إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 7 سبتمبر 2013

العهن المنفوش

العهن المنفوش ،

لا أعلم حقيقةً ما هو " العهن" ،
ولا الطبرى أو غيره من المفسرين ،
ولا المعجم،
فهل تعلمه أنت؟

هذه الكلمة أتت مرتين فى القرءان الكريم،


وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ [المعارج : 9]
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ [القارعة : 5]
إن كنت تقرأ كتاب الله فحتماً مر عليك الأيات التالية:

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً [طه : 105]
وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً [الواقعة : 5]
وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً [الحاقة : 14]
يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً [المزّمِّل : 14]
وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ [المرسلات : 10]
وأن كنت أنا لا اعلم ما هو العهن ولكن فهمت من الأيات الأخرى أن هذا التشبيه بالعهن هو حالة الجبال بعد دكها ونسفها وأن أصبحت كثيبا مهيلا فبست كالدقيق،

أنا فهمت المعنى أو المفهوم العام وإن لم أحدده وهذا يكفى ويفى الغرض،


كما أن القرءان اعطانا كلمة مساعدة وهى " المنفوش، وهو شرح لنا فى صورة ملموسة معنى النفش،

وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ [الأنبياء : 78]

الذى جعلنى ارفض كلام المعجم والمفسرين هو دلالات حروف كلمة " عهن" ،

لكل حرف معنى ودلالة وتأثير على حرف أخر أو يتأثر به.

علم معانى الحروف علم سهل ويمكنك أن تكون من المتخصصين فيه ،
لك أن تقرأ ما كتبه " عالم سبيط النيلى" فى كتابه " اللغة الموحدة" وغيرها ولا تقول أنه " شيعى" المذهب فهذا لا علاقة له باللغة،
ولك قراءة ما كتبه " حسن عباس" فى كتابه الرائع " خصائص الحروف العربية ومعانيها" ولا تقل أنه من أهل السنة فهذا لا يمنع قراءته.
وعندك ما كتبه " سامر إسلامبولى" ولا تقل أنه " ينكر كتب الحديث" لأنك إن كنت تؤمن بكتب الحديث فلعلك قرأت الحديث الذى يقول:
أركان الإيمان هى :" أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر, و تؤمن بالقدر خيره و شره" وكتبه فى الحديث لا تشمل كتاب البخارى والكافى ، يعنى أن من ينكر كتب الحديث لم يكفر.
ونحن لا نطلب منك أن تتبعه فى هذا ولكن أن تقرأ ما كتبه فى معاتى الحروف لتتعلم.
ولا ترمى كلاما ناشف أو زى الدبش أو تلقى به على عواهنه
J

المتتخصصين من الباحثين فى اللغة عزفوا عن البحث فى معانى الحروف إلا قلة قلية ومنهم الباحثة  " علية منفردة" فى رسالة الماجستير " خصائص الحروف العربية ومعانيها فى المعجم الوسيط" ، وهو بحث يمكنك البدء منه لأنه مبسط وسهل الفهم
.
...............................

ماذا قالت الأستاذة علية فى حروف " عهن" ،

الهاء: هو للتلاشى والإنفعالات النفسية
النون: هو للتعبيلر عن الباطنية فى الأشياء ، للتعبير عن الصميمية والإنبثاق والرنين والبطون والخفاء والضعف ، والنون فى نهاية اللفظة تعبر عن الرقة والأناقة والإستقرار.
العين: العلو والسمو والعقد والربط والصفاء والإحاطة والفتل والدوران

أنت تعلم أننا نستعمل المقطع " هن" للإشارة على الإناث وذلك لضعفهن ورقتهن،

وكلمة " وهن" تعلمها من القرءان كمثال قوله تعالى:

قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً [مريم : 4]
راجع ما قالته الأستاذة فى معنى التلاشى فى الهاء ومعنى الخفاء والضعف فى النون وأضف إليهم معنى الإنفعالية والإنفعال المؤثر فى الظواهر وهو هنا يزيد من قوة هذا الضعف النابع من تلاقى الهاء مع النون.

نرجع إلى كلمة " عهن" ،

الهاء والنون للتلاشى والضعف ، ماذا أفاد دخول العين؟

العين تفيد فى معانيها الربط والعقد  والعلو وهذا يؤثر فى هذا المكون الضعيف المتلاشى ويجعله يتماسك مع بعضه ويشتد فييبس.

يقول القرطبى فى تفسيره أشياء نأخذ منها جزء لم يفهم هو معناه فى معنى العهن :"
والمعنى : أنها تلين بعد الشدة، وتتفرق بعد الاجتماع"  إنتهى

نرجع إلى المعجم فنجد :
عهن (مقاييس اللغة)

العين والهاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينٍ وسُهولة

وذكر القاموس المحيط :" عهن سعف النخل : بمعنى " يبس"
هذا الخلط بين الليونة وبين اليبس سببه أن العهن يحمل فى خصائصه المعنين معا ، هو تارة

لين وتارة يابس متماسك.


ولهذا إستعمل القرءان الكلمة مرة منفردة وأخرى موصوفة بالمنفوش.

إليك سؤال:
هذا الشىء إذا وضعته فى الماء ينفش ، هل سمعت ذلك من قبل؟

ووصفه بالمنفوش لتحوله من حالة التماسك واليبس إلى الليونة والإنتشار.

هو مثل " الجبس" متماسك خارج الماء ولين سهل فى الماء وإن أخرجته من الماء يرجع ألأى حالته الأولى والعكس صحيح. وهذا ما سيحدث لصخور الجبال بعد أن تدك وتنصهر فتصير كمسحوق الجبس اللين وبعدها تنشف وتيبس فتبس كالدقيق.
............................

الذى جعلنى أرفض قول التفاسير والمعاجم بأنه الصوف المصبوغ أو غير مصبوغ لأن الصوف المصبوغ أو حتى القطن المنفوش لا يرجع إلى حالته الأولى بإجراء عليه نفس الفعل الأول الذى صيره حالة أخرى.

ويمكنك الأن فهم المثل : لا تلقى الكلام على " عواهنه" ، بأنك تلينه أولا قبل أن تلقيه جافا يابسا يؤذى من يسمعه.
.........................
هذه الصور المرفقة ترى فيها ماء جارى ( لا أعلم ما هو) وترى ما يستخرج من الماء ( تراه على الصخرة) وهذا المستخرج يسميه أهل هذه المنطقة " العهن" ولا أعلم أين 

هناك تعليقان (2):

  1. لماذا لم تاخذ معنى العهن بالحرث فالغنم لايقلع النبتة بل ياكل منها او بالاحرى يقطع رؤسها ويجعلها بمستوى واحدة اذن ياتينا معنى الاية (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) اي ام الجبال يصبح كزرع مقطوع الرؤس واصبحت متساوية مع بقية اجزاء الارض اي لايبقى هناك تضاريس هلى وجه الارض

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك على التعليق وأعتذر عن التأخر فى الرد، سابحث ما تقوله

      حذف