إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

بضاعة مزجاة

بضاعة مزجاة:

(1)

الرد على المستشرق الألمانى كريستوف لوكسنبرج وكتابه سريانية القرءان :

Die SYRO-ARAMAEISCHE LESEART DES KORAN

فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ [يوسف : 88]


البحث يدور حول كلمة " مزجاة"،
المستشرق الألمانى يعرض بعضا مما أورده الطبرى فى كتابه من الإختلاف فى معناها ، وإختلفت الأقوال ومنها :" القليلة" ، الردية" ، " الكاسدة" ، " الناقصة"  وهناك من حاول أن يبين ماهى وقال " السمن والصوف" وأخر :" الصنوبر والحبة الخضراء" .


و لأن هدفنا ليس الترجمة الكاملة للنص نورد ما إنتهى اليه المستشرق الألمانى وهو قوله أنها " المرجية"  ويقول أنها كلمة سريانية وتعنى اللين والغض والطرى ويفضل هو القول أنها " بضاعة رطبة" . لن نبحث فى السريانية لأننا لا نجيدها ولا تعنينا وما يهمنا هو قوله أنها " الرطبة" . وهو لا يفسر بذلك كلمة " مزجاة" ولكنه يدعى أن القرءان أخطأ فى كتابة الكلمة ويصححها بأنها " مرجية" بالسريانى والتى تعنى الرطبة بالعربية.

تعليق: الغريب أن المعاجم لم تختلف فى معنى مزجاة لإجماعها على أنها القليلة ومنها لسان العرب معجم الباحث المفضل ولا أعلم لماذا لم يأخذ الباحث بما فيها وحاول بسبب أن الطبرى أورد معانى مختلفة لها أن يثبت أن أهل اللسان العربى لا يعلمون مغزاها وينطلق من هنا الى أن القرءان أخطأ وكتب الزاى راءاً.

....................................................

اللسان العربى المبين:


الفعل يزجى " مزجاة" جاء فى القرءان مرتين:


رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [الإسراء : 66]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ [النور : 43]

نورد ما قالته المعاجم فى معنى الفعل ونأخذ الصحاح فى اللغة :

زجا (الصّحّاح في اللغة)
زَجَّيْتُ الشيء تَزْجِيَةً، إذا دفَعتَه برفق. يقال: كيف تُزَجِّي الأيامَ، أي كيف تدافعه

هذا لا يوضح لنا حقيقة معنى " مزجاة".

الفعل " يزجى" مقلوب الفعل " يجزى" ،

ويجزى فلان : يكافئه أو يعاقبه ، الجزاء قد يكون عقاباً أو مكافأةً وفقاً للسياق ومنه:


مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [الأنعام : 160]
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور : 38]
القول بأن الجزاء هو العقاب أو المكافأة ليس الإ نتيجة المعنى أو ما ينتهى اليه المعنى فى سياقه. وأصل معنى الفعل " يجزى" هو " رد الفعل". أنت تفعل كذا وفعلك له رد فعل قد يكون حسناً أو سيئاً.

ورد الفعل فى " يجزى" يأتى بسرعة وخفة وهذا من حرف الزاى ( ز) الذى يسرع الحركة بإستثارتها.

وننظر الى مقلوب الفعل " يزجى" فنجد أنه يتحدث عن الفعل الأول ( الدفع)، ( الفعل التالى له هو رد الفعل فى " يجزى") وهذا الفعل الأول ( الدفع)  يتم كذلك فى سرعة وخفة.

لهذا نفهم أن الفلك تدفع فى البحر بسرعة وخفة ، السرعة هنا لأننا نتكلم عن شىء متحرك.

فماذا عن البضاعة ؟

البضاعة لا تدفع ( فى هذه الأية فى سياقها)  لأنها تٌحمل على البعير وسير البعير بها يكون فى سرعة وخفة ، هذا لأنها بضاعة خفيفة الوزن ( مزجاة).

كان يمكننا أن نفهم هذا المعنى لو تفكرنا الأية جيداً:


جئنا ببضاعة مزجاة،

فأوفى لنا الكيل: الفاء سببية ، يطلبوا الوفاء بالكيل لأن بضاعتهم "مزجاة" والوفاء بالكيل بأن لا يخسر الميزان، هم يريدون أن يقولوا ويؤكدوا على وزن بضاعتهم بالتمام والكمال دون نقصان وذلك لأنها " مزجاة" فلا ينقص من وزنها الذى هو أصلا قليل.
وتصدق علينا: يعلمون أن بضاعتهم خفيفة الوزن غير ذات قيمة عالية فلن يأخذوا مقابلها الكثير ويطمعون فى الصدقة، لهذا سبقوا الكلام بقولهم " مسنا وأهلنا الضر".

جئنا ببضاعة مزجاة : جينا ببضاعة خفيفة الوزن أو يسيرة الحمل لقلة وزنها.


ما قالته المعاجم بأنها " القليلة" يصح لو أضافوا اليه الوزن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق