إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 14 ديسمبر 2013

فى زينة المرأة



من سورة الأحزاب 59 ،

ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ : 

قالت فيها التفاسير :" لا يتشبهن بـالإماء فـي لبـاسهنّ إذا هن خرجن من بـيوتهنّ لـحاجتهنّ, فكشفن شعورهنّ ووجوههنّ, ولكن لـيدنـين علـيهنّ من جلابـيبهنّ, لئلا يعرض لهنّ فـاسق, إذا علـم أنهنّ حرائر بأذى من قول.
ثم اختلف أهل التأويـل فـي صفة الإدناء الذي أمرهنّ الله به, فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههنّ ورؤوسهنّ, فلا يبدين منهنّ إلا عيناواحدة".

وذكر: وإدناء الـجلبـاب: أن تقنع وتشدّ علـى جبـينها.

....................................

لو أخذنا بهذه التفاسير لسقط حكم الأية اليوم لإنتفاء وجود الإماء ، فعليه لا يوجد هناك داعى إلى إتخاذ لباس للتفرقة حيث أن كل النساء حرائر.

.................................................

وإن قال أحدهم للتفرقة بين المسلمة وغير المسلمة ، فنقول له أن وصف اللباس أعلاها مما يفعله كذلك اليهود، فهن يرتدين البرقع ( المتشدد منهم كحال المتشدد من المسلمين).

..............................

ولن ندخل فى جدال فقهى يفرق بين الحرائر والإماء فى الأحكام ، لأن القرءان لا يفرق بينهم إلا بالتقوى. وهناك حديث الناس سواسية كأسنان المشط لمن يأخذ بها كمشرع له.

...........................................

الأية السابقة لهذه الأية قالت:

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)

والتالية لها قالت:

لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)

..........................

الإيذاء بينته الأية بقولها " بغير ما إكتسبوا" ، وهذا لا يعنى المعاكسة فى الطرق ، هو الإفتراء عليهن بالكذب أو التشنيع.

هذا هو المطلوب منعه عن طريق " أن يعرفن" وهذا يتحقق بإلإدناء من الجلباب عليهن.

...................................

نضرب مثال لتوضيح الفكرة ،

عندما ترى إمرأة مقنعة الوجه ، تراها تدخل أحد البيوت فى منطقة سكنك فأنت لا تعرفها وقد تعرف إلى من دخلت وليكن شقة رجل أعزب ، وسيادتك تُخمن من تكون تلك المرأة ، مستعينا بطولها ونحافتها أو ما يخالفه من ظاهر جسمها وتخرج بنتيجة ظنية أنها " فلانة" ، فتخبر غيرك وينتشر الخبر بين الناس أن فلانة دخلت عند فلان. وهذه الفلانة برئية براءة الذئب من برقع علانة.

......................................

أما لو أنك ترى وجهها ، الناس يعرفون من وجوههم ولا يعرفوا من أدبارهم، فأنت على يقين منها وعنها وتخبر بها وأنت لا ظالم لغيرها.

...................................................

المعرفة تمنع الإيذاء بغير ما إكتسبن ، وهذا لا يتحقق إلا بكشف الوجه لأنه عنوان كل إنسان وهذا هو الذى يمنع " بغير ما إكتسبن.

.......................................

الخوض فى بيان معنى الجلباب لا طائل منه ، فليكن ما يكن ، المهم أن يتحقق من إدناءه كشف الوجه.

......................

ذلك أدنى : مصطلح يعنى : ذلك مدعاة إلى أو باعث على أو مسبب ل ، وذلك كما تشرحه الأية التالية:

ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [المائدة :

108
2)



يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ، من سورة الأحزاب 59 

عن مـجاهد, قوله: يُدْنِـينَ عَلَـيْهِنّ مِنْ جَلابِـيبِهِنّ يتـجلببن فـيُعلـم أنهنّ حورائر فلا يعرض لهنّ فـاسق بأذى من قول ولا ريبة.

............................

أذى من قول (ولا ريبة): هذا لا يتحقق إلا بالمعرفة عن طريق كشف الوجه.

...........................

يدنى على من : قد تفهم على سحب الجلباب من أعلى إلى أسفل فى إتجاه الوجه كما فهموها، أو فى إتجاه الظهر كما نفهمها.

..................................

الحكم فى ذلك هو دفع الريبة أو الشك، وهذا لا يتحقق إلا بالكشف والإعلان عن من تكون تلك المرأة. فيكون الإدناء من ناحية الوجه على الظهر.

..................................

سورة الأحزاب فى ترتيب المصحف بعد سورة النور ، ومن قراءة أيات السورتين نجد أنها بعدها كذلك فى النزول ، لأن سورة النور تتكلم عن إفتراءات المنافقين على نساء المسلمين وتضع ضوابط للزيارت واللباس ورمى المحصنات وغيرها ، وسورة الأحزاب تبين أن المنافقين لم ينتهوا فجاء فيها :" لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)"

................

وسورة النور جاء فيها الأمر بضرب الخمر على الجيوب ( فتحات الصدر) ، والظاهر أنهن قمن بضرب الخمر على فتحات الصدر وتغطية الوجه كاملا ، لتأتى أية الأحزاب لتصلح من ذلك وتأمر بكشف الوجه لأن تغطيته باعث للتقول عليهن بالريبة.
3)


ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ،

من فهم المعرفة على أنها سمة وميزة تعرف بها المؤمنة ، وذلك تفريقا عن غيرها من الإماء المملوكات أو حتى غير المؤمنات، هو لم يقرأ :

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً [الأحزاب : 58]

إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) النور

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة : 61]

من يقرأ الأيات يعلم أن المنافقين تعمدوا إيذاء الرسول والمؤمنين عمداً ، ولهذا لا يكون تمييز المؤمنات بلباس محدد هو باعث لمنع هذا الإيذاء. 

أيات اللباس هى توجيه لمنع الإبتذال فى اللبس ولا تقول بالتزمت أو التنطع ، ولا تقول بالتمييز، لأنه لو كانت بالتمييز لكان لزاما على المؤمنات أينما حلوا فى مكان أن يتميزوا فى اللباس عن الأخريات. وهذا تفكير عبثى.

........................................

ما هى زينة المرأة؟

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ، النور 31 

الأية إستثنت البعل والأب والأبناء والإخوة وأبناهم وأبناء الأخوات ،

كما إستثنت الطفل الذين لم يطلعوا على عورات النساء ، من هذا الطفل؟

هو من خارج الأسرة أو خارج أبناء من ذكرتهم الأية ،

وهذا المستوى الفكرى للطفل يختلف عن الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم،

من لم يبلغ الحلم عليه الإستئذان عند وضع الثياب ( النور 58) وهذا ينتمى إلى الأسرة فهو أحد الأبناء أو من أبناء الإخوة والأخوات ( إخوة المرأة نفسها).

من لم يبلغ الحلم لا عليه إن كان حاضرا والمرأة ترتدى ثوبها فى بيتها ،

الطفل الغريب غير المطلع على عورات النساء: فى مرتبة الإدراك يأتى أسفل ممن لم يبلغ الحلم ، هو فى مرحلة عمرية لا تتجاوز 6 أو 8 سنوات.

هذا الطفل له أن يكون حاضراً والمرأة تبدى زينتها ، فهل له أن يكون حاضراً عند وضع الثوب؟

لا ،

لأن ما ملكت أيمانهن عليهم الإستئذان عند وضع الثياب وفى نفس الوقت لهم الحضور عند إبداء الزينة.

من هذه المقابلات نخلص إلى أن إبداء الزينة هو حالة إرتداء ثوب البيت.

مفهوم الكلام أن الأخ وأبناء الأخ والأخت ليس لهم الحضور والمرأة تضع ثيابها وترتدى ما تحت الثياب من لباس النوم ( ملابس داخلية).

ثوب البيت: قد يظهر فتحة الصدر أو يكشف ما فوق الركبة قليلا أو يكون ثوبا خفيفا يظهر ما تحته قليلا ( نفرق بين الشفاف وبين الخفيف ، الشفاف هو كأنه لم يكن).

ما هى الزينة إذاً؟

لا نبحث هنا توصيف للزينة، نبحث عن هيئة لباس المرأة وهى إرتداءها ثوب البيت. فى هذه الحالة هى تبدى زينتها.

الزينة التى تبديها المرأة لبعلها والأباء والأخ وأبناء الأخ والأخت والأحفاد ( نسائهن) وباقى من ذكرتهم الأية هو حالة إرتداء ثوب البيت وثوب البيت هو ما ترتديه فوق الملابس الداخلية.

4)


إلا ما ظهر منها ،

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ( النور 31) ،

منها: علام يعود الضمير فى منها ،

هو لا يعود على النساء وإلا قال " منهن" ، هو لا يعود إلا على " الزينة" نفسها.

لنفهم هذه الزينة نقرأ أية القواعد من النساء،

وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور : 60]

يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة،

وضع الثياب كما أوضحنا فى البحوث السابقة لا يعنى أن تكون المرأة عارية تماما ، وفهمنا أن يعنى أنها تلبس لباس النوم أو ملابس داخلية.

هنا ربطت الأية بين وضع الثياب وبين عدم التبرج بزينة، لماذا؟

لأن القواعد من النساء لا يلبسن فى العادة حمالة صدر وقد لا يرتدين ملابس داخلية،

لهذا قالت الأية لهن " غير متبرجات بزينة" وهو تشديد على إرتداء ملابس داخلية أو قميص النوم حتى لا تُظهر القاعدة منهن صدرها ومنطقة الأرداف. وهذه هى الزينة.

والأية تحثهم فى ذات الوقت على التعفف. والأية تتكلم عن وضع الثوب فى البيت لأن ما قبلها يتكلم عن وضع الثياب فى البيت.

........................

نرجع إلى أية النور 31 ،

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ،

ولا يبدين: هنا الفعل متعدى لمفعول، بمعنى أنهن يفعلن ذلك بأنفسهن

ما ظهر منها: هنا الفعل لازم ، يفيد أن الظهور طبيعى دون تدخل أيدى فاعلة له.

الظهور خلاف الكتمان ، هذه مهم لنفهم " ظهر" ، كتمان الشىء يفيد عدم رؤيته البتة أو رؤية ما يدل عليه ، والظهور يفيد الإفصاح عنه ولا يعنى بالضرورة الكشف عنه. هو ظاهر لأن طبيعته الظهور ،

طبيعته أن يبرز ، فيدل بروزه عليه وأن لم تراه.

يبدين: خلاف كتمه ، الأية لم تقل " إلا ما أبديتم أو إضطررتم إليه " لأن الإبداء ينم على فاعلية برغبة وإرادة ، بينما الفعل اللازم " ظهر" ينم على إنعدام الإرادة فى كتمه.

هذه الجزئية من الأية هى إجمال ، وتفصيل المجمل جاء فى :

1- ضرب الخمر على الجيوب : حتى لا يرى فتحة الصدر

2- الضرب بالأرجل: حتى لا يعلم تفاصيل منطقة الوسط ، الأية لم تقل " حتى لا يرى ما يخفين من زينتهن" ، إنما قالت " حتى لا يعلم" ، فرق أخى ين العلم وبين الرؤية.

هذه الأمور يجب أن تكون مفهومة للرجل والمرأة ولا تحتاج إلى بيان أكثر من ذلك.

....................

نعود إلى كلمة " جيوب" ،

الجيب ليس فتحة وخلاص، كما أن الفرج ليس فتحة ،

ذكر الرجل = فرجه ، أين الفتحة هنا؟ هل هذا الثقب العلوى سبب التسمية؟

فرج: إضطراب وحركة فى الشىء ينتج عنها فتح فيه ، ولهذا الفم والأعضاء التناسلية تسمى فروج ، أى المعنى لا يعنى شقوق وخلص الكلام.

جيب:

لسان العرب: جيب (لسان العرب)
الجَيْبُ: جَيْبُ القَمِيصِ والدِّرْعِ، والجمع جُيُوبٌ.
وفي التنزيل العزيز: ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ على جُيُوبِهِنَّ.
وجِبْتُ القَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَه.

وفلانٌ ناصحُ الجَيْبِ: يُعْنَى بذلك قَلْبُه وصَدْرُه

مقاييس اللغة :

جيب (مقاييس اللغة)

الجيم والياء والباء أصلٌ يجوز أن يكون من باب الإبدال. فالجَيْبُ جَيب القميص. يقال جِبْتُ القميص قوّرت جَيْبه

.................

هل بعد هذا نقول بأن الجيب هو الإبط ؟ أو الساقين ، أو الركبيتين ؟ أو الوجه والشعر؟

الجيوب هى صدر المرأة أو الثديين تحديداً.

..........................

يسأل البعض، هل على المرأة أن تكشف عن ساقيها أو تلبس فوق الركبة ؟

نقول إرجع إلى الأيات تجد أنها تعنى بعدم كشف منطقة الوسط ، وهذا الميكروجيب أو المينى جيب مدعاة لكشف الملابس الداخلية ، قد يحدث بسبب الهواء أو يحدث عند جلوس المرأة، لهذا على المرأة تجنبه. وأن تتحرى فى لبسها ما لا يظهر ما خفى ، لعله بسبب ذلك قالت الأية بعدم الضرب بالأرجل.

وهل تكشف عن ذراعيها؟ لا يوجد ما يمنع ذلك.

...................................

عورات النساء: عند ربط كل المفاهيم مع بعضها إستنتاجا من كل هذه البحوث نفهم أن عورات النساء هى منطقة الصدر ومنطقة الوسط وفقط لا غير. لأن عورات النساء إرتبطت بأية لبس الثوب فى البيت الذى قد يظهر تفاصيل جسم المرأة فى حضور الأب والأخ ومن ذكرتهم الأية إستثنت الطفل غير المطلع على تلك الأجزاء فلا تعنى عنده مناطق إثارة أو شهوة جنسية. أو حتى مدلول جنسى من الأساس وأن لم يثار لأن الأية لا يدخل فيها السماح بتواجد من لم يبلغوا الحلم وقد أوضحنا الفرق بينهم وبين الطفل غير المطلع على تلك العورات.

.....................................

الأيات التى نزلت حصريا لنساء النبى لأنهن لسن كأحد من النساء ومن تظن أنها تريد التقوى بالإقتداء بهن تكن مغالية ، وهذا شأنها ولا تنسى أنه محرم على نساء النبى الزواج من بعده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق