إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 21 يونيو 2013

ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة

ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة،

وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 22]

أيات الله نقرأها فى سياقها لنفهم المعنى ،

فى هذه الأية الكريمة جاءت الخاتمة بقوله تعالى :" وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم".

ونسأل لماذا ذلك ، فنقرأ ما قبلها من الأيات ونجد أنها تتكلم عن حديث الإفك ونذكر منها:

إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)


وما بعد الأية التى نحن بصددها:

إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)

نفهم من هذا أن حديث الإفك جعل فى نفوس الأغنياء غضب مما يجعلهم لا يريدون أن يعطوا من قد يكون صدر منه حديث الإفك أو خاض فيه وتناقله ، والله يأمرهم بأن يعفوا ويصفحوا ومن ثم يعطوا مما أعطاهم الله، كما أنهم يحبون أن يغفر الله لهم فعليهم أن يغفروا للأخرين .

نأتى لفهم كلمة " يأتل" :

التفاسير تقول أن معناه " يحلف أو يقسم" وقد ذكرت المعاجم ذلك أيضاً نقلاً عن التفاسير.
وهذا المعنى قد يصح لو جاء جواب القسم بصيغة النفى " أن لا يؤتوا أول القربى.....".

معنى القول : لا يأتل أولوا الفضل ألا يؤتوا" أى لا يحلفوا ألا يؤتوا ، هم يحلفون على أن لا يؤتوا. وبما أنها جاءت مثبتة غير منفية فينتفى فهم الأتل على أنه القسم.

وإلا كان المعنى أن الله يأمرهم ألا يحلفوا أن يؤتوا " كأنه يطلب منهم ألا يؤتوهم.

نأخذ المعنى الصحيح من مقاييس اللغة:

أتل (مقاييس اللغة)

الهمزة والتاء واللام يدلّ على أصل واحد، وهو البطءُ والتّثاقل. قال أبو عبيد: الأَتَلانُ تقارب الخَطْو في غَضَبٍ، يقال: أَتَلَ يَأْتِلُ، وأَتَنَ يَأْتِنُ:
وأنشد:
أرانِيَ لا آتيكَ إلاّ كأنّما أَسَأْتُ وإلاّ أنتَ غضبانُ تَأتِلُ

وهو أيضاً مشيٌ بتثاقل.
وأنشد:
مَالكِ يا ناقة تَأْتِلِينا عليَّ بالدَّهناءِ تَأْرَخِينا

قال أبو علي الأصفهانيّ: أَتَلَ الرجل يَأتِل أُتُولاً، إذا تأخر وتخلّفَ

وحتى نفهم كيفية هذا التثاقل ونتخيله نقرأ:

فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات : 103]


يأتل : فعل لازم

يتل فلان أو شىء: فعل متعدى لمفعول

فلما أسلما وجذبه بتثاقل وبطء شديد ، هذا نبى الله عليه السلام الأب والوالد كيف يذبح إبنه وينزع عنه المفسرون الأبوة ويزعمون أنه صرعه وألقاه على الأرض.

هو لم يصرعه وإلا تجرد من مشاعر الأبوة ، كيف وهو الأواه الحليم، كيف وهو من جادل فى قوم لوط؟

خليل الله إلتزم بالأمر طاعة لربه ومعه إبنه من قال لأبيه " إفعل ما تؤمر تجدنى إن شاء الله من الصابرين".

نعم إلتزم لأمر الله ولكنه كان عليه صعباً وقاسياً ( ذلك هو البلاء المبين) فتثاقل وتباطىء فى الفعل وإن عزم عليه وكان صادق الوعد.

أفهمت كيف تثاقل الأغنياء أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والذين هاجروا فى سبيل الله من بعد حديث الأفك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق