إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 13 يونيو 2013

الجمل وسم الخياط





إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ [الأعراف : 40]
نبحث بعون الله " حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ":


الكل يقرأ هذا الجزء من الأية ويفهمه على أن الجمل يدخل فى ثقب الإبرة. وهناك من لم يقنعه وجه العلاقة بين الجمل وثقب الإبرة فإقترح أن ندخل تعديل على كلام الله وجعلها " الحبل" بدلا من " الجمل" ليستوعبه.

هو بذلك يستند الى المعاجم التى قالت وكتب التفاسير أن الجمل يعنى الحبل الغليظ.

ونحن نؤمن بأن الرسول عليه السلام بلغ القرءان كما أنزل عليه وأن الله العليم القدير جمعه ووصلنا كما أنزل بتنقيطه وتشكيله.

نأتى الى الأية الكريمة:

يلج:

ولج (مقاييس اللغة)

الواو واللام والجيم: كلمةٌ تدلُّ على دُخول شيء. يقال وَلَج في مَنزِلِه ووَلَجَ البيتَ يَلِجُ وُلُوجاً.

الصحاح فى اللغة: والوَلَجَة، بالتحريك: موضعٌ أو كهفٌ تستَتِرُ فيه المارَّةُ من مطر وغيره، والجمع وَلَجٌ وأَوْلاجٌ

لسان العرب:
والوِلاجُ: الغامض من الأَرض والوادي، والجمع وُلُجٌ

ومن القرءان:

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الحديد : 6]
ولوج الليل فى النهار هو دخول الليل ليحل مكان النهار والعكس.

لسان العرب:
ووَلِيجةُ الرجل: بِطانَتُه وخاصته ودِخْلَتُه؛ وفي التنزيل: ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين.

ولج: الجيم تدل على حركة شديدة فى الشىء مع إتصال باللام ، ولهذا تنتهى الحركة داخل الشىء وتستقر فيه.

يلج الجمل فى سم الخياط: أى المطلوب أن يدخل الجمل فى داخل سم الخياط ويستقر فى داخله ولا يخرج من الناحية الأخرى.

سمم:

سم() (مقاييس اللغة)

السين والميم الأصل المطّرد فيه يدلُّ على مدخلٍ في الشيء، كالثَّقب وغيره، ثم يشتقّ منه. فمن ذلك السَّم والسُّم: الثّقب في الشّيء. قال الله عز ذكره: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطِ [الأعراف 40]، والسُّم القاتل، يقال فتحاً وضمّاً.
وسمِّي بذلك لأنّه يرسُب في الجسم ويداخلُهُ، خِلافَ غيرهِ ممّا يذاق.والسَّامّة: الخاصّة، وإنّما سُمّيت بذلك لأنّها تَدَاخَلُ بأُنْسٍ لا يكون لغيرها والعرب تقول: كيف السَّامّة والعامّة؟ فالسَّامَّة: الخاصّة.والسَّموم: الريح الحارّة، لأنَّها أيضاً تُداخِل الأجسامَ مداخَلةً بقوة.

نقرأ هذا لكلام فى تروى شديد،

السين والميم الأصل المطّرد فيه يدلُّ على مدخلٍ في الشيء: المدخل فى الشىء لا يعنى بأى حالة معنى " المنفذ" بأن تعبر منه الى الجهة المقابلة.

ولهذا قال المعجم عن السُم: وسمِّي بذلك لأنّه يرسُب في الجسم ويداخلُهُ

وماذا قال أيضا:

السَّمّ: شيءٌ كالوَدَعِ يخرج من البحر".
وذلك لأن الودع أو المحار هو مكان للدخول فيه والإستقرار فى داخله.

سمم: السين حرف يدل على إنسيابية وهذه الإنسيابية تتم فى الداخل بالميم.

حسن عباس: حرف السين هو أحد الحروف الصفيرية ، صوته المتماسك النقي يوحي بإحساس لمسيِّ بين النعومة والملاسة، وبإحساس بصري من الانزلاق والامتداد، وبإحساس سمعي هو أقرب للصفير"


الى الأن وصلنا الى أن الجمل مطلوب منه أن يدخل الى مكان ويستقر فى داخله وهذا المكان فى شكله إنسيابى.

ونأخذ بأنه " بيت محار البحر" أو " الودع".

الخياط: هذا ما قاله الله ، وهم يقولون " الإبرة" .

خيط: الخاء حرف يدل على ضعف ورقة ورخاوة، الطاء حرف يدل على طراوة ومرونة.

بالله عليكم ما دخل الإبرة المصنوعة من الصلب بالطراوة والضعف والرقة والرخاوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا الشىء الذى نخيط به الثياب نسميه " خيطاً" لأنه رقيق وطرى ومرن ينساب بسهولة ويسر فى ثقب الإبرة ولك أن تمسكه بيدك لتدرك مرونته وطراوته.

يقول المنهج القصدى عن الطاء:
الطاء: هو طي الحركة بعيداً عن المركز باتجاه واحد/ طي الحركة بعيدا عن المركز

ويقول سامر إسلامبولى:
صوت يدل على دفع وسط متوقف" ، هو يجعلها بذلك بين الدال والتاء.

يتفق الكل على أن الراء تفيد التكرار وعلى أن الميم تتم بها الحركة أو تجمع بها ( جمع متصل كتعبير سامر).

وهذان الحرفان لا يؤثران فى الأحرف الأخرى بما يغير من مدلولها.

وننظر الى كلمة " طير" والتى نفهم منها قول النيلى " طى الحركة" وما نقوله " مرونة الحركة".

وكلمة " طمى" والطمى هو التراب اللين المشبع بالماء وهنا نلمس الطراوة فى معنى الحرف.
طرب: تكرار الحركة المرنة الطرية المنبثقة بالباء يعطى إحساسنا " بالطرب".

طمس ( نطمس على قلوبهم) : هنا الطاء دخلت على " مس" التى تفيد الإنسيابية داخل الشىء والتفاعل معه وتأتى الطاء فى مرونة شديدة تصل بالتفاعل الى مرحلة التشبع ( مرونة إمتداد حركة المس). ونقول " طمًس فلان فى ماء النهر".

طغى: الغين حركات غائبة ( سيئة) يحدث لها مرونة فى الحركة بالطاء فى جميع الإتجهات .

خيط : الخاء حركة ضعيفة ( تكوين الخيط) تتحرك فى مرونة ( بالطاء) فى أى إتجاه وكل إتجاه.

نجد تحت مادة " خوط" :


لخُوطُ (القاموس المحيط)
الخُوطُ، بالضم: الغُصْنُ الناعِمُ لسَنَةٍ، أو كلُّ قَضيبٍ
ج: خِيطان، والرجُلُ الجسيم الخفيفُ الحسنُ الخُلُقِ، وبلا لامٍ: عَلَمٌ،
هذه معان خفة ونعومة ومرونة الحركة.

ما جاء فى المعاجم من أن " خياط" هى " الإبرة" مأخوذ من التفاسير ،

فالمعاجم تذكر كذلك أن " المخيط" هو الإبرة أو الشىء الذى تتم به عمليه الخياطة.

وحيث أن " سمم" هى الودع والولوج هو الدخول فيه والإستقرار فيكون التشبيه بدخول هذا الكائن البحرى الرخو داخل محارته. وعلى الجمل أن يتمكن من الدخول فى الودعة والإستقرار فى داخلها.

ويصبح فهم المثل: إن تمكن الجمل من الدخول الى بيت المحار فعندها يدخلون الجنة لتصبح بيتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق