إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 9 نوفمبر 2014

الذين يسعون فى الأرض فساداً

الذين يسعون فى الأرض فساداً:

الفساد له صفات عديدة فى القرءان ومنها:

ما فعله فرعون من إستعباد طائفة من الناس وإلحاق الأذى والظلم بهم هو من الإفساد فى الأرض:

{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) } (سورة القصص 4)

قوم لوط كانوا بأفعالهم من المفسدين فى الأرض:

{ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) } (سورة العنْكبوت 29 - 30)

أصحاب مدين وعدم إستيفاء المكيال وبخس الناس أشياءهم وهذا من أنواع الإفساد:

{ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) } (سورة هود 85)

وهذه الأيات تفرق بين الإفساد وبين الإيمان:

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) } (سورة البقرة 11 - 13)

كونك لا تؤمن بالله ، هذا ليس إفساد فى الأرض ( شأنك وحدك). أما إن كنت تصد عن سبيل الله ، بمعنى أنك تحول بين الأخرين والإيمان فأنت مفسد فى الأرض:

{ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) } (سورة الأَعراف 86)

الأية التالية :

{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) } (سورة المائدة 33 - 34)

محاربة الله ورسوله وقت نزول القرءان كانت تأتى ممن كفر من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين وذلك بصدهم عن سبيل الله ، بالتعرض بالأذى لمن يؤمن أو تهديده ومنعه وفوق ذلك إعلان الحرب على الرسول ومن معه وهذا ثابت فى القرءان الكريم.

السعى فى الأرض فسادا: كإشعال الفتنة وهذا من فعل من كفر من اليهود ، وكذلك المرجفون فى المدينة من المنافقين الذين اشاعوا الأقاويل على نساء المؤمنين وكانوا يتحرشون بهن وقد جاء تهديدهم بقتالهم أو نفيهم :

{ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) } (سورة الأحزاب 60)

الأية تعطى ثلاث خيارات ، أولها هو التقتيل وأن يقتلوا فى حالة حدوث قتال بينهم وبين الطائفة المصلحة التى تحاول توقيفهم ،

إن إستسلموا دون قتال يأتى " الصلب" والصلب فى اللسان العربى هو تقييد الحركة ويمكن تحققه بالحبس أو السجن ، وقد ذكر الصلب فى قصة فرعون حيث توعد السحرة بالتصليب على جذوع النخل ( بربطهم وتكتيفهم) وقد زاد عليه فرعون تجريح الأيدى والأرجل لتنزف حتى الموت ( الموت البطىء) . الصلب لا يعنى ما قد تتصوره من دق مسامير فى أيدى المصلوب على خشبة على سبيل المثال ، لأن هذا أبشع صور الصلب ويؤدى إلى الموت.

بينما تصليب المفسدين فى الأية لا يؤدى إلى موتهم ، غرضه تقييد ومنع حركتهم ،

والخيار الأخر هو تقطيع أرجلهم من خلاف وذلك بتجريحها من خلاف ، وخلاف الأرجل يقابله أمامها ( ظهر وباطن الأرجل). يعنى التجريح يكون فى الجزء الخلفى حيث العروق واللحم وليس من الأمام حيث العظام ، والغرض من ذلك هو أيضاً منع حركتهم.

إن لم يجدى ذلك فعلى الطائفة الحاكمة أو الحاكم أن ينفيهم من الأرض.

من يركب أتوبيس نقل عام ويقوم بتمزيق كرسى فى الأتوبيس ، هذا لا يعد من الذين يسعون فى الأرض فسادا، لأنه قام بفعل عرضى لمرة واحدة ( عقوبته كما يقررها القانون كدفع تعويض أو ما شابه). السعى فى الأرض فسادا لا يتحقق معناه إلا إذا كان المفسد " يسعى لذلك" ، بمعنى أنه كرس وقته وجهده لفعله ، كمجموعة مخربة شغلها الشاغل هو تحطيم السيارات المارة وإلقاء الحجارة على المحلات فتحطم الواجهة وتعطيل المرور إلى أخره.

وكيفية التطبيق للعقوبة متروكة للحاكم وفقاً لما حددته الأية

وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة


وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة:

طفق : قالوا أنها من أفعال الشروع ، وهذا صحيح ، وهو شروع يتم بالتهيئة للفعل فى وقت قصير وبسرعة.

الكلمة عند تجزئتها صوتياً ( كما فى المعاجم الأعجمية) تتكون من ثلاث مقاطع صوتية ، فتجد كل حرف ينطق على حدة ،

الطاء تدل على مرونة ، الفاء حركة تبتعد عن المركز ( أو فرجة) ، والقاف الشكل النهائى للحركة. عندما تتخيل أدم وقد بدت لهما سوءتهما أخذ وضع الإستعداد وشرعا فى خصف الورق وهذا تم فى وقت قصير وسرعة.

{ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) } (سورة طه 121)

يخصف :

إن كنت من أكلى الخص فأنت تعلم يقيناً أن ورقه متراكم على بعضه من الداخل إلى الخارج ، ويبدأ من الداخل بوريقات صغيرة تكبر إلى الخارج.

وهذا هو ما يحدث عندما تتخصص فى أحد المجالات ، ينتج من تراكم الخبرة والمعلومات تدريجياً التخصص كما ورق الخص.

والخصاصة هى تلك الوريقات الصغيرة التى تبقى عالقة فى ساق الخص بعد أن تنزع عنه ورقه الكبير ،

{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) } (سورة الحشر 9)

الغنى من تتراكم ثلاجته بأنواع الطعام ويمتلىء ديب الفريزر عنده بأنواع اللحوم والدولاب بشتى الملابس ، هذا يأتى ليسأل ماذا ينفق؟ وقد قال لهم الله أنه سيخلفه وأنه يوف أجورهم يوم الحساب:

{ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) } (سورة البقرة 272)

{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) } (سورة سبأ 39)

الإنفاق يتم بإحداث فرجة فى هذه المتراكم من المال والطعام ، ومن الكلمة نقول " نفق" ، النفق الذى تسير داخله السيارات والقطارات،

هم لا يريدون نفقاً ، إنما يبتغون أن يسمعوا منك " يكفى خرم إبرة" ليريحوا ضمائرهم. وأرادوا ذلك قولا صريحا من الله ولكن الله رحيم بعباده وترك الأمر تنافسى بين الناس لأنه لو سألنا أموالاً محدداً قيمة لكنا جميعاً من أصحاب النار إلا من رحم ربى.

لم تحدد فى القرءان إلا خمس غنائم الحرب للرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين ، هل يطيق الناس أن يأخذوا هذا الحكم على كل ما يكسبونه فى تجارتهم أو عملهم؟

نكمل مع " خصف" ،

هما كانوا يضعون الورق عليهم الورقة تعلو الأخرى وتجاور الأخرى، أو صفوف بجوار بعضها وفوق بعضها مع الربط بينها. ومنها خصف النعل وهو مثل الترقيع فى الثوب. ولا أعلم بأى كيفية كان يحيك أدم وزوجه الورق ، ربما بالخوص أو ما شابه

والمرسلات عرفا

والمرسلات عرفا:

السورة تبدأ بعرض صورتين ،

الصورة الأولى متمثلة فى الرياح ( المرسلات) ، وهذه الرياح ترسل عرفاً والعرف هو الطيب والحسن والمعنى أنها رياح طيبة وهذه بداية المشهد، الذى يتحول بالفاء الفجائية إلى عاصفة لا تبقى ولا تذر.

الصورة الثانية متمثلة فى الناشرات ( أيات الكتاب ) ونشرها يكون بإحياء البعض وهى بذلك تفرق بين الأحياء والأموات أو الطيب والخبيث أو قل أنه الحق والباطل. وهى نفسها تلقى الذكر وهذا الذكر يحمل فى طياته العذر موعظةً أو النُذر متمثلا فى قصص الأمم الهالكة وتخويف الناس بعذاب النار.

الأيات تضرب مثل بالرياح التى قد تحمل الخير ( السحاب المحمل بالماء) أو تحمل الشر ( ريح عاصف) ويقابلها أيات الكتاب التى تحى الأموات ( الأموات وليس الموتى) الذين يسمعون ويعقلون و تحمل النذر بعذاب واقع لمن أعرض عنها.

هذه الصورة الأولى:

{ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) } (سورة المرسلات 1 - 2)

ويأتى بعدها الحديث عن الصورة الثانية:

{ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) } (سورة المرسلات 3 - 6)

الفارقات فرقا والملقيات ذكرا متعلق بالناشرات. والرياح لا تلقى الذكر. التداخل فى الصورتين هو الذى جعل التغاسير تتأرجح بين معنى الرياح أو الملائكة ( ملائكة الوحى) وهى كما ترى تعرض الصورتين للمقاربة بينهما.

{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) } (سورة المرسلات 7

وإذا الرسل أقتت، لأى يوم أجلت ، ليوم الفصل

وإذا الرسل أقتت، لأى يوم أجلت ، ليوم الفصل:

الرسل وهم الملائكة تسمع وتتبع ما نقوله (ونفعله كذلك) وتنسخه،

ويوم الفصل تأتى الملائكة بما جمعته فى كتاب ليأخذ كل واحد كتابه،

ما تجمعه الملائكة مؤجل إلى يوم الفصل :

{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) } (سورة الزخرف 80)

{ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) } (سورة ق 17 - 18)

أقتت: من القتت وهو كما فى لسان العرب :" وتَقَتَّتَ الحديثَ: تَتَبَّعه، وتَسَمَّعَه".

ويقول القاموس المحيط : ورجلٌ قَتَّاتٌ وقَتُوتٌ وقِتِّيتَى: نَمَّامٌ، أو يَسَّمَّعُ أحاديثَ الناسِ من حيثُ لا يعلمونَ، سواءٌ نَمَّها أم لم يَنُمَّها.

ولكن الفعل واقع على الملائكة ( أقٍتت) وهذا يحدث يوم الفصل ، فى حياتنا الدنيا تسمع الملائكة وتتبع أقوالنا وأفعالنا ويوم الفصل هناك من يجمع من الملائكة ما جمعته فى الحياة الدنيا لتؤتى كتابك.

{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) } (سورة المرسلات 7 - 15)

كلها تعرض صور ليوم القيامة والفصل

والسماء والطارق

والسماء والطارق:

ما علاقة الطارق أو النجم الثاقب بالأيات التالية لذكره؟

عندما نقرأ أن النجم الثاقب وهو ألمع نجوم السماء ( الثاقب من معنى اللمعان وشدة الوضوح، نقول ثاقب البصر وكذلك ثاقب الرأى) وهذا النجم يسمونه نجم الصباح والمساء ( نجم الزهرة ، كان يُظن قديما أنه مجموعة من نجمين ولكنهم تبينوا أنه نجم واحد).

ظهزر الزهرة فى الصباح والمساء يعنى الإستمرارية والتتابع لهذا هو طارق، من جذر الكلمة تجد عند الصوفية مصطلح " الطريقة" وذلك لأنها عبارة عن عهد من قطب الطريقة إلى من يخلفه وهذا العهد يتتابع ويستمر من جيل إلى أخر.

عندما نقرأ ذلك نفهم ما جاء بعدها "أن كل نفس لما عليها حافظ "، الملائكة الكتبة لا يفارقوننا ، هم معنا مساءً وصباحاً.

وهذا النجم قدسه القدماء، فنجده عند البابليين يعرف بالإلهة عشتار وعند الأغريق فينوس وعند القدماء المصريين ( أرض النيل) إيزيس وهى كلها ترمز إلى الحب والجمال والجنس وقالوا أنها الإلهة الأم مصدر الحياة.

ولهذا جاء ما بعدها يوضح ويبين لهم كيفية خلق الإنسان الحقيقية:

{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) } (سورة الطارق 5 - 8)

وذلك لعلهم يتفكرون ...................

هناك معلومات أكثر عن الزهرة وعشتار وفينوس وإيزيس على الشبكة العنكبوتية، لمن يريد المزيد ...

يوم تأتى السماء بدخان مبين؟

يوم تأتى السماء بدخان مبين؟

هل حدث ذلك فى عهد الرسول عليه السلام؟

الأبحاث العلمية ( أبحاث علمية وليست أبحاث أصحاب الإعجاز العلمى) تقول أنه هناك دلائل بناءً على كتابات موثقة وكذلك بناءً عن دراسة حلقات الشجر فى العام 550 قبل الميلاد. وهذه الدراسة تقول بأنه كان هناك دخان غطى الأرض ونتيجته كانت الشمس تضىء كما القمر ، بمعنى ضعف أشعة الشمس وأنها كانت تظهر فقط أربع ساعات فى اليوم وكانت كارثة حقيقة أفسدت الزرع وقد قدم الناس أضاحى كثيرة ليرفع عنهم البلاء.

ولكن هذا وفقاً للدراسة كان فى العام 536 تقريباً وإستمر عام كامل. ونحن نعلم أن البعثة كانت بعد قرن من ذلك التاريخ،

فهل كذب التأريخ للبعثة النبوية وأنه هناك قرن من الزمان مفقود؟



ونحن لا نجد ذكر لتلك الحادثة فى كتب العرب التى كتبها المؤرخون أو من فسر القرءان أو حتى كتب السيرة وهذا يضع ألف علامة إستفهام عليها.

{ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) } (سورة الدخان 1 - 16)

إشارة لهذه الدراسة تجدونها هنا ( للغة الإنجليزية)

http://www.realclimate.org/index.php/archives/2008/03/536-ad-and-all-that

واللغة الألمانية :

http://www.scilogs.de/klimalounge/was-war-los-im-jahr-536-n-chr/

إضافة:

قد راجعت ما ذكره الطبرى فى تفسيره ووجدت إختلافهم فى الدخان ، فمنهم من يقول أه يوم القيامة والأخر يقول بأن قوم النبى عليه السلام أصابتهم مجاعة عام كامل وهذا يتفق مع الددراسة وإن كان هذا الرأى غير موثق تاريخياً عند العرب.

وأدعوكم لقراءة هذه من كتاب الطبرى وأن تتدبروا أخر المقالة :

حدثنا أبو كُرَيب, قال: حدثنا أبو بكر بن عياش, عن عاصم, قال: شهدت جنازة فيها زيد بن عليّ فأنشأ يحدّث يومئذٍ, فقال: إن الدخان يجيء قبل يوم القيامة, فيأخذ بأنف المؤمن الزكام, ويأخذ بمسامع الكافر, قال: قلت رحمك الله, إن صاحبنا عبد الله قد قال غير هذا, قال: إن الدخان قد مضى وقرأ هذه الاَية فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السّماءُ بِدُخانٍ مُبِين يَغْشَى النّاسَ هَذَا عَذَابٌ ألِيمٌ قال: أصاب الناس جهد حتى جعل الرجل يرى ما بينه وبين السماء دخانا, فذلك قوله: فارْتَقِبْ وكذا قرأ عبد الله إلى قوله: مُؤْمِنُونَ قالَ: إنّا كاشِفُوا العَذابِ قَلِيلاً قلت لزيد فعادوا, فأعاد الله عليهم بدرا, فذلك قوله: وَإنْ عُدْتُمْ عُدْنا فذلك يوم بدر, قال: فقبل والله, قال عاصم: فقال رجل يردّ عليه, فقال زيد رحمة الله عليه: أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «إنّكُمْ سَيَجِيئُكُمْ رُوَاةٌ, فَمَا وَافَقَ القُرآنَ فَخُذُوا بِهِ, وَما كانَ غيرَ ذلكَ فَدَعُوهُ».

عنيت بأخر المقالة هذا:

رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «إنّكُمْ سَيَجِيئُكُمْ رُوَاةٌ, فَمَا وَافَقَ القُرآنَ فَخُذُوا بِهِ, وَما كانَ غيرَ ذلكَ فَدَعُوهُ».

الأحد، 26 أكتوبر 2014

لو أن قرءانا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى


لو أن قرءانا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى:

هل من الممكن تكليم الموتى بالقرءان؟ أو تسيير الجبال؟

هذا ظن الذين يفترون على الله الكذب.

عندما نقرأ الأية بتمعن:

{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) } (سورة الرعد 31)

نقف كثيراً عند قول الأية :" أفلم ييئس الذين أمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً"،

وهذا هو مفتاح تدبر الأية، الذين أمنوا كانوا يتمنون ويرجون أن لو أمن أهلهم جميعاً، وكانوا يرون أن السبيل إلى ذلك هو إنزال أية حسية كالتى أتاها الله موسى عليه السلام.

هذه الفرضية: لو أن قرءانا سيرت به الجبال إلى أخر هذه الجزئية، هذه الفرضية توقفها وتلغيها ما جاء بعدها وهو :" بل ( ركز شوية فى " بل") لله الأمر جميعاً. المعنى هو أنها ليست قضية إنزال أيات حسية أو قرءان يكلم به الموتى وتسير به الجبال، المسألة هى أن الله يفعل ما يريد ، لله الأمر جميعاً. وأن الإيمان متوقف على مشيئة الله وقد أوضحنا فهمنا للمشيئة ومختصرها هو أن من يسعى للهداية ويفتح قلبه لكلام الله سيضعه الله على الطريق المستقيم، أما من يثنى صدره ويستغشى ثيابه فلن يمنعه أحد عن ذلك.

نرجع قليلاً إلى ما قبلها من أيان فنجد:

{ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18) } (سورة الرعد 18)

تجد أن الأمر متعلق بإستجابتك أنت أولا لكلام الله ، إن فعلت لك الحسنى وإن أعرضت وتوليت فما لك من هاد.

ونرجع مرة أخرى إلى ما قبلها:

{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) } (سورة الرعد 7)

هذا مطمع الذين كفروا وهو أية حسية ، أن يكون للنبى عليه السلام جنة من نخيل وأعناب ويفجر فيها الأنهار تفجيراً أو أن يأتى معه الملائكة. أو أن يؤتى مثل ما أوتى موسى عليه السلام.

تأمل الأية اللاحقة:

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) } (سورة الرعد 38)

الرسول لا يقدر أن يأتى بأية من عندياته، كله من أمر الله وإرادته.

تأمل ماذا قال الله للمؤمنين فى سورة البقرة:

{ أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) } (سورة البقرة 108)

بنو إسرائيل سألوا أن يروا الله جهرة وجعلوا شرط الإيمان بالرسول أن يأتيهم بقربانا تأكله النار ولكنهم كفروا بعدها.

وتقرأ من الأعراف:

{ تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) } (سورة الأَعراف 101)

هناك أقوام جاءتهم أيات حسية فكفروا بها ، الأيات الحسية لا تنفع جاحد ومعرض عن الذكر.

وإقرأ هذه جيداً ، هذه الأية ومثيلاتها تجدها كثيرا فى القرءان، لأن الأيات الحسية كانت شاغل المؤمنين والكافرين:

{ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) } (سورة يونس 96 - 97)

ونقرأ:

{ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) } (سورة الأَنعام 124 - 126)

وإذا جاءتهم أية: المقصود هو الأيات الكونية من خلق الشمس والقمر وتعاقب الليل والنهار وإنزال الماء فإحياء الأرض بعد موتها وغيرها الكثير.

وهذا لم يكفيهم وأرادوا أيات حسية خارقة. إرادة الله بالهداية لا تعنى أن الكافر برىء من كفره لأن الله لم يرد هدايته ، إرادة الله تتحقق بأن يرسل رسولا ليتلوا علينا أياته ، فمن يسمع ويحاول أن يفهم يأخذ الله بيده إلى الصراط المستقيم.

القرءان ليس كلام سحر ، هو قول رسول كريم :

{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) } (سورة التكوير 19 - 21)

فلا تتخيل أنك تغلق على نفسك الحجرة وتطفىء النور فتقرأ القرءان فتجد كنوز قارون خارجة لك من الأرض. ظنك هذا يجعلك تفهم أنه كتاب سحر والعياذ بالله وهو ليس كذلك لأنه كتاب هداية وموعظة للمؤمنين.

الواد المقدس طوى

الواد المقدس طوى:

كلمة طوى تعنى ثنى الشىء إلى الداخل،


ومنها فى القرءان " كطى السجل للكتب" ، والسجل هو عبارة عن أنبوبة وكان تحفظ فيها الصحف.

طوى المعدة تعنى ضمور المعدة وقالوا أن الطوى هو السقاء أو مكان تجمع الماء ومنهم قال أنه الكوز.

المنطوى والإنطواء هو المنغلق على نفسه ، حركته تتجه إلى الداخل. وهذا ما يحدث بالضبط عند طويك للسجادة على سبيل المثال، فأنت تمسك بأحد الأطراف وبإتمام عملية الطوى يكون المحصلة حركة داخلية.

هل الواد تم تقديسه طوى فيكون التقديس مضاعف أم أن تقديسه كان دلالة على إتجاه الواد إلى الداخل؟

كما أوضحنا فهمنا للتقديس فى بحث سابق وبينا كيفية إرتباطه بالماء وجب علينا فهم طوى على أن الماء الذى يحمله الواد يجرى فى داخله.

ونحن نتكلم عن واد ولا نتكلم عن سجادة أو ورقات مطوية، لهذا طوى الواد هو عمق فيه متجه للداخل.

تأمل : تقديس = ماء

طوى=عمق مع الدلالة على الماء كذلك ( راجع معنى السقاية فى المعجم)

وهذا الوصف لا ينطبق إلا على وادى قاديشيا فى لبنان.

{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) } (سورة النازعات 15 - 16)

البقعة المباركة من الشجرة:

البقعة المباركة من الشجرة:

كلمة بقعة تعنى مساحة واسعة من الأرض. ويقال عليها بقعة لتميزها عن ما جاورها من الأرض. 

وهى مباركة تحديدا من هذه الشجرة بعينها ، و هذه المساحة من الأرض لا يوجد فيها إلا هذا النوع من الشجر.

المعنى لا يعنى أنه هناك شجرة وحيدة فى المكان وإلا لما وصف المكان بالبقعة.

هذه الشجرة فى الواد المقدس وهو وفقا لفهمنا وادى قاديشيا فى لبنان والشجرة هى شجرة الأرز أو شجرة السدر.

{ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) } (سورة القصص 30)

شاطىء الواد الأيمن: الواد له شاطئان ، يمين وشمال والنداء كان من يمين الواد.

وهذا كان بجانب الغربى:

{ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) } (سورة القصص 44)

بجانب ... الغربى: تختلف عن " بالجانب الغربى" ، تعريف الغربى وتنكير جانب لأنها تتكلم عن معرف محدد وهو جبل القرنة السوداء . والقول " الغربى" يدل على تميزه عن ما هو " الشرقى" أو أنه هناك الغربى والشرقى فى نفس المنطقة. وهذا التمايز فى لا تجده إلا فى سلاسل لبنان الشرقية والغربية.

بعدها تكلمت الأيات عن " جانب الطور":

{ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) } (سورة القصص 46)

فى الأية 44 كان الحديث أكثر تحديداً لمكان تواجد موسى عليه السلام وفى الأية 46 ينفى تواجد النبى محمد عليه السلام والنفى أتى هنا ليشمل تواجده على خط السلسلة الجبلية الغربية كلها، لهذا قالت ألأية " الطور".

هو إنتقال من الخاص أو من الغربى إلى العموم أو الطور.

فى بحث سابق قد أوضحنا أن الطور تعنى سلسلة جبلية.
..............

وقد لاقت تلك الشجرة أهمية بالغة فى جميع الحضارات ، فكان ملوك مصر النيل يستخدمونها فى بناء المعابد وتسمى شجرة الحياة أو الخلود. وقد إهتم المصرى القديم بثمار الشجرة والتى جسدها فى رسوماته على جدران المعابد. وسأعرض صورتين ، أحدهما من معبد الكرنك فى الأقصر وترى فيه أحد الملوك يخلد إسمه على الشجرة وتلاحظ أن الشجرة خالية من الأوراق المدببة ، لأنها لم تكن بالأهمية ليهتم به الرسام أو النحات المصرى. مقارنة بنفس الشجرة من الحضارة الفارسية القديمة أو الأشورية نجد بوضوح الأوراق المدببة والثمار. قارن بين ثمار الشجرة فى رسمة فارس مع ما يظنه أكثر الناس أنه أوراق فى شجرة الكرنك وهو الثمار.

ولمًا يدخل الإيمان فى قلوبكم

ولمًا يدخل الإيمان فى قلوبكم:

قال إبن كثي فى تفسيره :" وقد استفيد من هذه الاَية الكريمة أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة"

وسنبين خطأ هذا المذهب،

يعلل إبن كثير هذا المذهب بقوله :"ويدل عليه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان, فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه"

نذكر نص الرواية من البخارى :

50 حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك - ص 28 - قال متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عنده علم الساعة الآية ثم أدبر فقال ردوه فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم .........

مذهب أهل السنة والجماعة يقول بأن الإسلام هو القول وأن الإيمان تصديق العمل للقول ، وهذا يخالف الحديث أعلاه. وحتى يخالف ما قاله إبن كثير لأن السؤال بدأ بالإيمان فالإسلام فالإحسان وهو عكس قول إبن كثير وعليه يكون الأعم هو الإيمان والأخص هو الإسلام ويتبعه الإحسان.

أنت ترى فى الحديث أن تعريف الإيمان لا يدل على عمل مطلقاً، ما هو إلا إيمان بالله واليوم الأخر وملائكته وكتبه ورسله وهذا مصداقا لقوله تعالى:

{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) } (سورة البقرة 285)

وتعريف الإسلام فى الحديث هو الذى يدل على العمل، فتجد إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم وفوقهم عدم الشرك بالله ، كيف يشرك من قد أمن سلفا؟

القرءان أوضح ذلك:

{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) } (سورة يوسف 106)

والإحسان هو أعلى الدرجات لأنك تخاف الله فى كل سكناتك.

وهذا حديث أخر من البخارى يبين لك أن الإسلام ما هو إلا العمل:
11 حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده ."

وتجد حتى الحديث الذى يحفظه العامة عن ظهر قلب يعرف الإسلام بأنه القول والعمل:

8 حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.

وإليك هذا الحديث:

12 حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.

إطعام الطعام من الإسلام ، أليس هذا بالعمل وإن لم يكن أحسنها،

وقد وصفه القرءان بالبر:

{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) } (سورة آل عمران 92)

{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) } (سورة البقرة 177)

هذه أحاديث البخارى ، فعلى ماذا يستندون لإقامة مذهبهم؟

نأتى إلى الأية موضوع البحث:

{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) } (سورة الحجرات 14)

ما المشكلة مع الأعراب؟

القضية أنهم لا يأتون إلى الرسول إن دعاهم ، لا يجاهدون فى سبيل الله ، لا ينفقون أموالهم فى سبيل الله و قد شهدوا بأن الله حق وأن رسوله صادق.

وماذا يريد منهم القرءان؟ القرءان يريد منهم أن يبرهنوا على صدق شهادتهم، يريد منهم الإنصياغ لأوامر الله ورسوله.

هو لا يريد أن يؤمنوا وحسب ، هو يريد أن يسلموا ، يسلموا وجهم لله ويطيعوا الرسول إن دعاهم.

قالت الأعراب أمنا: هذا قولهم

قل لم تؤمنوا: ينفى عنهم الإيمان

ولكن قولوا أسلمنا: هو يريد منهم أن يقولوا " أسلمنا"

ولما يدخل الإيمان قلوبكم: قولهم " اسلمنا" يتحقق عندما يدخل الإيمان قلوبهم.

كلمة " لمًا" تفيد تأكيد شىء قد تحقق فى الماضى أو سيتحقق فى المستقبل وإن طالت المدة.

أنت تقول :" سنأكل لما يجىء الضيوف" وتعنى أنه عندما يتحقق مجيئهم تبدأ الأكل.

لما: لا تنفى دخول الإيمان فى قلوبهم ولكنها تعلق حدوثه مستقبلاً وعندها يقولوا " اسلمنا" لأن المنتظر منهم هو الإسلام.

تجد فى كل القرءان خطابا إلى الذين أمنوا يحثهم على العمل وذلك لأن الإيمان لا معنى له بدون عمل:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) } (سورة البقرة 254)

الله مع من؟

{ إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) } (سورة النحل 128)

رحمت الله ، كتبها لمن؟

{ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) } (سورة الأَعراف 156)

وتجد الأية القرءانية تبدأ بالمجمل وتتبعه بالتفصيل ، حيث العام هو الإسلام وتفصيله هو الإيمان وما تبعه من صفات تدل على العمل والتقوى:

{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) } (سورة الأحزاب 35

الذبن يؤذون النبى

نبى الرحمة أم نبى الإغتيالات؟

جاء فى البخارى وتجده كذلك فى كتب التاريخ والسيرة ما أسموه سرية إبن عتيك إلى أبى رافع،

ملخص السرية حسب زعمهم أن أبى رافع هذا كان يحرض على الرسول والمسلمين وهو من يهود خيبر، وقد أرسل الرسول خمسة نفر من الأنصار لإغتيال الرجل،

وقد جاء في البخاري: أن عبد الله بن عتيك لما انتهى إلى أبي رافع فإذا هو في بيت مظلم (وسط عياله), لا يدري أين هو من البيت، قال ابن عتيك: فقلت: يا أبا رافع. قال: من هذا؟ قال ابن عتيك: فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف، وأنا دهش ما أغنيت شيئا. وصاح، فخرجت من البيت، فمكثت غير بعيد ثم دخلت إليه. فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ قال: لأمك الويل إن رجلاً في البيت ضربني قبل بالسيف. قلت: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته. فجعلت أفتح الأبواب بابًا بابًا حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة, فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز، فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النجاء، فقد قتل الله أبا رافع, فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال: ابسط رجلك، فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط. هذا ما فى البخارى

وذكر الواقدى أن النفر الخمسة بعد أن نجحت عملية الإغتيال أتوا الرسول وهو واقف على المنبر وما إن ظهروا له سألهم " أفلحت الوجوه" وأجابوا": بيض الله وجهك يا رسول الله"

وهناك من قال أنهم إختلفوا على من قتله فيهم وقد أمرهم الرسول بسيوفهم لينظر فيها ورأى فى أحد السيوف بقاية الطعام فقال هذا السيف قتله.

هذا الرجل الذى إغتالوه يبلغ من العمر 120 عاماً ، وكان فى البيت وسط عياله ، فهل عياله لم يدركوا من تسلل إلى بيتهم الذى كان كالحصن ولم يسمعوا صراخ أبيهم فيهموا بإنقاذه ، وهل يقتل من يبلغ من العمر أرذله؟ وهل يأمر الإسلام بالغدر؟

هذا هو نبى التيارات الإسلامية ، بل قل هذا هو نبى المسلمين اليوم، نبى صنعته لهم كتب التاريخ المزيفة المزورة فقدسوها وجعلوا منها وحى إلهى يشركون به كتاب الله، القصص الحق وأحسن الحديث.

القرءان الحكيم يذكر لنا:

{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) } (سورة الأنبياء 24)

الأية تقول " هذا ذكر من معى" ، فهل القصة أعلاه هى من ذكر من مع الرسول عليه السلام ، أم ذكرهم فى كتاب القصص الحق.

سورة الأحزاب والتى نزلت فى نفس توقيت هذا القصة الملفقة تقول:

{ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا (48) } (سورة الأحزاب 48)

دع أذاهم: ولم تقل " إغتالهم"

وكذلك من إرتد عن إيمانه لم يأمر النبى بقتله، كل ما فعله أنه كان يحزن عليهم، يحزن عليهم يا سادة ولم يأمر بقتلهم، ألا تعقلون؟

{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) } (سورة المائدة 41)

أعداء الله ورسول الذى لا يتورعون عن الكذب على رسول الله يرون فى قصة الإغتيال هذه تشريع ، نعم تشريع إلهى ،

تأمل ماذا قال إبن حجر مستخلصا العبر من القصة :

" وفي هذا الحديث من الفوائد جواز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصر وقتل من أعان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أو ماله أو لسانه، وجواز التجسس على أهل الحرب, وتطلب غرتهم والأخذ بالشدة في محاربة المشركين، وجواز إيهام القوم للمصلحة، وتعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين, والحكم بالدليل والعلامة لاستدلال ابن عتيك على أبي رافع بصوته واعتماده على صوت الناعي بموته" ) فتح الباري (7/345)

هذا هو دينهم ، دين الإغتيالات والقتل ، يكذبون بأيات الله البينات ويقدسون كتب ما أنزل الله بها من سلطان لأنهم خراصون وفجرة وقتلة يريدون نبياً دموياً ونبياً يضاجع من النساء فوق المئة ليرضوا غرائزهم وشهواتهم وليقولوا " إنما نقتدى بسنة النبى " ......... ونحن براء مما يفترون على رسوله عليه السلام الكذب.

................

وقد ذكر الواقدى أنهم بعد أن أتموا الإعتيال وأدرك أهل خيبر ذلك خرجوا فى طلبهم ولهذا قاموا بالإختفاء فى النهر حتى إنصرف القوم عن البحث عنهم ، ونسأل هنا " اين هذا النهر الذى عند خيبر؟؟؟؟؟؟

وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا

وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ،

من هم القاسطون؟ ومن المقسطون الذين يحبهم الله؟

القسط هو معيار أو وحدة قياس أو وحدة ميزان ،

{ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) } (سورة الرحمن 8 - 10)

أقيموا الوزن بالقسط وفقاً لمعاير وموازين ثابتة ، لا تزنوا بالويم كما يقولون وقد يفعلوه.

....... { وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) } (سورة المائدة 42)

الحكم يكون بمعايير ولا يكون جزافاً ، الحكم على قدر الفعل ولا يتغير معيار الحكم من شخص إلى أخر ( الشخص هو المحوم عليه)،

المقسط : على وزن مفعل ، هو الذى يُفَعٍل القسط ، القسط موجود ومعروف ومعلن والمقسط يفعله.

أما القاسط هو نفسه الفاعل ، فاعل القسط ، فيضع معايير تناسبه هو ويقيس أو يزن بها كيفما و لمن يشاء. لهذا هو حطب جهنم.

بينما المقسط يحبه الله لأنه يُفَعٍل القسط مع كل الناس ، هو لا يزن لهذا كيلو اللحمة على سبيل المثال بوزن الكيلو وللأخر بوزن النصف كيلو:

{ لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) } (سورة الممتحنة 

قالوا ... بل إفتراه بل هو شاعر

قالوا ... بل إفتراه بل هو شاعر:

الكفار من المشركين أتهموا الرسول عليه السلام أنه يقرض الشعر،

وما يقوله ما هو إلا شعر وأحلام الشعراء،

{ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) } (سورة الأنبياء 5 - 6)

وقد رد عليهم القرءان الكريم :

{ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) } (سورة الحاقة 41 - 50)

الرد واضح وجاء رد أخر وهو أن الله لم يعلمه الشعر وما ينبغى له:

{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) } (سورة يس 69 - 70)

وأنه نزل به الروح الأمين على قلب النبى عليه السلام:

{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) } (سورة الشعراء 192 - 195)

والروح الأمين هو الروح القدس:

{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) } (سورة النحل 102)

فهل يُعلم الروح القدس الشعر؟ أم ينزل بكلام الله المبين؟

البخارى له رأى أخر ، فقد ذكر البخارى ومسلم والترمذى رواية مفادها أن الروح القدس يعلم حسان إبن ثابت الشعر:

بَاب الشِّعْرِ فِي الْمَسْجِدِ :

442 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَا حَسَّانُ أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَعَمْ

هذه الرواية الموضوعة والمدسوسة تطعن بطريق غير مباشر فى القرءان الكريم. وهى واضحة ولا تحتاج إلى فلسفة المتفلسفين، حيث تقول " أيده بالروح القدس" ، لماذا؟ حتى ينطق شعراً محكم.

المؤلفة قلوبهم ، من هم؟

المؤلفة قلوبهم ، من هم؟

{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) } (سورة التوبة 60)

كتب التفاسير وكتب الحديث وإن إختلفوا فى تحديد الأسماء ، كأن المشكلة فى معرفة الأسماء، إلا أنهم إتفقوا على شىء واحد،

وهو أن النبى عليه السلام كان يعطى رؤساء بعض القبائل رشا ( رشاوى) ليستميلهم.. أو يعطى بعض الناس رشا ليؤمنوا به.

هذا ما جاء فى تفسير الطبرى:

" حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبي, عن إسرائيل, عن جابر, عن عامر, قال: إنما كانت المؤلفة قلوبهم على عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم, فلما وُلي أبو بكر رحمة الله تعالى عليه انقطعت الرشا".

حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وأما المؤلّفة قلوبهم, فأناس من الأعراب ومن غيرهم, كان نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يتألفهم بالعطية كيما يؤمنوا" ولك مراجعة التفاسير للإستزادة.

وإختلفوا كالعادة إن كان المؤلفة قلوبهم فقط على عهد الرسول أم أن الأمر بإعطاءهم مازال مستمرا، وهذا لا يهمنا.

ما يهمنا هو إتهامهم للرسول عليه السلام برشوة البعض ، بصرف النظر عن من هم، ليؤمنوا به. أو حتى إعطاء أبو سفيان وهو من أغنياء القوم لمجرد أنه حديث عهد بالإسلام لإستمالته أكثر وأكثر كما فى كتاب مسلم.

وهم أنفسهم الذين يقولون رواية عن الرسول عليه السلام أن الراشى والمرتشى فى النار. كأن الرسول عليه السلام ينهى عن الشىء ويأتيه.

نحن نبرىء نبيه الكريم من هذه الإفتراءات وحساب قائليها عند الله.

القارىء للأيات السابقة لهذه الأية يجد حديثاً عن المنافقين وكيف أنهم يسخطون إن لم يعطيهم النبى من الصدقات وكيف هم يرضون إن أعطاهم.

لو كان الأمر هو إستمالة بعض الناس وأقول لإتقاء شرهم وليس لدخولهم الإسلام هو المعنى بالمؤلفة قلوبهم لكان أولى أن يعطى النبى هؤلاء القوم. ولكن الله من فوق سبع سموات يقول له ولهم أنهم لا يستحقون العطية من الصدقات إلا لو كانوا ضمن من ذكرتهم الأية وهم ليس من ضمنهم.

سورة الحجر ذكرت توزيع الفىء :

{ مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) } (سورة الحشر 7 - 8)

وهذه التوزيعة أتت حتى لا يكون المال دولة بين الأغنياء ، وهذا ينفى إعطاء أبو سفيان أو غيره من سادات القوم. وأية الحشر ذكرت المهاجرين فى سبيل الله. وهؤلاء من تركوا أموالهم وديارهم.

هؤلاء الذين فقدوا أموالهم وديارهم هم المؤلفة قلوبهم. تؤلف لإنكسارها وتبدل حالهم من الغنى أو حتى الكفاية إلى حالة العوز والحاجة.

واليوم كل من فقد داره أو ماله هو من المؤلفة قلوبهم ويجب أن يعطى من الصدقات. وبلاد المسلمين وغير المسلمين عامرة بالمهجرين الذين تركوا دورهم وأموالهم وأصبحوا على باب الكريم

وفى الرقاب والغارمين

الصدقات ... وفى الرقاب والغارمين:

جاء فى سورة الطور والقلم كلمة " مغرم" ،

{ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) } (سورة الطور 40)

والمغرم كما يعرفه الجميع هو تكلفة طارئة تحمل على الشخص لا يندرج تحته الدين ( مدين ودائن)، إنما غرامة مالية وجب على شخص ما سدادها ولا يقدر على الوفاء بها كدية القتل الخطأ أو أى غرامة لخطأ غير متعمد وفقا لقوانين كل عصر مع عدم القدرة على السداد أو حتى من عليها كفارة.

الرقاب: فى القرءان يشمل فئات عديدة ، منها أسرى الحروب وكل من عليه دين لا يقدر الوفاء به وإن وجد عبد مملوك فهو منها. ولكن المجتمع الإسلامى إبان عصر الرسول لم يكن فيه عبيد مملوكة. لأن المسلم الذى يعبد الله لا يجوز له أن يتخذ من إنسان أخر عبدا له. وما نقرأه فى كتب التاريخ عن عتق العبيد ما هو إلا عتق العبيد المسلم والذى كان تحت يد الكافرين، كما كان يفعله أبو بكر الصديق. عصر الجوارى والعبيد فى المجتمع المسلم ظهر متأخراً عن عصر الإسلام الأول.

عندما تقرأ الأية التالية تجد أن فك رقبة يعادل إطعام عشر مساكين من أوسط ما نطعمه أو كسوتهم ، فتسأل نفسك " أى عبد مملوك هذا الذى يساوى ثمن عتقه ما قيمته إطعام عشر مساكين" ؟ لا يتساوى هذا بذاك.

{ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) } (سورة المائدة 89)

وفى الأية التالية تجد القيمة قد إرتفعت ليصل تحرير رقبة ما قيمته إطعام ستين مسكيناً:

{ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) } (سورة المجادلة 3 - 4)

شراء طعام لعشر أشخاص أو حتى ستين شخصاً لا يعادل قيمة العبيد المملوكة فى عصر نزول الأيات. وإلا تمكن كل عبد مملوك من عتق نفسه.

فى هاتين الأيتين المقصود بتحرير رقبة هو من فى رقبته دين واجب السداد.

الأيات التى تذكر على العموم الإنفاق قالت " فى الرقاب" وهنا المعنى يشمل الأسرى ومن عليه دين أو عبد مملوك إن وجد:

{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) } البقرة

الأحد، 5 أكتوبر 2014

صلاة الفجر الضائعة




الفجر الكاذب والفجر الصادق:

المتعارف عليه أنه هناك ثلاث أنواع من الشفق،

الشفق الفلكى والبحرى والمدنى:
الشفق الفلكى: تكون فيه مركز الشمس 18 درجة أسفل خط الأفق

الشفق البحرى: عند 12 درجة

الشفق المدنى: عند 6 درجات

وكل فترة منها تستمر تقريباً 30 دقيقة وفقاً للوقت من العام ووفقا للمكان.

من 18 درجة إلى 12 درجة وهى فترة الشفق الفلكى تكون السماء عامرة وزاهرة بالنجوم وهذا من الليل.

من 12 وحتى 6 درجات يرى فى السماء النجوم االأكثر لمعانا ، كم يمكن للبحارة رؤية النجوم التى يستدلون بها على الإتجهات ( وبالنجم هم يهتدون). وهذه من الليل كذلك وهى بداية الفجر الكاذب.

بدأً من 6 درجات لا ترى فى السماء غير النجوم الأكثر لمعانا وهى بداية الفجر الصادق.

هذه نتيجة وصلت إليها عن طريق الرؤية البصرية.

ونأخذ أحد مدن ألمانيا يوم 4 أكتوبر 2014:

الشفق الفلكى: الساعة 5:40

الشفق البحرى: 6:23

الشفق المدنى: 07:02 ( بدء صلاة الفجر وحتى 07:30) طلوع الشمس: 07:35

صلاة الفجر وفقا لما يعملون به هنا: 5:57

لن ندخل فى جدال المستطيل والمستطير والرأسى والأفقى لأن الحكم هو رؤية السماء وما فيها من نجوم. فحيث ترى اللامع من النجوم وغير اللامع معاً فأنت فى الليل.

وكمثال للقاهرة ليوم 5 أكتوبر 2014 ( وهى بالتقريب وفقاً لبرامج الكمبيوتر):

الشفق الفلكى:04:28 ( أذان الفجر فى المساجد 04:24)

الشفق البحرى ( الفجر الكاذب): 4:55

الشفق المدنى ( الفجر الصادق): 05:20

عمان الأردن : الفلكى 05:09 ، البحرى الكاذب 05:39 ، المدنى الصادق 05:05 وحتى 06:25





البحث عن مكة وبكة

البحث عن مكة وبكة:

كثرت البحوث حول أين مكة الحقيقية وكل ذهب مذهبه وإن لم يحسموا أمرهم.

ولنا بعض البحوث على هذه الصفحة والتى أوضحنا فيها أين الطائف ونجران وقلنا بأن الطائف هى مدينة الجليل بفلسطين ونجران هى منطقة اللجاة بسوريا. وفى بحث أخر قلنا فيه بأن المدينة المنورة أو طيبة هى مدينة أريحا بفلسطين وقد أكد لنا ما ذهبنا إليه هو دلالة تسمية وادى العقيق والتى تتطابق مع الوادى أسفل أريحا وتتنافر مع المكان الحالى المزعوم.

وأشرنا بصفة عابرة إلى مكان موقعة "بدر" وهو قرية زرعين بفلسطين ( مرج بنى عامر)، وهذا المكان كان يمتاز بأنه منطقة لرعى الماشية والغنم ويأتيه الناس من كل القرى المحيطة به. وسبب لقاء المسلمين مع كفار مكة والذى جاء بمحض الصدفة وبترتيب من العزيز القدير ، هذا اللقاء تم لأن كليهما أتى لنفس المنطقة ليرعى الماشية والغنم. وتجد فى كتب السيرة أن الرسول عليه السلام قد نهى المهاجرين عن رعى الماشية والغنم فى المدينة لأنها فقيرة فى الموارد مقارنة بالقرى التى هاجروا منها. ولهذا كانوا يخرجون إلى زرعين للرعى.

من معانى كلمة بدر هو الإستعجال ولعل التسمية أتت من الأنحدارات الشديدة التى فى زرعين وفيها عين ماء تكونت من نزول الماء من منحدر شديد الإنحدار.

واليوم نقول بأن البيت العتيق هو هضبة الجولان وهى الكعبة وهى المذبح والتى تسمى بيت معكة فى العهد القديم وكانوا يسمونها " أم دولة إسرائيل".

شكيم عند السامريين المقدسة = الكتف أو المنكب وهم يجعلوها فى مكان أخر وهذا المعنى " المنكب أو الكتف" لا ينطبق إلا على الجولان.

عندما نقرأ التاريخ بهذه المعطيات وفقا لهذه الجغرافية نفهم كيف سارت الأحداث،

ونذكر مثال : من كتاب المغازى للواقدى

سَرِيّةُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرٍ إلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ
قَالَ الْوَاقِدِيّ : حَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ ، قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَعْبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيّ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتّى انْتَهَوْا إلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ مِنْ أَرْضِ الشّامِ ، فَوَجَدُوا جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ - ص 753 - كَثِيرًا ، فَدَعَوْهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَشَقُوهُمْ بِالنّبْلِ . فَلَمّا رَأَى ذَلِكَ أَصْحَابُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَاتَلُوهُمْ أَشَدّ الْقِتَالِ حَتّى قَتَلُوا ، فَأَفْلَتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ جَرِيحٌ فِي الْقَتْلَى ، فَلَمّا بَرَدَ عَلَيْهِ اللّيْلُ تَحَامَلَ حَتّى أَتَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَشَقّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُمْ بِالْبَعْثِ إلَيْهِمْ فَبَلَغَهُ أَنّهُمْ قَدْ سَارُوا إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَتَرَكَهُمْ .

وفقاً لكتب التاريخ تقع ذات أطلاح بين معان والعقبة فى الأردن. وعندما نقف على جملة " فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله عليه الصلاة والسلام" ونسأل هل هذا الجريح سار على فرسه متحاملا على جرحه مسافة الليل ما يقرب من ألف كيلومتر حتى المدينة فى السعودية أم ما يقرب من 180 كيلومتر حتى أريحا المدينة الطيبة فى فلسطين؟

ونأخذ مثال أخر: عندما تقرأ قرار خالد بن الوليد ومن معه من قادة الإنسحاب من منطقة الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك حتى يسهل على الخليفة إرسال مدد لهم إن إحتاجوه أو يسهل لهم الإنسحاب إن إضطروا إليه ، عندا تفهم أين هى المدينة عاصمة الخلافة.

وعندما نقرأ أية الأنفال: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) الأنفال

لنا أن نتخيل مكان موقعة بدر وفقاً لمدينة زرعين أو أزرعات حيث تجد غور الأردن أسفل منها. وتلال الجليل أعلى منها أو جبل الكثيب الأحمر.

وفى شرحهم لجغرافية التراث تجدهم يبحثون عن توريات كشرحهم لقولهم " الواقف على جبل أبى قبيس يرى الطائف" حيث يقولون أنها تورية والمقصود الطائف حول الكعبة وليس مدينة الطائف.

وتجد فى كتب التاريخ أنهم كانوا يسدون أنوفهم عند دخولهم المدينة المنورة ولعل ذلك ما أزعج الرسول عليه السلام وسماها الطيبة. وحقيقة سد الأنوف راجع إلى أن تربة أريحا الساحلية فيها الكثير من رمى البحر الميت.

وهناك الكثير، وما نقول به لا نلزم به أحد ولكنه فرض علينا ألا نكتمه. وكما قلت إقرأوا التاريخ وفقا لهذه المعطيات الجغرافية تفهموا لماذا يقولون بأن أخر حرب فى التاريخ البشرى ستكون فى هضبة الجولان حيث قرية مجدولين أو مجدو.

ومن الثوابت الباقية إلى اليوم هذا الخندق حول أريحا والمسجد الذى ما زالت الحجرات الملحقة به باقية إلى اليوم والبئر الخاص به وهو يسمى مسجد موسى عليه السلام

أصحاب الرس

أصحاب الرس:

{ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) } (سورة الفرقان 37 - 39)

من هم أصحاب الرس؟

أجمعت المعاجم على أن الرس هى البئر المطوية بالحجارة وقالوا " رس الميت" بمعنى قبره أو دفنه.

حرف السين يدل على التنفيس والإنسيابية،

رسم: هنا تكرار بالراء لإنسيابية القلم بالسين أو قل أنه تنفيس يتكرر بفعل القلم فيتم الناقص منه بالميم لينتج هذا الشكل المرسوم.

عسس: العين للوضوح وهذا الوضوح يتم بإنسيابية مضاعفة بالسين وهذا التنفيس لا يحدث صوت ويتم فى خفة.

رسو ( رسا): هنا التنفيس ينتهى إلى مكان أو إلى واو المكانية فيؤدى إلى الثبات.

سور: مقاييس اللغة يقول بأن السين والواو والراء تدل على علو وإرتفاع ، ربما توهم هو ذلك بناءاً على شكل السور. ولكن السين تنفيس ينتهى إلى مكانية الواو التى تزيده قوة فى التنفيس ويحدث تكرار للحركة فى صورة دائرية بالراء تؤدى إلى الإنغلاق.

سورة ( سور القرءان) : الفرق بين الإسورة والسورة هو أن الإسورة فاعلة للإحكام والإحاطة والإغلاق على ساعد اليد ، بينما السورة من صفتها أنها محكمة ومغلقة من نفسها أو أن الإحكام والإغلاق صفة لها وفيها وهذا يأتى من أياتها التى تتلو بعضها البعض ( التنفيس) حتى تنتهى محكمة.

مسً ( مسس) : المس يتم بالتنفيس المضاعف إلى داخل الشىء ولهذا قالت الأية لا عدة على النساء إن لم تمسوهن ( تحقق الجماع). ومس الكتاب المكنون بمعنى الدخول إليه وفيه لمعرفة ما فيه لا يكون إلا للمطهرين.

رس ( رسس) : هنا مكررات بالراء لعملية التنفيس إلى الداخل وهو تنفيس مضاعف ولهذا قالوا عنه أنها البئر أو أنه دفن الميت ولكن نراه دلالة على مقابر ملوك مصر النيل فى وادى الملوك والملكات. هو تعبير عن عملية الحفر داخل الجبل وهذا بصفة مكررة ويؤدى إلى عمق بفعل مضاعفة التنفيس بالسين

لما تحرم ما أحله الله لك

مُجرد رأي في آيات سورة التحريم

نقلاً عن الدكتور عزالدين نجيب Ezz Eddin Naguib

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّ‌مُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّـهُ لَكَ ۖتَبْتَغِى مَرْ‌ضَاتَ أَزْوَٰجِكَ ۚوَٱللَّـهُ غَفُورٌ‌ۭ رَّ‌حِيمٌ﴿١﴾قَدْ فَرَ‌ضَ ٱللَّـهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَـٰنِكُمْ ۚوَٱللَّـهُ مَوْلَىٰكُمْ ۖوَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ﴿٢﴾وَإِذْأَسَرَّ‌ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثًا فَلَمَّانَبَّأَتْ بِهِۦ وَأَظْهَرَ‌هُ ٱللَّـهُ عَلَيْهِ عَرَّ‌فَ بَعْضَهُۥوَأَعْرَ‌ضَ عَنۢ بَعْضٍ ۖفَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتْ مَنْ أَنۢبَأَكَ هَـٰذَا ۖقَالَ نَبَّأَنِىَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ‌﴿٣﴾إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّـهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖوَإِن تَظَـٰهَرَ‌ا عَلَيْهِ فَإِنَّ ٱللَّـهَ هُوَ مَوْلَىٰهُ وَجِبْرِ‌يلُ وَصَـٰلِحُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۖوَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ‌﴿٤﴾عَسَىٰرَ‌بُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرً‌ۭامِّنكُنَّ مُسْلِمَـٰتٍ مُّؤْمِنَـٰتٍ قَـٰنِتَـٰتٍ تَـٰٓئِبَـٰتٍعَـٰبِدَٰتٍ سَـٰٓئِحَـٰتٍ ثَيِّبَـٰتٍ وَأَبْكَارً‌ۭا﴿٥﴾} التحريم

والآن أعرض مُجرد رأي:
قال النبي لزوجة له سرَّا (أي أن لا تُخبر أحدا) بأن الله أمره بزواج زوجة زيد (الذي كان النبي قد تبناه، بعد طلاقها ليُثبت تحريم التبني) فغضبت وجعلت النبي يحلف أنه لن يتزوجها، ثم أخبرت زوجة أُخرى بما حدث واتفقتا على النبي (بالامتناع عنه مثلا ليُظهرا غضبهما) فعرَّف سُبحانه النبيَّ بما كان، وأعلم زوجته بأنه علم أنها أخبرت زوجته الأخري، فظنت أن الزوجة الأخرى أخبرته، فسألته من أخبره؟ فأجابها بأنه الله سُبحانه، ولم يُذكرها بأنه أخبرها بأن حديثه لها كان سرا لا تُخبر به أحدا حتى لا يُحرجها، ثم أخبرهما بأن عليهما التوبة لأن قلوبهما مالت عن أمر الله بزواجه من مُطلقة زيد، وجعلا النبي يُحرم على نفسه هذا الزواج الذي أمر به الله ليُرضيهما وخشية من كلام الناس أن يقولوا: تزوج مُطلقة ابنه.

ولنقرأ ما قاله الله تعالى بخصوص هذا الأمر:
قال تعالى في سورة الأحزاب: {وَمَاكَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُۥٓأَمْرً‌ا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَ‌ةُ مِنْ أَمْرِ‌هِمْ ۗوَمَن يَعْصِ ٱللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُۥ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلًا مُّبِينًا﴿٣٦﴾وَإِذْتَقُولُ لِلَّذِىٓ أَنْعَمَ ٱللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّـهَ وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَاٱللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَىٰهُ ۖفَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرً‌ۭا زَوَّجْنَـٰكَهَا لِكَىْ لَايَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَ‌جٌ فِىٓ أَزْوَٰجِ أَدْعِيَآئِهِمْإِذَا قَضَوْا۟ مِنْهُنَّ وَطَرً‌ۭا ۚوَكَانَ أَمْرُ‌ ٱللَّـهِ مَفْعُولًا﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ مِنْ حَرَ‌جٍ فِيمَا فَرَ‌ضَ ٱللَّـهُ لَهُۥ ۖسُنَّةَ ٱللَّـهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلُ ۚوَكَانَ أَمْرُ‌ ٱللَّـهِ قَدَرً‌ۭا مَّقْدُورً‌ا﴿٣٨﴾ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِ‌سَـٰلَـٰتِ ٱللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُۥ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّـهَ ۗوَكَفَىٰ بِٱللَّـهِ حَسِيبًا﴿٣٩﴾ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّ‌جَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّ‌سُولَ ٱللَّـهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ ۗوَكَانَ ٱللَّـهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا﴿٤٠﴾} الأحزاب


وقال سُبحانه: {يَـٰٓأَيُّهَاٱلنَّبِىُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَٰجَكَ ٱلَّـٰتِىٓ ءَاتَيْتَأُجُورَ‌هُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّـهُ عَلَيْكَوَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّـٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِخَـٰلَـٰتِكَ ٱلَّـٰتِى هَاجَرْ‌نَ مَعَكَ وَٱمْرَ‌أَةً مُّؤْمِنَةً إِنوَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىِّ إِنْ أَرَ‌ادَ ٱلنَّبِىُّ أَنيَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۗقَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَ‌ضْنَا عَلَيْهِمْ فِىٓ أَزْوَٰجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَ‌جٌ ۗوَكَانَ ٱللَّـهُ غَفُورً‌ۭا رَّ‌حِيمًا﴿٥٠﴾

وقال تعالى: {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّ مِنْ أَزْوَٰجِكُمْ وَأَوْلَـٰدِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَٱحْذَرُ‌وهُمْ ۚوَإِن تَعْفُوا۟ وَتَصْفَحُوا۟ وَتَغْفِرُ‌وا۟ فَإِنَّ ٱللَّـهَ غَفُورٌ‌ۭ رَّ‌حِيمٌ﴿١٤﴾} التغابن

وأرى أن رأيي هذا أقرب إلى كتاب لله من حكايتي المُفسرين:

حكى المُفسرون في ذلك حكايتين برويات مُختلفة، واحدة حقيرة والثانية حمقاء:
فقد قال الطبري في إحدى حكاياته الحقيرة: [حدثنا سعيد بن يحيى،قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبدالله، عن ابن عباس، قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: من المرأتان؟قال: عائشة، وحفصة. وكان بدء الحديث في شأن أمِّ إبراهيم القبطية، أصابهاالنبيّ صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة في يومها، فوجدته حفصة، فقالت: يانبيّ الله لقد جئت إليّ شيئاً ما جئتَ إلى أحد من أزواجك بمثله في يومي وفيدوري، وعلى فراشي قال: " ألا تَرْضَيْنَ أنْ أُحَرّمَها فَلا أقْرَبَهَا؟" قالت: بلى، فحرّمها، وقال:" لا تَذْكُرِي ذلكَ لأَحَدٍ" فذكرتهلعائشة، فأظهره الله عزّ وجلّ عليه، فأنزل الله: { يا أيُّها النَّبِيُّلِمَ تُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أزْوَجكَ}... الآيات كلها، فبلغنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كفر يمينه، وأصابجاريته.] انتهى

ثم ذكروا حكاية أخرى حمقاء هي: حدثنا ابن المثنى،قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن عبد الله بن شدّادبن الهاد، قال: نزلت هذه الآية في شراب { يا أيُّها النَّبِيُّ لِمَتُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أزْوَجكَ}.
وشرحها ابن كثير فقال: [وقد روى مسلم هذاالحديث في كتاب الطلاق من صحيحه عن محمد بن حاتم عن حجاج بن محمد عن ابنجريج، أخبرني عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة به، ولفظه كما أورده البخاريفي الأيمان والنذور، ثم قال البخاري في كتاب الطلاق: حدثنا فروة بن أبيالمغراء، حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانرسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل، وكان إذا انصرف من العصر،دخل على نسائه، فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر، فاحتبس أكثر ماكان يحتبس، فغرت فسألت عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل،فسقت النبي صلى الله عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالن له، فقلتلسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك، فقولي: أكلت مغافير؟ فإنهسيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ فإنه سيقول لك: سقتني حفصةشربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي له أنت يا صفيةذلك، قالت: تقول سودة: فو الله ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أنأناديه بما أمرتني فرقاً منك، فلما دنا منها، قالت له سودة: يا رسول اللهأكلت مغافير؟ قال:" لا" ، قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال:" سقتني حفصة شربة عسل" قالت: جرست نحله العرفط، فلما دار إليّ، قلت نحو ذلك، فلما دار إلى صفية، قالتله مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة، قالت له: يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال:" لا حاجة لي فيه" قالت: تقول سودة والله لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي، هذا لفظ البخاري.]