إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 24 يناير 2015

ووجدك ضالا فهدى



هل كان محمد عليه السلام ضالاً قبل أن يصطفيه الله رسولاً؟

هذه الأية لها علاقة بما جاء فى سورة الشرح:

وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)

يقول الطبرى فى جامع التفاسير:

حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: أَلَمَ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ: كانت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ذنوب قد أثقلته, فغفرها الله له.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ يعني: الشرك الذي كان فيه.

وما قالوه فى أية الضحى:

حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مِهْران, عن السديّ وَوَجَدَكَ ضَالاً قال: كان على أمر قومه أربعين عاما. وقيل: عُنِي بذلك: ووجدك في قوم ضُلاّل فهداك.

وهذا يتفق مع معنى الوزر فى سورة الشرح ، ما قاله إبن كثير أنه ضل فى شعاب مكة وهداه الله هو بعيد كل البعد عن ذلك وهو محاولة لنفى كون النبى عليه السلام على دين قومه قبل أن يوحى إليه وهذا الرأى يصطدم بمعنى الوزر فى الشرح.

وهذا تؤكده الأية التالية:

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) } (سورة الشورى 52 - 53)

محمد عليه السلام لم يكن يدرى ما الإيمان ، لأنه كان على دين قومه.

ونقرأ:

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) } (سورة يونس 15 - 16)

محمد عليه السلام لبث فى قومه قبل أن يبعثه الله رسولاً عمراً ، وقبل الوحى لم يكن يعلم شىء عن كتب الله السابقة ولم يكن مؤمناً بالله ، فهو كان كما كان قومه.

كتب التراث أجمعت على أن عمر النبى عند بعثه " أربعون عاماً" ، وإدعوا أن ذلك عمر المرسلين.

ولكن القرءان يخالف قولهم ، فتجد إبراهيم عليه السلام " فتىً" عندما أوحى الله إليه ، وموسى عليه السلام كذلك. بل تجد يحيى عليه السلام قد أتاه الله الحكم والنبوة صبياً.

وعليه ، لا يوجد ما يمنع من أن عمر محمد عليه السلام عند بعثه كان بين العشرين والثلاثين.

{ ) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) } (سورة الأَنعام 56 - 57)

{ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) } (سورة الرعد 36 - 37)

{ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) } (سورة النمل 91 - 92

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق