إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

دين الفطرة

دين الفطرة ،

ما هو دين الفطرة؟
التراث يقول وفقا لما ذكره الطبرى فى تأريخه للتفسير:"
مرّ عمر بـمُعاذ بن جبل, فقال: ما قِوام هذه الأمة؟ قال مُعاذ: ثلاث, وهنّ الـمنـجيات: الإخلاص, وهو الفطرة فِطْرَةَ اللّهِ التـي فَطَرَ النّاسَ عَلَـيْها. والصلاة وهي الـملة والطاعة وهي العصمة, فقال عمر: صدقت."

وهذا خطأ كبير فى الفهم للمعنى ،

يوجد حديث مرفوع إلى الرسول عليه السلام يقول فيه ( وفقا للراوى) :"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه, فإذا عبر عنه لسانه إما شاكراً وإما كفوراً ، وفى رواية أخرى فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"

وهذا هو الكلم الحق الصحيح ،


لماذا الحديث صحيح المعنى؟

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم : 30]

فطرة : هى " المادة الخام غير المعالجة" ،

فطر:

الفاء تدل على التفرق، وهذا التفرق يفهم معناه من الحروف الأخرى فى ذات الكلمة ،
فلو كان هناك شىء متكتل ومجتمع يتم فكه ب " فك" ، ولو كان الشىء متماسك مع نفسه يتم فرمه ب " فرم" ، والشىء المتصل يتم إبعاده عن أصله ب " فل" ،
والشىء المغلق يتم فتحه ب " فتح" ، وعندما يتكلم أحدهم بكلام غير متسق مع نفسه لعشوائيته نعبر عنه ب " فشر".

الفاء فى " فطر" تدخل على الطاء وهذه الطاء حركة مرنة سهلت التشكل والتحول بالراء، قابلة للإنتشار السريع فى خفة.

فكيف تفرق الفاء هذه المرونة؟

المرونة غير قابلة للتفربق ، فما تفعله الفاء هو إرجاع المرونة إلى أصلها الأول أو إلى الخامة الأولى.

قلنا فى بحث " عيسى عليه السلام هو من صنع الخميرة" أن الفطير هو العجين غير المعالج أو غير متخمر وهذا هو طعام اليهود قبل ظهور عيسى عليه السلام وأن الفاء تنفى عن الفطير حالة " الطير" أو حالة المعاجة التى تدل على مرونة فى إنتشار وتغير العجين.

أنت عندما تنفى شىء تستعمل الحروف " نفى" لأن النون تدل على ظهور الحركة والفاء تقوم بإلغاء هذا الظهور. فى كلمة " فنا" هنا تبدأ الحركة بالفاء لأنه هى المحور الرئيسى للفعل أو الكلمة ، الكلمة قوامها إلغاء ظهور شىء أو تواجده ( إلغاء عمل النون).

وهذا عين عمل الفاء فى كلمة " فطر" وهو إلغاء المرونة أو الحالة المعالجة النتغيرة وإرجاعها إلى أصلها الخام غير المعالج كما فى كلمة " فطير" كما أوضحنا.

نرجع إلى الحديث ونفهمه،


كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه, فإذا عبر عنه لسانه إما شاكراً وإما كفوراً
وسبب ذلك هو أن كل مولود يولد مادة خام وعندما يبدأ تشكيل أو معالجة هذه المادة الخام بالخبرات والعلوم التى إكتسبها الإنسان وتنتهى فإن المحصلة تكون هى الحالة الجديدة المعالجة لمادته الخام ولسانه يعرب عن تلك الحالة.
القول بأن والديه إما يهودانه أو ينصرانه إلخ لأن والديه هم من يشكلون مادته الخام ، لو كان تشكيلها ومعالجتها بالكفر فهو كافر .................
لذلك ينهانا الله أن نطيعهم فى ذلك فقط ، لإنه إعتداء على المادة الخام وتلاعب فيها.

نفرق الأن بين قولين ،

الله فطر السموات والأرض: الله هو من أنشأ أو أوجد المادة الخام الأولى للسموات والأرض

الله خلق السموات والأرض: الخلق هنا هو تشكيل ومعالجة المادة الخام فنتج عنها المكون الجديد السموات والأرض.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نكمل مع دين الفطرة ،

الم تلاحظ الربط بين الشكر لله والشكر للوالدين؟

وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان : 14]
شكر الوالدين: لأنهما من قام على بناء وتشكيل مادتنا الخام ، بدأ من إطعام الجنين عن طريق المشيمة فى بطن إمه ، إلى إرضاعه ورعايته من والديه حتى أصبح رجلا.

شكر الله: لأنه هو من خلقنا من المادة الخام ( الخلق الأول من طين والثانى من نطفة) وهو من شكل مادتنا الخام وأنشأ لنا السمع والبصر والأفئدة وهو كذلك بإذنه وعنايته يتم بناء أجسمامنا بالتغذية ( عمل الأجهزة الداخلية من هضمى وعصبى وغيره لا سلطان لنا عليه) وهو من أعطانا العلم ، لولا الله لكنا كالبهائم أو اضل سبيلا.

إنظر إلى قول الرجل الصالح:

قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً [الكهف : 37]
هناك عناية بسبب تأتى من الوالدين وهناك عناية المشيئة وهى من الله التى تدخل عناية الوالدين حيز التنفيذ والفاعلية.
.............................................

لهذا الشكر للوالدين هو شكر نابع من الفطرة الخامة الأولى قبل تشكيلها وشكرهم على تشكيلها ومعالجتها لتبلغ أشدها فتصبح بمشيئة وإرادة اله شيئا مذكوراً.
من لا يشكر والديه ، لا يعقل أن يكون شاكراً لله. لأن الوالدين نراهم ونعلمهم ونشعر بفضلهم وهو شىء قائم على برهان العلم الحسى المادى، فكيف لمن لا يؤمن بما تراه عينه أن يؤمن بما لم تره عيناه؟
........................................................

شكر الوالدين يكون بالكلمة الطيبة وأن نصاحبهما فى الدنيا معروفاً والإحسان إليهم رداً لجميلهم وفضلهم علينا ،

وشكر الله ، الله لا يناله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى ، أن نتقيه فنخاف عذابه ونرجو رحمته بالبعد عما يغضبه والقرب مما يقربنا إليه بالعمل الصالح.

وأخيراً ،

فى لهجة " حلب" التى ترجع إلى السريانية الأولى يقولون عن الفطور هو الطعام والشراب ،

وهذا حق ، كلمة " فطور" لا علاقة لها بما نعلمه من ترتيب الوجبات اليومية من فطور وغداء وعشاء،

فطور: هى كل طعام وشراب يدخل جوف الإنسان فى أى وقت.


فطور: الفاء والطاء تدلان على المادة الخام الأولى متمثلة فى الطعام والشراب عند دخوله عن طريق الفم ، الواو هى الحاضنة لهذا الطعام والشراب وتعمل على معالجته وتشكيله ، الراء تكرر عمل الواو حتى نحصل من الطعام والشراب على منتجات جديدة، منها ما يكون طاقة لنا ومنها من نخرجه.

ولا حظ قوله تعالى " لا تبديل لخلق الله" ، هذه المادة الخام هى الخلق الأول وهى هنا دين الله ولا يمكن تبديله أبداً ، هناك من يغير فيه ولكنه لا يستطيع تبديل الأصل لأنه باق إلى يوم الدين.

عيسى عليه السلام وخلق " الطير"

عيسى عليه السلام هو أول من صنع " خميرة" الخبز ،

عنوان البحث يكشف نتيجته لنوفر على المعترضين عناء القراءة.
من يعترض فلا يقرأ ومن يقرأ ويريد نقاشاً فليناقشنا فى معانى الحروف والكلمات فلا نقبل بغيرها مادة للنقاش. ومن له رأى أخر لا نلزمه بأن يأخذ برأينا.

وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران : 49]
البحث يتناول إن شاء الله هذه الجزئية من الأية :


وأخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله،

وأخلق لكم : قوله " لكم" لأن ما يخلقه فيه منفعة لهم وليس عبثاً ولعباً ، عيسى عليه السلام أيده الله بالروح القدس وهذا التأييد لم يكن ليقوم رسول الله عيسى إبن مريم بأفعال المهرجين والحواة.

فيكون طيراً: كلمة " فيكون" لتحوله من حال إلى حال أخرى ،
هناك " حالتين" ، حالة قبل النفخ وهى " كهيئة الطير" وحالة متغيرة بعد النفخ وهى " طير".

الطين: خلط الماء مع التراب يعطى طيناً ( خلق أدم) ، وخلط الماء بالإسمنت أو الدقيق يسمى كذلك " طيناً" ،


طين: الطاء تدل على طراوة فى الشىء وهذه الطراوة تتم وتكتمل بالياء وتظهر فى أبلغ صورها بالنون.

هذا هو أصل كلمة " طين" ، هى تصف كل شىء أصبح طريا بفعل الماء ، وقد تسأل من أين أتى الماء؟ نقول أتى من " الياء" لأن الياء تدل على أن بداية الطراوة فى الشىء إستغرقت وقتا حتى تكتمل وهذا فى حاجة إلى عامل مسبب له.

طير: هذه الكلمة تصف كل شىء ينتشر بسرعة

لسان العرب:
وفي فلان
 طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ

والتَّطايُر والاسْتِطارةُ: التفرُّق
.
واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر في الهواء.
وغُبار طيّار ومُسْتَطِير: مُنْتَشر.
وصُبْحٌ مُسْتَطِير. ساطِعٌ منتشر، وكذلك البَرْق والشَّيْب والشرُّ
ويقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه: ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه
وكلبٌ مُسْتَطِير كما يقال فَحْلٌ هائِجٌ.
ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ.
القاموس المحيط : وهو طَيُّورٌ فَيُّورٌ: حديدٌ سريعُ الفَيْئَةِ ( سريع الفيئة : سريع التحول)
طير (مقاييس اللغة)

الطاء والياء والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خِفّة الشَّيءِ في الهواءِ.ثمَّ يستعار ذلك في غيرِهِ وفي كلِّ سُرعة
طير :

حرف الطاء يدل على طراوة ورخاوة و " مرونة" ،

طغى: هذه الكلمة لا تدل على طراوة أو رخاوة ، المعن فيها أتى من الغين التى إكتسبت مرونة فى الحركة من صوت الطاء والألف اللينة وصلت بالحركة إلى نهايتها وتجاوزة هذه النهاية بالألف. وهذه الغين تدل على تغييب ومحو الحركات. عندما يطغى إنسان على أخر فإنه يغيب حقوقه ويمحوها.

هذه الحركة المرنة فى الطاء عندما تسمعها فى كلمة " طى الشىء أو الكتاب" تحس مدى المرونة والسلاسة فى الحركة.

الياء فى طير تتم به مرونة الحركة وهذه بدورها تتكرر تصاعديا بالراء.

وهذه المرونة الشديدة هى التى تعطى معنى الإنتشار السريع وخفة الحركة  فى كلمة " طير" .

وما خلقه ( صنعه) عيسى عليه السلام كهيئة الطير فى خفة وسرعة إنتشاره هو " الخميرة" ،

وهذه عند النفخ فيها تكون " طيرا" ، تتحول إلى فقاعات منتشرة ( مع سرعة وخفة ) بالنفخ يحدث تفاعل ونشاط للخميرة.

عملية النفخ قد تكون عن طريق الفم أو تكون التهوية بأى شىء ، راجع النفخ فى زبر الحديد فى قصة ذى القرنين.

 وبسبب ذلك تجدهم فى قداس الكنيسة يصنعون الخبزالمقدس بإستخاد الخميرة ( عكس اليهود) لأنهم يعتبرون الخميرة رمز للخطايا وإدخالها النار هو تكفير للخطايا. وإرتباطها بالمسيح لأنه من صنعها ولا علاقة لها بتكفير الخطايا.
اليهود يأكلون فى عيد الفصح الفطير وهو المخبزوات غير المختمرة ، الفاء فى فطير نفت عنه التخمر ( أو نفت عنه كلمة " طير" ) .

لسان العرب:

وفَطَرَتِ المرأَةُ العجينَ حتى استبان فيه الفُطْرُ، والفَطِير: خلافُ الخَمِير، وهو العجين الذي لم يختمر.
وفَطَرْتُ العجينَ أَفْطُِره فَطْراً إذا أَعجلته عن إدراكه. تقول: عندي خُبْزٌ خَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيّ.
وفي حديث معاوية: ماء نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِير أَي طَريٌّ قَرِيبٌ حَدِيثُ العَمَل.
ويقال: فَطَّرْتُ الصائمَ فأَفْطَر، ومثله بَشَّرُتُه فأَبْشَر.
وفي الحديث: أَفطر الحاجمُ والمَحْجوم.
وفَطَر العجينَ يَفْطِرُه ويَفْطُره، فهو فطير إذا اختبزه من ساعته ولم يُخَمّرْه، والجمع فَطْرَى، مَقصورة. الكسائي: خَمَرْتُ العجين وفَطَرْته، بغير أَلف، وخُبْز فَطِير وخُبْزة فَطِير، كلاهما بغير هاء؛ عن اللحياني، وكذلك الطين.
وكل ما أُعْجِلَ عن إدراكه: فَطِير. الليث: فَطَرْتُ العجينَ والطين، وهو أَن تَعْجِنَه ثم تَخْتَبزَه من ساعته، وإذا تركته ليَخْتَمِرَ فقد خَمَّرْته، واسمه الفَطِير.

وربما يكون عليه السلام إستعملها كذلك فى علاج مرض " البرص".

على القارىء أن يعيد قراءة إستخدامات " طير" التى ذكرناها من المعجم ويلاحظ معانى الهيجان وخفة وسرعة الإنتشار وهى كلها تنطبق على " الخميرة".

إقرأ أيضا بحث " دين الفطرة" ...

الخميس، 19 سبتمبر 2013

مفهوم " الزنى" وفقاً لخصائص الحروف

مفهوم " الزنى" وفقاً لخصائص الحروف:

زنن: يقول لسان العرب أنها الإتهام بالخير أو الشر ( هو غير متأكد وإن كان يرجح الشر على الخير) ، ويقول بأنه " التضييق"

زنا: القاموس المحيط يقول أنه " ضاق" وهو لغة فى الهمز من " زنأ"

زنأ: يقول الصحاح فى اللغة أنه الحاقن لبوله ، وزنأ فى الجبل : صعد فى الجبل

زنأ : العباب الزاخر يقول " طربت وأسرعت" ولزقت بالأرض أيضا ، وزنأته بمعنى خنقته. ويعيد معنى الحاقن بوله

ويضيف لسان العرب معنى أخر تحت مادة " زنا" بقوله أن إبن الزنية هو آخر مولود للمرأة والرجل كبار السن.

وتحت مادة "زنأ" يقول أزنأه إلى الشىء : ألجأه إليه


هذه المعانى السابقة هى كل ما انعمت علينا به المعاجم ، فهل منها ما يدل على مفهوم " الزنى" الفقهى؟
هم يرجعون المعنى إلى " أن الزانية والزانى " يُضيق على نفسه" ، وهل هذا الفعل يوحى بمعنى الضيق أم التوسيع والكثرة.
.....................................

هناك رأى أخر للأستاذ سامر إسلامبولى يقول بأنه كالزن ، بمعنى أنها تزن عليك حتى تجد مكان تخرج فيه رغبتك الجنسية " ،
وهذا الفهم " قاصر" لأنه ربط إخراج الرغبة الجنسية الملحة بفعل الحرام وفقط.
وهذا يتعدى الفهم الدلالى للكلمة ويضيف معنى معين أو يقصره على معنى دون غيره دون دليل وبرهان.

...............................

زنأ: بالهمزة هو الضيق كما قالت المعاجم ، وهو لغة فى " زنق" وهى لغة أهل كايرو والمدن القريبة منها كالقليوبية والفيوم ، وكذلك تنتشر فى سوريا وفلسطين

وانقل ما كتبه الدكتور رمضان عبد العظيم خبير اللهجات العربية على صفحة " شبكة صوت العرب"

"انقلاب القاف همزة في لهجة القاهرة، وبعض اللهجات الأخرى. ويبدو أن هذا النوع من التطور في القاف قديم في اللغات السامية، فقد نقل ( بروكلمان )(9)عن ( ليتمان )(10) أن القاف تحولت في  أعلام " الفينيقية " في بعض الأحيان إلى همزة، ثم سقطت، كما سقطت الهمزات الأصلية في الفينيقية، فمثلاً: العلم الفينيقي: Himalkart  " حِمَلْقَرْت " تحول إلى Himalar  " حِمَلرْ ".
والعلة الصوتية في هذا التطور، تتلخص في أن مخرج القاف، انتقل إلى الخلف    " باحثًا عن أقرب الأصوات شبهًا به من الناحية الصوتية، فتعمق القاف في الحلق عند المصريين، لا يصادف من أصوات الحلق ما يشبه القاف، إلا الهمزة، لوجود صفة  الشدة في كل منهما "(11).
ولعل هذا التطور كانت له بداياته، في عصور الفصاحة، فقد أوردت المعاجم العربية، وكتب اللغة ، مجموعة من الألفاظ، رويت لنا مرة بالقاف، وأخرى بالهمزة، والمعنى فيهما واحد، وفيما يلي بعض هذه الألفاظ:
1- يقال: قَشَبَه بشرٍّ، وأَشَبَه به، يعني: لامه وعابه ( ما اختلفت ألفاظه للأصمعي 18 – 19، والإبدال لأبي الطيب 2/561 ).
2- القَفْز، والأفْزْ، بمعنى: الوثب ( الإبدال لأبي الطيب 2/562 ).
3- القوم زُهاق مائة، وزُهاء مائة، أي قريب من ذلك ( الإبدال لأبي الطيب 2/562، ويرى ابن فارس في المقاييس 3/33 أن الهمزة هنا هي التي أبدلت قافًا ).
4- يقال: زَنَّقَ على عياله، وزَنَّأَ عليهم، إذا ضيق عليهم فقرًا أو بخلاً ( لسان العرب – زنق 12/11 زنأ 1/84 ).
5- روى ابن السكيت: قَرَم يقْرم قرمًا، إذا أكل ضعيفًا ( اللسان/ قرم        15/373 )، وهو قريب مما رواه ثعلب: أرَمَ ما على المائدة يأْرِمه، أي أكله     (اللسان/ أرم 14/279 ).
6- القَصْر: الحبس ( اللسان/ قصر 6/407 ) وروى الكسائي:" أصَرَ
أما انتشار هذه الظاهرة في اللهجات العربية الحديثة، فيذكر المستشرق ( شيتا ) في كتابه عن اللهجة المصرية(12)، أن " القاف قلبت همزة في القاهرة وضواحيها، وفي القليوبية، والواسطى وجزء كبير من الفيوم، وبعض البلاد العربية الأخرى، وعلى الأخص في سوريا ".
ويزيد عيه بروكلمان(13)، أن ذلك " التحول في صوت القاف إلى همزة، يوجد كذلك في: تلمسان، وشمالي مراكش(14)، وعند اليهود في شمال إفريقيا، وكذلك في  اللغة المالطية، في معظم الأحوال".
وإن كان الشيخ محمد علي الدسوقي يتعجب من أن " أهل جزيرة مالطة ينطقون بالقاف في جميع كلماتهم، التي ورثوها عن العرب الفاتحين، مع أن أهل مصر يستنكفون عن النطق بها " ((15) تهذيب الألفاظ العامية، للشيخ محمد علي الدسوقي 47.)
ويخبرنا ( برجشتراسر ) في الأطلس اللغوي الذي عمله لسوريا وفلسطين سنة 1915م بأن " نطق القاف همزة، يسود معظم مدن سوريا وفلسطين، فيما عدا القليل، ومه ذلك يوجد نطق القاف في المدن أحيانًا بين غير المتعلمين"، كما ينقل عن          ( ليتمان ) قوله: " إن المسيحيين في حلب لا ينطقون إلا الهمزة، على العكس من المسلمين الذين لا ينطقون هناك إلا القاف " كما يقول ليتمان: " وقد سمعت الهمزة  من يهودي متعلِّم، والقاف من مسلم غير مثقف "(Sprachatlas  الفقرة 10).

...............................................

زنن: هو إلحاح يؤدى إلى فعل بتسريع وقوعه.

أنت " تزن" على ودانى حتى تدفعنى إلى الإسراع بتلبية طلبك أو رغبتك.
هو إذا الإسراع فى خروج حركة أو فعل قبل أوانه أو وقته المحدد وهى تأتى بالإصرار على تنفيذ الطلب.
وهذا نعيشه فى البيت من رغبات الأولاد أو الزوجة بزنهم علينا حتى نسرع بتلبية رغبتهم وإن كان الوقت أو الظرف المالى غير مناسب.
.......................................
لنفهم المضاعف من الحرف نقرأ أيتين للفعل " يحادد"

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ [المجادلة : 20]
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ [التوبة : 63]
التضعيف فى أية المجادلة يفيد الإصرار على الفعل ، وفك التضعيف فى أية التوبة أفاد الإصرار مع التكرار المستمر ، هذا التكرار المستمر دل عليه صدى الصوت فى تكرار نطق حرف الدال.
...................................

ولكن الفعل " يزنون" والفاعل " الزانية والزانى" وإسم الفعل " الزنى" ليس فيه تضعيف لحرف النون ، هو فعل المرة الأولى التى لا إصرار أو تكرار لها.
...............................................

ويزنون والزانى والزانية ليس فيها همزة لنفهم منها معنى الضيق والتضييق

...............................................
ويزنون: لا تدل على الإتهام بالشر لأن الزاى ليست مقلوب الظاء كما فى لهجات البعض. القرءان لا يتكلم بلسان العامة والغوغاء.
..................................................................
مع حرف النون ،

حسن عباس :"
صوت النون إذا لفظ مخفَّفاً مرقَّقاً أوحى بالأناقة والرقة والاستكانة، وإذا لفظ مشدداً بعض الشيء. أوحى بالانبثاق والخروج من الأشياء، تعبيراً عن البطون والصميمية، كما قال العلايلي والأرسوزي.
أما إذا لفظ بشيء من الشدة والتوتر، فلابد لموحياته الصوتية أن تتجاوز ظاهرة الانبثاق العفوية، إلى النفاذ القسري والدخول في الأشياء، وإذا لفظ بشيء من الخنخنة (إخراج الصوت من الأنف). أوحى بالنتانة والخِسّة.
وإذن فإن موحيات صوت هذا الحرف ومعانيه تتغير بحسب كيفية النطق به، فهو يوحي تارة بالحركة من الداخل إلى الخارج، وهو الانبثاق، كما يوحي تارة أخرى بالحركة من الخارج إلى الداخل، وهو النفاذ في الأشياء.
..........................................................
مع حرف الزاى ،

يقول حسن عباس فى كتابه خصائص الحروف ومعانيها:

"
مجهور رخو. يشبه رسمه في السريانية صورة الزند"
ويقول عنه العلايلى أن " للتقلع القوى" ،

ويضيف حسن عباس :"
حرف الزاي  أحدَّ أصوات الحروف قاطبة.
وعلى الرغم من بساطة صوت هذا الحرف الأسَلي ، فهو متنوع الخصائص.
فحدَّة صوته توحي بالشدة والفعالية .
وهذه الحدَّة التي تحاكي صوت حزِّ الحديد على الحديد ، تؤهِّله للتعبير عن الأصوات المماثلة في الطبيعة.
ولما كان صوت هذا الحرف يستمد حدَّته من ذبذباته الصوتية العالية ، فهو إذا لفظ بشيء من الشدَّة أوحى بالاضطراب والتحرّك والاهتزاز. أما إذا لفظ مخففا بعض الشيء ، فهو يوحي بالبعثرة والانزلاق وذلك (حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث). إنتهى

...............................................................................

ونقول:

حرف الزاى ينطق " زاى" ، من مكونات صوته صوت الياء ، لأن هذا الحرف يحتوى الياء ويسيطر عليها ،
الياء تفيد المدة الزمنية التى تستغرقها الحركة والزاى يعمل على إسراع خروج الحركة بتقصير المدة الزمنية.

وحرف النون الذى فهموه أنه تارة للخفاء وتارة للإنبثاق والظهور هو يدل على الإثنين معاً لأنه يتكون من نونين ، النون الأولى تدل على خفاء وسكون الحركة ، والواو تقوى هذه الحركة الساكنة فتبعث فيها الحياة لتنبثق منها نون ظاهرة . يمكننا القول أنه حرف مضطرب فى داخله لهذا هو صوت رنينى. وظهوره أو سكونه يتوقف على تأثير الأحرف الأخرى عليه أو تأثيره هو عليها.
...............................................................................

لنفهم عمل الزاى والنون نضرب مثالاً،

حرف القاف يعمل على إيجاد رابط بين حركات متفرقة ولا يشترط التماثل التام بينها ،كمثال " قافية" الشعر تجد رابط فى الأبيات الشعرية المتمثل فى الحرف الأخير من آخر كلمة فى كل بيت وهذه الكلمات مختلفة ، يجمع بينها فى قافية واحدة حرف النون كمثال.

ولكن حرف النون يفعل ما هو أكثر من ذلك لأنه مسؤل عن ظهور الحركة فى وضوح لا لبث فيه ،

عندما يدخل حرف النون على القاف فإنه يقوم بعملية التنقية ، يفرز هذه المجتمعات بالقاف وينقيها مما هو دخيل عليها .

نأخذ تشبيه عملى ،

حبات الرز المختلطة مع حبات الزلط وغيرها مما هو ليس برز تتجمع داخل القاف ( الإناء) لأن القاف لا يعنيه أنها كلها من نفس الشىء ، هو يحاول إيجاد أى رابط بينها وليكن الصلابة ليجمعها فى داخله.

النون تدخل على الإناء وتعمل على ظهور هذا الرابط فتقوم بفرز ما هو رز فى ناحية وما هو زلط فى ناحية. الواقع أنها قامت بتقوية فعالية القاف على الجمع والربط ليصل إلى 100 % تماثل.

يقفى الأثر ، ينقى الشىء

عندما تدخل الزاى على هذا الثنائى يحدث أن حركة النون لا تكتمل ، فما إن بدأت بالفرز تأتى الزاى العجولة وتسبب أن المكونات تزنق فى بعضها البعض. النون أظهرت النقاء ولكنها لم تنهى عملها بالفصل بين المفروزات ولعجلة الزاى تبقى هذه المفروزات متلاحمة أو ملتصقة ببعضها.

يقفى ، ينقى ، يزنق

نخلص إلى أن الزاى والنون تشكلا معاً حركة ناتجة أو ظهور حركة غير مكتملة بسرعة وعجالة.

ولنفهم أكثر عمل الزاى نعطى بعض الأمثلة الأخرى ،

حرف العين تدل على وضوح وعلو وصفاء أو عمق الحركة ،

هذا العمق الدال على وضوح وصفاء الحركة عندما تدخل عليه الزاى فإنها تُعجل من ظهور هذا الصفاء فتخرج الحركة ناقصة لم تتم على أكمل وجه ، وهذا هو " الزعم" ،

زعم: عندما نقول فلان " يزعم كذا" نريد أن ندلل على أن " كذا" هذه غير واضحة أو أنها معلوكة غير مؤكدة وغير مستوثقة.

وعدنما تأتى الياء بعد العين فى كلمة " زعيم" فإنها تكمل الحركة التى إستعجلتها الزاى قبل أن تتم بالعين لتخرج إلى الوجود.

قلنا سابقا أن الزاى تحوى صوت الياء ولهذا الزاى تسيطر على عمل الياء ولكن فى زعيم أتت الياء من خارج وعاء الزاى فلم تتمكن العين من التأثير عليها.

أنت تعرف " الخرف" وهو يصيب كبار السن فيقولون أشياء غير منطقية لعدم قدرتهم العقلية على الربط بين الماضى والحاضر ، الخرف حركة ضعيفة متفرقة ومشتتة أو هى أفكار مشوهة مشوشة،

عندما تدخل الزاى على هذا المكون فإنها تعجل وتسرع من حركة الخاء التى تدل على الرخاوة التى تنتج التشوية والإضطراب فلا يكتمل هذا التشوية وتخرج الحركة للظهور ناقصة غير كاملة منتجة " الزخرفة" .

أنت عندما تريد أن تعبر الطريق إلى الناحية الأخرى ولكنك تجد عقبات لو إتخذت خطا مستقيما فتضطر إلى أن تلف حول المكان وتستغرق حركتك أو عبورك لذلك وقتا أطول.
ولكنك عندما تستعين بعامل مساعد وهو الزاى فإنك تعجل وتسرع من حركة اللف.

مفهوم اللف يأتى من إتصال حركات متفرقة باللام ، فتأتى الزاى وتسرع من وتيرة الإتصال بين المتفرقات فتصل اللام بين النقطة ألف والنقطة جيم دون الحاجة إلى وصل الباء والتاء ، هنا الحركة إنتهت وخرجت إلى الحياة ولكنها ناقصة فى داخلها.وهذا هو معنى " زلفا" .

وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ : 37]
 زلفى: هو الإنتقال فى المكانة من الدرجة العاشرة إلى الثالثة كمثال دون المرور بالتدرج الطبيعى بإجتياز الدرجة التاسعة فالثامنة وهكذا إلى الثالثة. هو إختصار للوقت.

أنبياء الله داود وسليمان عليهما السلام لهما عند الله زلفى وحسن مئاب ، والله يضاعف من يشاء.

......................................

المعاجم السريانية أتت بمعانى مختلفة لكلمة " زنن" ومنها المعنى الدارج للزنا وهو الفجور والعهر ، وكذلك معنى الثرثرة وإن أخطأت فى إيجاد المعنى العربى المقصود وهو الإلحاح بإصرار وليس الثرثة ، وأهم ما جاءت به هو معنى حدوث الشىء فجأة وبسرعة كما فى الجدول التالى:



ܪܶܡܙܳܢܐܝܬ 
ܪܶܡܙܳܢܐܝܬ 

suddenly 
فجأة 
soudain 

......................................................

ذكر معجم لسان العرب حديثاً شارحاً له :

" وفي الحديث: أَنه وفد عليه مالك بن ثعلبة فقال من أَنتم؟ فقالوا: نحن بنو الزَّنْية فقال: بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ.
والزنْية، بالفتح والكسر: آخِرُ وَلدِ الرجل والمرأَة كالعجْزة، وبنو مَلِكٍ يُسَمَّوْنَ بَني الزَّنْية والزِّنْية لذلك، وإنما قال لهم النبي، صلى الله عليه وسلم، بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ نَفْياً لهم عما يوهمه لفظ الزنْية من الزنا  والرَّشْدةُ أَفصح اللغتين"
الحديث لسانياً لا بأس به ( بعيداً عن كونه موضوع أو صحيح) ولكن الشارح أخطا لأنه لم ينتبه إلى كلمة " الرشدة" ، هذه الكلمة لا تتوافق مع قوله أن الزنية هى آخر الولد، إنما تتوافق مع فهم إبن الزنية على أنه الولد المولود ناقصاً فى شهره السابع بدلا من التاسع ولهذا قال لهم قولوا " بنى الرشدة" ليرفع عنهم النقصان فى التكوين والعقل.

البحث إنتهى إلى بيان المعنى والقارىء له حرية الوصول إلى مفهوم " الزنى" .

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

أية خشية إملاق تتكلم عن الحمل السفاح


أية خشية إملاق تتكلم عن الحمل السفاح،

وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً [الإسراء : 31]
ملق:

ملق (مقاييس اللغة)

"الميم واللام والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على [تجرُّد] في الشيء ولين. قال ابن السكِّيت: المَلَق من التملُّق، وأصله التَّليين. "


لسان العرب: " ورجل ملق : يعطى بلسانه ما ليس فى قلبه" ،
والمَلِق أيضا الذى يعدك ولا يفى متزينا بما ليس فيه."

ومنها ملق الثوب: غسله وجرده من الأوساخ

والملق: الإفساد

ومن معانيه " الرضاعة"

وفى المال قالت المعاجم هو إتلاف المال حتى يحوج ، أو إنفاقه وتبذيره.

هذا المعنى الأخير الخاص بالمال يوحى إلى تعمد الفعل ، وهو أن تجرد نفسك مما تملكه من مال. وهذا المعنى لا يعطى كلمة " الفقر" أو " الفاقة" وفقط،

الصحيح هو القول " الإفتقار المتعمد عن طريق إفساد المال" .

خشية إملاق: فهمها على أنها خشية أن يفسد " الوالدان" المال بإنفاقه وتبذيره يكون غير متسق مع نفسه. لأن الإنفاق على الأولاد على يُعد إفساداً للمال. ولا يستقيم معى معنى التبذير وهو تعمد إتلاف المال.

الأية تصف هذا الفعل " قتل الأولاد خشية إملاق" بأنه " خِطء" كبير.

أصح الأراء في " خِطء" هى القول بأنه متعمد وذلك خلاف " خَطأ" الذى قد يكون متعمداً أو غير متعمد. وإن لم يأتى الشارح لمرجعها اللسانى.

كلمة " خَطء" بالكسر تدل على أنه هناك " خِطة" تم وضعها ، هو خطأ بتخطيط مسبق.

كسر الخاء يدل على أن تنفيذ الخطأ إستغرق وقتا وهذا من متطلبات " الخطة".

عندما نرجع إلى المعانى فى المعجم نفهم أن أصل المعنى " هو تجريد شىء من شىء" أو " التجرد من شىء" وذلك خلاف الحقيقة.


فأنت تتملق فلان بأن تجرده من عيوبه وتجعل بدلا منها فضائل خلاف الحقيقة.

ولهذا قال لسان العرب أنه التنصل من الوفاء بالوعد ، وقوله " متزينا بخلاف الحقيقة" كان إضافة خاطئة، لأنه التجرد من الحقيقة بإدعاء كاذب" .


نعيد الصياغة: ملق فلان: لم يفى بوعده متجردا بإدعاء كاذب من القدرة على الوفاء".

وبالرجوع إلى الأية :

قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام : 151]
ولا تقتلوا أولادكم " من إملاق" : ماذا أفاد حرف الجر " من" هنا؟

هى " من" المصدرية ، مصدر القتل هو " الإملاق" ،

والصادر منه هو " القاتل" ، فهل يسبق الصادر المصدر؟
لا يسبقه البتة ، المصدر يسبق دوما وحتما الصادر عنه،

فكيف نقول أن المصدر هو الفقر؟ لو قلنا به لكان المعنى أن الوالدين فى حالة فقر أو فاقة كما يحبون تسميته وهم يخشون هذه الفاقة لذلك يقتلون أولادهم، وهذا عبث وخلل فى الفهم ولا يستقيم مع نفسه. لأنهم فعلا فى حالة فاقة ، فكيف يخشون وقوعها مستقبلا؟

أية الإسراء وأية الأنعام تعرضان صورتين مختلفتين ،
اية الإسراء تعرض صورة تبرر القتل لحدث مستقبلى،

واية الأنعام تعرض صورة لحدث قد تم فعلا.

وهذا الحدث هو " تنصل الوالد من بنوة الوليد" لأن الحمل كان سفاحاً.

خشية إملاق: خشية أن يتجرد الوالد من نسب الوليد إليه خلاف الحقيقة
من إملاق: بسبب تجرد الوالد من نسب الوليد إليه

وينتج عن ذلك سقوط حقوق الأم والوليد فى النفقة من الوالد ويضاف إليه أن تسوء سمعة الأم فينبذها المجتمع ويؤدى إلى صعوبة أن تجد رزقا تقتات منه هى ووليدها.

وهنا يأتى النهى بالتحريم لأن الله هو من يرزقها ووليدها.

السبت، 14 سبتمبر 2013

خرافة الجن والعفاريت

خرافة الجن والعفاريت،

اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [المجادلة : 16]
ما معنى " جُنة" فى الأية ؟
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14)
هم كانوا يحلفون وأيمان هذا الحلف إتخذوها " جنة" ،
فهل الجنة مكان غير ظاهر وخفى ، أم أنهم هم الذين إستخفوا وراء أيمانهم؟
هم طبعاً إتخذوا من أيمانهم واجهة وإستخtوا هم خلفها، فالجنة شىء ظاهر وفخم وهذا الشىء واجهة لهم متمثلا فى الأيمان.

ماذا تعنى كلمة " جنين" ؟


الجيم حركة تتم من الداخل إلى الخارج وهى فخمة وعظيمة بالجيم فتظهر بالنون وهذا الظهور يستمر بالياء إلى أن يكتمل ظهوره بالنون.

هذه الحركات تمثل خروج الجنين من رحم الأم. هو شىء فخم متعاظم يخرج رويدا رويدا إلى أن يكتمل ظهوره ويتم.

الجنة: هى مكان منفتح الفخامة والعظمة وظاهر للعيان ،

لا تقول بأن الجنة شىء مخفى ومبهم لأن الله عرفها لنا:

وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ [محمد : 6]

إنظر إلى عظمة الجنة:

مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [محمد : 15]

إنظر إلى جنات الدنيا وما فيها من عظمة وفخامة ، هل هذا كله مخفى عن العيون؟

وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الرعد : 4]
لماذا رموه بأنه فيه جنة؟

إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ [المؤمنون : 25]
لأنه يأتى بأشياء غير معقولة التصديق لهم ، هو يحدثهم عن إحياء العظام وهى رميم ، يحدثهم أنه لا إله إلا الله وأنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

هم أنكروا إحياء العظام وأنكروا أن تكون ألهتهم إله واحد.

أيات الأنعام النتالية تتكلم عن صنفين من البشر ، صنف متبع هو القائد والزعيم وهم الجن والأخر هو التابع وهم الإنس:

(127) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) الأنعام

هذه أية فاصلة تقول بأن النار وقودها الناس والحجارة ولا شىء ثالث:

فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة : 24]
وهؤلاء الناس هم الجن والإنس ، التابع والسيد ( كان شيخا أم رئيس أم ملكا أو غيرهم ممن لهم القول والسمع والطاعة):

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف : 179]
إنظر إلى قوله " رجال" من الجن والإنس:

وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن : 6]
الأيات كثيرة لمن يتدبرها بأذن واعية.

القرءان إستعمل لجموع البشر كلمة الناس وللمفرد كلمة إنسان ولم يستعمل " إنس" للمفرد إلا فى سياق الحديث عن الجن والإنس.
وأتت كلمة " أُناس " بضم الألف لتعنى مجتمع إنسانى منغلق على نفسه للخصوصية وليس للإنغلاق الفكرى أو الإجتماعى. راجع الأيات 60 البقرة والأعراف 160

وأتت كلمة " أناسى" بالفتح لتدل على كل مجتمع إنسانى دون تخصيص" راجع الأية 49 الفرقان.

وسورة الناس الوحيدة التى فصلت بين الجنة والناس بعد أن عممت اللفظ فى مطلع السورة. بمعنى أنه هناك وسواس خناس من الجنة ووسواس خناس من الناس أو من السادة وأخر من التابعين أو عامة الناس.

جنود سليمان عليه السلام كانوا من الجن القادة والإنس وهم عامة الجنود ، كما كان له عمال مهرة وهم الجن من لهم مهارة الصنعة:

وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل : 17]
والعفريت من الجن هو أمهرهم وأكثرهم حيلة ومعرفة:

قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ [النمل : 39]



لسان العرب: العِفْرِيت من الرجال النافذُ في الأَمر المبالغ فيه مع خُبْثٍ ودَهاءٍ

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

البعل والنشوز وضرب المرأة

البعل والنشوز وضرب المرأة:

أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ [الصافات : 125]

من كان يعبد قوم إلياس عليه السلام؟

بعل: الباء للإنبثاق ( جمع مستمر) والعين للعلو والوضوح واللام تدل على إتصال هذا المنبثق الواضح

المرتفع.

المعاجم اشارت إلى ذلك:



لسان العرب: البَعْل ما شرب بعروقه من

الأَرض بغير سَقْي من سماء ولا غيرها

ويقترب اللسان من المعنى ويقول :" والبَعْل

الذَّكَر من النَّخل

ويزداد وضوحاً بقوله :" والتَّباعل والبِعال:

ملاعبة المرءِ أَهلَه"

البعل هو " العضو الذكرى" ،

عبادة الأعضاء التناسلية قديمة وما زالت إلى

الأن ،

تجد اليوم فى سورية عبدة " العضو الأنثوى" وهم كثرة يقدرون بحوالى نصف مليون ،

وتوجد كذلك

فى الكويت ولبنان وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

وتجدهم فى الصين يعبدون العضو الذكرى ( بعضهم) ويقيمون له إحتفالات ومهراجانات.

وهذا ما كان يعبده قوم إلياس عليه السلام.

هناك من إعتبر العضو الذكرى مصدر الخلق وهناك من إتخذ من العضو الأنثوى مصدر

للخلق.

ونجد فى القرءان ما يدعم ذلك:

وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ

إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ

بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي

عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ

وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ [البقرة : 228]


إنظر إلى قوله " لا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن" وإستعماله كلمة "

بعولتهن" بدلا من "
أزواجهن" ، هنا البعولة لأنها مصدر هذا الجنين فى رحم الأم. الأية

تتكلم عن إبوة الجنين ، الوالد له حق 


أن يردها إن أردنا إصلاحا ( مشروط بموافقة الزوجة).

وإسمع زوج إبراهيم عليهما السلام ماذا قالت:

قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ [هود : 72]

هى تتعجب من أن تلد و" بعلها" مصدر الحمل شيخاً لا يقدر عليه ولا يملكه.

وإليك الأية:


وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً

وَالصُّلْحُ خَيْرٌ

وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء : 128]


خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا: هنا حديث عن العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجه ،

فهمنا من قبل أن النشوز هو الخروج عن المألوف أو الطبيعى ولكنا لم نصل إلى مدلوله

إلا الأن ،

تعديل يوم 13.09 ،وهو الخروج عن الطبيعى فى الجماع وهو ما يسميه وهو الرغبة الجامحة فى ممارسة الجنس بكثرة.

إن خافت من زوجها هذا الجنون الجنسى  أو الإعراض عنها ( عدم الرغبة فى

جماعها) فيجب

الصلح فورا وحالا بلا تأجيل.

يختلف الأمر إن كان النشوز من المرأة،



الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ

بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ

فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ

حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي

تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي

الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ

فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ

كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء : 34]


هنا أعطى الرجل فرصة ووقت لتقويم المرأة لأن الرجل لا يُؤذى من ذلك بقدر إيذاء

المرأة إن كانت

هى المتضررة من الرجل لذلك هنا عجل بالصلح وإنهاء المشكل فورا.

وهنا علاج نفسى بحت ،

يبدأ بالموعظة ،

فالهجر فى المضاجع وهذا الهجر فى سرير الزوجية هو تدريب وعلاج للمرأة،

ثم يأتى الضرب وإن كان الضرب سيؤدى إلى الشقاق ( فساد العلاقة الزوجية) فعلىهما




اللجوء إلى الصلح.

ما هو الضرب؟

الأية تقول " واضربوهن" وهذا لا تبين أداة الضرب ولا تبين كيفية الضرب، فما هو ضربهن؟

ضرب: ماذا تعنى هذه الحروف الثلاث؟

ض: حسن عباس يقول أنه صوت يدل على فخامة ونضارة ورشاقة ويصنفه ضمن الأصوات الشعورية.
سامر إسلامبولى يقول أنه صوت يدل على دفع شديد جدً متوقف
قصديو سبيط النيلى يقولون أنه يوجه الحركة إلى أقصى غاية ممكنة ويقطع الطريق عنها حتى لا تغير وجهتها.

وماذا يقولون عن الدال وهى جزء أصيل فى مكون صوت " الضاد" ؟

القصديون: الدال توجه الحركة إلى غاية محددة وإلى أبعد مدى
سامر يقول الدال تدل على دفع شديد متوقف
حسن عباس يرى الدال أصلح الحروف للتعبير عن الفاعلية والشدة الماديتين.


نجد الفرق عند سامر بين الحرفين هو كلمة " جداً" والقصديون الفرق عندهم مبهم غير واضح،

نأخذ ما قالح حسن عباس من معنى الفاعلية فى الدال والرشاقة وهى تدل على سرعة فى حدوث حركة الضاد.


الضاد إذا عندنا حركة تتجه بقوة إلأى هدف محدد لا تخطئه وتتم بسرعة شديدة.

الفعل " يضرب" يتوقف معناه وفقاً لحرف الجر المستخدم معه.

إضرب بعصاك الحجر: هنا تتوجه العصا بقوة وسرعة إلى الحجر وتتمفصل بالراء لتتجمع وتستقر بالباء على الحجر. كون أنه إنبث من الحجر العيون لا يعنى أن الضرب هنا هو إنفلاق الحجر أو كسره ، هذا الإنبثاق هو نتيجة الضرب ولا يدل على معناه.

أنضرب عنكم الذكر صفحاً: كلمة صفحا هنا بينت كيفية ضرب الذكر عنهم والعين أفادة أن الضرب يكون فى الإتجاه المضاد، وهو إبعاد ونزع الذكر عنهم بقوة وسرعة شديدة.

وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله: حرف الجر "فى" أفاد عمق للحركة مما أعطى معنى البعد الشديد عن مكان السكن. كحال التجار ورجال الأعمال.

فضربنا على أذانهم فى الكهف سنين عددا: هنا لم يبين وسيلة الضرب ، إلا أنه يفهم معه أن حركة الضرب تجمعت وإستقرت فوق الأذان فنتج عنه إطباق الحركة على الأذان

وليضربن بخمرهن على جيوبهن: جمع وإستقرار الخمر على الجيوب فيحد إطباق وينتج عنه تغطية الجيوب. لم يستعمل التغطية وإستعمل الضرب لأن الضرب فيه سرعة الفعل، عليهم الإسراع بذلك دون تأجيل أو تردد.

ضرب مثلا: ضرب المثل هو إيصال الفكرة المبهمة غير الواضحة بقوة وسرعة شديدة، هو التقريب الواضح الجلى السريع للفكرة الأصلية فيزال الإبهام دون الحاجة إلى التفكير.

عندما سألوا عن إحياء العظام وهى رميم ضرب لهم مثلا بالأرض الميتة كيف ينزل عليها الماء فتحيا ، عملية إنزال الماء وإحياء الأرض نتيجة لذلك هى صورة واضحة للمستمع متخيلة ومشاهدة وهذه الصورة توضح كيفية حدوث الصورة المستنكرة الحدوث متمثلة فى البعث.

وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ:

هذا التركيب " إضربوهن" يتكون من الرجل والمرأة والفعل " ضرب" ، لا توجد فيها وسيلة للضرب ولا يوجد حرف جر ليبين وجهة الضرب. لهذا ننفى عنه أن يكون بمعنى الضرب باليد أو العصا ، وننفى عنه الضرب على ، وننفى عنه الضرب عن كما ننفى عنه الضرب فى.
النشوز فى الأية 128 النساء تم عطفه على الإعراض، والإعراض هو نفور الرجل من المرأة ، ويكون نشوزه هو خروجه عن المألوف والمعتاد بطلبه الجماع كثيرا.

المرأة الناشز فى الأية 34 هى التى عندها رغبة جارفة للجماع بكثرة.
ولذلك هى " ضروب" والضروب التى تطلب الجماع يرغبة عارمة يناسب فى سياق الحديث عنها الفعل " ضرب" والذى يعنى " جماعهن".
الأية تقدم روشتة علاج لمثل هذه المرأة ، تبدأ بالكلمة الطيبة نصحاً ، وبعدها يأتى العلاج العملى بتجاهل رغبتها هذه والرجل نائم معها فى مضجعها ، قد يستمر يوم أو أكثر وبعدها على الرجل أن يجامعها. كلمة المضجع تعنى سرير النوم وفى المضجع تعنى أن الهجر يتم فى المضجع وليس خارجه.

هناك مثل يجرى على السنة العجائز من النساء يقول :" المرأة كما يعودها بعلها" ، وهذا هو العلاج المتبع فى الأية.