إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

نحن أقرب إليه من حبل الوريد

نحن أقرب إليه من حبل الوريد ،

هل حبل الوريد هو هذا الذى يمر فيه الدم؟

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [قـ : 16]

بعيداً عن الجدال حول من المقصود ب " نحن" فى الأية فقد قالوا :

"ونحن أقرب إليه من حبل الوريد هو حبل العاتق وهو ممتد من ناحية حلقه إلى عاتقه، وهما وريدان عن يمين وشمال وهذا تمثيل للقرب، أي نحن أقرب إليه من حبل وريده الذي هو منه وليس على وجه قرب المسافة" إنتهى

هل وريد الإنسان أقرب شىء إليه؟ هل يجوز القول بأن عين الإنسان أقرب إليه من أنفه أو أذنيه؟

أليس وريد الدم وباقى أعضاء الجسد كلها تُشكل الإنسان؟

هل تقول بأن وريدك أقرب إليك من باقى جسدك؟ هذا الكلام لا يعقل.

كيف يكون الله أو الملائكة أقرب إلى كُل الإنسان من جزء منه؟ لا يستقيم الفهم.

الأية تقول " نعلم ماتوسوس به نفسه" ، حديثك الداخلى مع نفسك يعلمه الله، وكل إنسان يفكر وترد إليه أفكار وخواطر وهذا الورود له حبل وهو ما نقول عليه " حبل الأفكار" ،

والقرب قد يكون للمكان أو المكانة وللزمان كذلك، والقرب فى الأية هو للقرب الزمانى،

حبل الوريد الذى يحمل الأفكار إليك اللهُ أقرب إليه منك ، قبل أن ترد إليك الفكرة يعلمها الله.

هذه الأفكار قبل أن تصل إليك يعلمها الله ويعلمها حين تحدثك بها نفسك وعندما تخرج تلك الخواطر فى صورة أقوال هناك رقيب عتيد يسجل ويراقب نتيجة أقوالك وتكتب النتائج ، شراً كانت أم خيراً.

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قـ : 18]

المعنى العام هو أن الله يعلم الوارد ( حديث النفس أو الوسوسة) وقبل وروده ( أقرب إليه من حبل الوريد) ويعلم الصادر ( ما يلفظ من قول)

وادى العقيق

وادى العقيق،

التسمية من " عق" والعق هو الشق عنوة بين الصخور.

وحجر العقيق يحمل تلك التسمية بسبب تلك الخطوط التى تتخلله.

ويقال " عقة" لضوء البرق الذى يتخلل السحاب.

العين فى عق للكشف والوضوح وحركة القاف تدل على إتجاه الحركة من أعلى إلى أسفل وهى تدل على شكل القوس أو التقوس ومنها أتت تسمية " القمر" ، ودور العين فى عق هو إعتدال هذا التقوس فى القاف ليتضح الشكل ويظهر لك فترى يدايته ونهايته ووسطه. خطوط حجر العقيق رغم أنه متجهة إلى الداخل إلا أنك تراها كلها.

وللتمثيل نقول " عقوق الوالدين" ، لأن التقوس منك تجاه الوالدين يدل على السمع والطاعة والتذلل لهم ولكن العين تحدث حدة وجفاء فى المعاملة وذلك بتغير شكل التقوس عنوة.

عجوز عقيم: هنا زادت الميم التى تدل على الإمتداد، إمتداد يلى تأثير العين على تقوس القاف فيحدث شكل معتدل مستقيم ممتد لرحم أو بطن المرأة الظاهر فلا تلقح داخلها البويضة وبذلك لا يحدث هذا التقوس الدال على الحمل.

العقيم: هى التى لا تحمل بسبب عيب خلقى أو بسبب إنقطاع الدورة.

العاقر: هى التى لا " يقر" داخلها الجنين لأن العين تكشفه وتعلو به قبل أن يتم ، أو هى التى " تُسقط" الحمل. وهذا عن مرض ويمكن علاجه.

لذل قال " أصلحنا لك زوجك".

وفى حالة العقم " بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين".

وادى العقيق يقع فى فلسطين عند مدينة أريحا، مدينة الهجرة النبوية

وادى " وِج" أو الطائف

وادى " وِج" أو الطائف ،

وج: تدل على حركة منجذبة بقوة إلى الداخل ،

قال عنها المعجم أنها تعنى " السرعة" ، وهى فعلا السرعة ولكنها " سرعة الإنحدار من أعلى إلى أسفل".

فى معنى الطائف قالوا رواية خرافية مختصرها أن جبريل عليه السلام قلع قرية فى الشام وطاف بها البيت العتيق ووضعها هناك حيث الطائف التى تبعد عن مكة 68 كم تقريباً،

ولكن وهناك من يرجع التسمية إلى أسوارها التى تحيط بها،

المهم عندنا هو تسميتها " وادى وج" وهذه التسمية لا تعنى أحد الأودية التى تمر بها ، بل تعنى أنه صفة غالبة على أوديتها.

وإبراهيم عليه السلام أسكن من ذريته بواد غير زى زرع ، والزرع فى القرءان هو القمح والشعير ( ولسنا الوحيدين من يقول ذلك) وهذا لا ينفى وجود مزارع العنب فيها أو أشجار وخلافه.

نذكر ما جاء فى الطبرى: "15779ـ حدثنا الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا هشام, قال: قرأت علـى مـحمد بن مسلـم الطائفـي أن إبراهيـم لـما دعا للـحرم: وَارْزُقْ أهْلَهُ مِنَ الثمرات نقل الله الطائف من فَلِسطين."

وأين الطائف فى فلسطين؟ الطائف هى مدينة الجليل

موقعة بدر

بدر الموعد،

تقول كتب التاريخ أن الرسول عليه السلام وأبو سفيان تواعدا أن يلتقوا العام المقبل فى بدر وذلك حين معركة أحد".

نقرأ الإقتباس التالى من كتاب الذهبى " تاريخ الإسلام" جيداً:

"قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، وَرَوَى عَنْ عُرْوَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اسْتَنْفَرَ الْمُسْلِمِينَ لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ بَدْرًا , وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلا لِلصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ ، فَاحْتَمَلَ أَوْلِيَاءُ مِنَ النَّاسِ ، فَمَشَوْا فِي النَّاسِ يُخَوِّفُونَهُمْ , وَقَالُوا : أَخْبَرَنَا أَنْ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ مِثْلَ اللَّيْلِ مِنَ النَّاسِ ، يَرْجُونَ أَنْ يُوَافِقُوكُمْ فَيَنْتَهُوا بِكُمْ , فَالْحَذَرُ لا تَغْدُوا , فَعَصَم اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ تَخْوِيفِ الشَّيْطَانِ فَاسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَخَرَجُوا بِبَضَائِعَ لَهُمْ , وَقَالُوا : أَنْ لَقِيَنَا أَبَا سُفْيَانَ فَهُوَ الَّذِي خَرَجْنَا لَهُ ، وَإنْ لَمْ نَلْقَهُ ابْتَعْنَا بِبَضَائِعِنَا.

وَكَانَ بَدْرٌ مُتَّجِرًا يُوَافِي كُلَّ عَامٍ , فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا مَوْسِمَ بَدْرٍ ، فَقَضَوْا مِنْهُ حَاجَتَهُمْ ، وَأَخْلَفَ أَبُو سُفْيَانَ الْمَوْعِدَ" إنتهى

نقف كثيراً عند أخر سطرين وقوله " وكان بدر متجراً يوافى كل عام" ، هذه الجزئية تنفى ما إدعوه كذباً أن الرسول عليه السلام وصحبه خرجوا فى بدر القتال للسطو على تجارة قريش القادمة من الشام وتؤكد أن اللقاء فالقتال كان على غير موعد كما أخبرنا القصص الحق " القرءان الكريم".

إلى هنا يمكننا القول أن الرسول عليه السلام ومن معه من المدينة إلتقوا هذا الجمع من قريش عند سوق بدر وكان بينهما قتال.

ولكن نكمل مع الذهبى:

"وَذَكَرُوا أَنَّ ابْنَ الْحَمَّامِ قَدِمَ عَلَى قُرَيْشٍ , فَقَالَ : " هَذَا مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ يَنْتَظِرُونَكُمْ لِمَوْعِدِكُمْ.

فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : قَدْ وَاللَّهِ صَدَقَ.

فَنَفَرُوا وَجَمَعُوا الأَمْوَالَ ، فَمَنْ نَشِطَ مِنْهُم قَوَّرَهُ ، وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ دُونَ أُوقِيَّةٍ.

ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَقَامَ بِمَجَنَّةٍ مِنْ عُسْفَانَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ ، ثُمَّ ائْتَمَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : مَا يُصْلِحُكُمْ إِلا خِصْبٍ تَرْعَوْنَ فِيهِ السَّمُرَ وَتَشْرَبُونَ مِنَ اللَّبَنِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ ، وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ ، وَكَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ تُدْعَى غَزْوَةَ جَيْشِ السَّوِيقِ."

نقف هنا مرة أخرى عند قول أبوسفيان:" ما يصلحكم إلا خصب ترعون فيه السمر وتشربون من اللبن" ، هنا نقول أنهم كانوا ذاهبون إلى بدر من أجل الرعى ، والسمر من أنواع الحمضيات ( الأكاسيا).

وإقامتهم فى " مجنة" لا ندعها تمر هكذا، لأن " مجنة" سوق كانت تقام ، هم كانوا يعرفون ثلاث أسواق " ذى المجاز وعكاظ ومجنة" ، يبدو لنا أن أبو سفيان ومن معه توقفوا عند سوق مجنة وأنهم ظلوا هناك حتى إنعقاد السوق لأنه يقام بعد سوق عكاز . وإتفقوا على عدم الذهاب للقاء الرسول ومن معه فى سوق بدر ،

فما هو سوق بدر؟ لا يوجد سوق بهذا الإسم ، أمامنا خياران " سوق ذى المجاز وسوق عكاز".

هم إختلفوا فى تحديد وقت حدوث بدر الموعد أو بدر الصغرى ، إلا أننا نجد الذهبى يذكر نقلا عن الواقدى:

" وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : " كَانَتْ بَدْرُ الْمَوْعِدِ ، وَتُسَمَّى بَدْرَ الصُّغْرَى ، لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ مُنْ مُهَاجَرَهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، وَأَنَّهُ خَرَجَ فِي أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، وَكَانَ مَوْسِمُ بَدْرٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْعَرَبُ لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ إِلَى ثَامِنِهِ , فَأَقَامَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ وَبَاعُوا بَضَائِعَهُمْ ، فَرَبِحَ الدِّرْهَمُ دِرْهَمًا , فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ"

وما قاله الواقدى عن إنعقاد السوق فى أوائل ذى القعدة يتفق مع موعد إقامة سوق عكاز التى عند الطائف.

ورأينا فى بحث سابق أين هى الطائف ...

نترك الأسواق التى يختلفون فى ترتيب إنعقادها ، كما أنهم يختلفون فى تحديد أماكنها، فهم لا يعلمون أين مجنة وعكاظ وذى المجاز ولهم أقول شتى فيها.

ما يهمنا هنا هو أن تواجد المسلمون فى بدر الأولى حيث كان قتال بينهم وبين الكفار لم يكن للسطو المسلح على قافلة ولكنه كان للتجارة، ونفهم أن ببدر سوق من هذه الأسواق الثلاث.

ونرجع إلى القرءان الذى يخبرنا عن بدر القتال :

إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [الأنفال : 11]

يثبت به الأقدام: كما فهموها نفهما على أنه حيث المسلمين كانت تحت أقدامهم رمال خشنة وحيث الكفار رمال ناعمة ، فثبت الماء الرمال الخشنة وعاصت أقدام الكفار فى الرمال الناعمة.

إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال : 42]

الأية 42 تصف لما مكان المعركة، وهو ينقسم إلى ثلاث أماكن متباينة فى الإرتفاع، فنجد جزء من الكفار على مرتفعة أعلى من مكان المسلمين وأسفل المسلمين فى مكان أقل إنخفاضا الجزء الثانى من الكفار.

يمكن لنا أن نتخيل المكان على أنه أرض سهلة حيث المسلمين وتلال حيث الكفار وأرض منخفظة عن مكان المسلمين للكفار كذلك. وأرض المسلمين أصبحت " عدوة" مقارنة بمن هم أخفض منهم ( الركب).

عندما تقرأ عن موقعة " عين جالوت" بين المماليك والمغول يمكنك أن تفهم ماهية تلك الأماكن الثلاث

التقويم الهجرى

التأريخ الإسلامى ،

الرواية التى ذكرها الطبرى فى كتابه تاريخ الأمم والملوك ومختصرها هو :

" رفع إلى عمر صك محله في شعبان فقال عمر أي شعبان الذي هو آت أو الذي نحن فيه قال ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ضعوا للناس شيئا يعرفونه فقال بعضهم اكتبوا على تأريخ الروم فقيل إنهم يكتبون من عهد ذي القرنين فهذا يطول وقال بعضهم اكتبوا على تأريخ الفرس فقيل إن الفرس كلما قام ملك طرح من كان قبله فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة فوجدوه عشر سنين فكتب التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم "

هذه الرواية أو غيرها تبين أن عمر إبن الخطاب أنشأ تأريخ يبدأ بعام الهجرة ( وهو لا علاقة له بشهر الهجرة) وذلك لعد وإحصاء الأعوام ويكون واضح فى المكاتبات إن ذكر شهر كذا يعلم فى أى عام هو. وكل هذه الروايات لا تقول بأن عمر جعل الشهور تدور ولا تقول حتى بأنه إستعمل التقويم القمرى وظاهرها يقول بأنه أبقى على التقويم السابق إلا أنه جعل بداية التقويم الجديد يبدأ من العام الأول الذى يوافق عام الهجرة النبوية.

ومن يقرأ تفسير سورة التوبة :

إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [التوبة : 37]

يجد إبن كثير يذكر تفسيرات مختلفة لمعنى النسىء ويعقبها بقوله " وهذا فيه نظر" ، إلا أنه بدأ تفسيره بقوله " فكانوا قد أحدثوا قبل الإسلام بمدة تحليل المحرم فأخروه إلى صفر فيحلون الشهر الحرام ويحرمون الشهر الحلال ليواطئوا عدة ما حرم الله الأشهر الأربعة " .

وهذا القول أو حتى غيره من الأقوال التى لم يقرها ، كل ذلك لا يقول بأن النسىء يعنى " الكبس".

وذكر الطبرى روايات عديدة و ينتهى إلى أنه فهم التالى :"وإنما معنى الكلام: أنهم يوافقون بعدة الشهور التي يحرّمونها عدة الأشهر الأربعة التي حرّمها الله, لا يزيدون عليها ولا ينقصون منها, وإن قدّموا وأخّروا فذلك مواطأة عدتهم عدّة ما حرّم الله".

معنى قوله أنهم كانوا يلتزمون بتحريم أربعة أشهر ولكنهم كانوا يؤخرون فيها ويقدمون وهذا يعنى أنها كانت تأتى فى عام سابقة لزمنها الأصلى وفى عام أخر تتأخر عنه على سبيل المثال. تماماً مثل شهر رمضان الذى يتأخر ويتقدم من عام إلى أخر وهو بذلك يوافق فعل المشركين فى الجاهلية. فالناس اليوم يصومون رمضان كما أمرهم الله وهم فى ذلك يلتزمون بصيام العدة وهى " شهر واحد" إلا أنهم لا يلتزمون بوقت رمضان الأصلى فيؤخرونه تارة ويقدمونه أخرى.

ويعيداً عن رمضان نفهم مما سبق أن الأية ومن فسرها لم يتعرض لحرمانية كبس العام لتثبت الشهور فى فصولها ولم يقل حتى أن الناس فى الجاهلية كانوا يفعلونه.

فماذا كانوا يفعلون بالضبط؟

هذا ما نستشفه من تلك الرواية :

...ثم حجّ النبي صلى الله عليه وسلم من قابل في ذي الحجة. فذلك حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته: إنّ الزّمانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللّهُ السّمَوَاتِ والأرْضَ"

إن الزمان قد إستدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض: يعنى ذلك أن عرب الجاهلية كانوا لا يكبسون العام لتثبيت الشهور وأنها كانت تدور ولهذا تتأخر الشهور وتتقدم عن مكانها الأصلى ، وفى عام حجة الرسول عليه السلام كان شهر ذى الحجة قد وصل فى هذا اليوم من العام بعد دورانه إلى مكانه الأصلى.

نفهم من هذا أن الذى هو زيادة فى الكفر أن تدور الشهور ولا تثبت فى فصولها من كل عام.

قراءة فى تاريخ الواقدى

قراءة فى تاريخ الواقدى:

ذكر الواقدى فى تاريخه صفحة رقم 120 عن النجاشى ملك الحبسة:

قالوا: بلغ النجاشى مقتل قريش بمكة وما ظفر الله به نبيه، فحرج فى ثوبين أبيضين، ثم جلس على الأرض، ثم دعا جعفر بن أبى طالب وأصحابه فقال: أيكم يعرف بدراً؟ فأخبروه، فقال النجاشى:

أنا عارف بها، قد رعيت الغنم فى جوانبها، هى من الساحل على بعض نهار ولكنى أردت أن أتثبت منكم.

..............

وتذكر كتب السير والتاريخ أن النجاشى تولى الملك وهو إبن تسع أعوام بعد مصرع عمه بصاعقة.

...................

والسؤال هنا: وهل يرعى الملك الغنم؟ وهل ضاقت الحبشة حتى يرتحل ألاف الكيلومترات ليرعى الغنم حول المدينة؟

وهل المدينة على بعض نهار من الساحل؟
...........

لعلنا نعيد قراءة ما جاء فى كتب التاريخ عن حلف الأحابيش، الذى تم عند جبل الحبشى وهو من نواحى مكة وذلك فى زمن عبد مناف بن قصى الجد الثالث للنبى عليه السلام.

وذلك لنفهم منه ماذا كانت الحبشة وأين قبل تحريف مفاهيم الجغرافية العربية

البحث عن مكة

البحث عن مكة،

كثرت البحوث حول أين مكة الحقيقية وكل ذهب مذهبه وإن لم يحسموا أمرهم.

ولنا بعض البحوث على هذه الصفحة والتى أوضحنا فيها أين الطائف ونجران وقلنا بأن الطائف هى مدينة الجليل بفلسطين ونجران هى منطقة اللجاة بسوريا. وفى بحث أخر قلنا فيه بأن المدينة المنورة أو طيبة هى مدينة أريحا بفلسطين وقد أكد لنا ما ذهبنا إليه هو دلالة تسمية وادى العقيق والتى تتطابق مع الوادى أسفل أريحا وتتنافر مع المكان الحالى المزعوم.

وأشرنا بصفة عابرة إلى مكان موقعة "بدر" وهو قرية زرعين بفلسطين ( مرج بنى عامر)، وهذا المكان كان يمتاز بأنه منطقة لرعى الماشية والغنم ويأتيه الناس من كل القرى المحيطة به. وسبب لقاء المسلمين مع كفار مكة والذى جاء بمحض الصدفة وبترتيب من العزيز القدير ، هذا اللقاء تم لأن كليهما أتى لنفس المنطقة ليرعى الماشية والغنم. وتجد فى كتب السيرة أن الرسول عليه السلام قد نهى المهاجرين عن رعى الماشية والغنم فى المدينة لأنها فقيرة فى الموارد مقارنة بالقرى التى هاجروا منها. ولهذا كانوا يخرجون إلى زرعين للرعى.

من معانى كلمة بدر هو الإستعجال ولعل التسمية أتت من الأنحدارات الشديدة التى فى زرعين وفيها عين ماء تكونت من نزول الماء من منحدر شديد الإنحدار.

واليوم نقول بأن البيت العتيق هو هضبة الجولان وهى الكعبة وهى المذبح والتى تسمى بيت معكة فى العهد القديم وكانوا يسمونها " أم دولة إسرائيل".

شكيم عند السامريين المقدسة = الكتف أو المنكب وهم يجعلوها فى مكان أخر وهذا المعنى " المنكب أو الكتف" لا ينطبق إلا على الجولان.

عندما نقرأ التاريخ بهذه المعطيات وفقا لهذه الجغرافية نفهم كيف سارت الأحداث،

ونذكر مثال : من كتاب المغازى للواقدى

سَرِيّةُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرٍ إلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ
قَالَ الْوَاقِدِيّ : حَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ الزّهْرِيّ ، قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَعْبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيّ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتّى انْتَهَوْا إلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ مِنْ أَرْضِ الشّامِ ، فَوَجَدُوا جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ - ص 753 - كَثِيرًا ، فَدَعَوْهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَشَقُوهُمْ بِالنّبْلِ . فَلَمّا رَأَى ذَلِكَ أَصْحَابُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَاتَلُوهُمْ أَشَدّ الْقِتَالِ حَتّى قَتَلُوا ، فَأَفْلَتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ جَرِيحٌ فِي الْقَتْلَى ، فَلَمّا بَرَدَ عَلَيْهِ اللّيْلُ تَحَامَلَ حَتّى أَتَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَشَقّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُمْ بِالْبَعْثِ إلَيْهِمْ فَبَلَغَهُ أَنّهُمْ قَدْ سَارُوا إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَتَرَكَهُمْ .

وفقاً لكتب التاريخ تقع ذات أطلاح بين معان والعقبة فى الأردن. وعندما نقف على جملة " فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله عليه الصلاة والسلام" ونسأل هل هذا الجريح سار على فرسه متحاملا على جرحه مسافة الليل ما يقرب من ألف كيلومتر حتى المدينة فى السعودية أم ما يقرب من 180 كيلومتر حتى أريحا المدينة الطيبة فى فلسطين؟

ونأخذ مثال أخر: عندما تقرأ قرار خالد بن الوليد ومن معه من قادة الإنسحاب من منطقة الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك حتى يسهل على الخليفة إرسال مدد لهم إن إحتاجوه أو يسهل لهم الإنسحاب إن إضطروا إليه ، عندا تفهم أين هى المدينة عاصمة الخلافة.

وعندما نقرأ أية الأنفال: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) الأنفال

لنا أن نتخيل مكان موقعة بدر وفقاً لمدينة زرعين أو أزرعات حيث تجد غور الأردن أسفل منها. وتلال الجليل أعلى منها أو جبل الكثيب الأحمر.

وفى شرحهم لجغرافية التراث تجدهم يبحثون عن توريات كشرحهم لقولهم " الواقف على جبل أبى قبيس يرى الطائف" حيث يقولون أنها تورية والمقصود الطائف حول الكعبة وليس مدينة الطائف.

وتجد فى كتب التاريخ أنهم كانوا يسدون أنوفهم عند دخولهم المدينة المنورة ولعل ذلك ما أزعج الرسول عليه السلام وسماها الطيبة. وحقيقة سد الأنوف راجع إلى أن تربة أريحا الساحلية فيها الكثير من رمى البحر الميت.

وهناك الكثير، وما نقول به لا نلزم به أحد ولكنه فرض علينا ألا نكتمه. وكما قلت إقرأوا التاريخ وفقا لهذه المعطيات الجغرافية تفهموا لماذا يقولون بأن أخر حرب فى التاريخ البشرى ستكون فى هضبة الجولان حيث قرية مجدولين أو مجدو.

ومن الثوابت الباقية إلى اليوم هذا الخندق حول أريحا والمسجد الذى ما زالت الحجرات الملحقة به باقية إلى اليوم والبئر الخاص به وهو يسمى مسجد موسى عليه السلام

الفرق بين اليم والبحر ومصر التى فى القرءان

الفرق بين اليم والبحر ومصر التى فى القرءان:

المتتبع لقصة فرعون فى القرءان يجد الحديث عن اليم والبحر ، فغرق فرعون حدث فى البحر ونبذه تم فى اليم.

وكتبنا فى بحث سابق (منقول) بأن الأحداث تمت فى صورتين متتابعتين ، الأولى جاءت فى طه : (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ(بِجُنُودِهِ) فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ [طه : 78].

وهنا التتبع كان من جنود فرعون الذى أرسلهم خلف موسى عليه السلام ومن معه ولم يكن فرعون معهم وهذا لقوله " بجنوده" والتى تفهمنا أن وسيلة التتبع كانت بهؤلاء الجنود. وبعد غرقهم جاء المشهد الثانى فى سورة الشعراء:

فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ{53} إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ{54} وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ{55} وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ{56} فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{57} وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ{58} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ{59} فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ{60} فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ{61} قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ{62} فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ{63} وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ{64} وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ{65} ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ{66} الشعراء

هنا حشر فرعون الجنود من سكناتهم فى المدائن وإتبعهم مباشرة تجاه البحر وقد تجاوزوا مرحلة اليم.

{ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) } (سورة القصص 40)

غرق فرعون وجنوده كان فى البحر وبعدها تم نبذهم والنبذ هو حركة منبثقة بالباء تنتهى إلى أن تتذلل بالذال والنون لنشوء هذه الحركة. هو إنتقال من مكان إلى أخر. كمثال نبذ يونس عليه السلام من بطن الحوت فى العراء.

وتجد بعد أن عبد قوم موسى عليه السلام العجل وما حدث مع السامرى تجد موسى عليه السلام يقول بأن سينسف العجل فى اليم ، وهذا حدث بعد أن تركوا مصر فى إتجاه ميقاتهم مع الله، ولم يأتى فى القرءان أن موسى عليه السلام قد رجع إلى مصر لينسف فى اليم العجل، ولهذا حتماً أنه هناك يم قريب فى المنطقة التى كانوا فيها.

{ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) } (سورة طه 97 - 98)

وما قاله فرعون من أن الأنهار تجرى من تحته يخص فرعون وحده وهو إدعاء كما إدعى أنه ربهم الأعلى. أو هذا ليس بدليل على حتمية دلالة الأنهار اللفظى فى قوله.

نأتى لكلمة اليم:

يم: الياء تدل على حركة متغيرة ونجدها فى " يد" تدل على تغير الإتجاه للحركة المندفعة بالدال فى اليد.

حرف الميم وحده يدل على " ماء" والميم من دلالتها اللفظية تمام المعنى أو تمام الناقص فيه. فما الناقص فى احركة المتغيرة بالياء وتم بالميم؟

ما نعرفه بالأنهار الموسمية هو هذا اليم، وهو متغير الماء يتم فى موسم الأمطار وفقاً لحجمها. ولنفرق بين جدول الماء واليم ،جدول الماء عبارة عن مجرى مائى سطحى، بينما اليم يقع فى منطقة وسط بين الجدول وما نعرفه بالنهر. كمثال الأنهار الموسمية فى لبنان كلها " يم" وكذلك مجرى بردى المائى فى دمشق هو كذلك " يم". واليم لا يمتاز بالإتساع والعمق كما النهر. وهو نهر موسمى كما قلنا وفقاً لفهمنا له.

تقرأ أن أم موسى عليهما السلام بعد أن ألقته فى اليم وأخذه آل فرعون قد أرسلت أخته لتقصه وما كانت لتفعل لولا أنها رأت بعينها من الذى أخذه. مما يعنى أن المسافة من حيث ألقت وليدها فى اليم إلى الساحل على مرمى بصرها. وأخته ذهبت مباشرة إلى بيت فرعون وأنت تعلم باقى القصة.

هذا ما يدعونا إلى القول بأن مصر التى فى القرءان هى " دمشق". وخروج موسى عليه السلام وقومه كان فى إتجاه جبل القرنة السوداء ووادى قاديشيا بلبنان.

البحر: جاءت فى القرءان لتصف البحر العذب والبحر المالح وهى تدل على العمق ولا علاقة لها بالإتساع.

الباء تدل على الإنبثاق وهذا الإنبثاق قد يكون إلى أعلى أو إلى أسفل ( الحفر) كقولك بقر بطنه أو بلع الشىء. والحاء حركة محدودة. ولأن الباء حرف قوة يؤثر فى غيره تجده هنا ينقل محدودية الحاء إلى أسفل وهذا مع تكرار. هنا الكلمة تصف تغير الماء من الضفة أو الشاطىء حيث محدودية العمق إلى مناطق أكثر عمقا كلما تعمقت فى الماء. وهذا الوصف ينطبق كذلك على ما نسمية " بحيرة" مالحة كانت أم عذبة.

وهذا البحر حيث غرق فرعون لا يمتاز بالإتساع، وذلك لأنه لما تراىء الجمعان قد عبر موسى البحر ومن خلفه فرعون وجنوده وفى نفس وقت تجاوز موسى عليه السلام ومن معه البحر كان فرعون ومن معه من الجنود فى منتصف البحر تقريباً. ولهذا نرى أنه بحيرة.

لإيلاف قريش

لإيلاف قريش:

إختلفت أقوال المفسرين فى " رحلة الشتاء والصيف" ، فقد ذكر الطبرى وغيره قول بأها رحلة التجارة إلى الشام فى الشتاء وإلى اليمن فى الصيف وذكر كذلك أنهم كانوا يشتون فى مكة ويصيفون فى الطائف.

نقرأ السورة كاملة:

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)

طريق التجارة لقريش لم يكن أمن بسبب أنهم سكان الحرم ، ولكن وفقاً لما ذكرته كتب التاريخ أنهم عقدوا أحلاف مع القبائل التى على طريق التجارة وكانوا يدفعون إتاوة أو نسبة من الربح إلى رؤساء القبائل ليأمنوا شرهم.

وهذا يصل بنا إلى فهم أن الأية لا تذكر قريش بنعيم رحلة الشتاء والصيف أو التجارة.

الثابت تاريخياً أنهم كانوا أمنون داخل الحرم ، وذلك مع وجود بعد القبائل التى كانت تستحل حرمة البيت وحرمة الأشهر الحرم وكانت قريش تدفع إليها أموالاً لتأمن شرها.

اللام فى لإيلاف هى لام التعجب والإستنكار كما فى قوله تعالى:

{ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) } (سورة الصافات 151 - 152)

وقالت كذلك المعاجم بأنها لام التعجب، لمن يحب ان يراجعها.

فما الداعى إلى التعجب والإستنكار من قيامهم برحلة الشتاء والصيف؟ وما علاقته بأن يعبدوا رب هذا البيت؟ وتذكيرهم بأنه هو الذى أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف؟

هل نفهمها على أنهم ليس فى حاجة إلى مشقة السفر جلباً لتجارة وقد أطعمهم الله من جوع؟ هذا يبدوا بعيداً.

هناك فعلين متضاربين فى الأية ، الأول هو قيامهم برحلة الشتاء والصيف وإستنكار فعلهم هذا والثانى هو عبادتهم لغير الله. ومن هذا نفهم أن رحلة الشتاء والصيف كانت لمعبود غير الله. هى رحلة حج إلى صنم أو وثن فى المنطقة المحيطة بالبيت الحرام

كنوز قارون

كنوز قارون:

كنز: الكاف للجمع والتكتل والنون للخفاء والزاى تدل هنا على الإنقباض وهى تؤدى إلأى ضغط الشىء المتجمع بالكاف.

نعرف الكلمة الإنجليزية : كَنز التى تطلق على علبة الكوكا أو العصير. وهى عربية الأصل وتدل على شىء متجمع داخل علبة فلا تراه وهو محكم الغلق.

فى قصة موسى عليه السلام والرجل الصالح نجد:

{ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) } (سورة الكهف 82)

هذا الكنز تحت الجدار هو ما نسميه اليوم " خبيئة آثار".

كنز الذهب والفضة يكون بإخفاءها عن الأعين داخل خزائن أو فى البنوك.

{ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) } (سورة التوبة 35)

قارون كان يضع يده على خبيئة الأمم الهالكة وهذا يتوافر بكثرة فى سوريا والعراق والأردن ومصر النيل:

{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) } (سورة القصص 76)