إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

لا تيمموا التراب!





تيمموا صعيداً طيباً ولا تيمموا التراب!


الصعيد ، كلمة ذكرت فى موضعين :

إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) الكهف

فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً [الكهف : 40]
الصعيد وصف تارة بالجرز وأخرى بالزلق،

كلمة جرز جاءت فى موضع أخر:


أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ [السجدة : 27]
عندما نقارن أية الكهف بأية السجدة نجد أنه فى الأولى جاء وصف جرز لما على الأرض وفى الثانية الأرض نفسها جرز ، وفى الكهف الجعل لما على الأرض صعيدا جرزا ( هنا ما عليها تعود على " صعيد" وهذا هو الذى سيصبح جرز).

أية السجدة تقول بمعادلة: الأرض الجرز + الماء = خروج الزرع

وهل تخرج الأرض بالماء زرعا دون أن يكون فيها البذور؟

كلمة جرز: حركة اصلها فى الداخل تتم فى الخارج بفعل الجيم ، مع تكرار ، معجم مقاييس اللغة يقول أن الراء والزاى أصلان أحدهما الإضطراب والأخر الثبات، والواقع أن الراء والزاى أصل واحد يضطرب بالزاى ويثبت  وهذا بفعل الراء السابقة له . هذا وصف للأرض العطشى اليابسة  لم يصلها الماء بعد.

وقوع الراء قيل الحرف فى بداية الكلمة يختلف عن وقوعها بين الأحرف الأخرى ،فهو يجعل الحركة تعود الى نقطة الصفر لتبدأ مرحلة جديدة مكملة للمرحلة الأولى.

كمثال كلمة " رمضن" أو " رمضان" ، هنا حركة تتم ومعطياتها الضاد ( الشدة والقوة) والألف ( بلوغ الشدة آخر مدى لها) والنون ( ضعف الحركة ) ، هذا يمثل المرحلة  الأول ويأتى بعدها المرحلة الثانية والتى تبدأ من الضعف ( النون) لتشتد بالضاد والألف وتضعف بعدها بالنون ، الحركة تسير فى مراحل، ما إن تنتهى مرحلة تبدأ المرحلة الأخرى. وهذا ما نراها فى النخل من مراحل نضوج البلح حتى يصبح تمرا ، فهو يبدأ بالنارخ ( شدة) وهذا النارخ يلين حتى يستوى وبعدها يشتد لينتقل الى مرحلة إكتساب اللون الأصفر أو الأحمر ويلين بعدها ( العجوى) وتأتى المرحلة الثالثة التى يشتد فيها بادءا مرحلة الرطب الى أن تكتمل وتتم المرحلة بالرطب.



ولهذا بمجرد وصول الماء تخرج الأرض الجرز الزرع.

صعيدا جرزا: صعيدا  عطشان يابس

صعيدا زلقا: لا ثمار ولا أوراق له لأنه يفقدها.

زلق: عندنا حركة متصلة فى تسلسل وتتابع يحدث لها إضطراب وإثارة بالزاى ، بهذه الحركات لا تثبت الثمار والأوراق على النبات وتتساقط. هو فقدان النبات لأوراقه وثماره وهذا يتم بفعل الحسبان ( لن نتناوله حتى لا نتوسع) .

الصحاح فى اللغة :"
وأَزْلَقَتِ الناقةُ: أسقطتْ"

مقاييس اللغة :" ويقال أَزْلَقَتِ الحامل، إذا أَزْلَقَتِ ولدَها.

ويقال ـ وهو الأصحُّ ـ إِذا ألقَتِ الماء ولم تقبَلْهُ رَحِمُها".



الصعيد هو النبات ، ويسمى النبات صعيدا لأنه ينمو مندفعا الى أعلى حتى يصل نهايته ،

صعيد: حركة تعلو بالعين وتستمر فى العلو والصاد تعمل على الا تحيد الحركة عن ذلك ، وهى تندفع فى إتجاه محدد.


المتفكر فى كلمة يصعد ، صعود، صعيد يجد حركة حية تتفاعل وتتغير ولا تكون أبدا دالة على جماد .

ومنه فى كتاب الله : اليه يصعد العمل الطيب ، هنا صعود معنوى:


مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ [فاطر : 10]
كأنما يصعد فى السماء:

فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 125]


الجماد لا يصعد لأنه يٌصعَد عليه وبه.

ونحن نقول لمن إتجه جنوب مصر ذهب الصعيد وذلك لأنك كلما إتجهت جنوبا زادت درجة الحرارة صعودا ، هذا خلاف ما تظنه العامة أنه الإرتفاع فى المكان.

تيمم : حركة تنجذب بعيدا عن المركز مع إستمرارية ، تمام الحركة بالميم، ماذا تفعل الميم الأخرى؟

فى كلمة " يتم " التى منها اليتيم ، نجد حركة متصلة بالأصل عن طريق الياء ( إستمرارية لها) ويحدث أن هذه الحركة تنجذب بعيدا عن المركز وتتم بإنفصالها عن الأصل وهذا هو حال اليتيم.


هناك كلمة " تيم" و" متيم" وهى تأتى بمعانى الحب الشديد والذل والعشق كما يذكر المعجم ويجعلها المعجم تصل الى درجة التعبيد. ولكن مما ذكره المعجم "
يقال التيمة هي الشّاة يحتَلِبُها الرّجل في مَنْزِله" .

ما علاقة الحلب بالتيم ، العلاقة تأتى من أن التيم هو الذى إعتصره الحب أو العشق وأخرج كل ما فيه فأصبح حبه لا يخفى على أحد.

وهذا هو التيمم ، أن نستخلص من الصعيد عصارته وهذه تتم بالميم الأولى والميم الثانية يتم بها إستخلاص خلاصة العصارة.

هنا نتكلم عن العطور المستخلصة من الصعيد أو النبات.


نقرأ الأية:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [البقرة : 267]
لا تيمموا الخبيث منه ( مما أخرج الله لنا من الأرض) : عندنا كومة من التفاح يقوم صاحبنا بفرزها ويعاود الفرز حتى يصل الى الخبيث منها فيعطيه الفقراء. هو هنا يستخلص منها الخبيث كأنه يعصرها فرزا ليظهر الخبيث منها ، هنا تمثيل الفعل. لا حظ قوله " منه" .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة : 6]


ومن إستعمل منديلا معطراً فقد أدى الغرض.

هناك تعليق واحد: