إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

دين الفطرة

دين الفطرة ،

ما هو دين الفطرة؟
التراث يقول وفقا لما ذكره الطبرى فى تأريخه للتفسير:"
مرّ عمر بـمُعاذ بن جبل, فقال: ما قِوام هذه الأمة؟ قال مُعاذ: ثلاث, وهنّ الـمنـجيات: الإخلاص, وهو الفطرة فِطْرَةَ اللّهِ التـي فَطَرَ النّاسَ عَلَـيْها. والصلاة وهي الـملة والطاعة وهي العصمة, فقال عمر: صدقت."

وهذا خطأ كبير فى الفهم للمعنى ،

يوجد حديث مرفوع إلى الرسول عليه السلام يقول فيه ( وفقا للراوى) :"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه, فإذا عبر عنه لسانه إما شاكراً وإما كفوراً ، وفى رواية أخرى فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"

وهذا هو الكلم الحق الصحيح ،


لماذا الحديث صحيح المعنى؟

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم : 30]

فطرة : هى " المادة الخام غير المعالجة" ،

فطر:

الفاء تدل على التفرق، وهذا التفرق يفهم معناه من الحروف الأخرى فى ذات الكلمة ،
فلو كان هناك شىء متكتل ومجتمع يتم فكه ب " فك" ، ولو كان الشىء متماسك مع نفسه يتم فرمه ب " فرم" ، والشىء المتصل يتم إبعاده عن أصله ب " فل" ،
والشىء المغلق يتم فتحه ب " فتح" ، وعندما يتكلم أحدهم بكلام غير متسق مع نفسه لعشوائيته نعبر عنه ب " فشر".

الفاء فى " فطر" تدخل على الطاء وهذه الطاء حركة مرنة سهلت التشكل والتحول بالراء، قابلة للإنتشار السريع فى خفة.

فكيف تفرق الفاء هذه المرونة؟

المرونة غير قابلة للتفربق ، فما تفعله الفاء هو إرجاع المرونة إلى أصلها الأول أو إلى الخامة الأولى.

قلنا فى بحث " عيسى عليه السلام هو من صنع الخميرة" أن الفطير هو العجين غير المعالج أو غير متخمر وهذا هو طعام اليهود قبل ظهور عيسى عليه السلام وأن الفاء تنفى عن الفطير حالة " الطير" أو حالة المعاجة التى تدل على مرونة فى إنتشار وتغير العجين.

أنت عندما تنفى شىء تستعمل الحروف " نفى" لأن النون تدل على ظهور الحركة والفاء تقوم بإلغاء هذا الظهور. فى كلمة " فنا" هنا تبدأ الحركة بالفاء لأنه هى المحور الرئيسى للفعل أو الكلمة ، الكلمة قوامها إلغاء ظهور شىء أو تواجده ( إلغاء عمل النون).

وهذا عين عمل الفاء فى كلمة " فطر" وهو إلغاء المرونة أو الحالة المعالجة النتغيرة وإرجاعها إلى أصلها الخام غير المعالج كما فى كلمة " فطير" كما أوضحنا.

نرجع إلى الحديث ونفهمه،


كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه, فإذا عبر عنه لسانه إما شاكراً وإما كفوراً
وسبب ذلك هو أن كل مولود يولد مادة خام وعندما يبدأ تشكيل أو معالجة هذه المادة الخام بالخبرات والعلوم التى إكتسبها الإنسان وتنتهى فإن المحصلة تكون هى الحالة الجديدة المعالجة لمادته الخام ولسانه يعرب عن تلك الحالة.
القول بأن والديه إما يهودانه أو ينصرانه إلخ لأن والديه هم من يشكلون مادته الخام ، لو كان تشكيلها ومعالجتها بالكفر فهو كافر .................
لذلك ينهانا الله أن نطيعهم فى ذلك فقط ، لإنه إعتداء على المادة الخام وتلاعب فيها.

نفرق الأن بين قولين ،

الله فطر السموات والأرض: الله هو من أنشأ أو أوجد المادة الخام الأولى للسموات والأرض

الله خلق السموات والأرض: الخلق هنا هو تشكيل ومعالجة المادة الخام فنتج عنها المكون الجديد السموات والأرض.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نكمل مع دين الفطرة ،

الم تلاحظ الربط بين الشكر لله والشكر للوالدين؟

وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان : 14]
شكر الوالدين: لأنهما من قام على بناء وتشكيل مادتنا الخام ، بدأ من إطعام الجنين عن طريق المشيمة فى بطن إمه ، إلى إرضاعه ورعايته من والديه حتى أصبح رجلا.

شكر الله: لأنه هو من خلقنا من المادة الخام ( الخلق الأول من طين والثانى من نطفة) وهو من شكل مادتنا الخام وأنشأ لنا السمع والبصر والأفئدة وهو كذلك بإذنه وعنايته يتم بناء أجسمامنا بالتغذية ( عمل الأجهزة الداخلية من هضمى وعصبى وغيره لا سلطان لنا عليه) وهو من أعطانا العلم ، لولا الله لكنا كالبهائم أو اضل سبيلا.

إنظر إلى قول الرجل الصالح:

قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً [الكهف : 37]
هناك عناية بسبب تأتى من الوالدين وهناك عناية المشيئة وهى من الله التى تدخل عناية الوالدين حيز التنفيذ والفاعلية.
.............................................

لهذا الشكر للوالدين هو شكر نابع من الفطرة الخامة الأولى قبل تشكيلها وشكرهم على تشكيلها ومعالجتها لتبلغ أشدها فتصبح بمشيئة وإرادة اله شيئا مذكوراً.
من لا يشكر والديه ، لا يعقل أن يكون شاكراً لله. لأن الوالدين نراهم ونعلمهم ونشعر بفضلهم وهو شىء قائم على برهان العلم الحسى المادى، فكيف لمن لا يؤمن بما تراه عينه أن يؤمن بما لم تره عيناه؟
........................................................

شكر الوالدين يكون بالكلمة الطيبة وأن نصاحبهما فى الدنيا معروفاً والإحسان إليهم رداً لجميلهم وفضلهم علينا ،

وشكر الله ، الله لا يناله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى ، أن نتقيه فنخاف عذابه ونرجو رحمته بالبعد عما يغضبه والقرب مما يقربنا إليه بالعمل الصالح.

وأخيراً ،

فى لهجة " حلب" التى ترجع إلى السريانية الأولى يقولون عن الفطور هو الطعام والشراب ،

وهذا حق ، كلمة " فطور" لا علاقة لها بما نعلمه من ترتيب الوجبات اليومية من فطور وغداء وعشاء،

فطور: هى كل طعام وشراب يدخل جوف الإنسان فى أى وقت.


فطور: الفاء والطاء تدلان على المادة الخام الأولى متمثلة فى الطعام والشراب عند دخوله عن طريق الفم ، الواو هى الحاضنة لهذا الطعام والشراب وتعمل على معالجته وتشكيله ، الراء تكرر عمل الواو حتى نحصل من الطعام والشراب على منتجات جديدة، منها ما يكون طاقة لنا ومنها من نخرجه.

ولا حظ قوله تعالى " لا تبديل لخلق الله" ، هذه المادة الخام هى الخلق الأول وهى هنا دين الله ولا يمكن تبديله أبداً ، هناك من يغير فيه ولكنه لا يستطيع تبديل الأصل لأنه باق إلى يوم الدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق