إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 5 مايو 2014

سليمان عليه السلام والريح العاصف

سليمان عليه السلام والريح العاصف،

قصة ألف ليلة وليلة كما جاءت فى التفاسير تقول :" عن سعيد

بن جبير قال: كان يوضع لسليمان ستمائة ألف كرسي,

فيجلس مما يليه مؤمنو الإنس, ثم يجلس من ورائهم مؤمنو

الجن, ثم يأمر الطير فتظلهم, ثم يأمر الريح فتحمله صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله بن عبيد بن عمير: كان سليمان يأمر

الريح فتجتمع كالطود العظيم كالجبل, ثم يأمر بفراشه فيوضع

على أعلى مكان منها, ثم يدعو بفرس من ذوا
ت الأجنحة

فيرتفع حتى يصعد على فراشه, ثم يأمر الريح فترتفع به كل

شرف دون السماء, وهو مطأطىء رأسه ما يلتفت يميناً ولا

شمالاً, تعظيماً لله عز وجل, وشكراً لما يعلم من صغر ما هو فيه

في ملك الله عز وجل, حتى تضعه الريح حيث شاء أن تضعه.

المصدر إبن كثير

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا

وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ [الأنبياء : 81]

التفاسير قالت فى " أسلنا له عين القطر" :

وقيل لعكرمة: إلى أين سالت؟ فقال: لا أدري! وقال ابن عباس

ومجاهد والسدي: أجريت له عين الصفر ثلاثة أيام بلياليهن"

القرطبى

أسلنا له: تعنى طبعاً جعلناه سائل ، وهم فهموها على أنها

سالت بمعنى جرت كما يسيل الدمع من العين وهو جريانه منها. ولله فى خلقه شؤون.

نرجع إلى ما ذكروه عن الريح عاصفة ، ونسأل ما حاجة سليمان

عليه السلام للريح كى تحمله وعنده الجن الشبحى الذى منه

عفريت يمكنه أن يأتى بعرش سبأ قبل أن يقوم من مجلسه ( وفقا لفهمهم) ؟ بل وما حاجة الجن نفسها أن تُحمل على

الريح؟

وما هذا الفرس من ذوات الأجنحة؟ أين وكيف ومتى؟

وكيف كان سليمان عليه السلام يصعد أعلى الريح؟ هو أو

الفرس وحاشيته؟ هل يمشون فى الهواء؟ هو مثل ركوب الهواء

....

غدوها شهر: قالوا أنها تقطع فى يوم ما يقطعه المسرع فى

شهر ، بينما الأية تقول أنها تغدوا هى نفسها شهر ولا تقل أنها

تغدوا كمن يغدو شهر أو ما شابهه.

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ

الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ

عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ [سبأ : 12]

فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ [صـ : 36]

الريح عاصفة: العصف يدل على قوة وشدة دفع وسرعة إنتشار.

مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ

عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ

[إبراهيم : 18]

رخاء حيث أصاب: هنا سرعة مع لين وقالوا هم بذلك.

غدوها شهر ورواحها شهر: الرواح من المرواح والراحة ، ومنه

مراح الماشية والغنم وهو مكان مبيتها.

سليمان عليه السلام شغلته الصافنات الجياد عن الصلاة وكانت

له فتنة وبعده أناب وسأل الله أنيهبه ملكاً لاينبغى لأأحد من

بعده ، وما بعد السؤال أية لا تقول " فإستجبنا له" ولكنها قالت

" فسخرنا له الريح" وهنا لا يتضح إن كان جزئية " لا ينبغى

لأحد من بعدى" أستجيبت أم لا.

ما علاقة فتنة الخيل ووهبه الريح؟

الخيل كانت وسيلة حربية تحمل الفرسان وكذلك عتاد الحرب،

وكان فى نفس سليمان عليه السلام منها شىء بعد الفتنة

وأراد أن يهبه الله قوة وسرعة أكبر لينجز مهامه بطريقة أسرع

وأقوى. وهو أبقى على الخيل ولم يقتلها كما زعموا ( فطفق

مسحا بالسوق والأعناق: ما يفعله راعى الخيل بأن يمسح

بيده سوق وعنق الخيل).

فى الحضارة الأشورية يوجد ما أسموه " أداد" وهو إله الريح

والبرق والرعد ورمزوا له بالثور. فما علاقة الثور بالريح؟

الثور البرى وهو كان يتوفر فى شمال غرب العراق يمتاز بسرعة

وقوة وإندفاع شديد ، وقد سخره الله لسليمان بأن ذلله له،

تمكن سليمان عليه السلام من توليف الثيران البرية وهى قوة

جبارة لحمل العتاد الحربى وقوة جبارة لسحق الأعداء.

غدوها شهر ورواحها شهر: كانت تعمل شهر وترتاح فى مراحها

شهر.

جريانها إلى الأرض المباركة ( الأرض الحرام) إما كوسيلة نقل له

لتصل به إليها وربما كان يذبح بعضها كذلك لإطعام الناس فى

الكعبة البيت الحرام.

رخاءً حيث أصاب: كلمة " أصاب" تعنى إلحاق الشر بمن تصيبه

وهذه فى حالة الحروب:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى

الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ

فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ

يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ [النور : 43]

ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا

أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ [النمل : 37]

جنود لا قبل لهم بها: هو يعلم ما يتكلم به ، ومن يصمد أمام

جند عتاده من الثيران البرية التى تفتك وتحطم.

هناك تعليق واحد: