إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 19 سبتمبر 2013

مفهوم " الزنى" وفقاً لخصائص الحروف

مفهوم " الزنى" وفقاً لخصائص الحروف:

زنن: يقول لسان العرب أنها الإتهام بالخير أو الشر ( هو غير متأكد وإن كان يرجح الشر على الخير) ، ويقول بأنه " التضييق"

زنا: القاموس المحيط يقول أنه " ضاق" وهو لغة فى الهمز من " زنأ"

زنأ: يقول الصحاح فى اللغة أنه الحاقن لبوله ، وزنأ فى الجبل : صعد فى الجبل

زنأ : العباب الزاخر يقول " طربت وأسرعت" ولزقت بالأرض أيضا ، وزنأته بمعنى خنقته. ويعيد معنى الحاقن بوله

ويضيف لسان العرب معنى أخر تحت مادة " زنا" بقوله أن إبن الزنية هو آخر مولود للمرأة والرجل كبار السن.

وتحت مادة "زنأ" يقول أزنأه إلى الشىء : ألجأه إليه


هذه المعانى السابقة هى كل ما انعمت علينا به المعاجم ، فهل منها ما يدل على مفهوم " الزنى" الفقهى؟
هم يرجعون المعنى إلى " أن الزانية والزانى " يُضيق على نفسه" ، وهل هذا الفعل يوحى بمعنى الضيق أم التوسيع والكثرة.
.....................................

هناك رأى أخر للأستاذ سامر إسلامبولى يقول بأنه كالزن ، بمعنى أنها تزن عليك حتى تجد مكان تخرج فيه رغبتك الجنسية " ،
وهذا الفهم " قاصر" لأنه ربط إخراج الرغبة الجنسية الملحة بفعل الحرام وفقط.
وهذا يتعدى الفهم الدلالى للكلمة ويضيف معنى معين أو يقصره على معنى دون غيره دون دليل وبرهان.

...............................

زنأ: بالهمزة هو الضيق كما قالت المعاجم ، وهو لغة فى " زنق" وهى لغة أهل كايرو والمدن القريبة منها كالقليوبية والفيوم ، وكذلك تنتشر فى سوريا وفلسطين

وانقل ما كتبه الدكتور رمضان عبد العظيم خبير اللهجات العربية على صفحة " شبكة صوت العرب"

"انقلاب القاف همزة في لهجة القاهرة، وبعض اللهجات الأخرى. ويبدو أن هذا النوع من التطور في القاف قديم في اللغات السامية، فقد نقل ( بروكلمان )(9)عن ( ليتمان )(10) أن القاف تحولت في  أعلام " الفينيقية " في بعض الأحيان إلى همزة، ثم سقطت، كما سقطت الهمزات الأصلية في الفينيقية، فمثلاً: العلم الفينيقي: Himalkart  " حِمَلْقَرْت " تحول إلى Himalar  " حِمَلرْ ".
والعلة الصوتية في هذا التطور، تتلخص في أن مخرج القاف، انتقل إلى الخلف    " باحثًا عن أقرب الأصوات شبهًا به من الناحية الصوتية، فتعمق القاف في الحلق عند المصريين، لا يصادف من أصوات الحلق ما يشبه القاف، إلا الهمزة، لوجود صفة  الشدة في كل منهما "(11).
ولعل هذا التطور كانت له بداياته، في عصور الفصاحة، فقد أوردت المعاجم العربية، وكتب اللغة ، مجموعة من الألفاظ، رويت لنا مرة بالقاف، وأخرى بالهمزة، والمعنى فيهما واحد، وفيما يلي بعض هذه الألفاظ:
1- يقال: قَشَبَه بشرٍّ، وأَشَبَه به، يعني: لامه وعابه ( ما اختلفت ألفاظه للأصمعي 18 – 19، والإبدال لأبي الطيب 2/561 ).
2- القَفْز، والأفْزْ، بمعنى: الوثب ( الإبدال لأبي الطيب 2/562 ).
3- القوم زُهاق مائة، وزُهاء مائة، أي قريب من ذلك ( الإبدال لأبي الطيب 2/562، ويرى ابن فارس في المقاييس 3/33 أن الهمزة هنا هي التي أبدلت قافًا ).
4- يقال: زَنَّقَ على عياله، وزَنَّأَ عليهم، إذا ضيق عليهم فقرًا أو بخلاً ( لسان العرب – زنق 12/11 زنأ 1/84 ).
5- روى ابن السكيت: قَرَم يقْرم قرمًا، إذا أكل ضعيفًا ( اللسان/ قرم        15/373 )، وهو قريب مما رواه ثعلب: أرَمَ ما على المائدة يأْرِمه، أي أكله     (اللسان/ أرم 14/279 ).
6- القَصْر: الحبس ( اللسان/ قصر 6/407 ) وروى الكسائي:" أصَرَ
أما انتشار هذه الظاهرة في اللهجات العربية الحديثة، فيذكر المستشرق ( شيتا ) في كتابه عن اللهجة المصرية(12)، أن " القاف قلبت همزة في القاهرة وضواحيها، وفي القليوبية، والواسطى وجزء كبير من الفيوم، وبعض البلاد العربية الأخرى، وعلى الأخص في سوريا ".
ويزيد عيه بروكلمان(13)، أن ذلك " التحول في صوت القاف إلى همزة، يوجد كذلك في: تلمسان، وشمالي مراكش(14)، وعند اليهود في شمال إفريقيا، وكذلك في  اللغة المالطية، في معظم الأحوال".
وإن كان الشيخ محمد علي الدسوقي يتعجب من أن " أهل جزيرة مالطة ينطقون بالقاف في جميع كلماتهم، التي ورثوها عن العرب الفاتحين، مع أن أهل مصر يستنكفون عن النطق بها " ((15) تهذيب الألفاظ العامية، للشيخ محمد علي الدسوقي 47.)
ويخبرنا ( برجشتراسر ) في الأطلس اللغوي الذي عمله لسوريا وفلسطين سنة 1915م بأن " نطق القاف همزة، يسود معظم مدن سوريا وفلسطين، فيما عدا القليل، ومه ذلك يوجد نطق القاف في المدن أحيانًا بين غير المتعلمين"، كما ينقل عن          ( ليتمان ) قوله: " إن المسيحيين في حلب لا ينطقون إلا الهمزة، على العكس من المسلمين الذين لا ينطقون هناك إلا القاف " كما يقول ليتمان: " وقد سمعت الهمزة  من يهودي متعلِّم، والقاف من مسلم غير مثقف "(Sprachatlas  الفقرة 10).

...............................................

زنن: هو إلحاح يؤدى إلى فعل بتسريع وقوعه.

أنت " تزن" على ودانى حتى تدفعنى إلى الإسراع بتلبية طلبك أو رغبتك.
هو إذا الإسراع فى خروج حركة أو فعل قبل أوانه أو وقته المحدد وهى تأتى بالإصرار على تنفيذ الطلب.
وهذا نعيشه فى البيت من رغبات الأولاد أو الزوجة بزنهم علينا حتى نسرع بتلبية رغبتهم وإن كان الوقت أو الظرف المالى غير مناسب.
.......................................
لنفهم المضاعف من الحرف نقرأ أيتين للفعل " يحادد"

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ [المجادلة : 20]
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ [التوبة : 63]
التضعيف فى أية المجادلة يفيد الإصرار على الفعل ، وفك التضعيف فى أية التوبة أفاد الإصرار مع التكرار المستمر ، هذا التكرار المستمر دل عليه صدى الصوت فى تكرار نطق حرف الدال.
...................................

ولكن الفعل " يزنون" والفاعل " الزانية والزانى" وإسم الفعل " الزنى" ليس فيه تضعيف لحرف النون ، هو فعل المرة الأولى التى لا إصرار أو تكرار لها.
...............................................

ويزنون والزانى والزانية ليس فيها همزة لنفهم منها معنى الضيق والتضييق

...............................................
ويزنون: لا تدل على الإتهام بالشر لأن الزاى ليست مقلوب الظاء كما فى لهجات البعض. القرءان لا يتكلم بلسان العامة والغوغاء.
..................................................................
مع حرف النون ،

حسن عباس :"
صوت النون إذا لفظ مخفَّفاً مرقَّقاً أوحى بالأناقة والرقة والاستكانة، وإذا لفظ مشدداً بعض الشيء. أوحى بالانبثاق والخروج من الأشياء، تعبيراً عن البطون والصميمية، كما قال العلايلي والأرسوزي.
أما إذا لفظ بشيء من الشدة والتوتر، فلابد لموحياته الصوتية أن تتجاوز ظاهرة الانبثاق العفوية، إلى النفاذ القسري والدخول في الأشياء، وإذا لفظ بشيء من الخنخنة (إخراج الصوت من الأنف). أوحى بالنتانة والخِسّة.
وإذن فإن موحيات صوت هذا الحرف ومعانيه تتغير بحسب كيفية النطق به، فهو يوحي تارة بالحركة من الداخل إلى الخارج، وهو الانبثاق، كما يوحي تارة أخرى بالحركة من الخارج إلى الداخل، وهو النفاذ في الأشياء.
..........................................................
مع حرف الزاى ،

يقول حسن عباس فى كتابه خصائص الحروف ومعانيها:

"
مجهور رخو. يشبه رسمه في السريانية صورة الزند"
ويقول عنه العلايلى أن " للتقلع القوى" ،

ويضيف حسن عباس :"
حرف الزاي  أحدَّ أصوات الحروف قاطبة.
وعلى الرغم من بساطة صوت هذا الحرف الأسَلي ، فهو متنوع الخصائص.
فحدَّة صوته توحي بالشدة والفعالية .
وهذه الحدَّة التي تحاكي صوت حزِّ الحديد على الحديد ، تؤهِّله للتعبير عن الأصوات المماثلة في الطبيعة.
ولما كان صوت هذا الحرف يستمد حدَّته من ذبذباته الصوتية العالية ، فهو إذا لفظ بشيء من الشدَّة أوحى بالاضطراب والتحرّك والاهتزاز. أما إذا لفظ مخففا بعض الشيء ، فهو يوحي بالبعثرة والانزلاق وذلك (حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث). إنتهى

...............................................................................

ونقول:

حرف الزاى ينطق " زاى" ، من مكونات صوته صوت الياء ، لأن هذا الحرف يحتوى الياء ويسيطر عليها ،
الياء تفيد المدة الزمنية التى تستغرقها الحركة والزاى يعمل على إسراع خروج الحركة بتقصير المدة الزمنية.

وحرف النون الذى فهموه أنه تارة للخفاء وتارة للإنبثاق والظهور هو يدل على الإثنين معاً لأنه يتكون من نونين ، النون الأولى تدل على خفاء وسكون الحركة ، والواو تقوى هذه الحركة الساكنة فتبعث فيها الحياة لتنبثق منها نون ظاهرة . يمكننا القول أنه حرف مضطرب فى داخله لهذا هو صوت رنينى. وظهوره أو سكونه يتوقف على تأثير الأحرف الأخرى عليه أو تأثيره هو عليها.
...............................................................................

لنفهم عمل الزاى والنون نضرب مثالاً،

حرف القاف يعمل على إيجاد رابط بين حركات متفرقة ولا يشترط التماثل التام بينها ،كمثال " قافية" الشعر تجد رابط فى الأبيات الشعرية المتمثل فى الحرف الأخير من آخر كلمة فى كل بيت وهذه الكلمات مختلفة ، يجمع بينها فى قافية واحدة حرف النون كمثال.

ولكن حرف النون يفعل ما هو أكثر من ذلك لأنه مسؤل عن ظهور الحركة فى وضوح لا لبث فيه ،

عندما يدخل حرف النون على القاف فإنه يقوم بعملية التنقية ، يفرز هذه المجتمعات بالقاف وينقيها مما هو دخيل عليها .

نأخذ تشبيه عملى ،

حبات الرز المختلطة مع حبات الزلط وغيرها مما هو ليس برز تتجمع داخل القاف ( الإناء) لأن القاف لا يعنيه أنها كلها من نفس الشىء ، هو يحاول إيجاد أى رابط بينها وليكن الصلابة ليجمعها فى داخله.

النون تدخل على الإناء وتعمل على ظهور هذا الرابط فتقوم بفرز ما هو رز فى ناحية وما هو زلط فى ناحية. الواقع أنها قامت بتقوية فعالية القاف على الجمع والربط ليصل إلى 100 % تماثل.

يقفى الأثر ، ينقى الشىء

عندما تدخل الزاى على هذا الثنائى يحدث أن حركة النون لا تكتمل ، فما إن بدأت بالفرز تأتى الزاى العجولة وتسبب أن المكونات تزنق فى بعضها البعض. النون أظهرت النقاء ولكنها لم تنهى عملها بالفصل بين المفروزات ولعجلة الزاى تبقى هذه المفروزات متلاحمة أو ملتصقة ببعضها.

يقفى ، ينقى ، يزنق

نخلص إلى أن الزاى والنون تشكلا معاً حركة ناتجة أو ظهور حركة غير مكتملة بسرعة وعجالة.

ولنفهم أكثر عمل الزاى نعطى بعض الأمثلة الأخرى ،

حرف العين تدل على وضوح وعلو وصفاء أو عمق الحركة ،

هذا العمق الدال على وضوح وصفاء الحركة عندما تدخل عليه الزاى فإنها تُعجل من ظهور هذا الصفاء فتخرج الحركة ناقصة لم تتم على أكمل وجه ، وهذا هو " الزعم" ،

زعم: عندما نقول فلان " يزعم كذا" نريد أن ندلل على أن " كذا" هذه غير واضحة أو أنها معلوكة غير مؤكدة وغير مستوثقة.

وعدنما تأتى الياء بعد العين فى كلمة " زعيم" فإنها تكمل الحركة التى إستعجلتها الزاى قبل أن تتم بالعين لتخرج إلى الوجود.

قلنا سابقا أن الزاى تحوى صوت الياء ولهذا الزاى تسيطر على عمل الياء ولكن فى زعيم أتت الياء من خارج وعاء الزاى فلم تتمكن العين من التأثير عليها.

أنت تعرف " الخرف" وهو يصيب كبار السن فيقولون أشياء غير منطقية لعدم قدرتهم العقلية على الربط بين الماضى والحاضر ، الخرف حركة ضعيفة متفرقة ومشتتة أو هى أفكار مشوهة مشوشة،

عندما تدخل الزاى على هذا المكون فإنها تعجل وتسرع من حركة الخاء التى تدل على الرخاوة التى تنتج التشوية والإضطراب فلا يكتمل هذا التشوية وتخرج الحركة للظهور ناقصة غير كاملة منتجة " الزخرفة" .

أنت عندما تريد أن تعبر الطريق إلى الناحية الأخرى ولكنك تجد عقبات لو إتخذت خطا مستقيما فتضطر إلى أن تلف حول المكان وتستغرق حركتك أو عبورك لذلك وقتا أطول.
ولكنك عندما تستعين بعامل مساعد وهو الزاى فإنك تعجل وتسرع من حركة اللف.

مفهوم اللف يأتى من إتصال حركات متفرقة باللام ، فتأتى الزاى وتسرع من وتيرة الإتصال بين المتفرقات فتصل اللام بين النقطة ألف والنقطة جيم دون الحاجة إلى وصل الباء والتاء ، هنا الحركة إنتهت وخرجت إلى الحياة ولكنها ناقصة فى داخلها.وهذا هو معنى " زلفا" .

وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ : 37]
 زلفى: هو الإنتقال فى المكانة من الدرجة العاشرة إلى الثالثة كمثال دون المرور بالتدرج الطبيعى بإجتياز الدرجة التاسعة فالثامنة وهكذا إلى الثالثة. هو إختصار للوقت.

أنبياء الله داود وسليمان عليهما السلام لهما عند الله زلفى وحسن مئاب ، والله يضاعف من يشاء.

......................................

المعاجم السريانية أتت بمعانى مختلفة لكلمة " زنن" ومنها المعنى الدارج للزنا وهو الفجور والعهر ، وكذلك معنى الثرثرة وإن أخطأت فى إيجاد المعنى العربى المقصود وهو الإلحاح بإصرار وليس الثرثة ، وأهم ما جاءت به هو معنى حدوث الشىء فجأة وبسرعة كما فى الجدول التالى:



ܪܶܡܙܳܢܐܝܬ 
ܪܶܡܙܳܢܐܝܬ 

suddenly 
فجأة 
soudain 

......................................................

ذكر معجم لسان العرب حديثاً شارحاً له :

" وفي الحديث: أَنه وفد عليه مالك بن ثعلبة فقال من أَنتم؟ فقالوا: نحن بنو الزَّنْية فقال: بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ.
والزنْية، بالفتح والكسر: آخِرُ وَلدِ الرجل والمرأَة كالعجْزة، وبنو مَلِكٍ يُسَمَّوْنَ بَني الزَّنْية والزِّنْية لذلك، وإنما قال لهم النبي، صلى الله عليه وسلم، بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ نَفْياً لهم عما يوهمه لفظ الزنْية من الزنا  والرَّشْدةُ أَفصح اللغتين"
الحديث لسانياً لا بأس به ( بعيداً عن كونه موضوع أو صحيح) ولكن الشارح أخطا لأنه لم ينتبه إلى كلمة " الرشدة" ، هذه الكلمة لا تتوافق مع قوله أن الزنية هى آخر الولد، إنما تتوافق مع فهم إبن الزنية على أنه الولد المولود ناقصاً فى شهره السابع بدلا من التاسع ولهذا قال لهم قولوا " بنى الرشدة" ليرفع عنهم النقصان فى التكوين والعقل.

البحث إنتهى إلى بيان المعنى والقارىء له حرية الوصول إلى مفهوم " الزنى" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق