فإسلك فيها من كلٍ زوجين إثنين:
الفضل لله والشكر ونشكر الأستاذ سامر إسلامبولى أن لفت نظرى فى بحثه الذى تجدونه فى التعليق إلى أن النص لا يحمل فى طياته الأمر بأن يأخذ نبى الله نوح عليه السلام بهائم وطيور معه فى السفينة.
ولكن، أختلف مع الأستاذ سامر فى عائدية الزوجين وكذلك فى فهم الفلك والدسر.
نبدأ بالزوجين ، تلاحظ أن الأية تقول " من كلٍ" ولا تقول " من كل أو من كل شىء زوجين" ، الفارق هو تضعيف الكسر تحت اللام فى " كل" وهذا يدل على أن لفظة " كل" هنا تعود على ما هو معلوم وسبق ذكره فى قصة نوح عليه السلام وقومه.
ولنوضح أكثر ،
عند القول " من كلِ زوجين إثنين" : نفهم أنه يأخذ من كل نوع متفق فى الجنس إثنين والمعنى على عمومه.
وعند القول: من كل شىء زوجين إثنين: هنا المعنى أصبح أوسع ليشمل حتى الأحجار إن كان يتحقق فيها معنى الزوجية أو التماثل فى النوع.
وعند القول: من كلٍ زوجين إثنين: فحتماً تكون " كل" قد سبق تعريفها فى أحد مشاهد سرد القصة.
بالرجوع إلى الأيات:
{ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } (سورة نوح 26 - 28)
نجد هنا التفريق بين فئتين ، الأولى " من دخل بيتى مؤمنا" والثانية " المؤمنين والمؤمنات".
من دخل بيتى مؤمنا: هم الفئة التى لم تؤمن به كرسول ولكنها صدقته فى أنه هناك طوفان وأرادوا النجاة بأنفسهم معه. وهم من الفئة التى لم تسخر منه وربما تكون ساعدته فى بناء السفينة. ودخولهم بيته إستعدادا لموعد الرحيل.
المؤمنين والمؤمنات: هم من أمن فعلا بالرسالة وإتبع الرسول.
هؤلاء " من دخل بيتى مؤمنا" هم المعنيين ب " من كلٍ زوجين إثنين"، هم يريدون فقط النجاة بجلدهم كمن يقول " لن نخسر شىء، فإنا أتى الطوفان نجونا وإن لم يأتى نزلنا من السفينة" ومن هؤلاء أمره الله أن يختار بعضهم لينجو معه، وقد يكون إختياره والله أعلم كان قائما على من له القدرة على التجديف.
إسلك فيها: راجع أية " فإسلك يدك فى جيبك" ، إن تسلك شىء فى شىء يعنى أنه يتم إحتواءه فيه. هذا يوحى لنا بأن سفينة نوح عليه السلام كان لها غطاء.
وهذا طبيعى وحتمى وإلا لغرقوا ، تأمل إنفتاح السماء بماء منهمر من أعلى وتفجر الأرض من اسفل، فكيف لسفينة بدائية تتكون من بضعة ألواح متراصة تنجو؟ لا سبيل.
{ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } (سورة المؤمنون 27):
صناعة الفلك تم عن طريق الوحى، يعنى كل خشبة تم وضعها وكيفية وضعها هى بأمر الوحى وتدبر " بأعيننا" ، هناك إشراف ومتابعة تجنباً لأى خطأ ولو 1% فى الصناعة. هو فلك ربانى الصنع.
فلك": الفلك بضم الفاء والفلك بفتحها يدل على شكل مدور أو بيضاوى ،
فلك (مقاييس اللغة)
الفاء واللام والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على استدارةٍ في شيء.
ولهذا يقال كذلك على الأمواج أنها ايضا فلك.
ويكفى أن تعلم أن الفلك تسير بهم فى موج كالجبال ومن فوقهم ماء منهمر لتتيقن أن الفلك كانت مغلقة بإحكام.
وقد أوضحنا من قبل معنى الدسر وقلنا فى بحث تجدونه على الصفحة أنه " المجاديف" لأن المعنى يدل على دفع بالدال مع تنفيس بالسين وتكرار بالراء. وليراجع الأستاذ سامر دلالة الحروف وهو أستاذ فى هذا. ونشكره مرة أخرى.
الخلاصة: لا بهائم وطيور ولكن إختيار إنتقائى ممن دخل بيت نوح عليه السلام مؤمناً. والفئة الظالمة مستبعدة تماما لأن الله قال له " ولا تخاطبى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون".
بحث الأستاذ سامر
الفضل لله والشكر ونشكر الأستاذ سامر إسلامبولى أن لفت نظرى فى بحثه الذى تجدونه فى التعليق إلى أن النص لا يحمل فى طياته الأمر بأن يأخذ نبى الله نوح عليه السلام بهائم وطيور معه فى السفينة.
ولكن، أختلف مع الأستاذ سامر فى عائدية الزوجين وكذلك فى فهم الفلك والدسر.
نبدأ بالزوجين ، تلاحظ أن الأية تقول " من كلٍ" ولا تقول " من كل أو من كل شىء زوجين" ، الفارق هو تضعيف الكسر تحت اللام فى " كل" وهذا يدل على أن لفظة " كل" هنا تعود على ما هو معلوم وسبق ذكره فى قصة نوح عليه السلام وقومه.
ولنوضح أكثر ،
عند القول " من كلِ زوجين إثنين" : نفهم أنه يأخذ من كل نوع متفق فى الجنس إثنين والمعنى على عمومه.
وعند القول: من كل شىء زوجين إثنين: هنا المعنى أصبح أوسع ليشمل حتى الأحجار إن كان يتحقق فيها معنى الزوجية أو التماثل فى النوع.
وعند القول: من كلٍ زوجين إثنين: فحتماً تكون " كل" قد سبق تعريفها فى أحد مشاهد سرد القصة.
بالرجوع إلى الأيات:
{ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } (سورة نوح 26 - 28)
نجد هنا التفريق بين فئتين ، الأولى " من دخل بيتى مؤمنا" والثانية " المؤمنين والمؤمنات".
من دخل بيتى مؤمنا: هم الفئة التى لم تؤمن به كرسول ولكنها صدقته فى أنه هناك طوفان وأرادوا النجاة بأنفسهم معه. وهم من الفئة التى لم تسخر منه وربما تكون ساعدته فى بناء السفينة. ودخولهم بيته إستعدادا لموعد الرحيل.
المؤمنين والمؤمنات: هم من أمن فعلا بالرسالة وإتبع الرسول.
هؤلاء " من دخل بيتى مؤمنا" هم المعنيين ب " من كلٍ زوجين إثنين"، هم يريدون فقط النجاة بجلدهم كمن يقول " لن نخسر شىء، فإنا أتى الطوفان نجونا وإن لم يأتى نزلنا من السفينة" ومن هؤلاء أمره الله أن يختار بعضهم لينجو معه، وقد يكون إختياره والله أعلم كان قائما على من له القدرة على التجديف.
إسلك فيها: راجع أية " فإسلك يدك فى جيبك" ، إن تسلك شىء فى شىء يعنى أنه يتم إحتواءه فيه. هذا يوحى لنا بأن سفينة نوح عليه السلام كان لها غطاء.
وهذا طبيعى وحتمى وإلا لغرقوا ، تأمل إنفتاح السماء بماء منهمر من أعلى وتفجر الأرض من اسفل، فكيف لسفينة بدائية تتكون من بضعة ألواح متراصة تنجو؟ لا سبيل.
{ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } (سورة المؤمنون 27):
صناعة الفلك تم عن طريق الوحى، يعنى كل خشبة تم وضعها وكيفية وضعها هى بأمر الوحى وتدبر " بأعيننا" ، هناك إشراف ومتابعة تجنباً لأى خطأ ولو 1% فى الصناعة. هو فلك ربانى الصنع.
فلك": الفلك بضم الفاء والفلك بفتحها يدل على شكل مدور أو بيضاوى ،
فلك (مقاييس اللغة)
الفاء واللام والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على استدارةٍ في شيء.
ولهذا يقال كذلك على الأمواج أنها ايضا فلك.
ويكفى أن تعلم أن الفلك تسير بهم فى موج كالجبال ومن فوقهم ماء منهمر لتتيقن أن الفلك كانت مغلقة بإحكام.
وقد أوضحنا من قبل معنى الدسر وقلنا فى بحث تجدونه على الصفحة أنه " المجاديف" لأن المعنى يدل على دفع بالدال مع تنفيس بالسين وتكرار بالراء. وليراجع الأستاذ سامر دلالة الحروف وهو أستاذ فى هذا. ونشكره مرة أخرى.
الخلاصة: لا بهائم وطيور ولكن إختيار إنتقائى ممن دخل بيت نوح عليه السلام مؤمناً. والفئة الظالمة مستبعدة تماما لأن الله قال له " ولا تخاطبى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون".
بحث الأستاذ سامر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق