إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 19 أبريل 2015

و لو منعونى عقالاً كانوا يؤدونه إلى الرسول عليه السلام لقاتلتهم عليه

و لو منعونى عقالاً كانوا يؤدونه إلى الرسول عليه السلام لقاتلتهم عليه !
وهل أجبرهم الرسول عليه السلام من قبل على أداء الزكاة؟
وهل يُقاتل الناس حتى يدفعون الزكاة؟
نحتكم إلى الله،
نقرأ الأية:
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) } (سورة التوبة 103)
خذ من أموالهم صدقة: هل هو أمر له لإجبارهم على دفعها؟
المعنى لا يحمل الإجبار وإنما أمر له بأن يأخذها منهم وفقط، وذلك ليطهرهم ويزكيهم بها.
والدليل هذه الأية:
{ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) } (سورة التوبة 53 - 54)
ماذا تفهم من الأيات أعلاه؟
أفهم منها أن النفقات ( الصدقات) تعطى حباً وقناعةً وعن رضى وإلا فلا ،
أنفقوا طوعاً أو كرهاً: لا حظ " كرها" بفتح الكاف،
لن تقبل منكم: فى طياته أمر للرسول برفض أخذ الصدقات منهم لأنهم منافقون والله غنى عنهم.
هناك أمرين ، أمر بالأخذ وأمر بألا تقبل منهم وعندما تضعهما معاً فى منظومة واحدة تفهم لا محالة أنهم يأتون بأنفسهم ليعطوها، فإما أن يأخذها الرسول أو يرفضها.
المقولة التى نسبوها إلى أبوبكر الصديق تجعله يقاتل الناس ( هم مسلمون وفقا للتاريخ) ليجبرهم بحد السيف على إيتاء الزكاة،
وهذا يخالف القرءان قولاً واحد ولا ثانى له.
مرة أخرى،
الله لا يقبل الصدقات إلا التى نعطيها بلا رئاء:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) } (سورة البقرة 264)
إرجع إلى أية التوبة فى بداية البحث وتجد أحد أسباب عدم تقبل نفقاتهم هو أنهم له ( للإنفاق) كارهون. أوليس من يكره على شىء هو كاره له؟
فكيف نكره الناس على الصدقات؟ ليعطوها كارهون؟
تأمل الأيات:
{ هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) } (سورة محمد 38)
من يبخل فإنما يبخل على نفسه، لأن الله هو الغنى وأنتم الفقراء.
حروب ما بعد موت الرسول عليه السلام ما هى إلا حروب سياسية ولا علاقة لها بكتاب الله.
العاملين عليها: ليس الجباة الذين يطرقون الأبواب أو يحملون السيف فإما الدفع أو الضرب، وإنما هم من يستلمها من الناس عندما يأتون للمكان المخصص لجمعها فيقومون بتصنفيها ( من يدفع أموال أو غلال أو بهائم) وتوزيعها على المستحقين. ولهم منها راتب شهرى وليس نسبة منها كما يدعى الذين يأكلون أموال الناس بالباطل.

أطراف النهار

أطراف النهار،
كتبها: ذوالصاد
هل للنهار طرفين إثنين أم أطراف كثيرة؟
طرف ( بفتح الراء): صوتياً نقرأها : ط رَف
كلمة " رف" نفهمها من المضاعف " رفرف" ورفرفة الطائر بجناحية هو تكرار لفتح وضم أو إغلاق جناحيه.
رف: فتح بالفاء مع رقة بالراء التى تفيد التكرار كذلك. هو فتح رقيق عند الحديث عن جماد ثابت وهو حركة منفتحة برقة عند الحديث عن شىء قابل للحركة.
طرف العين: الطاء تفيد المرونة البالغة فى الحركة ، هى حركة بأقل أو قل أنها بدون مجهود يذكر. وقوع الراء فى المنتصف يجعلها تشكل محور دوران الحركة وتسكينها أفاد أن محور الدوران الذى ترتكز عليه الحركة ثابت غير متحرك.
طرَف : هنا مركز دوران الحركة يغير هو كذلك إتجاهه وفقاً للحركة الناتجة ، ينفتح معها وينغلق كذلك.
نتأمل الأية الكريمة:
{ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) } (سورة آل عمران 127)
الأية تتحدث عن النصر ببدر ، وهذا الطرف من الذين كفروا الذى قطع يتمثل فى المقاتلين منهم الذين خرجوا ( حركة الفتح) للقتال ليحققوا النصر فيرجعوا إلى أهلهم فرحين ، ولكن القطع يمنع حركة العودة ( حركة الضم أو الغلق) وهذا القطع كان بقتلهم فى ميدان المعركة. الأية أعطت خيار أخر وهو " كبتهم" وهذا يعنى كبت خروجهم لمحاربة المؤمنين.
قد نقول على أيدى وأرجل الإنسان أنها الأطراف وذلك لأنها الأجزاء القابلة للحركة فتحاً وغلقاً .
طرفى الحبل: هما بدايته ونهايته لأن بهما يتم الفتح والغلق.
ما هى إذاً أطراف الأرض؟
{{ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) } (سورة الأنبياء 43 - 44)
وتكرر ذلك فى سورة الرعد:
{ وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) } (سورة الرعد 40 - 42)
سياق الأيات قد يكون واحد وهو الوعيد بالهلاك، وهناك من فهم أطرافها بمعنى جوانبها وقد رد على ذلك عكرمة بقوله " لو أن الأرض تنقص لما وجدنا مكاناً ننجلس فيه" وقال أن المعنى هو الموت. وأرى المعنى هو ما قاله مجاهد وهو الأنفس والثمرات وخراب الأرض.
أطراف الأرض: الحياة على سطح الأرض هى حركة تراها فى خروج الزروع والأشجار وحركة كل دابة عليها وهذا كله هو أطراف الأرض والذى كتب الله عليه الهلاك بموت الدواب والإنسان وموت الزروع والأشجار وإن طال عليها العمر ، وتأمل الخطاب: بل متعنا هؤلاء وأباءهم حتى طال عليهم العمر وتأمل قوله بعدها:" أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها، بمعنى وإن طال عليهم العمر إلا أنهم هالكون لا محالة إما بالعذاب أو الموت.
نأتى إلى محور البحث،
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } (سورة هود 114)
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } (سورة طه 130)
أية هود قالت " طرفى" للمثنى وأية طه قالت " أطراف" للجمع ، فأيهما نصدق؟ إن كان للنهار أطراف كثيرة لأصبح المعنى فى أية هود مبهم غير مفهوم لأنه لم يحدد الطرفين ومنطوق الأية يفيد التحديد قصراً للطرفين.
نحن هنا نتغاضى عن إختلاف التسبيح و الصلاة وذلك لأن القرءان فرق بينهم : { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) } (سورة النور 41) ، هذا وإن كان التسبيح جزء من الصلاة. أو قل أن الصلاة تحمل معنى التسبيح، بينما التسبيح لا يحمل معنى الصلاة.
لنحل الإشكال نبدأ أولا فى بيان الطرفين،


،

القرءان يقول بسلخ الليل عن النهار والعكس، عند حدوث سلخ الليل عن النهار يبدأ ظهور أول طرف للنهار وهذا يتمثل فى الفجر ( تفجر النهار)،

هنا لا نتحدث عن حبل ولكن الحديث عن فترة زمنية أو قل أنه إنتشار ضوء الشمس، عندما يكون منتصف قرص الشمس تحت الأفق بحوالى 6 درجات وهذا ما نسميه الشفق المدنى، عند هذه الدرجة يبدأ الفجر وتنحسر النجوم ولا ترى إلا أكثر النجوم لمعانا وأكبرها فى السماء مثل فينوس وجيبتور وعند هذه الدرجة يتساوى ضوء الشمس وظلمة الليل.

وعند حدوث العكس بدخول الليل على النهار ينزل قرص الشمس تحت الأفق وتصل إلى نفس الدرجة ( 6) نرى فى السماء نفس عدد النجوم الذى نراه عند الصعود إلى نفس الدرجة وهذ الفترة الزمنية صعوداً وهبوطاً متساوية وتعادل فى المتوسط حوالى 25 دقيقة.

عند هذه الدرجة لا نرى قرص الشمس وهذا لا يعنى أنه لا نهار، ولكنها حاضرة بضوءها. فأنت لا ترى الشمس كذلك عند مغيبها تحت الأفق ( ما يسمى غروب الشمس) ولكنك لا تستطيع إنكار أن النهار مازال حاضراً ولا يوجد عاقل يسمى هذه الفترة الزمنية أنها الليل. أنت تبصر الأشياء عند نزول الشمس فى الأفق وإن كنت لا ترى قرص الشمس.

المسافة التى يقطعها قرص الشمس من الدرجة 6 إلى أن تلامس الأفق هى طرف النهار الأول أو بدايته وتنتهى بصعود قرص الشمس أعلى من الأفق وطوال فترة تواجد قرص الشمس فوق الأفق وحتى يبدأ فى النزول عائداً تحت الأفق هى وضح النهار أو الجسم الكامل للنهار. 

بداية طرف النهار تكون عند تواجد منتصف قرص الشمس 6 درجات تحت الأفق وتستمر حتى أن يلامس قرص الشمس خط الأفق. هذه فترة زمنية يقترب فيها الضوء من الأرض إنتشاراً ولها درجات متباينة وعند كل درجة تزداد كمية الضوء الواصلة لنا. وإن كان ذلك يدل على طرف واحد إلا أنها يحمل فى داخله أطراف متعددة مرتبطة بنقطة أو درجة تواجد قرص الشمس تحت الأفق.

نضرب مثال بأصبع الإنسان وهو طرف لليد وكل أصبع يتكون من ثلاث أطراف متمثلاً فى عقل الأصبع الثلاث.

نقرأ الأية:

{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } (سورة طه 130)

الأية تخاطب حصراً الرسول عليه السلام لأننها إنتهت بقوله تعالى :" لعلك ترضى" ،

قبل طلوع الشمس: هنا حددت نهاية التسبيح

قبل غروبها: حددت النهاية الثانية للتسبيح

لا أفهم قبل طلوع الشمس الفترة الزمنية من الفجر إلى قبل طلوعها وإلا جاز لنا كذلك فهمها على أنها الليل بأكمله حتى تطلع الشمس. هى تحدد النهاية وفقط.

ومن آناء الليل: هنا الحديث عن ظلام الليل التام أو ساعات الليل كما فهموها وتعنى صلاة القيام.

أطراف النهار: كما شرحناها أعلاه وهو إنتقال ضوء قرص الشمس صعودا وهبوطا من وإلى الدرجة 6 تحت الأفق.

أية هود تخاطب كل الناس، لاحظ :" ذلك ذكرى للذاكرين"،

{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } (سورة هود 114)

إضافة زلفاً من الليل لأن صلاة الطرف الأخر تستمر حتى يغلب الليل النهار ( غسق الليل) وعندها يلامس قرص الشمس الأفق عند درجة 6 نزولاً ( الذى يلامس هنا ليس منتصف القرص ولكن أعلاه). وهذه الفترة الزمنية من إنتقال منتصف قرص الشمس العلوى بالكامل تحت الأفق 6 درجات تستمر حوالى 15 دقيقة.

الأية تتكلم عن صلاتين وفقط: الأولى تبدأ بالفجر وتنتهى قبل طلوع الشمس أو ظهورها فوق الأفق والثانية تبدأ من نزول قرص الشمس تحت الأفق وتنتهى بتواجدها أسفل الدرجة 6. وقد عبر عنها القرءان بصلاة الفجر وصلاة العشاء.

ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس

ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ،
هل الأية دليل على التواتر العملى؟
القرءان يقول:
أكثر الناس يجهلون:
{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) } (سورة الأَنعام 111)
أكثر الناس لا يعلمون:
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) } (سورة الأَعراف 187)
وأكثر الناس لا يؤمنون:
{ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) } (سورة هود 17)
وحتى أكثر من يؤمن بالله لا يؤمن إلا وهم مشركون:
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) } (سورة يوسف 106)
بل وطاعة أكثر من فى الأرض تضل عن سبيل الله:
{ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) } (سورة الأَنعام 116)
كيف نفهم إذاً الأية التالية:
{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) } (سورة البقرة 198 - 199)
الأية تأمرنا بالإفاضة من حيث أفاض الناس ، هذا غير صحيح لأن الأية لا تأمرنا نحن جميعاً ولكنها تأمر الذين يفيضون من عرفات،
الأية شرطية وتخاطب سكان البيت الحرام الذين يريدون حج البيت وهؤلاء إذا كان مكان تواجد إقامتهم يحتم عليهم الإفاضة من عرفات وهم يمرون فى طريقهم حتماً بالمشعر الحرام، هؤلاء ما عليهم إلا أن يذكروا الله عند المشعر الحرام وأن يخرجوا من نطاق البيت ويبدأوا الحج بالإفاضة من خارجه كما يفعل كل الناس الذين يأتون من الخارج للحج. عملا بالأية التى تقول بإتيان البيوت من أبوابها.
لا يوجد تواتر عملى هنا البتة، هو أمر بدخول البيت من بابه وهو أمر لسكان البيت. وكل من يدخل البيت الحرام من الناس بصرف النظر عن إيمانه أو كفره فإنه يدخله من بابه ولا مفر له من ذلك لأنه يأتى من الخارج وهذا منطقى.
هذا ونعلم أن القرءان منع المشركين لاحقاً من دخول البيت الحرام الذين شهدوا على أنفسهم بالكفر لأن البيت الحرام لا يعبد فيه إلا رب البيت وفقط.

صلاة العشاء

صلاة العشاء:
{ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) } (سورة يوسف 16)
الأخوة لم يرجعوا فى عتمة الليل حيث لا إضاءة فى ذلك العصر. فى هذا العصر وقبل إختراع الكهرباء كان الناس يرجعون مع مغيب الشمس من الرعى أو من الزرع أو حتى من التجارة.
نكمل مع المعاجم بحثاً عن العشاء،
لسان العرب ذكر :" والعِشاءُ: أَوَّلُ الظَّلامِ من اللَّيْلِ، وقيل: هو من صلاةِ المَغْرِب إِلى العَتَمة.
والعِشاءَانِ: المَغْرِب والعَتَمة؛ قال الأَزهري: يقال لصلاتي المَغْرِب والعِشاءِ العِشاءَانِ، والأَصلُ العِشاءُ فغُلِّبَ على المَغْرِب، كما قالوا الأَبَوان وهما الأَبُ والأُمُّ، ومثله كثير"
عشو (مقاييس اللغة)
العين والشين والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ظلامٍ وقِلّةِ وُضوحٍ في الشيء، ثم يفرَّع منه ما يقاربُه. من ذلك العِشاء، وهو أوّل ظلامِ اللّيل"
ولتعلم أن المعاجم قالت نقلاً عن الأزهرى قوله " صلاتا العشى هما الظهر والعصر".
ولا أدرى كيف تكون صلاة الظهر والعصر والكلمة تدل على قلة وضوح كما قالوا.
لسان العرب: وعَشا يَعْشُو إذا ضَعُفَ بَصَرُه، وأَعشاهُ الله.
قولهم بصلاة الظهر والعصر هو قول باطل ولا أساس له وفقاً لما قالوه هم.
فى معنى العشاء الذى قالوا عنه أنه أول الليل وجعلوه لصلاة المغرب والعشاء معاَ ، هذا المعنى راجع إلى فهمهم المغلوط لليل.
مذهبهم يصوم رمضان إلى المغرب لأنهم يعتبرون مغيب الشمس هو دخول لليل. وهذا لا يحتاج إلى شروحات، ما عليك إلا أن تنظر من حولك بعد مغيب الشمس مباشرة ولمدة 20 دقيقة لترى إن كنت تبصر الأشياء من حولك أم لا. إن كنت تبصر فأنت فى النهار أو فى بداية نهاية النهار( طرفه الأخر).
عشو: العين للعلو والوضوح ، هذا العلو الواضح يحدث له أن ينتشر إلى أجزاء صغيرة بالشين وهذا كله يتجمع فى الواو المكانية.
لنفهم ذلك نتأمل عكس العين والشين فى كلمة " شعو" وشعواء
الشعو هو إنتفاش الشعر ، الشعر تراه جزء واحد فإذا هو يتحول إلى خصل متفرقة منتشرة وتكتسب علو واضح بالعين، هنا الأجزاء الصغيرة من الشعر تتضح لك بالعين وهذا خلاف تحول الجزء الواضح غلى أجزاء صغيرة فتقل معه درجة الوضوح.
تعلم الشعاع ، شعاع الضوء هذا ما هو إلا كخصلة من الضوء تتضح بالعين ( صغر فى الشىء يعقبه وضوح).
بينما العشوائى فهو الذى يأتى بأفعال غير واضحة كمجموع ولكنها حاضرة كأجزاء صغيرة لا تكون شىء محدد ملموس.
العشاء هو فعلاً أول الليل ولكنه أخر النهار كذلك أو بداية نهاية النهار، هو الوقت الذى يلج فيه النهار فى الليل متمثلاً فى نزول الشمس تحت الأفق.
تم الإيلاج بصورة جزئية ترى معها النهار والليل مجتمعين ولكن الغلبة مازالت للنهار.
أية الإستئذان حددت وقت ما بعد صلاة للعشاء ولم تقل بعد العشاء، لأنها أخر ما يفعله المؤمن قبل أن يخلد للنوم وهو محددة الوقت ولا تؤجل إلى منتصف الليل كما يقولون ( نتكلم عن عصر الرسالة).
التأجيل معناها تأخر الإستئذان كذلك لأن الأمر مرتبط بنهاية الصلاة، لاحظ دقة الأمر الإلهى " من بعد صلاة الفجر ومن بعد صلاة العشاء".
قولهم أن الرسول عليه السلام كان يؤخرها يخالف كلية القرءان والعقل كذلك، لأن الرسول عليه السلام كان يقوم الليل حتى نصفه ويزيد، فمتى كان يصليها؟ وقد أمر القرءان من يقوم معه الليل أنه عفا عنهم وعليهم النوم لأن منهم من يقاتل فى سبيله ومنهم من يسعى وراء رزقه.
وهل إن أخرها كان جميع المؤمنون ينتظرونه حتى يصليها فيأتوا للصلاة خلفه وهو الإمام ولا إمامة إلا به؟ وهل كان يؤذن لصلاتها وفقاً لرغبة الرسول عليه السلام؟ هذا غير معقول ...........
صلاة العشاء: موعدها ثابت ولا يتغير ولا يتأخر وهو من مغيب الشمس إلى غسق الليل.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) } (سورة النور 58)
{ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) } (سورة المزمل 20)

وبالإسحار هم يستغفرون

وبالإسحار هم يستغفرون،
ما هو السحر ولماذا صيغة الجمع؟
سحر: السين تدل على حركة إنسيابية والحاء لمحدودية تلك الحركة مع تكرار بالراء والتكرار تصاعدى،
لسان العرب وغيره أتوا بمعانى كثيرة وأصحها قولهم :"والسَّحْرُ والسُّحْرةُ: بياض يعلو السوادَ، يقال بالسين والصاد، إِلاَّ أَن السين أَكثر ما يستعمل في سَحَر الصبح، والصاد في الأَلوان، يقال: حمار أَصْحَرُ وأَتان صَحراءُ"
الإنسيابية التى قلت عليها هى دخول الخيط الأبيض من النهار وهو يبدأ بدرجة محدودة مع تكرار تصاعدى فى إزدياد حتى طلوع الشمس فيبدأ ضحى النهار.
ولكنه كذلك ينطبق على دخول الليل ، فيدخل الخيط الأسود من الليل فى النهار.
السحر إذاً يدل على بداية النهار وبداية الليل متمثلاً فى ظهور أول خيط أبيض للنهار وأول خيط اسود لليل ( الفجر فى حالة النهار ومغيب الشمس فى حالة الليل).
نجاة لوط عليه السلام وأهله إلا إمرأته كان بسحر:
{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) } (سورة القمر 33 - 35)
نعلم أنهم خرجوا بقطع من الليل:
{ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) } (سورة هود 81)
وكان موعد نزول العذاب هو الصبح وهذا وقت نجاة لوط عليه السلام ومن معه من أهله.
عند مسيرهم بقطع من الليل لم ينزل العذاب بعد وكان خروجهم نهائياً من القرية بسحر وفى هذا الوقت تحقق شيئان، الأول نزول العذاب على القرية والثانى نجاة لوط عليه السلام ومن معه من أهله.
تنكير كلمة سحر لأنها تدل على وقتين مختلفين، أحدهما مرتبط بدخول النهار والأخر بالليل كما أوضحنا. وأية الإسراء بهم بينت لنا أن الحدث تم فى الليل وتحققت النجاة مع أول خيط للنهار.
نجد فى أيات أخرى كلمة ليل أتت معرفة لأنه هناك ليل واحد لا غير ونهار واحد كذلك.
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) } (سورة البقرة 274)
{ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) } (سورة آل عمران 16 - 17)
الأسحار فى صيغة الجمع يدل على الوقتين معاً ( بداية النهار وبداية الليل)
وهذا المثنى يتكرر بكثرة للدلالة على إستمراية الإستغفار فى سحر كل يوم. مثلها مثل أطراف النهار الدالة على أنهم يقيمون الصلاة كل يوم فى طرفى النهار ( عليها يحافظون ودائمون).
طرف النهار: إسم صفة يدل على بداية النهار ونهاية البداية وله دلالته اللفظية. ( راجع بحث أطراف النهار).
سحر: إسم صفة يدل على نفس الفترة الزمنية وله دلالته اللفظية.