إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مايو 2016

العهن المنفوش

وتكون الجبال كالعهن ،
عهن: العين للإرتفاع والهاء والنون تدل على الضعف الشديد،
هذا هو حال الجبال يشبه هذا العهن الذى تجده قائم مرتفع إلا أنه ضعيف وهش.
ومن يقول أن العهن هو الصوف المصبوغ فهذا حاطب ليل لا يؤخذ كلامه مأخذ الجد إلا إذا أوضح لنا وجه التشبيه بين حال الجبال وبين صوفه الملون.
وتكون الجبال كالعهن المنفوش: هنا شبه الجبال بالعهن المنفوش، والعهن هو الزهرة التى ترى صورتها فى البوست السابق وترى كذلك نفشه.
{ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) } (سورة المعارج 8 - 9)
{ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) } (سورة القارعة 4 - 5)
عهن (مقاييس اللغة)
العين والهاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينٍ وسُهولة
لسان العرب: قال الأَزهري: ورأَيت في البادية شجرة لها وردة حمراء يسمونها العِهْنة ( أخطأ فى تحديد الزهرة)


ورقة إبن نوفل

أو لم ينبأ بما فى صحف موسى ، وإبراهيم الذى وفى ؟
القرءان قال أن الإنباء عما فى الصحف الأولى ما هو إلا أية لهم،
{ وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) } (سورة طه 133)
وهذه وحده يرد اليوم على من يدعى أن الرسول عليه السلام قد تعلم من ورقة إبن نوفل، وهذه الشخصية لا أصل لها وإلا ذكرها القرءان فى معرض إتهامهم للنبى أنه يعلمه بشر،
فمن الحدوا إليه كان أعجمياً :
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) } (سورة النحل 103)
من هذا نخرج بنتيجة أن شخصية ورقة هذا شخصية وهمية وإن ذكرتها المصادر الإسلامية متمثلة فى كتب السيرة أو المصادر السريانية النصرانية.
إقرأ ما بعد الأيات التالية لتعلم ما جاء فى الصحف الأولى:
{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) } (سورة النجم 36 - 37)
وكذلك سورة الأعلى

لا نضع رب العالمين موضع المنافسة مع الأخر

لا نضع رب العالمين موضع المنافسة مع الأخر،
جاءت كلمة " عدو" بتسكين الدال للدلالة على التنافسية ومنها العداء وهى خلاف العَدُو والإعتداء من الفعل يعتدى.
فتجد فرعون إتبع موسى عليه السلام ومن معه عدواً ليلحق بهم :
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) } (سورة يونس 90)
والقرءان ينهانا عن سب الذين من دون الله حتى لا يسبوا الله عدواً بمعنى وضع الله فى تنافس مع ألهتهم التى أشركوا بها:
{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) } (سورة الأَنعام 108)
وتقف عند لفتة فى لقاء السحرة مع موسى عليه السلام، فتجد السحرة ألقوا حبالهم وعصيهم بإسم فرعون ( وقالوا بعزة فرعون) ، بينما تجد موسى عليه السلام لا يلقى بإسم الله وإلا كان يضع الله فى موضع التنافس مع فرعون، تعالى الله علواً كبيراً:
{ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) } (سورة الشعراء 44 - 47)

غض البصر لا يعنى خفضه

غض البصر لا يعنى خفضه،
الغض هو الطرى وتطلق على الثمار فى مراحل تكونها الأولى قبل الإستواء التام،
والمعنى هو النظرة غير المتفحصة وغير العميقة، نظرة رقيقة عابرة
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) } (سورة النور 30 - 31)

لايوجد معراج للنبى عليه السلام

لايوجد معراج للنبى عليه السلام،
يستشهدون من سورة النجم على صحة حديث المعراج المفترى وسورة النجم سابقة لنزول سورة الإسراء التى جاء فيها:
{ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) } (سورة الأَنعام 35)
والأية أعلاه تنفى نفياً قاطعاً صعود النبى عليه السلام على ما يسمونه البراق لإن الأية فيها عتاب للرسول عليه السلام وتؤكد أنه لا يقدر أن يصعد إلى السماء ليأتيهم بأية.
وفقاً لكتب التراث سورة النجم من أوئل السور المكية وسورة الإسراء نزلت فى العام قبل الهجرة مباشرةً.

لا شفاعة يوم القيامة

لا شفاعة يوم القيامة :
الأية التالية تخاطب الذين أمنوا :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) } (سورة البقرة 254)
جميع الأيات التى تتكلم عن الشفاعة فى القرءان ما هى إلا ردود على المشركين الذين جعلوا الملائكة بنات الله وأنهم ما يعبدونها إلا لتشفع لهم أو تقربهم عند الله زلفة حسب قولهم:
{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) } (سورة يونس 18)
هناك من يخرج الأية التالية عن سياقها ويستشهد بها على أنه هناك من قد يشفع للناس يوم القيامة من البشر وذلك شريطة رضاء الله:
{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) } (سورة الأنبياء 28)
ولكن السياق يتكلم عن الملائكة:
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) } (سورة الأنبياء 24 - 29)
دخول الجنة يكون بالعمل وفقط:
وراثة الجنة أجر للعاملين ولا دخول لها بالكوسة:
{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) } (سورة الزمر 74)
{ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) } (سورة الزخرف 69 - 72)
وسبب شقاء هذه الأمة هى أكذوبة شفاعة النبى لهم فأعرضوا عن عمل الصالحات إتكالاً على أمانى كاذبة:
وتسمعهم الأيات البينة إلا أنهم يصدون عنها ويصمون أذانهم:
{ ) لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125) } (سورة النساء 123 - 125)

والذين إجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها

والذين إجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها .........
الطاغوت ذُكرت فى القرءان ثمان مرات والجبت مرة واحدة ،
طاغوت : الطاء حركة مرنة متعاظمة والغين تغيب الحركة، فعل الغين يقع على المفعول به وهو ناتج عن تعاظم حركة الطاء ،
{ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) } (سورة الحاقة 11)
الأية لم تذكر مفعولا به لطغيان الماء ولكنه يفهم من السياق أن تعاظم الماء غيًب ما تحته فلا تراه،
وكل طاغية يغيب حركة من يطغى عليه، يجعله كأنه لا يوجد
{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) } (سورة طه 43 - 46)
الطاء حرف مرن لهذا يمكنه التفاقم والتعاظم وتجاوز الحد وهذه الصفة تنطبق تحديداً على الماء فهو يرتفع ويمتد بسهولة ، وهى صفة لكل ما تجاوز الحد كمثال عقاب ثمود:
{ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) } (سورة الحاقة 5)
وعذاب ثمود كان بالصيحة والرجفة وذكره القرءان بأنه الصاعقة ، وهى الرعد والبرق المتعاظم الصوت والضوء الحارق
جبت : الجيم حركة منجذبة للداخل والباء تدل على الإنبثاق ولكنه هنا إنبثاق إلى أسفل أو بمعنى الحفر ، أفضل ما قالته المعاجم فى الجب أنه البئر بعيدة القعر والتى لا يحفرها الناس بأنفسهم بمعنى أنها طبيعة المنشأ وإن جعلوها كثيرة الماء ونختلف معهم فى كثرة الماء إستناداً على القرءان :
{ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10) } (سورة يوسف 10)
لأنه لو كانت الجب كثيرة الماء لغرق يوسف عليه السلام ومات وهم ما أرادوا موته ، إنما أن يلتقطه بعد السيارة الذين أرسلوا واردهم لعله يجد بعض الماء فى قعر الجب ( غيابات تدل على عمقه الشديد) .
لاحظ أن الجب فى يوسف بضم الجيم ، بينما الجبت بفتحها وهذا الفتح يدل على إنفتاح الحركة ، مقاييس اللغة يجعل دلالة الجيم على القطع وإن صح فهو قطع ممتد منفتح.
عندما تتأمل الطاغوت والجبت تجد مصدرين لما يؤمن به السفهاء من الناس ، وتوقف عند المصدرين لحظات، كأنك تجد ماء طاغى ما نسميه السيل أو ماء منهمر وهذا الماء المنهمر يحدث حفر فى الأرض بإختراقها وينتهى نزول الماء المنهمر ويتبقى عندك هذه الحفرة العميقة البعيدة القعر التى لا قد لا تجد فيها ماء وإن وجدته فهو ماء فاسد أو غير صافى وهنا هو مصدر السفهاء من الناس الذى يأخذون عنه دينهم.
أرجع بك مرة أخرى إلى الطاغوت الذى هو منبع ومنشىء الحفرة وهذا أمرنا الله ألا نتخذه من دونه أولياء وألا نعبدها ،
الله بعث فى كل أمة رسول والرسول حامل ومبلغ لرسالة ربه وفحواها أن نعبد الله ونجتنب الطاغوت ، وأكثر الناس يهجرون رسالة ربهم بعد أن إسغشوا ثيابهم لكى لا يسمعوا بلاغ الرسول المبين ، وأمنوا بالطاغوت من جاءهم برسالة كتبها هو بنفسه زاعماً أنها من عند الله :
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) } (سورة النحل 36)
تأمل صفات عبدة الطاغوت:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) } (سورة النساء 49 - 51)
هم يزكون أنفسهم و يفترون على الله الكذب ،
ونتيجة لذلك تجدهم يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون إفتراً على الله أنه من عنده:
{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) } (سورة البقرة 79)
وهذا ما فعلته اليهود من بعد موسى عليه السلام فقالوا بالوحى الشفهى وأخرجوا للناس كتاب المشنا والجمارا ولدرجة أنهم قالوا أنها قاضية على التوراة وحكموا بكفر من لا يؤمن بها.
هذه المشنا والجمارا ما هى إلا " الجبت" ، مصدرهم للماء
وهؤلاء الطاغوت من الأحبار يخرجون الناس من النور الذى أنزله الله إلى الظلمات التى خطوها بأيديهم:
{ اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) } (سورة البقرة 257)
إقرأ:
{ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) } (سورة المائدة 60)
وتجد أن سفيهم ( حزب النصارى) كيف كان يقول على الله شططاً:
{ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا (5) } (سورة الجن 4 - 5)
هنا طاغوت أمرت الناس أن يؤمونا بأن عيسى إبن مريم أنه إبن الله أو أنه هو نفسه الله،
النصارى ليس لها كتاب بشرى كاليهود لأن جبتهم قائم على تفاسير مغلوطة للإنجيل بعد تحريف الكلم عن موضعه.
وختاماً:
{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) } (سورة البقرة 256)
لم ينزل الله على عبده إلا أيات بينات ولا يوجد غيرها:
{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) } (سورة الحديد 9)

رمضان ، هل هو شهر تساقط الثلوج أم شدة الحر؟

رمضان ، هل هو شهر تساقط الثلوج أم شدة الحر؟
يقول لسان العرب :" الرمض هو شدة الحر"
ولكنه قال كذلك:" والرمضى من السحاب والمطر ما كان فى أخر الصيف وأول الخريف"
وقال أيضاً:" وقال الفراء هذا شهر رمضان وهما شهرا ربيع"
هذه أقوال ثلاث مختلفة: الصيف - الخريف - الربيع
وتقرأ كذلك فى لسان العرب:" ورَمَضْتُه أَنا أَرْمُضُه وأَرْمِضُه إِذا جعلته بين حجرين أَمْلَسَيْنِ ثم دقَقْته ليَرِقّ" واللحم المرموض ما كان شديد الإستواء.
هنا أعطانا المعجم معنى " الرقة فى الشىء"
وقال فيما قال :" وقال عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه، لراعي الشاءِ: عليكَ الظَّلَفَ من الأَرضِ لا تُرَمِّضْها؛ والظَّلَفُ من الأَرض: المكان الغليظ الذي لا رَمْضاءَ فيه"
وفى شرحهم لقول عمر أتوا بأقوال متضاربة ، فقالوا الظلف من الأرض هو الشديد الصلابة وقالوا أنها اللينة التى لا رمل فيها فولا حجارة، ثم قاموا بنقلة نوعية إلى معنى الحر وعنوا بذلك حتى لا ترمض يه الرمل والحجارى فتتلف أطرافها.
وهذا الشرح فيه تعسف لأن الأرض الظلف هى الصلبة المتماسكة وهذه الأرض الصلبة المتماسكة عندما تقع عليه الشمس تكتسب حرارتها، المغزى إذا من القول لا علاقة له بالحر وإنما بطبيعة الأرض، وعلى الراعى أن يختار أرض صلبة متماسكة ويتجنب الأرض اللينة الرملية. ونرجع بذلك إلى معنى الرقة فى " رمض".
الضاد فى الألوان تدل على اللون الأبيض،
والضاد فى الرؤية تدل على شدة الوضوح.
وفى إتجاه الحركة تدل على الضدية.
والراء تدل على الرقة وتدل على التكرار وكذلك على الرجوع.
تساقط الثلوج الرقيقة فى أول الشتاء نرى فيها اللون الأبيض ونلمس الرقة ،
الماء يتغير من الحال السائل إلى المتجمد ( الضدية).
ولو أرجعنا أصل الكلمة إلى " رمضن" ، فإن النون تدل على حركة غائبة فى الداخل. وهى هنا الماء.
ما نراه هو أن اصل تسمية رمضان مرتبطة بتساقط الثلوج الرقيقة ................... والبحث لم ينتهى

صلح الحديبية

صلح الحديبية ...
قالت كتب السيرة أنهم كتبوا فى وثيقة الصلح :" أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه، وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين."
هذا الشرط يخالف ما فى القرءان، لأن القرءان فرض على من أمن أن يهاجر إلى مدينة رسول الله ، فتقرأ :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) } (سورة الأَنْفال 72)
هنا الأية تنهى عن ولاية هؤلاء الذين لم يهاجروا حتى يهاجروا ، وقوله " حتى يهاجروا" هو أمر بالهجرة وعدم البقاء فى أرض الشرك. وهذه الأيات نزلت بعد موقعة بدر وتجد فيها أنه هناك مواثيق قد عقدها الرسول عليه السلام مع المشركين أو بعض القرى المشركة وإن إستنجد من فيها من الذين أمنوا لتعرضهم للتضييق والعذاب بسبب دينهم، إن إستنجدوا بمدينة الرسول فعلى أهل المدينة ألا ينصروهم بسبب هذا الميثاق مع هذه القرية المشركة لأن الميثاق يمنع قتالهم. ولكن ذلك الميثاق لا يمنع هؤلاء من الهجرة إلى مدينة الرسول.
وتجد أيات سورة النساء تقول أنه من لم يهاجر وبقى فى أرض الشرك معرضا نفسه للفتنة فقد ظلم نفسه وإستثنت المستضعفين:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) } (سورة النساء 97 - 98)
وتعرض الأيات فوائد الهجرة وترغب فيها:
{ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) } (سورة النساء 100)
وتقص علينا كتب السيرة أن أم كلثوم بنت عقبة قد خرجت مهاجرة إلى المدينة وخرج أخوها الوليد وعمارة لردها مذكرين الرسول عليه السلام بشرط المعاهدة، إلا أنه رفض ردها معللا ذلك بأن الله قد منع ذلك ، وهذا إشارة إلى ايات سورة الممتحنة. ولكن كتب السيرة تقف هنا عن السرد وهذا غير مقبول أو مفهوم لأن الوليد وعمارة ما كانا يقبلا أن الله منع ذلك لأنهما لا يؤمنان بالله ولا يعنيهم ما يقول، هما أو قومهم عقدوا عهداً مع الرسول وعليه أن يلتزم به وإلا كان ذلك نقضاً لهذا الميثاق. ولكن كتب السيرة تنهى القصة كأن الرجلين قبلا منع الله لذلك ورجعا بدون أختهما .
أولا ما كان الله يدعو لنقض العهود وما كان لرسوله كذلك أن ينقض عهداً عاهد به :
{ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) } (سورة الإسراء 34)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) } (سورة المائدة 1)
هذا كله يجعلنا نكذب هذا الشرط فى هذه المعاهدة وأنه لم يكن. هناك كانت مواثيق وعهود بين المسلمين والقرى الكافرة وهذه كانت قاصرة فقط على عدم الإقتتال وعلى حرية الدعوة والإعتقاد ولم تزد عن ذلك.
وبعيداً عن ذلك تقرأ فى سيرة إبن هشام أن الرسول عليه السلام :
قال إبن إسحاق:" وكان رسول الله مضطربا فى الحل، وكان يصلى فى الحرم ولما فرغ من الصلح فام إلى هديه فنحره ..."
ويعلق محقق الطبعة قائلا أن " مضطربا تعنى أن أبنيته كانت مضروبة فى الحل" وهذا لا يهمنا ، ما يهمنا هو تعليقه على أن كان يصلى فى الحرم فقد قال وكانت صلاته فى الحرم لقرب الحديبية من الحرم" ، وهذا لا يقنع طفلا رضيعاً ، فكيف تكون الحديبية من الحرم لمجرد قربها منه؟

إن ربى على صراط مستقيم

إن ربى على صراط مستقيم ...
وهذا ليس بالأمر الهين ،
أن يمشى الإنسان على خط مستقيم لا يحيد عنه أمر لا يتحقق لمن كان مُعصب العينين لا يرى،
الأعمى يحتاج دوماً إلى دليل ليمشى عموماً فى الطريق، فما بالك إن أراد المشى على خط مستقيم!
فى هذا البرنامج المعروض فى التليفزيون الألمانى تشاهد فى الدقيقة 46 تجربة قام بها بعد الأفراد معصبى العينين وما كان عليهم إلا أن يمشون على خط مستقيم،
فترى منهم من سار خطوات للأمام وإتجه يمينا أو شمالا أو رجع إلى الخلف وهو يظن أن يمشى على خط مستقيم ،
هذه ليست أول تجربة قام بها العلماء ، هنا بحوث كثيرة منها من أثبت أن الإنسان فى الصحراء يفقد البوصلة إن غابت الشمس أو القمر لإفتقاده الدليل الذى يعلم منه وجهته ويبدأ فى السير فى صورة دائرية،
ومعصب العين يمكنه على أكثر تقدير السير عشرين مترا فى إتجاه واحد فما يلبس أن يحيد عنه ، ولم يصل العلماء إلا علة ذلك الأمر.
أنت تقرأ الأية :
{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) } (سورة هود 56 - 57)
إن ربى على خط مستقيم، والوصول إلى الله يتطلب منك أن تسير على خط مستقيم ، وهنا الحساب ليس بالأمتار ولكنه بالسنين، أنت عليك أن تسير إلى الله فى حياتك اليومية حتى إنقضاء أجلك على خط مستقيم لتصل إليه،
لهذا ضرب الله لنا مثلاً لنوره:
{ اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) } (سورة النور 35)
الله على خط مستقيم ، ونوره مثل هذه المشكاة فيها مصباح والمصباح فى زجاجة والزجاجة كأنها كوكب درى ، من تكون بصلته فقط هذا النور فهو الذى يصل إلى الله،
ولهذا رسول الله وكل الرسل سراج منير:
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) } (سورة الأحزاب 45 - 46)
وهؤلاء الرسل عليهم السلام أصبحوا سراجا منيرا لأنهم يحملون رسالات الله ورسالة الله هى " النور" :
{ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) } (سورة التغابن 8)
لهذا أمرنا الله وأمر كذلك رسل الله قومهم بأن يتبعوهم ويطيعوهم لأنهم يحملون النور الذى أنزله الله عليهم :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) } (سورة آل عمران 31 - 32)
ونور الله هو كتابه وفقط ، تأمل:
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) } (سورة الشورى 52 - 53)
الرسول عليه السلام لم يكن يدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن أنزل الله عليه الروح بالكتاب وجعل كتابه نوراً وبهذا النور يهدى الرسول إلى صراط مستقيم،
بدون كتاب الله أنت أعمى فى الظلمات وما أنت بخارج منها ،
{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) } (سورة الأَنعام 122)
أنت من الأموات ، إحياؤك يكون برسالة الله وتجدها فى كتابه " المنير":
هناك من يتبع الطاغوت ويجادلك بكتب ما أنزل الله بها من سلطان ، يقولون أنها من عند الله وما هى من عند الله ، إن هم إلا يكذبون، وهؤلاء يجادلونك بكتبهم هذه وجعلوها قاضية على كتاب الله :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) } (سورة الحج 8)
إنى لكم ناصح أمين : كلمات قالتها جميع رسل الله ، فهل من مسمع:
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } (سورة الأَنعام 153)
الكتاب المنير يجيبك :
{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) } (سورة الأَنعام 155 - 157)
من إتبع النور كان له نوراً يمكنه أن يمشى به بين الناس ، فلا يضلله هذا أو ذاك :
{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) } (سورة الأَنعام 122)