وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ :
(4)
دراسة لما جاء فى كتاب " قراءة سريانية للقرءان الكريم" للمستشرق " كريستوف لوكسينبرج ":
Die SYRO-ARAMAEISCHE LESEART DES KORAN
الباحث الألمانى يقول أن " تركنا" كتبت خطأ وصحيحها " باركنا" ،
ويعلل ذلك بأن تركنا لا يأتى معها حرف الجر الى وإنما تأتى مع ل وحيث أن المفعول به ( المتروك) غير مذكور فى الأية فتكون الكلمة خطأ فى السياق.
وهو يرفض القول بأن تركنا عليه تعنى أبقينا ذكره فى الأخرين وفقا لما جاء به الطبرى ولا يذكر السبب. هو يحبها " باركنا" . ويقول أن " الأخرين" لا تعنى وفقا للطبرى الأجيال القادمة ولكنها تعنى إما الأوقات المتأخرة أو العالم وفقا للسريانية وحيث أن " الأخرة" مكررة فى القرءان فيرى أنها تعنى " الأخرة". ويرى كلمة العالمين تعنى عالم الدنيا والأخرة.
.............................. ..................
فى سورة الصافات جاءت " تركنا" أربع مراة فى ذكر رسل الله عليهم السلام : نوح ، إبراهيم،( موسى وهارون) وإلياس.
وباركنا جاءت فقط مع أبراهيم وإسحق عليهما السلام:
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ [الصافات : 113]
وسلام جاءت على كل المرسلين وخصت نوح عليه السلام بالسلام عليه فى العالمين:
سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ [الصافات : 79]
المنطقى أن الإنسان يخطىء فى مرة واحدة من خمسة ، أما أن يخطىء فى أربعة من خمسة فهذا غير منطقى ليقول الباحث أن الأربعة الخطأ أصلها الواحدة الصحيحة.
لنفهم معنى " تركنا عليه" نسأل لماذا الترك مع نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس؟ الترك لم يأتى فى كل القرءان إلا مع هؤلاء الرسل عليهم السلام.
نحن نرفض القول ببقاء ذكرهم فى الأخرين ، هذا لأن المسيح عيسى إبن مريم باقى الذكر وكذلك يوسف عندنا وعند الملل الأخرى وغيرهم من الرسل الأخرين.
أما عن موسى وهارون عليهم السلام فنعلم من القرءان أنه هناك التابوت الذى فيه بقية مما ترك الإثنين وقد توارثه القوم من بعدهم:
وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [البقرة : 248]
ونعلم كذلك من بحث قديم على هذه الصفحة أن الله ترك السفينة ( صناعة السقينة) التى صنعها نوح عليه السلام عن طريق الوحى وبأعين الله تركها لنا الى اليوم أية:
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ [العنكبوت : 15]
وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [القمر : 15]
ونحن ورثنا عن إبراهيم عليه السلام البيت الحرام الذى جعله الله أمنا إستجابة لدعوة إبراهيم ربه :
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [الحج : 26]
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران : 97]
وأضف الى ذلك الملة الحنيفية:
قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران : 95]
فماذا عن إلياس عليه السلام؟
القرءان لا يخبرنا عن إلياس عليه السلام إلا القليل ، ولو رجعنا الى العهد القديم والجديد لوجدنا أنهم يشبهون إلياس تارة بموسى وتارة بعيسى عليه السلام ، هم يرفعون مكانته الى الإثنين. وهناك " كرسى إلياس" الذى جعلوه فى الختان ليتم به وجعلوا كرسى خالى على مائدة الفصح. فهل هذا الكرسى ما ورثوه من إلياس عليه السلام؟
المهم أننا نصل الى فهم " تركنا عليه فى الأخرين" هو ما توارثته الأجيال القادمة من بعدهم منهم.
وكلمة " العالمين" لنا فيها بحث وينتهى الى أنها تعنى الذكور والإناث .
والأخرين هى الأجيال الأتية من بعدهم وهذا نفهمه من الأيات التالية.
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) الواقعة
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) الواقعة
(4)
دراسة لما جاء فى كتاب " قراءة سريانية للقرءان الكريم" للمستشرق " كريستوف لوكسينبرج ":
Die SYRO-ARAMAEISCHE LESEART DES KORAN
الباحث الألمانى يقول أن " تركنا" كتبت خطأ وصحيحها " باركنا" ،
ويعلل ذلك بأن تركنا لا يأتى معها حرف الجر الى وإنما تأتى مع ل وحيث أن المفعول به ( المتروك) غير مذكور فى الأية فتكون الكلمة خطأ فى السياق.
وهو يرفض القول بأن تركنا عليه تعنى أبقينا ذكره فى الأخرين وفقا لما جاء به الطبرى ولا يذكر السبب. هو يحبها " باركنا" . ويقول أن " الأخرين" لا تعنى وفقا للطبرى الأجيال القادمة ولكنها تعنى إما الأوقات المتأخرة أو العالم وفقا للسريانية وحيث أن " الأخرة" مكررة فى القرءان فيرى أنها تعنى " الأخرة". ويرى كلمة العالمين تعنى عالم الدنيا والأخرة.
..............................
فى سورة الصافات جاءت " تركنا" أربع مراة فى ذكر رسل الله عليهم السلام : نوح ، إبراهيم،( موسى وهارون) وإلياس.
وباركنا جاءت فقط مع أبراهيم وإسحق عليهما السلام:
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ [الصافات : 113]
وسلام جاءت على كل المرسلين وخصت نوح عليه السلام بالسلام عليه فى العالمين:
سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ [الصافات : 79]
المنطقى أن الإنسان يخطىء فى مرة واحدة من خمسة ، أما أن يخطىء فى أربعة من خمسة فهذا غير منطقى ليقول الباحث أن الأربعة الخطأ أصلها الواحدة الصحيحة.
لنفهم معنى " تركنا عليه" نسأل لماذا الترك مع نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس؟ الترك لم يأتى فى كل القرءان إلا مع هؤلاء الرسل عليهم السلام.
نحن نرفض القول ببقاء ذكرهم فى الأخرين ، هذا لأن المسيح عيسى إبن مريم باقى الذكر وكذلك يوسف عندنا وعند الملل الأخرى وغيرهم من الرسل الأخرين.
أما عن موسى وهارون عليهم السلام فنعلم من القرءان أنه هناك التابوت الذى فيه بقية مما ترك الإثنين وقد توارثه القوم من بعدهم:
وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [البقرة : 248]
ونعلم كذلك من بحث قديم على هذه الصفحة أن الله ترك السفينة ( صناعة السقينة) التى صنعها نوح عليه السلام عن طريق الوحى وبأعين الله تركها لنا الى اليوم أية:
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ [العنكبوت : 15]
وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [القمر : 15]
ونحن ورثنا عن إبراهيم عليه السلام البيت الحرام الذى جعله الله أمنا إستجابة لدعوة إبراهيم ربه :
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [الحج : 26]
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران : 97]
وأضف الى ذلك الملة الحنيفية:
قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران : 95]
فماذا عن إلياس عليه السلام؟
القرءان لا يخبرنا عن إلياس عليه السلام إلا القليل ، ولو رجعنا الى العهد القديم والجديد لوجدنا أنهم يشبهون إلياس تارة بموسى وتارة بعيسى عليه السلام ، هم يرفعون مكانته الى الإثنين. وهناك " كرسى إلياس" الذى جعلوه فى الختان ليتم به وجعلوا كرسى خالى على مائدة الفصح. فهل هذا الكرسى ما ورثوه من إلياس عليه السلام؟
المهم أننا نصل الى فهم " تركنا عليه فى الأخرين" هو ما توارثته الأجيال القادمة من بعدهم منهم.
وكلمة " العالمين" لنا فيها بحث وينتهى الى أنها تعنى الذكور والإناث .
والأخرين هى الأجيال الأتية من بعدهم وهذا نفهمه من الأيات التالية.
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) الواقعة
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) الواقعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق