إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 4 مايو 2013

سرباً وسراباً



 من كتاب سريانية القرءان للمستشرق الألمانى لوكسنبرج:

Die SYRO-ARAMAEISCHE LESEART DES KORAN
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً [الكهف : 61]

المستشرق الألمانى يعتمد على جهل القارىء وعلى غث التراث فى أكاذيبه، فهو ينقل ما جاء به الطبرى لشرح معنى كلمة " سرباً" وهو:

17479ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عبـاس, قوله سَرَبـا قال: أثره كأنه حجر.
17480ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, قال: ثنـي مـحمد بن إسحاق, عن الزهري, عن عبـيد الله بن عبد الله عن ابن عبـاس, عن أبـيّ بن كعب, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر حديث ذلك: «ما انْـجابَ ماءٌ مُنْذُ كانَ النّاسُ غيرُهُ ثَبَتَ مَكانُ الـحُوتِ الّذِي فِـيهِ فـانْـجابَ كالكُوّةِ حتـى رَجَعَ إلَـيْهِ مُوسَى, فَرأى مَسْلَكَهُ, فقالَ: ذلكَ ما كُنّا نَبْغي». إنتهى

ويذكر الباحث أراء المترجمين للنص ومنهم من فهمها وترجمها على أنه إتخذ طريقه فى البحر " حراً". ويرى صحة هذا المعنى.

ويجنح الباحث الى أن الكلمة أصلها سريانى وتعنى " شرياً" ومعناها " حر" و " غير مقيد". هو يريد القول بخطأ كتابة النص القرءانى وأن النساخ أبدلوا الشين سيناً والياء باءاً فصارت سربا بدلا من شريا.


رغم أن الباحث يعتمد فى بحثه على معجم " لسان العرب" لكنه  يتجاهله هنا تجاهلا تاما حتى لا يفضح نفسه،

نقرأ ما جاء فى اللسان:

السَّرَب، بالتحريك: الـمَسْلَك في خُفْيةٍ
وفي التنزيل العزيز: ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ بالنهار؛ أَي ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه
ورُوي عن الأَخْفش أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ، والساربُ الـمُتواري
وكذلك : والسَّرِبُ الذاهِبُ الماضي، عن ابن الأَعرابي. إنتهى

سرب: حركة فى إنسيابية مع تكرار والراء تضيف بعداً أخر للخفة والرقة والباء تدل على سرعة وشدة إندفاع ويحمل عنصر المفاجئة.

هذا الذى إتخذ طريق فى البحر سرباً فهموه على أنه سمكة مملحة ولهذا تخبطوا فى فهم المعنى من السرب ( التفاسير) ، وهو قارب موسى وفتاة . الذى نسى الفتى أن يربطه أو تركه مباشرة على الشاطىء فجرفه ماء البحر.

حوت (مقاييس اللغة)

الحاء والواو والتاء أصلٌ صحيح منقاس، وهو من الاضطراب والرَّوَغان، فالحُوت العظيم من السّمَك، وهو مضطربٌ أبداً غير مستقرّ.
والعرب تقول: حاوَتَنِي فلانٌ، إذا راوغَني. إنتهى

وهذا ينطبق على وصف القارب الصغير فى بيان حركته.

وياتى الباحث الى الأية الكريمة:

وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً [النبأ : 20]

ويحب أن يقرأها هكذا:

وسترت الجبال فكانت شرايا ".

على إعتبار أن " سترت" السريانية تعنى نزعت ودمرت ، وأن " شرايا" تعنى فى السياق أن الجبال تحللت وتفككت.

ونحن نقرأها كما أنزلها الله:

وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً [النبأ : 20]


لسان العرب:
وسَيَّرَهُ من بلده: أَخرجه وأَجلاه.
وسَيَّرْتُ
الجُلَّ عن ظهر الدابة: نزعته عنه. إنتهى

ولا أدرى لماذا ذكر الباحث إعتماده فى بحثه على لسان العرب وهو يتجاهله ؟!

ما هو السراب؟

القرءان يشرح لنا المعنى:

وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [النور : 39]

سراب : يحسبه الظمأن ماء ( وهم) حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ( تلاشى).


السراب: تلاشى الشىء  فجئة فى خفة وسرعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق