إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 24 يناير 2015

النجس والرجس



ما هو الرجس؟

المعنى نفهمه من الأية التالية:

{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) } (سورة التوبة 125)

الذين فى قلوبهم مرضاً : تزيدهم أيات الله رجساً على رجسهم

نفهم منها أن المرض يدل على الرجس،

وهذا أتى من الإضطراب الحادث بفعل الراء والجيم، ويتم تنفيسه بالسين، هو إضطراب داخل القلوب يتنفس إلى الخارج فى صورة أفعال وأقوال.

عندما نقرأ الأيات كلها نجد:

{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) } (سورة الأحزاب 32 - 34)

الخضوع بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض ، تبرج الجاهلية الأولى أو مخالطة الرجال ، هذه الأفعال هى من الرجس وناتجة عن مرض فى قلوبهن. وعلاجه فى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والقرن فى البيوت وطاعة الله ورسوله. والدواء هو تلاوة ايات الله والحكمة فهى شفاء لما فى الصدور.

وعند دخول الزاى على الراء والجيم تُحدث تجاوز فى هذا الإضطراب ونتكلم هنا عن " الرجز" ، الذى هو شدة الإضطراب ولهذا قال المعجم أنها رعشة تصيب الأبل.

{ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) } (سورة البقرة 59)

رجزاً من السماء: يتمثل فى رعد وبرق شديد مصحوب بأمطار وساء مطر المنذرين. يحدث إضطراب بالغ الشدة تسمعه فى الرعد وتراه برقاً وتبعاته أمطار ثلجية تدمر أو طوفان يغرق الزرع والبيت.

هذا الإضطراب فى رجس والذى يتنفس خارجاً بالسين والدال على المرض ، هذا لا علاج له إن إستبدلنا الراء بالنون " نجس".

النون تدل على ظهور هذا الإضطراب الداخلى ظهوراً كامل فى الخارج وهذه مرحلة لا ينفع معها علاج. لهذا قالت المعاجم أن النجس ما هو إلا داء لا يبرأ منه.

النون تدل على النمو ، كأن هذا المرض القابع فى الداخل بالجيم ينمو إلى الخارج وتساعده فى ذلك السين. اصبح هنا الدخل والخارج شيئاً واحد متصل غير منقطع.

المشركون نجس: لا أمل فى شفاءهم من الشرك، هم إرتضوه لأنفسهم وإطمأنوا به:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) } (سورة التوبة 28)

هناك من أمن بعد الفتح فقاتل وأنفق، هؤلاء لا يتساوون مع من أمن من قبل الفتح. لا حظ إختلاف الدرجات من قبل الفتح ومن بعد. ومن ظل عى شركه بعد الفتح بعد أن رأى ألهته التى صبر عليها قائلا أنه شىء يراد، رأى أنه لم تدفع عنه ولا عن نفسها الضر وعاش نصر الله لرسوله للمؤمنين، وبعد كل ذلك لم يؤمن، هذا لا أمل فى أن يشفى.

{ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) } (سورة الحديد 10)

ولكن من هؤلاء الذين قال لهم القرءان سيحوا فى الأرض أربع أشهر؟ وإلى أين ذهبوا بعدها؟ لا إجابة فى كتب التاريخ.

الخلاصة: الرجس والنجس لا علاقة له بالقذارة كما تقرأ فى كتب الفقه ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق