إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 12 يونيو 2013

خاتم النبيين

مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40]

خاتم من الجذر " ختم" :


و ختم تتكون من حرف الخاء والحروف " تم" والأخيرة تعنى تمام الشىء ببلوغه نهايته .

وحرف التاء يدل على ضعف وإن أوحى بغير ذلك:

على سبيل المثال كلمة " تب" فى سورة المسد والتى يفهمها البعض على أنها القطع والواقع أن التاء دخلت على الباء التى تفيد إنبثاق الحركة فأضعفته وأفاد تضعيف الباء " تبب" حركة عكسية للإنبثاق وهذا كله يوقف اليد ويقيد حركتها.

فماذا أفاد دخول " الخاء" عليها؟

المذهب القصدى يقول : الخاء: الخاء إخماد الحركات في مكانها وكبت جماحها فيحدث سكون"

وهذا الحرف فيه رخاوة ، كما يدل على الإنتشار والتلاشى كما يقول " العلايلى".

أصبح عندنا حرف يخمد الحركات التى هى ضعيفة ويتم بالميم بما يصل بنا الى إنتهاء الحركة وتوقفها كليةً.

وهذا هو " الختم على القلوب والسمع:

خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ [البقرة : 7]

لا حظ أن " على أبصارهم غشاوة" معطوفة على جملة الختم ، بمعنى أن الختم لا صلة له بالغشاوة، هذا لأن الختم لا يحتاج الى واسطة أو وسيلة ليتم بها.

ويتضح لنا ذلك من الأية التالية:

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الجاثية : 23]

وهنا جاء الختم على الأفواه بدون واسطة لأن الخنم يحمل فى داخله واسطته التى هى " توقف الحركة ، قل " موتها":

الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس : 65]

نختم على أفواههم: لا يتكلمون ولا ينطقون ولا يحركونها.

من فى قلوبهم مرض يزعمون أن " الخاتم" تعنى " زينة الشىء" ،

هؤلاء الجهال لا يعلمون أن الخاتم يلبس لدلالة إتمام عقد الزواج ، كونه فى شكله زينة لا يعنى أن معناه اللغوى هو الزينة.

وإلا جاز القول " خلخال النبيين أو إسورة النبيين أو عُقد النبيين" ، هذه الكلمات أو الأشياء تلبس نعم للزينة ولكن لها دلالات لفظية كالإسورة تعنى شىء يلبس ويشكل سور حول المعصم فهى تأتى من الجذر " سور" ،

عقد: شىء يتكون من عقد ولهذا يسمى " العقد".

وخاتم السلطان أو من لا يكتب يستعمل فى إتمام العقود أو الأوامر التى يوقع عليها السلطان بخاتم السلطنة دلالة على إنتهاء ونفاذ ما يوقعه أو يختمه. فهؤلاء لا يختمون بغية الزينة.

وإن سأل سائل : الم تقل أن الختم هو توقف الحركات؟"

نقول نعم ، فعندما يختم السلطان على خطاب فيه أوامر تنفذ فختمه يأتى فى نهاية الكلام المكتوب دلالة على توقف الكلام هنا وإن أضيف شىء أسف الختم لا يعد منه. فأنت توقع بالختم على العقود ويأتى الختم دائما فى نهاية العقد المكتوب ليتوقف بعده الكلام.

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الجاثية : 23]

الختم على السمع والقلب هو توقفها عن العمل.

محمد خاتم النبيين: توقف عنده وبه إرسال النبيين.

قد يأتى متحذلق ويقرأ علينا قوله تعالى:

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحج : 52]

ويقول " أهو شفت قد فرق بين الرسول والنبى ، يبقى محمد أخر الأنبياء ولكنه ليس بأخر الرسل" إنتهى كلام الدجال

ونقول له :" يا أبو جهل ، الم تقل الأية : وما أرسلنا قبلك وبعدها عطفت النبى على الرسول ، ألا يعنى هذا لك أن النبى كذلك " مرسل" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق