إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 12 مارس 2014

النجوى ولماذا النهى؟

النجوى ولماذا النهى؟

التفسير الإعتباطى يقول بأن النجوى هى السر أو الإسرار،

ولكن القرءان له قول أخر وقوله هو الحق وهذا نفهمه من الأية:

فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى [طه : 62]

إذ كيف يسرون النجوى وتكون النجوى هى " السر" !!

أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ

[التوبة : 78]


المنافقون وغيرهم من المؤمنين كانوا يناجون الرسول عليه السلام:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً

ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المجادلة :

12]


ويأتى المنافقون ويقولون بأن الرسول عليه السلام " أذن" :

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ

بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ

اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة : 61]

الفرق بين النجوى والنجاة هو الأتى:

نجا: إختفاء من الداخل لحركة الجيم وظهور فى الخارج:


وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ

رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ [يوسف : 42]

نجو: هنا يكون الإنتقال من مكان إلى أخر ، النون تٌخرج الجيم

المنجذبة إلى الداخل إلى مكان أخر ( الواو).

وهذا ما يحدث عند التناجى ، بأن إثنين أو أكثر يبتعدون عن الأخرين

ويتحدثون فيما بينهم بمعزل عن الأخرين.

نفترض أنك تقف مع شخصين و تنفرد بحديث جانبى مع أحدهم

فتكون حينها تتناجى معه.

وهذا التناجى كان يسبب حزن للمؤمنين عندما يفعله المنافقين:


إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا

بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [المجادلة : 10]

وذلك لأن الطرف الثالث البعيد عن المتناجين يظن أنهم يتكلمون عنه

ويدبرون له شيئاً أو يشعر أنه غير مرغوب فيه.

لهذا نهانا القرءان عن التناجى إلا فى الخير:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ

الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

[المجادلة : 9]

ومن عاصر الرسول عليه السلام كان عليه أن يقدم بين يدى نجواه

صدقة ( ليست هدية كما يظن البعض ، هى صدقة تعطى للرسول

لأنه الحاكم وتعطى له الصدقات ليقوم بتوزيعها كما أمره الله) وهذه

الصدقة تكون برهان على أن التناجى كان فى الخير.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً

ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المجادلة :

12]

وعلينا أن نتجنب النجوى وإن كان لزاما فيكون لأمر الخير:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن

نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن

ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ

الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [المجادلة : 7]

ولتأكيد المعنى نقرأ أية يوسف:

فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ

أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ

الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ

[يوسف : 80]


خلصوا نجيا: إبتعدوا عن يوسف عليه السلام وأداروا حديثاً فيما

بينهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق