إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

النفس مخلوق هوائى

خلق الجان،
أياتان فى القرءان تتكلم عن خلق الجان:
{ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) } (سورة الحجر 27)
{ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) } (سورة الرحمن 15)
أية سورة الرحمن أخبرتنا أنها خلقت من مارج من نار،
وأية الحجرات أخبرتنا عن ماهية تلك النار،
نار السموم: والسموم هى الريح الحارة أو الهواء الحار وقد إختلفت المعاجم فى كونه نهاراً أو ليلاً وهذا لا يهم.
خلق الجان لم يكن من نار الشجر مباشرةً ،التى نعلمها، بل من نار الهواء الحار والذى نحسه كذلك.
ويبقى السؤال هو: هل تلك السموم ناتجة عن نار أوقدت أم عن حرارة الشمس، ولا نملك له إجابة.
مارج: المارج هو حركة مهتزة مضطربة
مرج (مقاييس اللغة)
الميم والراء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على مجيءٍ وذَهابٍ واضطراب.
النار الموقدة لها إضطراب وإهتزاز كذلك، وهذا ينطبق أيضاً على الريح أو الهواء وخاصة المجىء والذهاب.( شهبق وزفير)
القرءان حدثنا عن خلق الإنسان من طين، وهذه هى النشأة الأولى، وأعقبها الخلق من ماء مهين. ولكن هذا يصف خلق الجسد المادى الذى يحتاج إلى طعام وشراب لينمو .
ولكن نفس الإنسان التى تخرج منه إن قضى عليه الموت فهى لا تأكل ولا تشرب، هى مصدر الطاقة للجسد، إن فارقته كأنك نزعت فيشة الكهرباء عن الثلاجة كمثال فيتعفن ما بداخلها.
وخلق الجان سبق خلق الجسد، القرءان عندما حدثنا عن الجان فهو يعلمنا طبيعة خلق النفس ( وهذا فهمنا ولا نفرضه على أحد)،
وهذه الطبيعة فيها خفاء لأنك لا تراها بعينيك، وهى ظاهرة فى نفس الوقت بتأثيرها على الجسد فتدب فيه الحياة وهى داخله ويموت إن فارقته.
وهى مضطربة ( ألهمها فجورها وتقواها)،
لنفهم هنا كيفية تزكية النفس، قلنا أن شجر الجنة يتمتع بالقدرة على التمدد والإلتفاف وهو يفعل ذلك من أجل الوصول إلى مصدر الطاقة أو الشمس،
فماذا إن لم يقم هذا النبات بالإلتفاف صعوداً، سوف يموت. هنا يتضح لك معنى " دساها"،
إن كان التزكية هى النماء والزيادة وهذا لا يتحقق إلا بالصعود، فيكون دساها آذان بالموت.
التقوى هى التى تجعلك تخاف من الهلاك فتبحث عن النور صعوداً،
بينما الفاجر فلا يبالى ويبقى فى اسفل السافلين غارق فى الظلمات ( دساها).
ولكن السؤال: كيف يسيطر الجسد على النفس التى تدفعه ليتبع هواها أو حتى تلومه فيخزى ويخشى.
هذا يتحقق بثلاث أشياء:
{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) } (سورة السجدة 7 - 9)
السمع - البصر - الأفئدة
وعلينا أن نستخدمها لنفقه بها ( نكون من الفقهاء، الفقه يا أخى ليس حرفة قاصرة على نفر من الناس، فقد أعطى الله كل الناس أدوات الفقه)
{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) } (سورة الأَعراف 179)
أيات الله لمن يسمع:
{ وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) } (سورة النحل 65)
ولمن يبصر:
{ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) } (سورة الذاريات 20 - 21)
ولمن يعقل:
{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) } (سورة الأَنعام 32)
الله أنزل نوراً، فعليك أن ترتقى بنفسك لتصل إلى النور :
{ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) } (سورة التغابن 8)
أن تتوب وتنيب، فتخرج من " ظلمات دساها" إلى نور العزيز الرحيم:
{ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) } (سورة المائدة 16)
{ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقًا (11) } (سورة الطَّلَاق 11)
الغريب أن ذكر زكاها ودساها جاء فى سورة " الشمس" :
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) } (سورة الشمس 7 - 10)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق