إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 8 أكتوبر 2016

هل ندعوه سبحانه وتعالى حقاً؟

هل ندعوه سبحانه وتعالى حقاً؟
زكريا عليه السلام عندما بلغه الكبر دعا الله أن يأتيه ذرية صالحة،
وطبيعى ومنطقى أنه قد دعاه وهو فى مرحلة الشباب، فلا نظن أنه أراد الولد فى الكبر وكان معرضاً عنه فى الفتوة والقوة.
وهنا علينا أن نتوقف عند إجابة الدعاء فى هذا الوقت ولماذا وفقاً لما فهمته،
فى البداية كان أنه دخل على مريم فوجد عندها رزقاً، لاحظ أن زكلايا عليه السلام هو من يكفله، يعنى أنه يعلم كل شىء عنها ويعلم أن هذا الرزق لم يأتى عن طريقه هو أو ممن تحت إمرته.
إجابة مريم عليها السلام كانت هى الفاصلة بقولها " هو من عند الله وأنه يرزق من يشاء بغير حساب"
زكريا عليه السلام من الأنبياء وهو مؤمن بالله ويدعو إليه وقلنا أنه دعا الله حتماً من قبل ولم يجب الله الدعاء ..... وهنا نحاول البحث عن العلة فى حدود ما أخبرنا به القرءان وفى طاقة فهمنا ....
توقيت الدعاء فى الكبر كان بالغ الأهمية لأنه أتى فى لحظة بلغ فيها زكريا عليه السلام درجة اليقين أن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، قد تسأله ألم يبلغها من قبل؟
هذا علمه عند الله ، ولكن معطيات الحدث هنا تدفعنا إلى فهم ذلك ، نتأمل الدعاء:
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) } (سورة مريم 4 - 6)
مقدمة الدعاء توحى تحمل معانى كثرة ، أنه وهن منه العظم وإشتعل الرأس شيباً ، هذه المقدمة ربطها زكريا عليه السلام بمسألة أن الله يرزق بغير حساب ومن يرزق بغير حساب لن يحاسبه على كبر سنه وسيرزقه حتماً الولد ، هنا تتمثل أمامك قناعة زكريا عليه السلام بعد يقينه من قدرة الله أن وهن العظم لن يحول بين الله وبين رزقه إياه الولد،
وإنى خفت الموالى من ورائى : هنا يعرض زكريا عليه السلام سبب الدعاء وحجته ويعلم الله الذى يعلم السر وأخفى صدقه أو كذبه، وهو من الصادقين
يرثنى ويرث من ءال يعقوب: سبباً أخر وهو خوفه على إنقطاع النبوة من نسل يعقوب عليه السلام
وكانت إمرأتى عاقر: تأخرت فى طلب الدعاء وسبقها مسألة الموالى الذى يخشى أن يحدثوا فى الدين من بعد موته وسابق لها كبره فى العمر ، هو هنا يعرض على الله مشكلة أخرى وهى كون إمرأته عاقر ، وعلة ذلك أنه عليه السلام أراد الولد من رفيقة العمر ويرفض أن يتزوج بأخرى غير عاقر وإلا تزوج عليها وهو فى فتوته. هو هنا يتمسك بزوجه كأنه يقول لرب العالمين هذا الولد الذى أدعوك أن ترزقنى إياه أريده أن يكون منى ومن زوجتى.
صدق لحظة الدعاء وصدق الحجة وكونها حجة تسعى إلى الخير فقد إستجاب الله له وأصلح له زوجه وكان يحيى ولداً له ونبياً من الصالحين.
عامل التوقيت فى الدعاء وصدقنا فى قدرة الله ، هذا مهم لأن أكثر الناس تدعو الله وعندها شك فى الإجابة ومن يشك فلن يصل ما يدعو إليه. والعامل الأخر هو ما ندعو إليه ولماذا وصدقنا فى ذلك، والعامل الثالث أنك تعلم أن من تدعوه ليس أصم أو ثقيل السمع ، دعاء زكريا كان خفيا والله ينهانا عن الجهر بالدعاء لأنه من الإعتداء ، تأمل:
{ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) } (سورة الأَعراف 55)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق