إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 مارس 2015

إن هذان لساحران

إن هذان لساحران،
لماذا رفع " هذان"؟
قال الأخفش الصغير والزجاج :" إن هنا بمعنى " نعم" ،
ويستدل على ذلك بشاهد شعرى:
بَكَرَ العَوَاذِلُ فِي الصَّبُو حِ يَلُمْنَنِي وَأَلُومُهُنَّـهْ
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلاَ كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ: إِنَّهْ
أخر البيت " إنه" المشددة وليست المخففة كما فى الأية، لهذا نرفض ما ذهبوا إليه.
وقال نحاة الكوفة أنها "إن" النافية ولهذا تكون اللام فى " لساحران" بمعنى " إلا" فيكون المعنى " ما هذان إلا ساحران" . وهذا نرفضه كذلك لأن اللام لا تكون إلا لأنهم أرادوا ذلك.
ومن قال أنها إن المهملة ولا عمل لها ، وهذا قريب وناقص.
...........
نعطى أمثلة من القرءان:
{ وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) } (سورة المائدة 116)
إن كنت قلته فقد علمته: ونقول أن " إن" هى للإحتمالية ولهذا لا تؤثر على الجملة الإسمية خاصةً.
الإحتمالية فى وقوع ما بعدها،
نأخذ مثال أخر:
{ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) } (سورة يونس 68)
إن عندكم من سلطان بهذا: هنا فى صورة سؤال إستنكارى يسأل عن إحتمالية عندهم سلطان بهذا.
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48) } (سورة الشورى 48)
فإن أعرضوا: إحتمالية إعراضهم
إن عليك : إحتمالية أنه عليه شىء
إلا البلاغ: أثبتت إحتمالية البلاغ المبين فقط بدخول إلا الإستثنائية.
{ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) } (سورة غافر 56)
إن فى صدورهم إلا كبر: إحمالية ما فى صدورهم وأثبت الكبر فيها.
صاحب القول فى سورة طه هم السحرة الذين جمعهم فرعون من المدائن:
{ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) } (سورة طه 63 - 64)
السحرة لا يعلمون علم اليقين إن كان موسى وأخيه عليهما السلام ساحرن أم لا،
لهذا هم فى شك ووضعوا إحتمالية كونهم ساحران،
اللام الداخلة على ساحران أكدوا بها إحتمالية ذلك وتبعته وهو إخراجهم من أرضهم والذهاب بطريقتهم المثلى.
بصوة أبسط: لو كانوا فعلا ساحران فهم سيخرجونكم من أرضهم .....
إن هذان : تضع كل الإحتمالات فيهم
لساحران يريدان كذا: فى حالة ثبوت كونهم ساحران يحدث ما بعدها من إخراج والذهاب بطريقتهم.
وإنتهى الأمر إلى :
{ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) } (سورة الأَعراف 120 - 122)
الخلاصة: إن المخففة لا تؤثر على الجملة الإسمية لأنها لا تؤكد ولا تنفى ما بعده، إنما تعطى إحتمالات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق