إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 8 أغسطس 2013

ماهية وكنه الحور العين ؟؟؟؟؟؟

حور عين :
(4)
فى بحث سابق تبين من الأيات البينات أن " حور عين" هى لدرجة معينة من أهل الجنة وهم السابقون الصالحون المتقون .

ونبحث فى هذا كنه هذه الحور العين ،

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) الواقعة

الأيات تتكلم عن جنة السابقين ،

وحورُ عين: كلمة " حور" مرفوعة ( منونة) وهى معطوفة على ولدان مخلدون ، يشتركون معهم فى فعل الطواف بالأكواب وغيرها.

كل من بحث الأيات تجاهل عمداً أو لسوء فهم هذا العطف ،

لو فرضنا أن الواو هى واو الإبتداء وتدبرنا الأية لوجدنا أنها مقطوعة السياق ،

لآن ما قبل الأيات يتكلم عن سرر موضونة
عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16)
وما بعدها يتكلم عن طواف ولدان مخلدون ، فما موقع حور عين هنا من السياق على فرض أنها أية مستقلة يذاتها؟ لا معنى لها.

لهذا الواو عاطفة لحور عين على ولدان مخلدون.

وتأخير المعطوف له مثيل فى القرءان:

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة : 127]
هنا إسماعيل عليه السلام جاء متأخرا عن إبراهيم عليه السلام.

ويشير الطبرى إلى أنه هناك من قرأ بكسر " حور" ، وبتقصى من قرأ بها نجد
حمزة بن حبيب بن عمارة الفارسي الأصل ، ونجد يزيد بن القعقاع أبو جعفر وهو مجهول النسب ويرجح أنه عربى. هم إذا من خارج اللسان العربى وهذه القرءات غير معروفة ، فقد كان السلف ينكر قراءة حمزة وروى أنه نفسه لم يكن يصلى بقراءته. وقراءة الأثنين غير متواترة عند أهل السنة والجماعة.

بعيداً عن التراث سنحقق المعنى من القرءان ،

أول الأمر: حور عين : نكرة وذلك لأن الحور إسم فعل من " يحور" ويحملها كل من يشترك فى هذه الصفة ، تعدد الحور العين وإشتراكهم فى حمل صفة الفعل.
حور: إسم فعل ، وإسم الفعل يحمل صفة ومكنون ومدلول الفعل ذاته ، وعليه يكون كل من يحمل إسم " حور" يحور بإستمرارية ودوام لا ينقطع.

يحور: رجوع بعد ذهاب مع تكرار وهذا ما عبر عنه صاحب مقاييس اللغة بقوله أن يدور الشىء دورا، وزيادة بعد نقصان ، بمعنى رجوع الشىء إلى أصله مع إختلاف هذا الأصل من شىء إلى أخر. ويشتق منها التحاور والمحاورة وهى رجوع الكلام ، ومنا الحارة والمحارة وهى ضيق مكان بعد إتساع والعكس.

حور عين فى أيات الواقعة كأمثال اللؤلؤ المكنون ، هذا التشبيه جاء كذلك فى الغلمان ( الخدم) وهذا ينفى كون حور عين من المأكولات وينفى بالتالى قراءتها بالكسر عطفا على الأكواب وغيرها مما ذكرته أيات الواقعة.

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ [الطور : 24]
وهذا التفريق فى التشبيه مهم جداً ، حور عين المتقين كأمثال اللؤلؤ المكنون ، التشبيه هنا بالمثلية وهذا يعلوا بالمشبه ليقارب المشبه به.

وللقارىء أن يراجع أيات الطور سيجد أن هذه الغلمان التى كأنهم لؤلؤ مكنون لدرجة " الذين أمنوا ومن إتبعهم من ذريتهم بإيمان . وسبقهم ذكر المتقين وما لهم ومنه تزوجيهم بحور عين.

هذا يؤدى بفهمنا إلى أن " حور عين" نوع من الخدم الخاص بدرجة المتقين ويقابله الغلمان خدم لدرجة الذين أمنوا .

حور عين: خدم متواجد بإستمرار لخدمتهم ، يذهب ويجىء ، ولا يفارقهم فهو تحت أعينهم طوعا لأمرهم ( عين).

زوجناهم بحور عين: التزويج ب خلاف تزوج فلان ، حرف الجر يفيد فقط الملازمة بين شيئن. أما قولك " تزوجتها" فتعنى هنا الزواج الذى نعلمه بعدعقد النكاح.

ونقرأ من سورة الإنسان فى وصف الولدان:

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) الإنسان

أصبح عندنا ثلاث فروق ، خدم تحسبهم لؤلؤا منثورا إذا رأيتهم ، وكلمة تحسبهم تدل على رؤيتنا لهم خلاف الحقيقة. وهذا أدنى أنواع الخدم درجة ويليه الغلمان الذين يشبهون اللؤلؤ المكنون وأعلاها الحور العين الذين هم كأمثال اللؤلؤ المكنون.

وسورة الحمن تصف لنا جنتين ومن دونهما جنتين ،
فى وصف الجنتين الأقل درجة جاء :
حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74)
هنا أتت " حور" بدون " عين" وهى هنا تعنى ثمار الفاكهة لأن فاكهة الجنة لا مقطوعة ، هى مستمرة ودائمة طول الوقت ولا ترتبط بموسم زراعة ، مجرد أن تقطفها تنمو مرة أخرى لتكون حاضرة لا ممنوعة.
وفى الخيام: هى الأشجار الغضة ( راجع المعجم).

وفى وصف الجنتين الأعلى درجة جاء:

فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)

قاصرات الطرف هنا جاءت مقابل حور مقصورات فى الخيام ، وقاصرات الطرف تعنى أن قطوفها دانية ذللت تذليلا ( الطرف هو ما يحمل الثمار من الشجرة).

كأنهن الياقوت والمرجان: التشبيه لتنوع وإختلاف ألوانها

القاموس المحيط يذكر تحت " طرف" :
 ما كان في أكْمامِهِ من النَّباتِ

يطمث: الطاء لطى الحركة والثاء توالد حركة جديدة ، تخيل أنك تأكل حبة مانجو وتستعمل يديك وفمك ، طريقة الأكل هذه هى الطمث ، هى أشبه بقولنا " لغوصة فى الأكل" أو مزمزة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق