إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 23 أبريل 2014

عجل بنى إسرائيل والسامرى

عجل بنى إسرائيل والسامرى ،

إختلف الناس فى مدلول " السامرى" وإن كان نسبه إلى مدينة

السامرة يخالف تاريخ بناء المدينة وفقاً للجزء التاريخى الذى

ليس بوحى ونجده فى التوراة.



ولن نخوض فى ذلك ونرجع

دلالة الإسم إلى معنى

المراقب الليلى،


فقد ذكر لسان العرب : سامر

الإبل: التى ترعى ليلاً.

ونجد معنى السامرة فى

العبرية:

שׁמרון / shômerôn / sho-mer-one'

שׁמר "From the active participle of "watch station

وعليه يكون هذا السامرى من وِكل إليه الحراسة الليلية وله

دراية بعلم النجوم.

نقرأ أن موسى عليه السلام قد عَجل لقاء ربه:

قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه : 84]

وأنه ذهب قبل موعده بعشرة ليالٍ:

وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ

أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي

وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف : 142]

وهذا العشر قد أضيفت إلى الثلاثين ليلة الأصلية. وفيها فُتِن

قومه بالعجل،

يقول إبن عربى فى كتابه " الإسفار من نتائج الأسفار" أن

السامرى رأى ملك من حملة العرش على هيئة الثور فتوهم أنه

إله موسى،

ونتفق مع إبن عربى فى النتيجة ونختلف فى المقدمات، إذ

نفهم أن السامرى رأى برج الثور والذى كان يُرى فى السماء

وقت ذهاب موسى عاجلا إلى ربه وأنه ربط بين ظهور برج الثور

فى السماء وبين رب موسى وتوهم أن ظهور هذا البرج دلالة

على تجلى الله لموسى عليه السلام.

ونفهم كذلك أن موسى عليه السلام ذهب فى بداية العشر

الأواخر من ظهور برج الثور وكان عليه الذهاب مع ظهور برج "

الجوزاء : التوأمان: رسولا رب العالمين"،

ونظن أنه لكل رسالة برج ولهذا كان الجن أو علماء بنى إسرائيل

يقعدون من السماء مقاعد للسمع ليعلموا وقت ظهور النبى

الخاتم والذى ظهر مع برج الميزان وقبله عيسى عليه السلام

فى برج العذراء.

وقد يقوداً ذلك إلى فهم الشهاب المبين الثاقب على أنه رسالة

السماء التى تبدد ظلام وجهل ناشريه بين الناس.

من يتتبع قصة موسى عليه السلام قد يربط كذلك بين فرق

البحر إلى فرقين وكل فرق كالطود العظيم على أنه إشارة إلى

إقتسام الرسالة بين موسى وأخيه هارون عليهما السلام.

نرجع إلى السامرى وما بصر به:

قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ

فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي [طه : 96]

موسى عليه السلام قال لربه أن قومه على أثره ، بمعنى أنهم

ملتزمون بما علمهم إياه ، ولنحاول الفهم نقول:

السامرى بصر برج الثور ، وبعدها قبض قبضة من أثر الرسول ،

فمن الرسول هنا؟

إما أن يكون أثر الرسول هو ما علم موسى قومه وقد يكون أنه

ضرب لهم مَثلا لنور الله ( بالوحى) كما فى أية :

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ

الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ

مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ

تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ

الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 35]

وبرج الثور يقال عليه " الكوكب الدرى" والأمثال يضربها الله

لعباده وهناك من يهتدى بها وهناك من يضل ، وقد ضل

السامرى وأضل بنى إسرائيل عندما قال لهم أن الثور هو إله

موسى وإلههم:

فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى

فَنَسِيَ [طه : 88]

وهذا هو النبذ الذى قام به ، هو نبذ المثل وأحاله إلى حقيقة

مجسدة فى العجل.

أو يكون الأثر هو ما توهمه فى برج الثور على أنه خبر يدل على

ظهور الله.

أما القول أنه رأى جبريل عليه السلام من دون الناس فهذا غير

مقبول أو مقنع لدينا وإلا لبصر به كذلك الأخرين.

ولا نعجب لقولهم أن برج الثور برج ترابى ، فقد صنع لهم العجل

من حُليهم وحليهم هذا لا تقول أنه من الذهب، فهناك حلى

وزينة مما تجود به البحار ( الجودى) ولهذا قال موسى عليه

السلام " لننسفنه فى اليم نسفاً".

وقد زاد فى ضلالهم حبهم للمال والزينة حباً إلى العجل لأنه

صُنع مما يحبون ، أحبوا شهواتهم وأنفسهم وزينة الحياة الدنيا

وكله إلى التراب ومنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق