إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

موقعة بدر

بدر الموعد،

تقول كتب التاريخ أن الرسول عليه السلام وأبو سفيان تواعدا أن يلتقوا العام المقبل فى بدر وذلك حين معركة أحد".

نقرأ الإقتباس التالى من كتاب الذهبى " تاريخ الإسلام" جيداً:

"قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، وَرَوَى عَنْ عُرْوَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اسْتَنْفَرَ الْمُسْلِمِينَ لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ بَدْرًا , وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلا لِلصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ ، فَاحْتَمَلَ أَوْلِيَاءُ مِنَ النَّاسِ ، فَمَشَوْا فِي النَّاسِ يُخَوِّفُونَهُمْ , وَقَالُوا : أَخْبَرَنَا أَنْ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ مِثْلَ اللَّيْلِ مِنَ النَّاسِ ، يَرْجُونَ أَنْ يُوَافِقُوكُمْ فَيَنْتَهُوا بِكُمْ , فَالْحَذَرُ لا تَغْدُوا , فَعَصَم اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ تَخْوِيفِ الشَّيْطَانِ فَاسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَخَرَجُوا بِبَضَائِعَ لَهُمْ , وَقَالُوا : أَنْ لَقِيَنَا أَبَا سُفْيَانَ فَهُوَ الَّذِي خَرَجْنَا لَهُ ، وَإنْ لَمْ نَلْقَهُ ابْتَعْنَا بِبَضَائِعِنَا.

وَكَانَ بَدْرٌ مُتَّجِرًا يُوَافِي كُلَّ عَامٍ , فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا مَوْسِمَ بَدْرٍ ، فَقَضَوْا مِنْهُ حَاجَتَهُمْ ، وَأَخْلَفَ أَبُو سُفْيَانَ الْمَوْعِدَ" إنتهى

نقف كثيراً عند أخر سطرين وقوله " وكان بدر متجراً يوافى كل عام" ، هذه الجزئية تنفى ما إدعوه كذباً أن الرسول عليه السلام وصحبه خرجوا فى بدر القتال للسطو على تجارة قريش القادمة من الشام وتؤكد أن اللقاء فالقتال كان على غير موعد كما أخبرنا القصص الحق " القرءان الكريم".

إلى هنا يمكننا القول أن الرسول عليه السلام ومن معه من المدينة إلتقوا هذا الجمع من قريش عند سوق بدر وكان بينهما قتال.

ولكن نكمل مع الذهبى:

"وَذَكَرُوا أَنَّ ابْنَ الْحَمَّامِ قَدِمَ عَلَى قُرَيْشٍ , فَقَالَ : " هَذَا مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ يَنْتَظِرُونَكُمْ لِمَوْعِدِكُمْ.

فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : قَدْ وَاللَّهِ صَدَقَ.

فَنَفَرُوا وَجَمَعُوا الأَمْوَالَ ، فَمَنْ نَشِطَ مِنْهُم قَوَّرَهُ ، وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ دُونَ أُوقِيَّةٍ.

ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَقَامَ بِمَجَنَّةٍ مِنْ عُسْفَانَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ ، ثُمَّ ائْتَمَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : مَا يُصْلِحُكُمْ إِلا خِصْبٍ تَرْعَوْنَ فِيهِ السَّمُرَ وَتَشْرَبُونَ مِنَ اللَّبَنِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ ، وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ ، وَكَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ تُدْعَى غَزْوَةَ جَيْشِ السَّوِيقِ."

نقف هنا مرة أخرى عند قول أبوسفيان:" ما يصلحكم إلا خصب ترعون فيه السمر وتشربون من اللبن" ، هنا نقول أنهم كانوا ذاهبون إلى بدر من أجل الرعى ، والسمر من أنواع الحمضيات ( الأكاسيا).

وإقامتهم فى " مجنة" لا ندعها تمر هكذا، لأن " مجنة" سوق كانت تقام ، هم كانوا يعرفون ثلاث أسواق " ذى المجاز وعكاظ ومجنة" ، يبدو لنا أن أبو سفيان ومن معه توقفوا عند سوق مجنة وأنهم ظلوا هناك حتى إنعقاد السوق لأنه يقام بعد سوق عكاز . وإتفقوا على عدم الذهاب للقاء الرسول ومن معه فى سوق بدر ،

فما هو سوق بدر؟ لا يوجد سوق بهذا الإسم ، أمامنا خياران " سوق ذى المجاز وسوق عكاز".

هم إختلفوا فى تحديد وقت حدوث بدر الموعد أو بدر الصغرى ، إلا أننا نجد الذهبى يذكر نقلا عن الواقدى:

" وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : " كَانَتْ بَدْرُ الْمَوْعِدِ ، وَتُسَمَّى بَدْرَ الصُّغْرَى ، لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ مُنْ مُهَاجَرَهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، وَأَنَّهُ خَرَجَ فِي أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، وَكَانَ مَوْسِمُ بَدْرٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْعَرَبُ لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ إِلَى ثَامِنِهِ , فَأَقَامَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ وَبَاعُوا بَضَائِعَهُمْ ، فَرَبِحَ الدِّرْهَمُ دِرْهَمًا , فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ"

وما قاله الواقدى عن إنعقاد السوق فى أوائل ذى القعدة يتفق مع موعد إقامة سوق عكاز التى عند الطائف.

ورأينا فى بحث سابق أين هى الطائف ...

نترك الأسواق التى يختلفون فى ترتيب إنعقادها ، كما أنهم يختلفون فى تحديد أماكنها، فهم لا يعلمون أين مجنة وعكاظ وذى المجاز ولهم أقول شتى فيها.

ما يهمنا هنا هو أن تواجد المسلمون فى بدر الأولى حيث كان قتال بينهم وبين الكفار لم يكن للسطو المسلح على قافلة ولكنه كان للتجارة، ونفهم أن ببدر سوق من هذه الأسواق الثلاث.

ونرجع إلى القرءان الذى يخبرنا عن بدر القتال :

إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [الأنفال : 11]

يثبت به الأقدام: كما فهموها نفهما على أنه حيث المسلمين كانت تحت أقدامهم رمال خشنة وحيث الكفار رمال ناعمة ، فثبت الماء الرمال الخشنة وعاصت أقدام الكفار فى الرمال الناعمة.

إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال : 42]

الأية 42 تصف لما مكان المعركة، وهو ينقسم إلى ثلاث أماكن متباينة فى الإرتفاع، فنجد جزء من الكفار على مرتفعة أعلى من مكان المسلمين وأسفل المسلمين فى مكان أقل إنخفاضا الجزء الثانى من الكفار.

يمكن لنا أن نتخيل المكان على أنه أرض سهلة حيث المسلمين وتلال حيث الكفار وأرض منخفظة عن مكان المسلمين للكفار كذلك. وأرض المسلمين أصبحت " عدوة" مقارنة بمن هم أخفض منهم ( الركب).

عندما تقرأ عن موقعة " عين جالوت" بين المماليك والمغول يمكنك أن تفهم ماهية تلك الأماكن الثلاث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق