إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم

إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم،
الحديث عن الشيطان وقبيله:
{ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) } (سورة الأَعراف 27)
سنتناول معنى " من حيث"،
عندما نقرأ الأية:
{ وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) } (سورة يوسف 68)
من حيث أمرهم أبوهم،
ماذا أمرهم:
{ ) وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) } (سورة يوسف 67)
أمرهم بالدخول من أبواب متفرقة، هذه هى الحيثية التى أمرهم بها
ظاهر الأمر هو الدخول من الأبواب وهذا بديهى ولا يحتاج أمراً منه،
ولكن المغزى هو " الدخول من بواب متفرقة"، وهذه " طريقة الدخول" أو " كيفية الدخول"،
يقولون فى المحاكم " حيثيات الحكم" وهذه الحيثيات هى مقدمات أدت إلى منطوق الحكم النهائى، أو أنها عرض للطريقة أو الكيفية التى إنتهت إلى الحكم النهائى.
أبوهم أمرهم بطريقة معينة للدخول وهى " من أبواب متفرقة" وهذه هى حيثية دخولهم.
{ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (25) } (سورة الزمر 25)
من حيث لا يشعرون، نضرب مثال من القرءان:
{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) } (سورة الأَحقاف 24)
رأوا عارض مستقبل أوديتهم، فماذا قالوا: هذا عارض ممطرنا
هنا هم لم يشعروا بأنه عازب وظنوه خيراً أتيهم،
ولأن حيثية العذاب لم تكن متوقعة لديهم، مقدمات العذاب ظنوهاً خيراً، فإذ هى ريح صرصرٍ عاتية.
نقرأ أية أخرى:
{ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) } (سورة البقرة 191)
أخرجوهم " من حيث" أخرجوكم، المعنى هو أن إخراجكم لهم نتيجة لمقدمات حدثت من قبل وهى أنهم قد أخرجوكم كذلك. ولا تعنى أنهم يخرجوهم من "مكان" أو " زمان" الذى أخرجوكم منه.
{ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) } (سورة الأَعراف 19)
فكلا منها من حيث شئتما: الجنة فيها فواكهة كثيرة متنوعة، أمامك بوفيه مفتوح، أنت تأكل منه بعد أن تختار ما تأكله وتأخذ مقدار ما تريده، أى الحيثية التى تؤدى إلى أكلك منها متروكة لمشيئتك. طريقة الأكل قل أو كثر ونوع ما تأكل هو حسب مشيئتك.
الخلاصة: من حيث تعنى الحيثية أو طريقة وكيفية وقوع الشىء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق