إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 20 مايو 2013

إنظر الى حمارك



أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ
بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 259]


الباحث الألمانى يتناول هذا الجزء من الأية :
"
فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 259]


ويفهمه هكذا:

" فإنظر الى حالك وشأنك لم يتغير وإنظر الى كمالك ولنجعلك عبرة للناس وإنظر الى العظام كيف نصلحها ثم نكسوها لحما".

هو يرى :

طعامك = حالك
شرابك= شأنك
حمارك= كمالك

الباحث يطرح سؤال : كيف يجعل الله هذا الرجل عبرة للناس ويكون نشز العظام وكسوها لحماً عائدً على الحمار؟

والناظر الى ما عرضناه أعلاه لفهم الباحث يجد أنه ( الباحث) يجعل عملية الإحياء وكساء اللحم عائداً على الرجل نفسه ليكون هو بذلك المفهوم أنه أية للناس. ولكن هذا لا يستقيم مع ما سبقها من جزئية أن الله بعثه أولا ( إعادة إحياءه) وجاء السؤال بالنظر الى الثلاث أشياء المذكورة ثم عملية الإحياء‘ لهذا نستبعد أن يكون الرجل سؤل أن ينظر الى عملية بعثه هو نفسه، فهذا لا يمكن أن يفعله ميت. وغير معقول أن نقول أن الله أحياه وأرجع اليه عينيه فقط دون كسوته لحما ليرى بهما كيف يكسيه الله اللحم ( من عضلات ودم وشحوم  وأحشاء ولحم).

نأتى الى كلمة " طعام " والتى يرجع الكاتب معناه السريانى الى العقل ويحيله الى معانى " الشأن والعقل والحال" وفقا للسريانية ، هذا إضافة الى معناه الذى يدل على الطعام الذى نطعمه.

وهذا المعنى " العقل أو الحال" جاء فى معجم
Manna  السريانى / عربى

وبتتبع مختلف المعاجم السريانية وجدنا الأتى:


ܛܥܳܡܬܐ 
ܛܥܳܡܬܐ 

taste 
ذوق 
goût 
ܛܥܳܡܬܐ 
ܛܥܳܡܬܐ 

relish 
طعم 
saveur 
ܛܥܳܡܬܐ 
ܛܥܳܡܬܐ 

aliment 
مأكل 
aliment 
ܛܥܳܡܬܐ 
ܛܥܳܡܬܐ 

graft 
تطعيم 
greffe 
ܫܩܰܠ ܛܥܳܡܬܐ 
ܫܩܰܠ ܛܥܳܡܬܐ 

to perceive, feel 
أدرك, أحس 
percevoir, sentir

من أخر هذا الجدول نقرأ معنى " أدرك وأحس" ، وهذا المعنى هو الذى إختلط على بعض المعاجم السريانية فجعلته للعقل والحال والشأن.

ولكن الإدراك والإحساس هنا يرجع الى التذوق لا أكثر ولا أقل ولا يمت بصلة للعقل. هو إدراك لكنه طعم ما نتذوقه باللسان.

وما ذكره الباحث فى معنى " الشراب" بأنه يعنى كذلك فى السريانية " الحال والأمر" إنما هو لسوء قراءة المعاجم العربية ممن وضعوا المعاجم السريانية ، لأنه ورد فى معجم الصحاح فى اللغة ما يلى:

"
ويقال: ما زال فلان على شربة واحدة ، أى على أمر واحد".

يبدوا أنهم أخذوا منها أن " شربة" تعادل " أمر" وبنوا عليها المعنى كما نراه فى الجدول التالى.



Eastern Syriac :
ܫܲܪܒܵܐ
Western Syriac :
ܫܰܪܒܳܐ
Eastern phonetic :
' šar ba:


[Science → Natural sciences]
English :
1) generation , the act or process of producing offspring , genealogy , lineage (?) , pedigree (?) , ancestry (?) , parentage (?) ; 2) History , a story , a deed , an action , a fact , a feat (?) ; 3) a matter , an affair / a vaguely specified concern , a question / a business (?) ;


French :
1) la génération , la production de descendance , la généalogie , le lignage (?) , le pédigrée (?) ; 2) l'Histoire , l'histoire , le récit , un fait , une action / un acte , un exploit (?) , un haut fait (?) , une action d'éclat (?) ; 3) un sujet , une affaire , une question (à traiter) ;
Dialect :
Urmiah



أما " الحمار" فيتلاعب له بالحروف والكلمات حيث يقول أن "حمارك" هى " جمارك" وأن " الجمر" تعنى فى السريانية " كمال الشىء"  ولكننا وجدنا أنها تعطى معنى أخر للكمال:

ܓܡܰܪ 
ܓܡܰܪ 
fut 
to perfect, fill 
أكمل, ملأ 
achever , remplir 
ܓܡܰܪ 
ܓܡܰܪ 

to put an end to , to cease 
أزال 
faire cesser


وعند قراءتنا لمعجم أخر نجد:



ܓܵܡܵܪ : Genesis : 10, 2 : Gomer (son of de Japhet) ;
  1. ܓܵܡܸܪ : 1) to achieve ; 2) skin : to tan , hand : to be horny / calleous / callous ; 3) other ashirat dialects : to strike ; 4) NENA : to reach the highest point / zenith (?) ; past participle : ܓܡܝܼܪܵܐ : perfect , achieved , completed ;
من قراءة الإقتباس الأخير نجد أنهم يخلطون بين " الجمر " و" التجمهر" ولهذا نجد المعنى " to strike " مذكور تحت " جمر".

...............................................................

ندرس نحن الأية :

فى هذه الأية قال الله تعالى : " ولنجعلك أية للناس" وفى أية فرعون جاء "
لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً" يونس 92 ، فما الفرق بينهما؟

فرعون مطلوب أن يكون أية لمن خلفه من الطغاة المتجبرين ، أية فى هلاكه بغرقه هو وجنده فإستحقوا أن يكونوا أئمة يدعون الى النار:

وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) القصص
وهذه الأية بإخبارنا عنها من لدن حكيم عليم وإن كنا لم نراها رؤية العين. فمن يبحث عن جسد فرعون لن يجده ، ذلك لأن الجسد فى ذاته ليس الأية ، إنما هلاك فرعون نفسه بعد أن علا وطغى كما أخبرنا القرءان الحكيم. الجعل كان لفرعون بشخصه ومنصبه فطغيانه فهلاكه غرقاً " نجعلك" ولم يكن لبدنه.

وفى حالة الرجل فى الأية التى نحن بصددها الأية للناس ، لكل من ينكر البعث بعد الممات وإن لم يروا بأم أعينهم كيفية إحياء العظام ، يكفى ما ضربه الله لنا من أمثال كإحياء الأرض بعد موتها وهذا ما نراه ونحياه دوما وذلك الذى أنكره الرجل. فكان إنكاره لعملية الإحياء ومماته وبعثه وبقاء طعامه لم يتغير وإحياء الحمار ليرى البعث رؤية عين فإيمانه وتصديقه بأن الله على كل شىء قدير ، فى هذا كله أية للناس ، جميع الناس. الأية لم تذكر أن الأية لمن كان فى زمنه قصرا وحصرا ، إنما قالت " للناس" بمعنى " كل الناس" وهو من القصص القرءانى الحق.

جعل الرجل أية كونه أصبح " من القصص" الذى نعتبر منه. وليس كما فهم الباحث بكسوت عظامه لحماً لأننا لم نره.

الطعام والشراب الذى لم يتسنه والحمار الذى أحياه الله كان أية للرجل ليتيقن بأن الله على كل شىء قدير وهذا كله أية لنا نحن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق