إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 مايو 2013

يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج:

هذا التركيب ورد فى سورة الكهف:


حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) الكهف

فى القصة هناك ثلاث أماكن بلغها ذو القرنين:

1- مغرب الشمس

2- مطلع الشمس

3- بين السدين

ليس هناك إشارة نفهم منها أن مطلع الشمس هى المكان بين السدين ولكن خلاف هذا ، ذلك لأن ذى القرنين عندما بلغ مطلع الشمس وجد هناك قوم ثم بعدها أتبع سبباً وذهب الى مكان من أخر وهو " بين السدين". وهنا دارت قصة السد أو الدم.

والسؤال هنا: هل ذو القرنين كان يتحرك تقدماً من مكان الى أخر؟ يبدو ذلك وعليه يكون مغرب الشمس النقطة الأولى ومطلعها الثانية وبين السدين مكان يأتى بعدهما.

غروب الشمس فى عين حمئة: الغروب هو ذهاب ضوء الشمس وحلول الظلام ( سواد الليل) أو ذهاب النهار بالكامل ودخول سواد الليل وليس كما يفهم البعض أو يحب أن يفهم بأنه نزول الشمس فى الأفق ( راجع كلمات "غرابيب" " غريب" غربة" "غراب" وغيرها من مشتقات الغين والباء).

والعين الحمئة: هو ما يسمى بشفق الغروب والذى يستمر لفترة طويلة ولا يدخل الليل، هذه الجزئية يفهما القارىء من المقطع التالى:

"
يقرر المشتغلون بعلم الفلك أن البلاد الواقعة بين دائرتى عرض 50و60 شمالا وجنوبا تشرق فيها الشمس وتغرب بانتظام طوال العام إلا فى الشهور الصيفية ويقولون أن الشهور الصيفية لا يظهر ظلام الليل فيها وإنما الظاهر هو شفق الغروب – أى غروب الشمس – وشفق الشروق – أى شروق الشمس – وهما متصلان وتفصيل حكاية الشفق حسب أقوالهم هو :
-
من 1 مايو :15 منه لا يغيب الشفق ابتداء من دائرتى عرض 60:58 .
-
من 15مايو :31 منه لا يغيب الشفق ابتداء من دائرتى 60:54 .
-
شهرا يونيو ويوليو لا يغيب فيهما الشفق ابتداء من دائرتى 60:50 .
-
من1 أغسطس :15 منه لا يغيب الشفق ابتداء من دائرتى 60:54 .
-
من 15 أغسطس :31منه لا يغيب الشفق ابتداء من دائرتى 60:56 " إنتهى الإقتباس

عدم غياب الشفق وعدم حلول ظلام الليل هو غروب الشمس فى عين حمئة.

مطلع الشمس على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً: قد يكون إحدى المناطق التى يصل فيها النهار 6 أشهر.

من هنا قد يمكننا تحديد منطقة بين السدين وربما تعنى منطقة بين قارتين على أساس أن اليابسة مقارنة بالماء كالسد. عموما لا يهمنا تحديد الأماكن ، فما يعنينا هو تركيب " يأجوج ومأجوج".

يأجوج وماجوج مفسدون فى الأرض: هذا لا يقول بأنهم قوم ، ولا نقول ما لا تقوله الأية.

يؤج: الهمزة على الواو ، واو المكان، تفيد عن حركة مضطربة مستثارة هائجة ، هذا الإضطراب يبلغ ذروته بالجيم والتى تنقله من دخل المكان الى خارجه.

مأجوج: المكان الذى يتم فيه " الأج" ويأجوج : الذى يؤج داخل المكان فيخرج منه

على القارىء أن يراجع المعجم تحت مادة "أجج"!

هنا حديث عن "نار ملتهبة" أو " ماء مغلى " أو " مكونات ملتهبة" تثور فى داخلها فتخرج فى صورة براكين.

وهذه البراكين مفسدة فى الأرض لما تسببه من دمار للناس والسكن والزرع وكل ما على الأرض. هل هنك فساد أكبر من هذا؟

ولصدها عن هذا الفساد كانت فكرة " الردم" المكون من زبر الحديد و" القطر" .

بعد ذلك تتابع الأيات:

قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الكهف

البعض يظن أن الأية 99 مرتبطة بتهدم الردم المذكور قبلها على أساس خروج ما يسمى بقوم يأجوج ومأجوج.

نقرأ معها أيات الأنبياء:

حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) الأنبياء

وهم من كل حدب ينسلون: من كل حدب تعنى "من كل" ولا تعنى المكان المحدد لقوم يأجوج ومأجوج خلف أو أسفل الردم كما يظن البعض.

حدب: المعاجم تقول أن ما إرتفع وغلظ من الأرض أو ظهور الظهر ودخول الصدر والبطن. وقالت أشياء أخرى.

حدب: كلمة " دب" تدل على حركة ودخول الحاء عليه أفهمنا أن الحركة تتعاظم وتكبر.

ولهذا جاء ضمن أقوال المعجم " لسان العرب" :
الأَزهري: حَدَبُ الماءِ: ما ارْتَفَع مِن أَمْواجِه. قال العجاج: نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدِيرِ وقال ابن الأَعرابي: حَدَبُه: كَثرتُه وارْتِفاعُه؛ ويقال: حَدَبُ الغَدِير: تحَرُّكُ الماءِ وأَمْواجُه، وحَدَبُ السَّيْلِ: ارْتِفاعُه.
وقال الفرزدق: غَدا الحَيُّ مِنْ بَينِ الأُعَيْلِمِ، بَعْدَما * جَرَى حَدَبُ البُهْمى وهاجَتْ أَعاصِرُهْ(1) (1 قوله «الأعيلم» كذا في النسخ والتهذيب، والذي في التكملة والديوان الاعيلام.) قال: حَدَبُ البُهْمَى: ما تَناثَر منه، فَرَكِبَ بعضُه بَعْضاً، كَحَدَب الرَّمْلِ." إنتهى

لا حظ أخر جزء فى إقتباسنا الأخير: " حدب البهمى : ما تناثر منه فركب بعضه بعضا".

ما تناثر منه : هنا الحركة بفعل الدال والباء ، فركب بعضه بعضا : تعاظم الحركة.

كلمة " ينسلون" جاءت فى موضع أخر:


وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ [يس : 51]
وهذا هو ما سيحدث ، إضطراب ما بداخل الأرض ( المأجوج) بحركة العظام فتركيبها فكسوتها لحما ( يأجوج) وذلك ببعث من فى القبور ،أن كانوا فى باطن الأرض أم فى أعماق البحار والأنهار.

يأجوج ومأجوج فى أية الأنبياء وكذلك قوله " تركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض" فى موضع الكهف تعنى بعث من فى القبور وإختلاطهم فيتعارفوا فيما بينهم.



هناك تعليقان (2):

  1. إشراق الخفش
    13 hours ago
    يأجوج ومأجوج-1... بتجرّد من القصة المتداولة، وابتداءً من الآيات في سورة الأنبياء لا سورة الكهف!

    الأنبياء:
    وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)

    1- (وهم) في الآية 96، لا تعود على يأجوج ومأجوج وإنما تعود على (أنهم) في الآية 95.
    فلو قرأناها بهذه الطريقة سيصبح الموضوع كالتالي:

    أنّهم لا يرجعون... أهل القرى المهلكة لا يرجعون.. وسيظل رجوعهم حراماً... حتى كذا.
    حتى ماذا؟
    حتى (إذا) ما يلي:
    1- فتحت يأجوج ومأجوج.
    و
    2- هم=أنهم= أهل القرى... هم من كل حدب ينسلون./ وتصدقها الآية:
    ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون- يس! حيث ورت في هذين الموضعين!
    و
    3- اقترب الوعد الحق.(الحساب)
    يعني:
    لا يتم رجوع القرى التي يتم إهلاكها ويظل رجوعهم حراماً حتى إذا (فتحت يأجوج ومأجوج) و (أهل القرى من كل حدب ينسلون) و (اقترب الوعد الحق/الحساب).

    جواب لفظة (إذا) في (حتى إذا)...هو: (يرجعون).... الذي كان حراماً حتى إذا حدث ما حدث.! فحينها فقط هم يرجعون.!

    الآيات كلها:
    سورة يس:
    1- وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا (الْوَعْدُ) إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) / وعد البعث والحساب.
    2- مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) / صيحة الموت والهلاك.!
    3- فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ (يَرْجِعُونَ) (50) / لا يرجعون.
    4- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) / نفخة البعث.
    5- قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا..؟؟ هَذَا مَا (وَعَدَ) الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) / يُجابون عن الوعد الذي استنكروه في الآية رقم1.
    6- إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) / صيحة الحياة!
    7- فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)/ يوم الحساب.

    سورة الأنبياء:
    1- وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95) / القرية التي تهلك لا ترجع.
    2- حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) / يظل حرام رجوعها حتى يتحقق شرط (إذا).... وهو تتالي وتتابع ما يلي:
    فتحت يأجوج ومأجوج، و ينسل أهل القرى من كل حدب.
    3- وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ / استكمال لما في شرط إذا..
    فيرجعون.
    وعندما يرجعون: فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا
    يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) / تشابه المفاجأة في سورة يس.!

    الخلاصة:
    الآيات في سورة الانبياء:
    1- لا علاقة ل يأجوج ومأجوج ب (وهم من كل حدب ينسلون)!
    2- العلامة الوحيدة المذكورة هي (فتحت يأجوج ومأجوج). و" فتحت" هي على الأغلب: قرية\قرى خاصة بحادثة يأجوج ومأجوج المذكورة في سورة الكهف. وترتبط بشكل وثيق ب نسل الناس من كل حدب يوم النفخ في الصور.!
    إذن آيات سورة الأنبياء لا تتحدث عن ناس إسمهم قوم يأجوج ومأجوج سيظهروا لنا آخر الزمان! ويصبح احتمال موت يأجوج ومأجوج احتمالاً وارداً أكثر من بقاءهم أحياء في مكان خفي.

    الكلمات المحورية التي بني عليها هذه النتائج هي: (يوم، وعد الحق، ينسلون، يرجعون).

    -يتبع حتى إشعار آخر-

    تعليق من غالب غنيم منقول عن إشراق الخفش

    ردحذف
  2. البحث ينطلق من كون يأجوج ومأجوج قوم من البشر وهذا خطأ لأنهم ليس كذلك، المقصود بهم ثورة البركان وفورانه.

    لو كانوا قوماً لقاتلهم ذو القرنين .

    لو كانوا قوماً لقاتلوا هم ذى القرنين ولما إنتظروا حتى يردم بينهم.

    الردم كان بينهم وبين القوم الذين لا يفقهون قولاً ولم يكن عليهم، خرافة أنهم تحت الأرض!

    القوم كانوا لا يفقهون قولا ولم يكونوا من المستضعفين فى الأرض. وإلا طلبوا من ذى القرنين أن يقاتل عنهم يأجوج ومأجوج المزعم أنهم كذلك قوم.

    هم طلبوا سداً يمنع عنهم شر البركان وكانت فكرة ذى القرنين الردم.

    ربط الباحثة بين الأيتين جميل:

    وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)

    ولكنها عادت ونفت العلاقة بين هلاك القرى وبين أنهم من كل حدب ينسلون.

    بفهمنا أن يأجوج ومأجوج فى أية الأنبياء هو إضطراب ما فى القبور بحركته الشديدة وتركيب العظام وإتمام البعث يشرح لنا كيف أنه حرام على قرية أهلكناها ( وهذا الهلاك يخص جميع القرى قبل قيام الساعة) أنها لا ترجع بمعنى أنها تبعث من جديد وهذا هو ما جاء فى قوله " من كل حدب ينسلون".

    ردحذف