الترجمة وفهم الحديث المقدس ،
بالنظر إلى ترجمة الأية الكريمة:
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف : 20]
نجد ترجمات متباينة ،
Ahmed Raza Khan
And the brothers sold him for an improper price, a limited number
of coins; and they had no interest in him.
فى هذه الترجمة إنحرف المترجم عن منطوق الأية ونسب البيع إلى إخوة يوسف تأثراً
بالتاريخ التوراتى الذى يقول أن من باعه هو إخوته أنفسهم.
وإستبدل المترجم كلمة الدراهم بكلمة النقود المعدنية ( ولا خطأ فى ذلك).
Pickthall
And they sold him for a low price, a number of silver coins; and
they attached no value to him.
وهنا إستبدل المترجم الدراهم بالعملة الفضية، تأثراً أيضا بالتاريخ التوراتى الذى ذكر
الفضة كعملة للبيع.
shakir
And they sold him for a small price, a few pieces of silver, and they
showed no desire for
ولا يختلف هنا الأمر عن سابقه.
وفى ترجمة مجمع الملك فهد جاءت على نوح:
For a few Dirhams ( i.e. for few silver coins
ذكر دراهم قليلة وشرحها بين قوسين على أنها القليل من النقود الفضية.
.................
لماذا كل هذا التخبط ؟
فى عصر يوسف عليه السلام كان البيع يتم بالمقايضة،
إخوة يوسف جاءوا ببضاعة ليبادلوها بالحنطة:
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا
الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ [يوسف : 88]
فمن أين أتت " دراهم معدودة" فى الأية؟
فشروه بثمن بخس .... دراهم معدودة
المعاجم ترجع كلمة " درهم" إلى الفارسية ، على إعتبار أنها عملة سكها الفرس وكان
الناس يتعاملون بها. كما كانوا يتعاملون بالدينار البيزنطى وكلاهما من الفضة.
ما ذكرته التوراة التاريخية " الفضة" ، وما ذكره القرءان " الدرهم" كلاهما يؤدى إلى
نفس المعنى، فالدرهم هو العملة أو الفضة هى ما صنعت منه العملة.
كلمة " درهم" فى الفارسية تعنى " البديل" ، وكلمة " درم" تعنى مقياس، ربما أصل
الكلمة " درم" وعربت " درهم" وتم تصديرها مرة أخرى إلى اللغة الفارسية.
وعندهم مثل يقول " درهم وبرهم" بمعنى أنه غير مرتب أو فوضى ، وكلمة برهم تدخل
عندهم فى تركيبات تعنى التحطيم.
ونحن نقول " برهم" بمعنى أطال النظر إلى الشىء وتبين له خطأه ( راجع المعجم).
كل هذه التعبيرات لبرهم فى الفارسية أو العربية مرجوعها إلى إبراهيم عليه السلام الذى
حطم الأصنان فأحدث فوضى فيها وفى عقول عابديها وذلك بعد أن أمعن فيها وغيرها
النظر وتبين له أنها لا تضر ولا تنفع.
نعود إلى كلمة " درهم" أو " فضى" ، هذه الكلمة سواء فى القرءان أو التوراة لا تعنى
العملة المستخدمة فى وقت الحدث ، إنما هى بيان لقوله " ثمن بخس" ليفهم متلقى القرءان
فى وقت نزوله ما هو هذا الثمن البخس.
وعند ترجمتها اليوم لنا أن ننقلها إلى اللغات الأخرى بالصورة التى يفهموها بها ، كأن
نقول " جنيعات معدودة أو قروش معدودة" الخ.
بالنظر إلى ترجمة الأية الكريمة:
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف : 20]
نجد ترجمات متباينة ،
Ahmed Raza Khan
And the brothers sold him for an improper price, a limited number
of coins; and they had no interest in him.
فى هذه الترجمة إنحرف المترجم عن منطوق الأية ونسب البيع إلى إخوة يوسف تأثراً
بالتاريخ التوراتى الذى يقول أن من باعه هو إخوته أنفسهم.
وإستبدل المترجم كلمة الدراهم بكلمة النقود المعدنية ( ولا خطأ فى ذلك).
Pickthall
And they sold him for a low price, a number of silver coins; and
they attached no value to him.
وهنا إستبدل المترجم الدراهم بالعملة الفضية، تأثراً أيضا بالتاريخ التوراتى الذى ذكر
الفضة كعملة للبيع.
shakir
And they sold him for a small price, a few pieces of silver, and they
showed no desire for
ولا يختلف هنا الأمر عن سابقه.
وفى ترجمة مجمع الملك فهد جاءت على نوح:
For a few Dirhams ( i.e. for few silver coins
ذكر دراهم قليلة وشرحها بين قوسين على أنها القليل من النقود الفضية.
.................
لماذا كل هذا التخبط ؟
فى عصر يوسف عليه السلام كان البيع يتم بالمقايضة،
إخوة يوسف جاءوا ببضاعة ليبادلوها بالحنطة:
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا
الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ [يوسف : 88]
فمن أين أتت " دراهم معدودة" فى الأية؟
فشروه بثمن بخس .... دراهم معدودة
المعاجم ترجع كلمة " درهم" إلى الفارسية ، على إعتبار أنها عملة سكها الفرس وكان
الناس يتعاملون بها. كما كانوا يتعاملون بالدينار البيزنطى وكلاهما من الفضة.
ما ذكرته التوراة التاريخية " الفضة" ، وما ذكره القرءان " الدرهم" كلاهما يؤدى إلى
نفس المعنى، فالدرهم هو العملة أو الفضة هى ما صنعت منه العملة.
كلمة " درهم" فى الفارسية تعنى " البديل" ، وكلمة " درم" تعنى مقياس، ربما أصل
الكلمة " درم" وعربت " درهم" وتم تصديرها مرة أخرى إلى اللغة الفارسية.
وعندهم مثل يقول " درهم وبرهم" بمعنى أنه غير مرتب أو فوضى ، وكلمة برهم تدخل
عندهم فى تركيبات تعنى التحطيم.
ونحن نقول " برهم" بمعنى أطال النظر إلى الشىء وتبين له خطأه ( راجع المعجم).
كل هذه التعبيرات لبرهم فى الفارسية أو العربية مرجوعها إلى إبراهيم عليه السلام الذى
حطم الأصنان فأحدث فوضى فيها وفى عقول عابديها وذلك بعد أن أمعن فيها وغيرها
النظر وتبين له أنها لا تضر ولا تنفع.
نعود إلى كلمة " درهم" أو " فضى" ، هذه الكلمة سواء فى القرءان أو التوراة لا تعنى
العملة المستخدمة فى وقت الحدث ، إنما هى بيان لقوله " ثمن بخس" ليفهم متلقى القرءان
فى وقت نزوله ما هو هذا الثمن البخس.
وعند ترجمتها اليوم لنا أن ننقلها إلى اللغات الأخرى بالصورة التى يفهموها بها ، كأن
نقول " جنيعات معدودة أو قروش معدودة" الخ.
الفيصل فى المسألة هو الفعل " شروه":
شروه بثمن بخس ، فى الفرق بين يشرى ويشترى ويبيع ،
يبيع يقابلها يشترى ،
الذى يبيع هو من فى حوزته البضاعة ويأخذ ثمنها ،
والذى يشترى هو من فى حوزته الثمن ويأخذ البضاعة،
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ
وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ
فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111]
فى الأية السابقة يشترى الله الأنفس والأموال مقابل الجنة.
بيعكم الذى بايعتم به: هو يبيعون أنفسهم وأموالهم مقابل الثمن ، وجاءت " بايعتم" ولم يقل
" بعتم" لأن البيع مؤجل ولا يقبض الثمن فورى.
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو
يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [النساء : 74]
يشرون الحياة الدنيا بالأخرة: الحياة الدنيا هى البضاعة ، والأخرة هى كذلك بضاعة وإن
كانت الثمن. هم يعرضون بضاعة مقابل الحصول على بضاعة أخرى
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف : 20]
شروه بثمن بخس: هم أنفسهم مشترون، يشترون بضاعة مقابل بضاعة أخرى.
نوضح أكثر:
يشترى: يريد الحصول على البضاعة
يشرى: يملك بضاعة ويريد ثمنها بضاعة أخرى. ( لا يوجد نقود فى هذا التعامل).
لذلك الذى يعرض بضاعة مقابل بضاعة أخرى يقال له " يشرى" ولا يقال له يبيع.
الذى إشتراه من مصر: لم يقل " الذى شراه" ، لأن دخول التاء دلت على أن البضاعة
إنتقلت من الطرف الأخر إليه.
لو قال " شراه" لكان هو الذى عرض بضاعة والأخرون قدموا بضاعة أخرى مقابلها.
قبل أن نتوه،
يشترى: من يأخذ شىء معروض للبيع مقابل ثمنه
يشرى: من يعرض بضاعة ليأخذ بضاعة أخرى
يشرى: تحمل فى طياتها معنى البيع والشراء معا، أنت تبيع بضاعة وتشترى بضاعة
أخرى.
يشرى: الفاعل هو " الشارى" والشارى لا يحصل على نقد إنما على بضاعة.
يبيع يقابلها يشترى ،
الذى يبيع هو من فى حوزته البضاعة ويأخذ ثمنها ،
والذى يشترى هو من فى حوزته الثمن ويأخذ البضاعة،
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ
وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ
فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111]
فى الأية السابقة يشترى الله الأنفس والأموال مقابل الجنة.
بيعكم الذى بايعتم به: هو يبيعون أنفسهم وأموالهم مقابل الثمن ، وجاءت " بايعتم" ولم يقل
" بعتم" لأن البيع مؤجل ولا يقبض الثمن فورى.
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو
يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [النساء : 74]
يشرون الحياة الدنيا بالأخرة: الحياة الدنيا هى البضاعة ، والأخرة هى كذلك بضاعة وإن
كانت الثمن. هم يعرضون بضاعة مقابل الحصول على بضاعة أخرى
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ [يوسف : 20]
شروه بثمن بخس: هم أنفسهم مشترون، يشترون بضاعة مقابل بضاعة أخرى.
نوضح أكثر:
يشترى: يريد الحصول على البضاعة
يشرى: يملك بضاعة ويريد ثمنها بضاعة أخرى. ( لا يوجد نقود فى هذا التعامل).
لذلك الذى يعرض بضاعة مقابل بضاعة أخرى يقال له " يشرى" ولا يقال له يبيع.
الذى إشتراه من مصر: لم يقل " الذى شراه" ، لأن دخول التاء دلت على أن البضاعة
إنتقلت من الطرف الأخر إليه.
لو قال " شراه" لكان هو الذى عرض بضاعة والأخرون قدموا بضاعة أخرى مقابلها.
قبل أن نتوه،
يشترى: من يأخذ شىء معروض للبيع مقابل ثمنه
يشرى: من يعرض بضاعة ليأخذ بضاعة أخرى
يشرى: تحمل فى طياتها معنى البيع والشراء معا، أنت تبيع بضاعة وتشترى بضاعة
أخرى.
يشرى: الفاعل هو " الشارى" والشارى لا يحصل على نقد إنما على بضاعة.