إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

من هم الزبانية


من هم الزبانية؟

(3)

دراسة لكتاب المستشرق الألمانى كريستوف لوكسنبرج "سريانية القرءان":


Die SYRO-ARAMAEISCHE LESEART DES
KORAN

 فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) العلق 
فليدع ناديه: الباحث الألمانى يتجاهل لسان العرب ويتجاهل الطبرى ويقول بأن كلمة النادى بمعناها فى العربية الحديثة لا يمكن أن تكون المعنى المقصود.
ويقول أن الكلمة تأتى من السريانية " نادى" والتى من معانيها فزع وزلل وهيج والتى تحمل على الأصنام التى يخاف منها عابدها. هو لا يقول بأن الكلمة تعنى " الصنم" ، ما يقوله بأن معنى الكلمة هو الفزع والخوف وحيث أن الصنم يخافه ويخشاه من يعبده فتكون " الصنم". هو هنا يعتمد على القص واللزق والتخمين.
سندع الزبانية: يقول الباحث الخطأ فى كتابة " سندع" بدلا من " سيدع" ( لتعود على نفس الشخص الذى يدع ناديه) أدى الى الفهم الخطأ من أن " الزبانية" هم شبيحة أو بلطجية النار.
ولا يذكر الكاتب أى شىء مما ذكرته المعاجم العربية ويتجاهل كذلك الطبرى. وينتهى الى أن الزبانية تأتى من كلمة زبنة السريانية والتى تعنى " المؤقت" ويترجمها " الأصنام أو الألهة المؤقتة".
...........................................
لن نناقشه فى السريانبة ونأتى الى عربية القرءان:
ناديه: من نناديه إما لطلب العون والغوث أو نناديه الى مجالس السمر ومن المعنى الأخير أتت كلمة " النادى" و" المنتدى" لمكان التجمع:

أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [العنكبوت : 29]
وناديه التى نحن بصددها ليست المكان ولكنها من ننادى عليه وقد أوضح لنا القرءان فى موضع أخر من سورة الكهف من هذا الذى ينادون عليه يوم القيامة:
وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً [الكهف : 52]
نترجم " ناديه" فى كلمات الى" الذى يستغيث به"  . ويفهم منه ومن أية الكهف أنه من أشرك به ، كان صنما أو بشرا أو شيئا أخر.


الزبانية:

زبن (مقاييس اللغة)

الزاء والباء والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الدّفع. إنتهى

ز (ز) بن : الزاى حركة هائجة وثائرة تنبثق بالباء وتتجدد بالنون . هذا دلالة على غلظة وشدة فى الحركة ،

وهذا ما أخبرنا به القرءان عن ملائكة العذاب أنهم غلاظ شداد:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم : 6]


ونجد كذلك فى معجم لسان العرب ( معجم الباحث الألمانى المفضل والذى تجاهله) :

والزِّبْنِيَة
الشديد؛ عن السيرافي، وكلاهما من الدافع . إنتهى

نترجم إذا " الزبانية" الى " الغلاظ الشداد" أو الى " ملائكة العذاب الغلاظ الشداد" ليفهم العجم المقصود منها.

ولنعلم مدى غلظتهم وشدتهم ننظر الى طبيعة عملهم فى الجحيم:


إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) الدخان
إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات
وصف طعام الشجرة بالمهل يغلى فى البطون وأن طلعها ( ثمرها) كرؤوس الشياطين أعطانا صورة مقربة لها تشبهها بشجرة الشطة التى نعلمها.

وتسميتها بالزقوم أوضح لنا كيفيه الأكل منها وهو عنوة بالزق كتزغيط البط فى بيوت الفلاحين. وهذا يتم عن طريق ملائكة العذاب الغلاظ الشداد.
وبعد الأكل يأتى الشرب لتطفئة هذه النار المشتعلة فى البطون ويكون من:

فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) الواقعة

فتزداد إشتعالا فتطلب الغوث والنجدة فتنجد ب :

وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [الكهف : 29]


وبعد مرحلة الحميم تأتى مرحلة التجفيف فى النار:
إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) غافر

وتنضج الجلود فتبدل بجلودجديدة وتعاد الكرة :

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 56]

لهذا هم ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم، وقانا الله وإياكم عذاب الجحيم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق