إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها

قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها:

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس


فألهمها فجورها وتقواها: النفس تحمل مركب التقوى ومركب الفجور

قد أفلح من زكاها: زكى ماذا ، التفوى أم الفجور؟ الهاء فى زكاها عائدة على النفس كلها بمركبيها التقوى والفجور.

قد خاب من دساها: دس ماذا، التقوى أم الفجور ، الهاء فى دساها تعود على النفس التى تحمل المركبين تقواها وفجورها.

الدس: هو إخفاء شىء فى شىء فلا تميز بينهما

زكاها: الزاى حركة تثير التجمع والتكتل الذى فى الكاف فتفرق بين مكوناته ، لو هناك شىء يتكون من لونين فعملية الفصل بين اللونين والتمييز بينهما هى عملية التزكية وينتج عنها الصفاء ويصبح الشىء خالص مما علق به.

لنوضح ذلك ،

نحن نزكى النفس بالفصل بين تكتل وتجمع الفجور والتقوى فيصبح عندنا تقوى ظاهرة خالصة وفجور كذلك منفصل عن التقوى ظاهر وخالص.

نحن ندس النفس بترك هذا التكتل والتجمع بين التقوى والفجور فلا نتبين هذا من ذاك وينتج عنه إخفاء النفس فتكون نفس غير خالصة ولا تتمتع بالصفاء.

من قالوا أن التزكية هى النماء والزيادة غاب عنهم ، نماء ماذا؟ والتزكية تعود على النفس كوحدة واحدة تحمل المركبين التقوى والفجور؟

فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً [الكهف : 74]

موسى عليه السلام حكم بدون علم على نفس الغلام أنها خالصة صافية نقية .

والغريب أن لسان العرب أتى بهذا المعنى ولكنه تاه فى خضم ما عداه:

" وقوله تعالى: وتُزَكِّيهم بها؛ قالوا: تُطهِّرُهم. قال أَبو علي: الزَّكاةُ صفوةُ الشيء".

ما أشار إليه بصفوة الشىء هو ما أوضحناه بصفاء النفس فنميز الطيب والخبيث فيها .

وهذا له رابط فى ما سبقها من أيات ،

فنرى صورة الضحى وهو كل الوقت من طلوع الشمس إلى نزولها فى الأفق فظهور القمر : التمييز بين الشمس والقمر ، بين النهار والليل ، هذا هو الفصل والصفاء فتصبح الصورة فى أكمل وضوحها فيرى الليل ليل والنهار نهار والقمر قمرا والشمس شمس.

وهذا المركب الفاجر فى أنفسنا هو " إبليس" الذى تسلل إليها وسكن فيها وإلتحم بها ،

إلتحام المكون الطينى الطيب مع المكون النارى الشرير،

والمطلوب منا أن نعمل على تحرير المركب الطينى من المركب النارى ،

ولذلك جعل الله لنا السمع والبصر والفؤاد ، فهل لنا من سبيل لإستعمالهم وتفعليهم:

وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل : 78]


الأبوة فى القرءان

الأبوة فى القرءان:

أب: الألف بداية حركة منبثقة بالباء ،

وهذا الإنبثاق قد يكون معنوى كمثال:

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج : 78]


ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل: هنا إبوة معنوية لكون إبراهيم من سمانا المسلمين وهو مؤسس الملة الحنيفية.

أبوة مادية وتطلق على الرجل والمرأة:

فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ [يوسف : 99]

آوى إليه أبويه: والده ووالدته ، من إنبثق عنهم بالولادة

يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأعراف : 27]


أبويكم: الإنسان الأول الذكر والأنثى ، من إنبثقنا عنهم ( الأجداد)

الأب: بالمفهوم المادى قد تدل على الوالد والوالدة أو الجد والجدة أو الوالد فقط ، كل حسب السياق. ما نريد قوله أن الأب تدل على صلة دم مباشرة ولا تصلح أن تكون العم أو الخال.

كما فرقت الأية التالية بين الأم والأب ( الوالد) :

وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ [عبس : 35]

ومن جماليات اللفظ أن الأب تدل فى صيغة المثنى على الأم والأب الذى هو الوالد أو الأجداد

ولفظ الأم فى القرءان تعنى الوالدة أو الوالدة والجدات وفقا للسياق،

أمهاتكم فى الأية التالية تعنى الوالدة والجدات:

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً [النساء : 23]
Top of Form


الأحد، 21 يوليو 2013

حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون

الأية التى إحتار وأخطأ الأعاجم فى فهمها :

وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ [يس : 41]وَخَلَقْنَا


لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)



الأعاجم ممن تصدروا كتابة تفسير القرءان الكريم إجتهدوا على
 قدر

فهمهم ولا حرج عليهم والحرج على أهل اللسان العربى الذين لم

يتحققوا مما كتبوه وأخذوه حفظاً لا دراية ،

يقولون فى فهمهم للأية ،

ذريتهم : أباءهم ، كيف تكون الذرية هى الأباء؟ لا يقول بذلك مجنون

لا يدرى ما يقوله.

الفلك المشحون: سفينة نوح ومن معه ، هذا الفهم بنوه على فهم

الذرية أنها الأباء وما بنى على باطل فهو باطل.

نأتى للسان العربى المبين،

ذريتهم: هم أبناءهم أو نسلهم أو خلفتهم

الفلك المشحون: هى الحيوانات المنوية للرجل المتحركة بالدفع أو

القذف

كلمة " فلك" : الفاء حركات متفرقة عن المركز وهى متصلة مع

بعضها باللام ومتجمعة بالكاف 

لهذا نجد المعجم ( لسان العرب) يقول :

والفَلَكُ موج البحر 

لسان العرب يفتح الفاء ، وسنتبين خطأ ذلك:

وخلقنا لهم من مثله ما يركبون: هذا من خلق الله وليس من خلق

الإنسان ، فهمه على أنه السفن الصغار أو الكبار فهم خاطىء ،

نحن نركب البحر ، هذا ما نقوله والحقيقة أننا نركب " موج البحر" ،

وهذا الموج هو من خلق الله لنا. وهذا هو " من مثله" ، المثلية هنا

فى الحركة والإندفاع متجمعا متصلا ببعضه.

المشحون: يفهمونها على أنها المملوء أو المثقل ، ولكن الشحن

هو إعطاء الشىء طاقة وقوة لتحركه أو تجعله يعمل ، فأنت تشحن

تليفونك المحمول لتتولد طاقة تحرك أجزاءه الداخلية فتعمل. وماء

الرجل مشحون بطاقة داخلية أو ذاتية تجعله يندفع ويتحرك حتى

يلتحم مع البويضة وهذا ما تراه فى الفيديو. الأمواج كذلك هى فلك

مشحون يتحرك وينفع الى الأمام لتسيير السفن والقوارب.

ما قبل هذه الأيات جاء:

لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي

فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس : 40]


فَلك : هنا بالفتح ، وهذا هو مسار الحركة نفسه الذى تسبح فيه

الشمس والقمر ، لكل منها مسار لا تحيد عنه ولا تغادره.

الفلك: تأتى كذلك لتدل على السفينة ، الفلك تصف طبيعة عمل

وحركة السفينة.

السبع المثانى

السبع المثانى ،

العنوان خطأ ، وفهم المعنى كما يقول العنوان يؤدى إلى نتيجة خاطئة.

ما قاله القرءان هو :" سبعاً من المثانى"

وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : 87]

وهذا يفرق فى الفهم ،

سبعا من المثانى: هناك مثانى كثيرة ، ومن هذه المثانى سبعا أتاها الله لرسوله عليه

السلام.

القول بأنها الأحرف " المقطعة" بعد حذف المكرر منها والناتج 14 حرفاً من الفهم

الخاطىء المبنى على " السبع المثانى" . و الأية تقول " سبعا من المثانى" كما علمنا.

إختيار الرقم " سبع" ليس عبثاً ، السبع والسباع مخيفة تفزع الإنسان ، فهل يخاف

الإنسان منها؟ ليتقى العذاب الأكبر؟

الأية التالية جمعت 6 من هذه المثانى السبع:

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ

أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) ص

هؤلاء الأقوام الست تكررت قصصهم فى القرءان فى مواضع كثيرة ، منها المفصل

ومنها الموجز المقتضب. وكلهم باءوا بعذاب الله فى الحياة الدنيا.

فمن تكون السابعة؟

لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [الأنبياء : 10]

وهذا هو عذابهم:

قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ [التوبة : 14]

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا

لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)

براءة

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ

خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة : 28]

وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً

تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً [الأحزاب : 26]

الأحد، 14 يوليو 2013

سندس وإستبرق

فى لباس أهل الجنة:


أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً


مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً [الكهف : 31]


سندس : التفاسير تقول أنها كلمة هندية معربة ، ولم نستدل عليها فى اللغة الهندية.

سندس: 


نطق الكلمة صوتياً يتكون من مقطعين: سن + دس،

سن : سن() (مقاييس اللغة)

السين والنون أصلٌ واحد مطرد، وهو جريَان الشيء وإطرادُهُ في سهولة

دس : دس (مقاييس اللغة)

الدال والسين في المضاعف والمطابق أصلٌ واحد يدلُّ على دُخول الشيءِ تحت خفاءٍ وسِرّ

هذا نوع من اللباس يلبس بسهولة وإنسيابية لرقته ونعومته.

إستبرق: يقولون أنها فارسية معربة وقتلنا المعجم الفارسى بحثاً ولم نعثر عليها،

الكلمة صوتياً تتكون من : إستب + رق،

إستب : تدل على ضعف ورقة فى الشىء

رق: هى نفسها الرقة

هذه ثياب فيها رقة ونعومة شديدة

خضر : هى للون ولكل شىء غض ، ناعم ، ريان ، طرى ، هى تصف طبيعة الثاب ولا تصف اللون.

هذه الثياب كلها من " الحرير" وهذه الكلمة تختصر الرقة والنعومة التى فيها ، وهذا ما أجملته الأية التالية:

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن

ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ [الحج : 23]

وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان : 12]

ولم نجد إختلاف فى لباس أهل الجنة على إختلاف درجاتهم إلا الحلى التى يحلون بها من ذهب

ولؤلؤ وفضة.

تعقيب: ما حسبته المعاجم من معنى " الغلظة" فى كلمة " إستبرق" جانبه الصواب ، بدليل الأية:

مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ [الرحمن : 54]

بطائن الأرائك من إستبرق لا تكون غليظة غير مريحة ، حتماً هى رقيقة مريحة لمن يتكىء عليها.

كون البطائن من إستبرق يجعلنا نقول أن السندس ثياب علوية أو فوقية وما تحتها من الإستبرق

الحور العين

الحور العين
إختلف الناس فى فهم " الحور العين" ، فمنهم من يرى أنها " إناث لإمتاع الرجال"

ومنهم من يرى أنها " فاكهة" أو الزبيب الأبيض ، وهناك من ذهب خياله الى القول أنها

إناث تتشكل وفقاً للشكل الذى يشتهيه الرجل.

بعيداً عن مدلول " الحور العين" نطرح لمن تكون " الحور العين" ؟

سورة الرحمن تصف لنا " جنتان" ومن " دونهما جنتان" ، هناك جنتان وهناك جنتان

أخرتان أقل مرتبة ودرجة ،

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ 
رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) ويأتى وصف الجنتين ، ويعقبه الحديث عن الجنتين

الأخرتين : وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)


الجنة إذا درجات ويختلف " عرضها" وفقاً لمقربة من يدخلها من العزيز المقتدر.

سورة الواقعة تخبرنا بمقام " السابقين "ومقام " أصحاب اليمين" وقد فرقت فى عطاء كل

فئة منهما،

والسابقون يكونون :" ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14)"

وأهل اليمن يكونون:" ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40)

فى مقام " السابقين والأخرين " جاء" يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ

وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ

(20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) 

وهذه الحور العين لم تذكر تحت مرتبة " أصحاب اليمين".

وفى سورة الدخان جاءت الحور العين فى مقام " المتقين" :

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ

مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا

يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)


وسورة الطور بينت لنا مقامين / مقام المتقين ومقام الذين أمنوا :

فى مقام " المتقين" ذُكرت " الحور العين" :

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18)

كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ

عِينٍ (20)


وأعقبه وصف مقام الذين أمنوا ولم يأتى فيه " الحور العين" :

وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ

امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا

كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24)


نلاحظ أن السابقين ثلة من الأولين و " قليل من الأخرين" وهذا القليل هو من تبع الأولين بإحسان:

وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ

وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

[التوبة : 100]

وهذا ينطبق على أتباع كل رسول.

الأيات تفرق بين الإتباع بإحسان والإتباع بإيمان ، الإحسان أعلى مراتب الجنة .

من صفات المحسنين:

الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ

الْمُحْسِنِينَ [آل عمران : 134]

وتكررت فى وصف أنبياء الله عليهم السلام كمثال:

سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) الصافات

الخلاصة : الحور العين خاصة للسابقين المتقين المحسنين ، وهؤلاء ليس عوام الناس من أمن منهم.

الاثنين، 1 يوليو 2013

غسل الأيدى والأرجل الى المرافق

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة : 6]
أول ملحوظة:


غياب " المرافق" فى حالة التيمم .

لا خلاف على أن " اليد" فى حالة التيمم تعنى كف

اليد مع الأصابع .

" الى المرافق" : نجد السنة والشيعة يختلفون فيها،

بينما يبدأ الشيعة من الكوع وينتهوا

الى الأصابع ، يفعل السنة العكس بدأ من الأصابع

إنتهاءاَ بالكوع.

هم فهموا أن " الى المرافق" تعنى إنتهاءاَ بالمرافق

وإن إختلف البعض فى إدخال الكوع

فى الغسل أم لا.

واضح أن السنة فهموا أن " المرافق" تعنى " الكوع" ، والشيعة فهموا أن " المرافق"

 تعنى أطراف الأصابع ( وإن لم يدرك ذلك أتباع اليوم منهم).

نأخذ أولاً فهم السنة:

لو نظرنا الى منطقة الكوع نجد منطقة إلتقاء بين ثلاث عضمات ، عظمة نهاية العضد

وعظمتا نهاية الساعد. عندما نطبق مفهوم المرافق على الكوع نسأل : هل يكون الغسل

من إلتقاء العضد بالكتف إلى إلتقاء العضد بالساعد ثم من أطراف الأصابع الى نهاية

الساعد.

ما أريد قوله : منطقة الكوع تحمل فى تكوينها نهايتين مختلفتين فى إتجاهين متضادين،

من أعلى الى أسفل متمثلا فى العضد ومن أسفل الى أعلى متمثلا فى الساعد، فكيف

نُعمل ألية " إلى " فى " إلى المرافق" ، هل هى من أعلى الى أسفل أم من أسفل الى أعلى ؟



أخرج من هذا إن منطقة الكوع لا يمكن أن تكون المعنية بكلمة المرافق وذلك لتضاد

الإتجهات .

نأتى الى فهم الشيعة: بصرف النظر عن أنهم يبدأون من الكوع ، فإنهم ينتهون بأطراف

الأصابع والتى تعنى عندهم المرافق.

أطراف الأصابع تنتهى بالأظافر ، فهل الأظافر هى " المرافق" ؟

مادة " رفق" لا توحى حروفها بحركة ميكانيكية ككلمة " كوع" ،


كوع: الكاف تدل على تجمع حركات مختلفة ( عظمة العضد وعظمتا الساعد) فى مكان

واحد ( الواو) وهذا التجمع ينتج حركة تعلو وترتفع ( حركة الساعد الى أعلى وفقط ولا

تكون الى الداخل أو الى أسفل).


 مرفق:
لو أخذنا فهمها على أنه إرفاق شىء فرعى بشىء أساسى لذهب بنا هذا الفهم

الى " الأظافر" التى هى مرافق اليد ( كالملفات المرفقة بالإيميل على سبيل المثال).

 مرفق: لو أخذنا فهمها على أنها المنشأة التى تقام على مسطح أو مساحة من الأرض

لذهب بنا كذلك الى الأظافر التى تنمو وتنشأ بإستمرار على نهاية أطراف الأصابع. (

مرافق الكهرباء أو مرافق أى هيئة والتى تعنى المنشأت الخاصة بها).

مرفق: هى كذلك " مصاب الماء" فى البيت أو الشقة.

مرفق: هنا حركة تتم بالميم مع تكرار ، تفرق الحركات بالفاء بعيداً عن المركز ، هذه

الحركات المتفرقة تنشأ فى تسلسل متصل بالقاف. ووقوع التكرار قبلها يعنى إرتباطها

أو إتصالها بمركز الحركة.

هذه المعانى للحروف ينطبق على مصاب المياه التى يخرج منها الماء فى تتابع

وإتصال مع بقاءه متصلاً بمصدر الحركة ولا ينفصل عنه.

وهذه المعانى تنطبق كذلك على أظافر اليد التى تنمو متصلة مع نفسها ومع مركز نشوء

حركة النمو.

نتفق مع الفهم الشيعى على أن الغسل ينتهى بأطراف الأصابع ( الأظافر) ونختلف معهم

فى نقطة البداية التى هى عندنا " معصم اليد" أو " الرسغ" أو إلتقاء كف اليد مع

الساعد. لأنه وفقاً للتيمم لا يدخل الساعد فى المسح ( برائحة طيبة وليس " التراب").


قد فهمنا من قبل على أن " الفم والأذن والعين" تدخل فى " المرافق" ، ولكن غاب عنا

أن المعطوف يتبع المعطوف عليه وليس العكس. بمعنى أن الأيدى تتبع الوجه فى الغسل

ولا يتبع الوجه الأيدى فى "إلى المرافق".


ولكننا نضيف " الأرجل" الى فهم الغسل الى المرافق أو أطراف الأرجل ( الأظافر)

لأنها معطوفة على الأيدى ( الأرجل منصوبة ، ونحن نتبع تشكيل القرءان الذى نؤمن
أنه من الوحى) ، ذلك وإن سبق المسح بالرأس الذى يرشدنا الى الترتيب فى الفعل وهو أن نمسح برؤوسنا قبل غسل الأرجل.

أما " الوجه" فهو يشمل العينين والأنف والأذنين لأنهم المكونات الأساسية للوجه

ولولاهم لما صار " وجه".

نأتى الى تبريرهم بأن المرافق هى المتكأ ،

يقول المعجم :" المرفقة تقال على الوسادة أو المخدة" ويبرر ذلك لأنها متكأ ، ونقول

أن هذا التبرير مردود عليه لأن الوسادة تسمى مرفقة وكذلك ملائة السرير والبطانية ،

كلها ما هى إلا " مرفقات" للسرير ، بمعنى ملحقات به.

أما قوله بأن الكوع متكأ يستند عليه المرء فى جلوسه مردود عليه بأن المرء يستند

كذلك على كف يديه فى جلوسه، هذا يختلف من شخص إلى أخر.