إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 24 يونيو 2015

ليلة ، فيها يفرق كل أمر حكيم

ليلة ، فيها يفرق كل أمر حكيم
إنها ليلة القدر:
{ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) } (سورة الدخان 1 - 5)
ذكرنا فى البحث السابق أن ليلة القدر فى الشتاء وعرضنا أيات عذاب الأمم الهالكة وأنه بالرعد والبرق وكرات الثلج والريح شديدة البرودة ،
وهنا نجد ميقات بنى إسرائيل مع ربهم أنه كان كذلك فى الشتاء:
{ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) } (سورة الأَعراف 171)
هذه الأية من الأعراف قد أفردنا لها بحث سابق وبينا فيه فهمنا أن الجبل هو جبل الغيوم المحملة بالماء و أن " واقع بهم" تعنى أن العذاب واقع بهم وأنها لا تعنى أن الجبل سيقع بهم أو عليهم، كمثال:
{ تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) } (سورة الشورى 22)
........... راجع بحث الطور ونتق الجبل على الصفحة ...........
نعلم أن ميقات موسى عليه السلام مع ربه كان ثلاثين ليلة وأن موسى قد عجل إلى ربه لكى يرضى وأن الليالى التى عجل فيها موسى عليه السلام تمت إضافتها ليتم ميقات ربه أربعين ليلة،
ما يعنينا هنا هو لبلة بدأ الميقات الأصلى المتفق عليه وهذه الليلة الأولى منه هى واحدة من ثلاثين والتى هى كلها فى شهر رمضان ولهذا فإن رمضان يبدأ بليلة القدر:
{ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) } (سورة الأَعراف 142)
.........................
كتب الروايات تقول أن الرسول عليه السلام ومن معه قد نسوا أو أنساهم الله ليلة القدر ويفلسفون ذلك لكى يلتمسها الناس فى الشهر كله ، ولكنهم تراهم يذكرون روايات نقول بإلتماسها فى العشرة الأواخر وهناك من يحددها بليلة 27 أو غيره.
ولكن القرءان وقوله هو الحق يقول بأنهم يعلمونها جيداً ولم ينسوها البتة:
سورة الأنفال وهى من أواخر السور تحدثهم عن تلك الليلة التى فيها " يفرق كل أمر حكيم" بتثبيت الذين أمنوا لينتصروا على الكافرين:
{ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) } (سورة الأَنْفال 41)
لقاء العدو كان فى الصبح وليلة اللقاء غشاهم النعاس أمنة من الله وأنزل الله عليهم الماء ليطهرهم ويثبت أقدامهم عند الإقتتال:
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) } (سورة الأَنْفال 11 - 12)
من غير المعقول أنهم ينسوا يوم نصرهم الله ببدر ، ولا يعقل أن الله يذكرهم بهذا اليوم وأنه أنساهم إياه كما يزعم الرواة.
تأمل هنا جيداً ، ليلة المعركة كانت ليلة سلام، غشاهم النعاس وأنزل الله عليهم الماء ، وأن القتال حدث فى الصبح ليسوء صباح المنذرين.
وقد تناولنا من قبل موقعة بدر وأشرنا إلى مكان المعركة وفقاً لما تدبرناه ، وهنا نشير إلى جزئية هامة فى الأيات وهى قوله تعالى " ويثبت به الأقدام" ،
هذه الكلمات الحكيمة تشير إلى طبيعة تربة أرض المعركة والتى بدون نزل الماء عليها لا تصلح للكر والفر وحرية الحركة .
هذا كله كان ضرورى ليتم اللقاء الذى قدره الله ولم يكن فى حسبان أى من الطرفين ، هذا خلاف مزاعم الروابت المفتراة التى جعلت الرسول عليه السلام ومن معه قطاع طرق يسلبون المارة فيقطعون السبيل.
وقد حذرهم الله من إيذاء الرسول من قبل ولكنهم عصوا وتولوا وإتهمهوه بأنه قاطع طريق:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهًا (69) } (سورة الأحزاب 69)
تدبر : ولو تواعدتم لإختلفتم فى الميعاد ....... ليقضى الله أمراً كان مفعولاً
{ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) } (سورة الأَنْفال 42)
كتب التاريخ التى أحدثوا فيها ما أحدثوه فيها بقية من صدق ، فتقرأ أن الرسول عليه السلام قد نهاهم عن الرعى فى المدينة لأنها خلاف مكة ولهذا كانوا يخرجون للرعى خارج المدينة وتحديداً من فهمنا إلى قرية زرعين بفلسطين التى فيها عين الميتة ( بدر) والتى كان يأنى إليها كذلك أهل قرية الرسول لجودة المرعى فيها. والتى كان النجاشى يرعى عندها الغنم وفقاً للتاريخ كذلك. راجع البحوث السابقة فى ذلك كله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق