إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 9 نوفمبر 2014

والمرسلات عرفا

والمرسلات عرفا:

السورة تبدأ بعرض صورتين ،

الصورة الأولى متمثلة فى الرياح ( المرسلات) ، وهذه الرياح ترسل عرفاً والعرف هو الطيب والحسن والمعنى أنها رياح طيبة وهذه بداية المشهد، الذى يتحول بالفاء الفجائية إلى عاصفة لا تبقى ولا تذر.

الصورة الثانية متمثلة فى الناشرات ( أيات الكتاب ) ونشرها يكون بإحياء البعض وهى بذلك تفرق بين الأحياء والأموات أو الطيب والخبيث أو قل أنه الحق والباطل. وهى نفسها تلقى الذكر وهذا الذكر يحمل فى طياته العذر موعظةً أو النُذر متمثلا فى قصص الأمم الهالكة وتخويف الناس بعذاب النار.

الأيات تضرب مثل بالرياح التى قد تحمل الخير ( السحاب المحمل بالماء) أو تحمل الشر ( ريح عاصف) ويقابلها أيات الكتاب التى تحى الأموات ( الأموات وليس الموتى) الذين يسمعون ويعقلون و تحمل النذر بعذاب واقع لمن أعرض عنها.

هذه الصورة الأولى:

{ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) } (سورة المرسلات 1 - 2)

ويأتى بعدها الحديث عن الصورة الثانية:

{ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) } (سورة المرسلات 3 - 6)

الفارقات فرقا والملقيات ذكرا متعلق بالناشرات. والرياح لا تلقى الذكر. التداخل فى الصورتين هو الذى جعل التغاسير تتأرجح بين معنى الرياح أو الملائكة ( ملائكة الوحى) وهى كما ترى تعرض الصورتين للمقاربة بينهما.

{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) } (سورة المرسلات 7

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق