أم هم المصيطرون؟

أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ [الطور : 37]

فى رسم المصحف رسمت "س" تحت الصاد فى كلمة " المصيطرون".

وفى سورة الغاشية أتت "مصيطر" بدون رسم السين تحت الصاد:

لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ [الغاشية : 22]

أمامنا فعلين " صيطر" و"سيطر" :

الكلمتان تتكونا صوتيا من "صي طر " و " سي طر" :

الطَّرُّ (القاموس المحيط)
الطَّرُّ: الشَّدُّ، والسَّوْقُ الشديدُ، وضَمُّ الإِبِلِ من نَواحِيها، وتَحْديدُ السِّكِّينِ وغيرِها

لسان العرب: ويقال: طَرَّ الإِبلَ يَطُرّها طَرّاً إِذا مَشَى من أَحد جانبيها ثم مِنَ الجانبِ الآخر ليُقوِّمَها

وأطر الشىء أطرافه ونواحيه.

صى: الصاد والياء تفيد المقابلة والمنع ومنها صيصة وصياصى (والصِّيصَةُ، بالكسر: شَوْكَةُ الحائِكِ يُسَوِّي بها السَّدَى واللُّحْمَةَ، وشَوْكَةُ الدِّيكِ، وقَرْنُ البَقَرِ والظِّبَاءِ، والحِصْنُ، وكُلُّ ما امْتُنِعَ به ، القاموس المحيط).

لست عليهم بمصيطر: أنت غير مسؤل عن جمع الخراف الشاردة ( إجباراً )إنما عليك فقط التذكير (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) الغاشية

سى: السين من حروف الصفير والصفير يستعمل للنداء و للزجر ومنه السأسأه لزجر الحمار ليحتبس أو ليشرب ( المنع والعطاء).

قلنا أن الصيطرة هى توجيه الشىء فى إتجاه محدد أو جمعه فى جهة محددة ونقول أن السيطرة هى التحكم فى خروج أو دخول الشىء من والى موضع محدد من المسيطر.

نعلم أن السطر يرسم لتستقيم وتصطف عليه الحروف والكلمات فلا نجد كلمة تعلو وأخرى تنخفض. دخول الياء على السطر أفاد اللين والمرونة التى تسمح بالإرتفاع والإنخفاض حسبما يحدد ويقرر المسيطر.

أم هم المصيطرون ( المسيطرون): سؤال إستنكارى إن كانوا هم الذين يجمعون ما يدخل الخزائن  ( المصيطرون ) وإن كانوا هم الذين يقومون بمنحها ومنعها ( المسيطرون ).

ما قبلها :" أم عندهم خزائن ربك": كون الخزائن عندهم لا يعنى أنهم يتحكمون فيها بالعطاء والمنع كما يشاءون إنما هى عندهم وهم الذين يتولون عملية العطاء والمنع بناءا على أمر صاحب الخزائن. هذا خلاف قوله "المص(س)يطرون  الذى أفاد أنهم مسؤلون عن ملىء الخزائن ويملكون مفاتحها ( فتحها وقفلها عطاءا ومنعا).