إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 7 نوفمبر 2013

وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق

وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق،

وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج : 27]

فج ( فجاج) : ما هو؟

يقول مقاييس اللغة:" الفاء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على تفتُّح وانفراج. من ذلك الفَجُّ: الطَّريق الواسع".

وتحت مادة " فجر" يقول مقاييس اللغة :" الفاء والجيم والراء أصلٌ واحدٌ، وهو التفتح في الشَّيء"

مقاييس اللغة لم يفرق بين الكلمة بدخول الراء عليها وبين إنعدامها،

الراء تفيد أن الفج يحدث فى ترتيب متتابع تصاعدى ، وهذا ما نراه فى " الفجر" الذى يبدأ بضوء الشمس الأحمر فى الأفق فيزداد تصاعدياً إلى قيل طلوع الشمس بقليل.

( فاصلة : الفجر كما عرفه لسان العرب هو حمرة الشمس فى سواد الليل وهو وقت صلاة الفجر خلاف ما يفعله الناس اليوم الذين ينتهون من صلاتهم قبل الفجر" ، ووقت الفجر يأتى بعد حوالى 40 دقيقة من آذان الفجر فى الجوامع)

أما " الفج" فهو حدث يتم مرة واحدة وينتهى ، بمعنى أنه لا يتدرج أو لا يتم فى خطوات متتابعة فى إزدياد.

الفجاج أتت فى موضعين، فى سورة نوح وفى هذا الموضع:

وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ [الأنبياء : 31]

الفجاج جعلها الله سبلاً لنا لنسلكها ، وهى فجاج من اليابسة وفجاج من المياه.

ماء النهر أو البحر أو المحيط هو سبيل نسلكه ، وهذا الماء خرج بطريقة " الفج" لخروجه من بين اليابسة المحيطة به.

والوديان والسهول أو كما قالت المعاجم الطرق بين جبلين ، والمعنى أبعد وأشمل من طرق بين جبلين، فلو أخذنا قارة " أفريقيا" كلها نقول أنها " فج" وذلك لأنها خرجت بين مائين. اليابسة محاطة دوما بالمياه ونعنى القارات ككل.

داخل كل قارة هناك جبال ومن بين تلك الجبال ترى السهول والوديان التى هى " فجاج" كذلك.

والأية التى نحن بصددها وصفت الفج بالعميق ،

عمق: فى صورة مبسطة تتكون من " العين والميم" والتى تدل على عدم رؤية والقاف التى تدل على إنحدار إلى أسفل.

وهى قد تصف الطريق البعيد المترامى الأطراف أو تصف عمق المياه ( البحار والمحيطات....).

الخلاصة: من كل فج عميق: من كل يابسة أو ماء بعيدة جداً عن البيت الحرام

ضامر:

يقول مقاييس اللغة :" الضاد والميم والراء أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ على دقّةٍ في الشَّيء، والآخر يدلُّ على غَيبةٍ وتستُّر". إنتهى

نتفق معه فى معنى الستر ونختلف فى معنى الدقة ونراها " القبض" ،

الذى يضمر شىء هو الذى يستره ويخفيه ( المعنى للتمثيل)،

وضمور الشىء هو توقفه عن النمو والزيادة ( كضمور الأعضاء) 

الشجرة الخضراء كائن " حى" يتجدد بإستمرار ( تجدد أوراقه أو ثماره أو كلاهما معا) ،

هذه الشجرة عند قطعها وجعلها " أخشاباً" تكون قد " ضمرت" ، وكل مصنوع من تلك الأخشاب هو " ضامر" فلا يورق ولا يثمر شيئاً.

لا نستطيع وصف الإنسان أو البهيمة الميتة بالضامرة وذلك لأنها تتحلل فهى فى تغيير وتجدد وإن كان سلبياً.

وعلى كل ضامر: وعلى كل مركب أو سفينة مصنوعة من الخشب.

يأتين من كل فج عميق: الذى يأتى هم الناس، لذلك لم يقل " يأتون" ، والنون فى يأتين أراها للتوكيد.

من كل فج عميق: بالنظر للأية فى إطار " زمنها" نرجع الفج العميق إلى البحار والمحيطات،

من يريد أن يعمم الأية على عصرنا الحالى فعليه أن يٌدخل فى معانى " الضامر" السيارات والطائرات ويدخل فى معانى الفج العميق اليابسة بسهولها ووديانها.

وأرى أن المعنى قاصر على " زمن إبراهيم عليه السلام".

هناك تعليق واحد:

  1. تفسير مهم للفُلك أنه التيارات المحيطية وهو مسخر من الله / يتماشى مع ( على كل ضامر ) أى أن الله يجعل النهر و المحيطات هادئة تسخيراً للإنسان فى المعيشة و العبادة ك الحج

    ردحذف