الأوّل. قولهم آلَى يُولِي إذا حلَف ألِيَّةً وإِلْوة.

المعاجم تتفق على معانى الترك والتقصير والفتور ، وما جاء بمعنى الحلف لا يتجاوز نصف السطر إرضاءاً لجهابذة التفاسير.

وكلمة الألية التى قالت بها التفاسير أنها القسم هى للجهد أو الإجتهاد وتأتى منها " الألة" التى تعمل بجهد مبالغ فيه مقارنة بجهد الإنسان.

وأما " ألو" فقالت فيها المعاجم:

الصحاح فى اللغة:

وقد ألْوى البقل، أي ذبل
والألْوى الرجل المجتنب المنفرد لا يزال كذلك

الأمر بمنتهى البساطة هو :

يذهب التلاميذ الى المدرسة

التلاميذ يؤلون من المدرسة

فى الأولى إقبال وفى الثانية ترك وفتور .

وأترك باقى الأية للعزيز غالب غنيم ليشرحه لنا:

"السر يكمن في قوله تعالى :
" فإن فاءوا "

إن فهمنا لم فاؤوا ولم استخدم الله تعالى مفردة " فإن فاءوا "
ربما نستطيع فهم يؤلون !!!!

ومفردة " فإن فاءوا " تعود الى الذين - اي الرجال !!!

ومنه نفقه انه إن فاء الرجال الى امرهم وازواجهم وفهموا او اعادوا النظر في الأمر وقبلوا ان لا يؤلوهن
فيجوز ان يرجعوا اليهن !

وإلا على الجميع التربص اربعة اشهر ثم تكون طالقا ". إنتى كلام الأخ غالب

إجمال المعنى: للرجال الذين يكرهون نسائهم لدرجة أنهم فتروا عنهم ولا يطيقون قربهم أن ينتظروا أربعة أشهر ، هذا الأربعة أشهر فترة نقاهة لإعادة التفكر وربما ترجع المودة فيها بينهم ، فإن رجعوا عن ذلك فخير وبركة والله غفور رحيم  إن لم يرجعوا وعزموا الطلاق فالله سميع عليم ، وبيان الطلاق أتى فى الأيات التالية لها.

الجمعة، 21 يونيو 2013

ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة

ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة،

وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 22]

أيات الله نقرأها فى سياقها لنفهم المعنى ،

فى هذه الأية الكريمة جاءت الخاتمة بقوله تعالى :" وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم".

ونسأل لماذا ذلك ، فنقرأ ما قبلها من الأيات ونجد أنها تتكلم عن حديث الإفك ونذكر منها:

إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)


وما بعد الأية التى نحن بصددها:

إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)

نفهم من هذا أن حديث الإفك جعل فى نفوس الأغنياء غضب مما يجعلهم لا يريدون أن يعطوا من قد يكون صدر منه حديث الإفك أو خاض فيه وتناقله ، والله يأمرهم بأن يعفوا ويصفحوا ومن ثم يعطوا مما أعطاهم الله، كما أنهم يحبون أن يغفر الله لهم فعليهم أن يغفروا للأخرين .

نأتى لفهم كلمة " يأتل" :

التفاسير تقول أن معناه " يحلف أو يقسم" وقد ذكرت المعاجم ذلك أيضاً نقلاً عن التفاسير.
وهذا المعنى قد يصح لو جاء جواب القسم بصيغة النفى " أن لا يؤتوا أول القربى.....".

معنى القول : لا يأتل أولوا الفضل ألا يؤتوا" أى لا يحلفوا ألا يؤتوا ، هم يحلفون على أن لا يؤتوا. وبما أنها جاءت مثبتة غير منفية فينتفى فهم الأتل على أنه القسم.

وإلا كان المعنى أن الله يأمرهم ألا يحلفوا أن يؤتوا " كأنه يطلب منهم ألا يؤتوهم.

نأخذ المعنى الصحيح من مقاييس اللغة:

أتل (مقاييس اللغة)

الهمزة والتاء واللام يدلّ على أصل واحد، وهو البطءُ والتّثاقل. قال أبو عبيد: الأَتَلانُ تقارب الخَطْو في غَضَبٍ، يقال: أَتَلَ يَأْتِلُ، وأَتَنَ يَأْتِنُ:
وأنشد:
أرانِيَ لا آتيكَ إلاّ كأنّما أَسَأْتُ وإلاّ أنتَ غضبانُ تَأتِلُ

وهو أيضاً مشيٌ بتثاقل.
وأنشد:
مَالكِ يا ناقة تَأْتِلِينا عليَّ بالدَّهناءِ تَأْرَخِينا

قال أبو علي الأصفهانيّ: أَتَلَ الرجل يَأتِل أُتُولاً، إذا تأخر وتخلّفَ

وحتى نفهم كيفية هذا التثاقل ونتخيله نقرأ:

فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات : 103]


يأتل : فعل لازم

يتل فلان أو شىء: فعل متعدى لمفعول

فلما أسلما وجذبه بتثاقل وبطء شديد ، هذا نبى الله عليه السلام الأب والوالد كيف يذبح إبنه وينزع عنه المفسرون الأبوة ويزعمون أنه صرعه وألقاه على الأرض.

هو لم يصرعه وإلا تجرد من مشاعر الأبوة ، كيف وهو الأواه الحليم، كيف وهو من جادل فى قوم لوط؟

خليل الله إلتزم بالأمر طاعة لربه ومعه إبنه من قال لأبيه " إفعل ما تؤمر تجدنى إن شاء الله من الصابرين".

نعم إلتزم لأمر الله ولكنه كان عليه صعباً وقاسياً ( ذلك هو البلاء المبين) فتثاقل وتباطىء فى الفعل وإن عزم عليه وكان صادق الوعد.

أفهمت كيف تثاقل الأغنياء أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والذين هاجروا فى سبيل الله من بعد حديث الأفك.

الخميس، 13 يونيو 2013

الجمل وسم الخياط





إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ [الأعراف : 40]
نبحث بعون الله " حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ":


الكل يقرأ هذا الجزء من الأية ويفهمه على أن الجمل يدخل فى ثقب الإبرة. وهناك من لم يقنعه وجه العلاقة بين الجمل وثقب الإبرة فإقترح أن ندخل تعديل على كلام الله وجعلها " الحبل" بدلا من " الجمل" ليستوعبه.

هو بذلك يستند الى المعاجم التى قالت وكتب التفاسير أن الجمل يعنى الحبل الغليظ.

ونحن نؤمن بأن الرسول عليه السلام بلغ القرءان كما أنزل عليه وأن الله العليم القدير جمعه ووصلنا كما أنزل بتنقيطه وتشكيله.

نأتى الى الأية الكريمة:

يلج:

ولج (مقاييس اللغة)

الواو واللام والجيم: كلمةٌ تدلُّ على دُخول شيء. يقال وَلَج في مَنزِلِه ووَلَجَ البيتَ يَلِجُ وُلُوجاً.

الصحاح فى اللغة: والوَلَجَة، بالتحريك: موضعٌ أو كهفٌ تستَتِرُ فيه المارَّةُ من مطر وغيره، والجمع وَلَجٌ وأَوْلاجٌ

لسان العرب:
والوِلاجُ: الغامض من الأَرض والوادي، والجمع وُلُجٌ

ومن القرءان:

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الحديد : 6]
ولوج الليل فى النهار هو دخول الليل ليحل مكان النهار والعكس.

لسان العرب:
ووَلِيجةُ الرجل: بِطانَتُه وخاصته ودِخْلَتُه؛ وفي التنزيل: ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين.

ولج: الجيم تدل على حركة شديدة فى الشىء مع إتصال باللام ، ولهذا تنتهى الحركة داخل الشىء وتستقر فيه.

يلج الجمل فى سم الخياط: أى المطلوب أن يدخل الجمل فى داخل سم الخياط ويستقر فى داخله ولا يخرج من الناحية الأخرى.

سمم:

سم() (مقاييس اللغة)

السين والميم الأصل المطّرد فيه يدلُّ على مدخلٍ في الشيء، كالثَّقب وغيره، ثم يشتقّ منه. فمن ذلك السَّم والسُّم: الثّقب في الشّيء. قال الله عز ذكره: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطِ [الأعراف 40]، والسُّم القاتل، يقال فتحاً وضمّاً.
وسمِّي بذلك لأنّه يرسُب في الجسم ويداخلُهُ، خِلافَ غيرهِ ممّا يذاق.والسَّامّة: الخاصّة، وإنّما سُمّيت بذلك لأنّها تَدَاخَلُ بأُنْسٍ لا يكون لغيرها والعرب تقول: كيف السَّامّة والعامّة؟ فالسَّامَّة: الخاصّة.والسَّموم: الريح الحارّة، لأنَّها أيضاً تُداخِل الأجسامَ مداخَلةً بقوة.

نقرأ هذا لكلام فى تروى شديد،

السين والميم الأصل المطّرد فيه يدلُّ على مدخلٍ في الشيء: المدخل فى الشىء لا يعنى بأى حالة معنى " المنفذ" بأن تعبر منه الى الجهة المقابلة.

ولهذا قال المعجم عن السُم: وسمِّي بذلك لأنّه يرسُب في الجسم ويداخلُهُ

وماذا قال أيضا:

السَّمّ: شيءٌ كالوَدَعِ يخرج من البحر".
وذلك لأن الودع أو المحار هو مكان للدخول فيه والإستقرار فى داخله.

سمم: السين حرف يدل على إنسيابية وهذه الإنسيابية تتم فى الداخل بالميم.

حسن عباس: حرف السين هو أحد الحروف الصفيرية ، صوته المتماسك النقي يوحي بإحساس لمسيِّ بين النعومة والملاسة، وبإحساس بصري من الانزلاق والامتداد، وبإحساس سمعي هو أقرب للصفير"


الى الأن وصلنا الى أن الجمل مطلوب منه أن يدخل الى مكان ويستقر فى داخله وهذا المكان فى شكله إنسيابى.

ونأخذ بأنه " بيت محار البحر" أو " الودع".

الخياط: هذا ما قاله الله ، وهم يقولون " الإبرة" .

خيط: الخاء حرف يدل على ضعف ورقة ورخاوة، الطاء حرف يدل على طراوة ومرونة.

بالله عليكم ما دخل الإبرة المصنوعة من الصلب بالطراوة والضعف والرقة والرخاوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا الشىء الذى نخيط به الثياب نسميه " خيطاً" لأنه رقيق وطرى ومرن ينساب بسهولة ويسر فى ثقب الإبرة ولك أن تمسكه بيدك لتدرك مرونته وطراوته.

يقول المنهج القصدى عن الطاء:
الطاء: هو طي الحركة بعيداً عن المركز باتجاه واحد/ طي الحركة بعيدا عن المركز

ويقول سامر إسلامبولى:
صوت يدل على دفع وسط متوقف" ، هو يجعلها بذلك بين الدال والتاء.

يتفق الكل على أن الراء تفيد التكرار وعلى أن الميم تتم بها الحركة أو تجمع بها ( جمع متصل كتعبير سامر).

وهذان الحرفان لا يؤثران فى الأحرف الأخرى بما يغير من مدلولها.

وننظر الى كلمة " طير" والتى نفهم منها قول النيلى " طى الحركة" وما نقوله " مرونة الحركة".

وكلمة " طمى" والطمى هو التراب اللين المشبع بالماء وهنا نلمس الطراوة فى معنى الحرف.
طرب: تكرار الحركة المرنة الطرية المنبثقة بالباء يعطى إحساسنا " بالطرب".

طمس ( نطمس على قلوبهم) : هنا الطاء دخلت على " مس" التى تفيد الإنسيابية داخل الشىء والتفاعل معه وتأتى الطاء فى مرونة شديدة تصل بالتفاعل الى مرحلة التشبع ( مرونة إمتداد حركة المس). ونقول " طمًس فلان فى ماء النهر".

طغى: الغين حركات غائبة ( سيئة) يحدث لها مرونة فى الحركة بالطاء فى جميع الإتجهات .

خيط : الخاء حركة ضعيفة ( تكوين الخيط) تتحرك فى مرونة ( بالطاء) فى أى إتجاه وكل إتجاه.

نجد تحت مادة " خوط" :


لخُوطُ (القاموس المحيط)
الخُوطُ، بالضم: الغُصْنُ الناعِمُ لسَنَةٍ، أو كلُّ قَضيبٍ
ج: خِيطان، والرجُلُ الجسيم الخفيفُ الحسنُ الخُلُقِ، وبلا لامٍ: عَلَمٌ،
هذه معان خفة ونعومة ومرونة الحركة.

ما جاء فى المعاجم من أن " خياط" هى " الإبرة" مأخوذ من التفاسير ،

فالمعاجم تذكر كذلك أن " المخيط" هو الإبرة أو الشىء الذى تتم به عمليه الخياطة.

وحيث أن " سمم" هى الودع والولوج هو الدخول فيه والإستقرار فيكون التشبيه بدخول هذا الكائن البحرى الرخو داخل محارته. وعلى الجمل أن يتمكن من الدخول فى الودعة والإستقرار فى داخلها.

ويصبح فهم المثل: إن تمكن الجمل من الدخول الى بيت المحار فعندها يدخلون الجنة لتصبح بيتهم.

الأربعاء، 12 يونيو 2013

خاتم النبيين

مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40]

خاتم من الجذر " ختم" :


و ختم تتكون من حرف الخاء والحروف " تم" والأخيرة تعنى تمام الشىء ببلوغه نهايته .

وحرف التاء يدل على ضعف وإن أوحى بغير ذلك:

على سبيل المثال كلمة " تب" فى سورة المسد والتى يفهمها البعض على أنها القطع والواقع أن التاء دخلت على الباء التى تفيد إنبثاق الحركة فأضعفته وأفاد تضعيف الباء " تبب" حركة عكسية للإنبثاق وهذا كله يوقف اليد ويقيد حركتها.

فماذا أفاد دخول " الخاء" عليها؟

المذهب القصدى يقول : الخاء: الخاء إخماد الحركات في مكانها وكبت جماحها فيحدث سكون"

وهذا الحرف فيه رخاوة ، كما يدل على الإنتشار والتلاشى كما يقول " العلايلى".

أصبح عندنا حرف يخمد الحركات التى هى ضعيفة ويتم بالميم بما يصل بنا الى إنتهاء الحركة وتوقفها كليةً.

وهذا هو " الختم على القلوب والسمع:

خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ [البقرة : 7]

لا حظ أن " على أبصارهم غشاوة" معطوفة على جملة الختم ، بمعنى أن الختم لا صلة له بالغشاوة، هذا لأن الختم لا يحتاج الى واسطة أو وسيلة ليتم بها.

ويتضح لنا ذلك من الأية التالية:

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الجاثية : 23]

وهنا جاء الختم على الأفواه بدون واسطة لأن الخنم يحمل فى داخله واسطته التى هى " توقف الحركة ، قل " موتها":

الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس : 65]

نختم على أفواههم: لا يتكلمون ولا ينطقون ولا يحركونها.

من فى قلوبهم مرض يزعمون أن " الخاتم" تعنى " زينة الشىء" ،

هؤلاء الجهال لا يعلمون أن الخاتم يلبس لدلالة إتمام عقد الزواج ، كونه فى شكله زينة لا يعنى أن معناه اللغوى هو الزينة.

وإلا جاز القول " خلخال النبيين أو إسورة النبيين أو عُقد النبيين" ، هذه الكلمات أو الأشياء تلبس نعم للزينة ولكن لها دلالات لفظية كالإسورة تعنى شىء يلبس ويشكل سور حول المعصم فهى تأتى من الجذر " سور" ،

عقد: شىء يتكون من عقد ولهذا يسمى " العقد".

وخاتم السلطان أو من لا يكتب يستعمل فى إتمام العقود أو الأوامر التى يوقع عليها السلطان بخاتم السلطنة دلالة على إنتهاء ونفاذ ما يوقعه أو يختمه. فهؤلاء لا يختمون بغية الزينة.

وإن سأل سائل : الم تقل أن الختم هو توقف الحركات؟"

نقول نعم ، فعندما يختم السلطان على خطاب فيه أوامر تنفذ فختمه يأتى فى نهاية الكلام المكتوب دلالة على توقف الكلام هنا وإن أضيف شىء أسف الختم لا يعد منه. فأنت توقع بالختم على العقود ويأتى الختم دائما فى نهاية العقد المكتوب ليتوقف بعده الكلام.

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الجاثية : 23]

الختم على السمع والقلب هو توقفها عن العمل.

محمد خاتم النبيين: توقف عنده وبه إرسال النبيين.

قد يأتى متحذلق ويقرأ علينا قوله تعالى:

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحج : 52]

ويقول " أهو شفت قد فرق بين الرسول والنبى ، يبقى محمد أخر الأنبياء ولكنه ليس بأخر الرسل" إنتهى كلام الدجال

ونقول له :" يا أبو جهل ، الم تقل الأية : وما أرسلنا قبلك وبعدها عطفت النبى على الرسول ، ألا يعنى هذا لك أن النبى كذلك " مرسل" .

السبت، 8 يونيو 2013

ثانى عطفه ليضل عن سبيل الله



ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ [الحج : 9]
كيف نقرأ المعجم؟

نبحث عن كلمة عطفه فى المعجم نجدها تحت مادة " عطف" ،

فماذا نجد؟


لسان العرب:
يذكر لنا معانى الفعل منه ويقول أنها تعنى: إنصرف ، عطف على فلان : أشفق عليه ، رق له. عطف الى مكان: مال إليها.

وفى معنى الإسم ذكر أقوالاً شتى :

والعِطْفُ المَنْكِب. قال الأَزهري: مَنكِب الرجل عِطْفه، وإبْطُه عِطْفُه.
والعُطوف الآباطُ.
وعِطْفا
الرجل والدابة: جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من لَدُنْ رأْسه وَرِكه، والجمع أَعْطاف وعِطاف وعُطُوف.
وعِطْفا
كل شيء: جانباه.


ويذكر من نفس المادة:

والعِطافُ: الرِّداء والطَّيْلَسان؛ وكل ثوب تعَطَّفَه أَي تَردَّى به، فهو عِطاف.
والعَطْفُ
عَطْفُ أَطراف الذَّيْل من الظِّهارة على البطانة.

ومن عالم النبات ذكر: العَطَفةُ اللبلاب، سمي بذلك لتلويه على الشجر

ويقحم التفاسير ويذكر منها: وفي التنزيل: ثاني عِطْفِه ليُضِلَّ عن سبيل اللّه؛ قال الأَزهري: جاء في التفسير أَن معناه لاوِياً عُنقَه، وهذا يوصف به المتكبِّر، فالمعنى ومِن الناس من يُجادِل في اللّه بغير علم ثانياً عِطفَه أَي متكبراً

العادة أنك تفتح المعجم لتجد حلاً ومعنىً وما نراه ما هو الا أقوال تنم عن عدم معرفة، لهذا يتخبط المعجم بين العنق والإبط وجانبى الإنسان .

لنتبين المعنى نبحث فى الأشياء الملموسة التى ذكرها ومنها:



والعِطافُ: الرِّداء، والجمع عُطُفٌ وأَعْطِفة، وكذلك المِعْطَفُ وهو مثل مئْزر وإزار وملِحَف ولِحاف ومِسْرَد وسِرادٍ، وكذلك مِعْطف وعِطافٌ، وقيل: المَعاطِفُ الأَرْدِيةُ لا واحد لها، واعْتَطَفَ بها وتعطَّف: ارْتدى.
وسمي الرِّداء عِطافاً لوقُوعه على عِطْفَي الرّجل، وهما ناحيتا عنقه.

ولكن لسبب تسمية الرداء عطاف يذكر لنا سبباً أخر:

وفي حديث الاستسقاء: حَوَّل رِداءه وجعل عِطافَه الأَيمنَ على عاتقه الأَيسر؛ قال ابن الأَثير: إنما أَضاف العِطاف إلى الرِّداء لأنه أَراد أَحد شِقّي العِطاف، فالهاء ضمير الرداء، ويجوز أَن يكون للرجل، ويريد بالعِطافِ جانبَ ردائه الأَيمن.
أراد أن يقول أن العطاف له جانبين ونفهم أن جانب العطاف الأيمن متحرك قد يوضع على الجانب الأخر أو على العاتق .

ويذكر لنا معنىً أكثر وضوحا:

والعَطْفُ عَطْفُ أَطراف الذَّيْل من الظِّهارة على البطانة.

هو هنا يتكلم عن التنية التى تكون فى ذيل الثوب أو البنطال وتسمى عطف لأنها تتكون من ظهارة وبطانة أو شىء يعلو شىء أخر.

وما زلنا معه فى عالم الخياطة ونجده يذكر:

وعطَف الرجل وِساده إذا ثناه ليرْتَفِقَ عليه ويَتّكِئ


هنا المعنى إزداد وضوحاً: شىء يثنى على شىء يشكل " عطف".

نلجأ الأن الى مقاييس اللغة ونرى ما يقول فى معانى الحروف:

عطف (مقاييس اللغة)

العين والطاء والفاء أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على انثناء وعِياجٍ.
هذا المعنى هو ما وصلنا اليه من لسان العرب من أن العطف هو شىء من جزئين وقابل للثنى ،

فما هو الثنى؟

ثَنَى (القاموس المحيط)
ثَنَى الشَّيْءَ، كَسَعَى: رَدَّ بَعْضَهُ على بَعْضٍ

وَثَنَّاهُ تَثْنِيَةً: جَعَلَهُ اثْنَيْنِ


فما هو من الإنسان الذى هو قابل أن يرد بعضه على بعض أو أن يجعل إثنين مما يعطينا شكلاً أشبه بالقوس أو أقرب الى تنية ذيل الرداء؟

نتخيل جانبين أحدهما فوق الأخر كظهارة وبطانة ذيل الرداء فإذا ثنيته كان أحد الجانبين فيه عياج كأنك تشد أحد جانبى القوس لتسدد ضربة.

نرجع الى ما ذكرناه سابقاً من أقوال لسان العرب:

وعِطْفا الرجل والدابة: جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من لَدُنْ رأْسه وَرِكه.

ونصحح له مقولته:

وعِطْفا الرجل: جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من تحت إبطه الى تلامس أطراف أصابعه مع فخذه ، جانب الإنسان بطول ذراعه.

وهذا الذراع تثنيه بأن تمسك جنبك بيدك ويتقوس الذراع من على الجنب هو معنى " ثانى عطفه" ، هذا يفعله الأطفال كثيراً تعبيراً عن العند والمغالبة وعدم قبول الكلام.

عطف: العين تدل على علو وظهور والطاء طراوة ومرونة والفاء تفرق وبعد عن مركز الحركة.

وفى الأية يأتى الفعل ممن يجادل بدون علم فيصر على خطأه مغالبة ومكبارة وما يضل الى نفسه.

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج