قد جعل ربك تحتك سرياً:
(5)
دراسة لما جاء فى كتاب " قراءة سريانية للقرءان الكريم" للمستشرق " كريستوف لوكسينبرج ":
يقول الباحث أن كلمة " سريا" أصلها سريانى وتعنى جدول الماء ، ويتابع :" ولكنها هنا فى هذا السياق لا تعنى جدول الماء لأن سريا السريانية لها معانى مختلفة ومنها حلال ومباح".
الباحث إذ يرفض قبول المعنى على أنه جدول الماء لأن ذلك المعنى ذكرته المعاجم العربية ولم تذكر تحت مادة " سرى" و" سرو" معانى المباح والحلال ، لهذا يرفضها ليثبت لنفسه أنه هو الذى فهم ما لم يفهمه العرب وهنا لا يوجد خطأ فى الكلمة القرءانية والخطأ فى فهمها وهو من ياتى بالديب من ديله :)
وحتى يستتقيم له الفهم يقول بخطأ الرسم القرءانى لكلمة " تحتك" وأنها " نحتك" بالنون بدلا عن التاء. ويتابع بقوله أن القرءان إستعمل كلمة " ولد" و " وضع" ولم يستعمل كلمة " نحت" لتدلل على المعنين السابقين " الولادة والوضع" ويزعم أن القرءان أتى بنحت ليدلل على الولادة غير طبيعية لعيسى وهو بذلك نقلها من الإنجيل ويعنى بالنحت ولادة عيسى عليه السلام.
وينتهى الباحث الى أن الأية تكتب وتفهم على أنها :" وناداها من تحتها فور ولادته لا تحزنى فقد جعل ربك مولودك حلالا".
ويرجع ذلك الى أن مريم فى هذا الموقف فى حاجة الى دعم معنوى أكثر من الأكل والشرب ، لمن يقول لها أنها ليست بغياً.
وغريب هذا الباحث بإرجاعه كلمة " تحتها" الثانية الى " نحتها" وإبقاءه على " تحتها" الأولى كما هى!
.............................. ......................
ونقول لهذا المدعى اليس تكلم المسيح عليه السلام فور ولادته وحديثه الى أمه فيه الكفاية كى تقر عيناً ؟
نأتى الى الأيات:
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) مريم
القول " فأشارت اليه" ، نفهم منه أن مريم علمت أن وليدها يتكلم ، ولم تعلمه الا لما خاطبها بقول " ألا تحزنى ....الى أخر قوله". وهذا مما ذكره الطبرى ، ولكن الباحث ياخذ ما يشتهيه وفقط.
المتحدث إذاً هو المسيح عليه السلام،
نلاحظ التتابع بين سريا ورطبا جنيا وما بعده بدأ بكلى لأن الكلام إنتهى بالرطب وعاد بذكر الشرب مما سبق ذكره وهو " سرياً".
ومما إحتج به الباحث لرفضه السرى بمعنى النهر الصغير ورفض " من تحتها" وجعله " من نحتها" ما ذكره الطبرى:
،،حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله قَدْ جَعَلَ رَبّكِ تَـحْتَكِ سَرِيّا يعنـي نفسه, قال: وأيّ شيء أسرى منه, قال: والذين يقولون: السريّ: هو النهر لـيس كذلك النهر, لو كان النهر لكان إنـما يكون إلـى جنبها, ولا يكون النهر تـحتها.،،
وهذا هو الرأى الوحيد الشاذ من جملة الأراء التى ذكرها لطبرى.
ولنجيب على ذلك نقرأ الأية:
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف : 43]
تجرى من تحتهم الأنهار: هذا يؤكد ما جاء فى الأية بان الأنهار تجرى من تحتنا وأن جدول الماء يجرى تحتها ، من تحت أرجلها وليس الى جنبها.
لعل الباحث تناسى أن مريم كانت على ربوة وطبيعى أن يجرى جدول الماء من تحتها :
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ [المؤمنون : 50]
(5)
دراسة لما جاء فى كتاب " قراءة سريانية للقرءان الكريم" للمستشرق " كريستوف لوكسينبرج ":
يقول الباحث أن كلمة " سريا" أصلها سريانى وتعنى جدول الماء ، ويتابع :" ولكنها هنا فى هذا السياق لا تعنى جدول الماء لأن سريا السريانية لها معانى مختلفة ومنها حلال ومباح".
الباحث إذ يرفض قبول المعنى على أنه جدول الماء لأن ذلك المعنى ذكرته المعاجم العربية ولم تذكر تحت مادة " سرى" و" سرو" معانى المباح والحلال ، لهذا يرفضها ليثبت لنفسه أنه هو الذى فهم ما لم يفهمه العرب وهنا لا يوجد خطأ فى الكلمة القرءانية والخطأ فى فهمها وهو من ياتى بالديب من ديله :)
وحتى يستتقيم له الفهم يقول بخطأ الرسم القرءانى لكلمة " تحتك" وأنها " نحتك" بالنون بدلا عن التاء. ويتابع بقوله أن القرءان إستعمل كلمة " ولد" و " وضع" ولم يستعمل كلمة " نحت" لتدلل على المعنين السابقين " الولادة والوضع" ويزعم أن القرءان أتى بنحت ليدلل على الولادة غير طبيعية لعيسى وهو بذلك نقلها من الإنجيل ويعنى بالنحت ولادة عيسى عليه السلام.
وينتهى الباحث الى أن الأية تكتب وتفهم على أنها :" وناداها من تحتها فور ولادته لا تحزنى فقد جعل ربك مولودك حلالا".
ويرجع ذلك الى أن مريم فى هذا الموقف فى حاجة الى دعم معنوى أكثر من الأكل والشرب ، لمن يقول لها أنها ليست بغياً.
وغريب هذا الباحث بإرجاعه كلمة " تحتها" الثانية الى " نحتها" وإبقاءه على " تحتها" الأولى كما هى!
..............................
ونقول لهذا المدعى اليس تكلم المسيح عليه السلام فور ولادته وحديثه الى أمه فيه الكفاية كى تقر عيناً ؟
نأتى الى الأيات:
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) مريم
القول " فأشارت اليه" ، نفهم منه أن مريم علمت أن وليدها يتكلم ، ولم تعلمه الا لما خاطبها بقول " ألا تحزنى ....الى أخر قوله". وهذا مما ذكره الطبرى ، ولكن الباحث ياخذ ما يشتهيه وفقط.
المتحدث إذاً هو المسيح عليه السلام،
نلاحظ التتابع بين سريا ورطبا جنيا وما بعده بدأ بكلى لأن الكلام إنتهى بالرطب وعاد بذكر الشرب مما سبق ذكره وهو " سرياً".
ومما إحتج به الباحث لرفضه السرى بمعنى النهر الصغير ورفض " من تحتها" وجعله " من نحتها" ما ذكره الطبرى:
،،حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله قَدْ جَعَلَ رَبّكِ تَـحْتَكِ سَرِيّا يعنـي نفسه, قال: وأيّ شيء أسرى منه, قال: والذين يقولون: السريّ: هو النهر لـيس كذلك النهر, لو كان النهر لكان إنـما يكون إلـى جنبها, ولا يكون النهر تـحتها.،،
وهذا هو الرأى الوحيد الشاذ من جملة الأراء التى ذكرها لطبرى.
ولنجيب على ذلك نقرأ الأية:
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف : 43]
تجرى من تحتهم الأنهار: هذا يؤكد ما جاء فى الأية بان الأنهار تجرى من تحتنا وأن جدول الماء يجرى تحتها ، من تحت أرجلها وليس الى جنبها.
لعل الباحث تناسى أن مريم كانت على ربوة وطبيعى أن يجرى جدول الماء من تحتها :
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ [المؤمنون : 50]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق