إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 12 مارس 2014

والنازعات غرقاً

والنازعات غرقاً ،

فى فهمها لهم أقوال شتى ، إذ قالوا أنها الملائكة ، السفن ، السهام و النجوم.

وأصحاب الإعجاز العلمى لهم فيها فيديوهات وشروحات خارقة وهى موجودة على الشبكة لمن يريد الإطلاع عليها.

وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)

الأية 6 : يوم ترجف الراجفة ، تبين زمن أو وقت حدوث ما جاء فى الأيات قبلها ، والأية 7 : تتبعها الرادفة : تصف بالأحداث فى الأيات قبل 6 بالرادفة.

المعنى هو يوم أن ترجف الراجفة ( الأرض والجبال) يتبعها النازعات غرقاً إلى أخر الأيات أو الرادفة. هناك تزامن بين الرجفة والرادفة.

النزع: نعلمه من أيات أخرى بمعنى الخروج أو القلع من أسفل أو الداخل إلى أعلى أو الخارج ومنه:

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ .....  [الأعراف : 43]

وفيه سرعة وتجاوز حد وهذا من حرف الزاى ، و هو يفيد إزالة أو خروج الشىء فلا يبقى منه أثر فى الداخل أو خروجه من أساسه أو جذوره ،

مثل نزع اللباس : .... يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا ... [الأعراف : 27]

نزع: سرعة وشدة فى الفعل يسبب إزالة الشىء كله عن مكانه

ولكن النزع فى الأية يتم " غرقاً" ،

وهذه هى المفاجئة فى الحدث أو الفعل العكسى،

و هذا ما تفعله السيول والفياضانات ،

السيول تنزع كل ما أمامها وتغرقه غرقاً،

وهذا السيول تنشط فى حركتها المسرعة،

وهى تسبح سبحاً والسبح هو حركة مندفعة بالتنفيس من الداخل إلى الخارج،

وهى تسبق بعضها البعض ، وهذا يتمثل فى الأمواج المتلاطمة المتتابعة خلف بعضها البعض كأنها فى سباق.

وهى مدبرات أمراً ، يهلك النسل والحرث ، قُتل الإنسان ما أكفره.

كل ذلك مسبوق برجف الأرض والجبال ، حركة الأرض بالزلزلة وهى حركة يُسمع لها صوت.

ومن يعيش هذا المشهد المخيف ، يوم يشيب الولدان ، له قلوب واجفة ،

قلوب تخفق فى سرعة وإضطراب ،

فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)

زجرة واحدة : يا له من صوت مضطرب مخيف لمن يسمعه ، لا يرى النوم يا ولداه ، يوم يقول إرجعون أعمل صالحاً فيما تركت ،

هذا قبل أن يرى فزع يوم عظيم عليه أن يتذكر " حديث موسى" ،

هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) النازعات

وما كان مع فرعون:

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس : 90]

ولم ينفعه حينها إيمانه وقد كفر من قبل:

آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)
..................

هذا المشهد قد جاء فى أخر سورة " المزمل" كذلك ورابطاً بين الرجفة وغرق فرعون :

وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)

.............

وهذا ما فهمناه ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق