فيومئذ لا يٌعذٍب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد:
التفاسير لم تقدم لنا فهماً مستقيماً لمعنى الأية السابقة ، فقد قالوا أن الهاء فى عذابه ووثاقه تعود على الله والمعنى يكون بأنه لا يعذب كعذاب الله أحد ولا يوثق كوثاق الله أحد. وقالوا كذلك فى رأى أخر أن الهاء تعود على الكافر ولكنهم أتوا بنفس المعنى السابق وهو أنه لا يعذب الكفار أحد كعذاب الله. ويبدو أنهم لم يقتنعوا بتفسيرهم فقالوا حلا للإشكال أنه توجد قراءة لها بفتح العين فى عذابه والثاء فى يوثق والمعنى يكون أنه لا يتعذب مكانه أحد غيره أو يوثق.
ولكن رسم المصحف بكسر الذال والثاء وهذه القراءة المزعومة غير مشهورة أو متداولة ولا تزيد عن كونها رواية فى كتب التفاسير ولا يقرأ به أحد.
الأيات السابقة تتكلم عن الإنسان الذى لم يقدم لحياته ويرى جهنم حاضرة كما وعد الله وما بعدها يتابع الحديث عن نفس هذا الإنسان ولهذا الهاء تعود عليه:
{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) } (سورة الفجر 23 - 26)
لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ: المعنى هو أن سيعذب نفسه ، لا يوجد من سيقوم بتعذيبه، كيف ذلك؟
إقرأ هذه الأيات:
{ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) } (سورة الواقعة 51 - 56)
من الذى سيأكل بمحض إرادته من شجرة الزقوم ويملىء بطنه؟ هو الضال المكذب بنفسه، ماذا يحدث بعد أن يأكل:
{ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) } (سورة الدخان 43 - 46)
الذى يحدث أنه هناك غليان ناتج عن الأكل فى بطنه ، فماذا يفعل المسكين ليطفىء هذه النار المشتعلة فى داخله؟
فشاربون عليه من الحميم: لا يوجد غير ماء مغلى وسيشربه بمحض إرادته لعل وعسى تنطفىء ناره ، فيزداد إشتعالاً وحرقاناً.
ومن فى هذه الحالة المزرية سيسأل حتما أن يغيثه مغيث؟
{ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) } (سورة الكهف 29)
هو طلب بنفسه الغوث ، فجاءه الغوث كما طلب ولكن خلاف ما ترجاه.
ألم يعذب نفسه بنفسه؟ بلى ، فقد فعلها.
التفاسير لم تقدم لنا فهماً مستقيماً لمعنى الأية السابقة ، فقد قالوا أن الهاء فى عذابه ووثاقه تعود على الله والمعنى يكون بأنه لا يعذب كعذاب الله أحد ولا يوثق كوثاق الله أحد. وقالوا كذلك فى رأى أخر أن الهاء تعود على الكافر ولكنهم أتوا بنفس المعنى السابق وهو أنه لا يعذب الكفار أحد كعذاب الله. ويبدو أنهم لم يقتنعوا بتفسيرهم فقالوا حلا للإشكال أنه توجد قراءة لها بفتح العين فى عذابه والثاء فى يوثق والمعنى يكون أنه لا يتعذب مكانه أحد غيره أو يوثق.
ولكن رسم المصحف بكسر الذال والثاء وهذه القراءة المزعومة غير مشهورة أو متداولة ولا تزيد عن كونها رواية فى كتب التفاسير ولا يقرأ به أحد.
الأيات السابقة تتكلم عن الإنسان الذى لم يقدم لحياته ويرى جهنم حاضرة كما وعد الله وما بعدها يتابع الحديث عن نفس هذا الإنسان ولهذا الهاء تعود عليه:
{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) } (سورة الفجر 23 - 26)
لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ: المعنى هو أن سيعذب نفسه ، لا يوجد من سيقوم بتعذيبه، كيف ذلك؟
إقرأ هذه الأيات:
{ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) } (سورة الواقعة 51 - 56)
من الذى سيأكل بمحض إرادته من شجرة الزقوم ويملىء بطنه؟ هو الضال المكذب بنفسه، ماذا يحدث بعد أن يأكل:
{ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) } (سورة الدخان 43 - 46)
الذى يحدث أنه هناك غليان ناتج عن الأكل فى بطنه ، فماذا يفعل المسكين ليطفىء هذه النار المشتعلة فى داخله؟
فشاربون عليه من الحميم: لا يوجد غير ماء مغلى وسيشربه بمحض إرادته لعل وعسى تنطفىء ناره ، فيزداد إشتعالاً وحرقاناً.
ومن فى هذه الحالة المزرية سيسأل حتما أن يغيثه مغيث؟
{ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) } (سورة الكهف 29)
هو طلب بنفسه الغوث ، فجاءه الغوث كما طلب ولكن خلاف ما ترجاه.
ألم يعذب نفسه بنفسه؟ بلى ، فقد فعلها.
ولا يوثق وثاقه أحد:
من جذر الكلمة جاءت الصفة " وثقى" لتصف العروة:
{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) } (سورة لقمان 22)
عروة: أنت تعرف " عروة القميص وهى الفتحة التى يدخل فيها الزر أو الزرار" ،
هذه العروة وظيفتها أن يمسك ويتثبت بها الزر ، ومن هنا جاء المعنى،
فكل ما هو يمسك به فى ثبات وملازمة هو عروة ، لذلك يقال عروة الشجر إن كان لا يسقط ورقه فى الشتاء لأن ورقه ملازم ممسك به فلا يسقط على الأرض.
عندما تستمسك بالعروة فأنت غير قابل للسقوط لأن العروة متماسكة وثابتة ولن تتركك أن تقع، وهى وثقى بإحكامها ودقتها.
توثيق الأوراق أو المستندات يكون بإثبات صحة ما فيها ، هو إحكام وتدقيق لمحتواها.
وعندما تثق فى فلان: يعنى أنك متأكد وعلى يقين منه وهذا لا يكون إلا إذا كنت بنيت ثقتك على اشياء أو قرائن محمكة ودقيقة.
يعقوب عليه السلام عندما طلب من بنيه أن يأتوه " موثقا من الله" إنما أراد صك صحة ما عاهدوه عليه وهو أن يحافظوا على أخيهم وذلك يكون بأن يجعلوا الله شهيدا ووكيلا على ما عاهدوه.
{ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) } (سورة يوسف 66)
لاحظ أن الميثاق خلاف العهد:
{ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) } (سورة البقرة 27)
العهد يحتاج إلى الميثاق أو أن يوثق ليكون صحيح محكم سارى المفعول.
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) } (سورة المائدة 7)
ميثاقه الذى واثقكم به: تم هذا بقولهم " سمعنا وأطعنا" ، بهذا القول هم قبلوا بصحة الميثاق وجعلوه محكما جارى تفعيله.
تأمل الأية:
{ آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) } (سورة الحديد 7 - 8)
وقد أخذ ميثاقكم: هم ونحن بمجرد الإيمان بالرسول والرسالة أنها من عند الله نكون قد دخلنا فى ميثاق مع الله وهذا الميثاق واجب التفعيل، من طرفنا أن نعمل بما فيه وما فيه هو ما فى الرسالة ( كتاب الله) ، ومن طرف العلى القدير أن نرث الجنة التى وعدنا إياها. هذه مقابل تلك.
فلا ميثاق إن لم يتم تفعيله ( شروط المعاهدة).
فى اليوم الأخر يكون إنتهى زمن المواثيق والتوثيق ، من دخل النار وأدرك أن البعث حق وأنه صدق المرسلون وأن النار حق ويريد أن يُفعٍل هذا الإدراك بأخذ ميثاق من الله إن أرجعه ليعمل صالحاً، هذا لن يجد أحد يوثق وثاقه هذا الذى أصبح على يقين من صحته وإحكامه.
لا يوثق وثاقه أحد: هو عنده وثاق يريد أن يواثق به وأن يوثقه ، ولكن لا أحد يوثقه له. فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف ووضع الميزان وحكم ربك بين العباد:
{ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) } (سورة المؤمنون 106 - 111)
{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53) } (سورة الأَعراف 52 - 53)
من جذر الكلمة جاءت الصفة " وثقى" لتصف العروة:
{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) } (سورة لقمان 22)
عروة: أنت تعرف " عروة القميص وهى الفتحة التى يدخل فيها الزر أو الزرار" ،
هذه العروة وظيفتها أن يمسك ويتثبت بها الزر ، ومن هنا جاء المعنى،
فكل ما هو يمسك به فى ثبات وملازمة هو عروة ، لذلك يقال عروة الشجر إن كان لا يسقط ورقه فى الشتاء لأن ورقه ملازم ممسك به فلا يسقط على الأرض.
عندما تستمسك بالعروة فأنت غير قابل للسقوط لأن العروة متماسكة وثابتة ولن تتركك أن تقع، وهى وثقى بإحكامها ودقتها.
توثيق الأوراق أو المستندات يكون بإثبات صحة ما فيها ، هو إحكام وتدقيق لمحتواها.
وعندما تثق فى فلان: يعنى أنك متأكد وعلى يقين منه وهذا لا يكون إلا إذا كنت بنيت ثقتك على اشياء أو قرائن محمكة ودقيقة.
يعقوب عليه السلام عندما طلب من بنيه أن يأتوه " موثقا من الله" إنما أراد صك صحة ما عاهدوه عليه وهو أن يحافظوا على أخيهم وذلك يكون بأن يجعلوا الله شهيدا ووكيلا على ما عاهدوه.
{ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) } (سورة يوسف 66)
لاحظ أن الميثاق خلاف العهد:
{ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) } (سورة البقرة 27)
العهد يحتاج إلى الميثاق أو أن يوثق ليكون صحيح محكم سارى المفعول.
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) } (سورة المائدة 7)
ميثاقه الذى واثقكم به: تم هذا بقولهم " سمعنا وأطعنا" ، بهذا القول هم قبلوا بصحة الميثاق وجعلوه محكما جارى تفعيله.
تأمل الأية:
{ آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) } (سورة الحديد 7 - 8)
وقد أخذ ميثاقكم: هم ونحن بمجرد الإيمان بالرسول والرسالة أنها من عند الله نكون قد دخلنا فى ميثاق مع الله وهذا الميثاق واجب التفعيل، من طرفنا أن نعمل بما فيه وما فيه هو ما فى الرسالة ( كتاب الله) ، ومن طرف العلى القدير أن نرث الجنة التى وعدنا إياها. هذه مقابل تلك.
فلا ميثاق إن لم يتم تفعيله ( شروط المعاهدة).
فى اليوم الأخر يكون إنتهى زمن المواثيق والتوثيق ، من دخل النار وأدرك أن البعث حق وأنه صدق المرسلون وأن النار حق ويريد أن يُفعٍل هذا الإدراك بأخذ ميثاق من الله إن أرجعه ليعمل صالحاً، هذا لن يجد أحد يوثق وثاقه هذا الذى أصبح على يقين من صحته وإحكامه.
لا يوثق وثاقه أحد: هو عنده وثاق يريد أن يواثق به وأن يوثقه ، ولكن لا أحد يوثقه له. فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف ووضع الميزان وحكم ربك بين العباد:
{ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) } (سورة المؤمنون 106 - 111)
{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53) } (سورة الأَعراف 52 - 53)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق