ليقطع طرفاً من الذين كفروا ، كيف ذلك؟
{ وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) } (سورة آل عمران 126 - 127)
الذين كفروا يقيمون فى مكة، ومنهم من خرج لقتال المسلمين.
أهل مكة كلهم فى مكة ، ماعدا بعضهم الذى خرج من مكة لملاقات المسلمين،
هذا البعض الذى خرج إمتداد خارجى لمن فى الداخل( داخل مكة) أو قل أنه جزء تطرف من الداخل إلى الخارج.
هذا الطرف من الذين كفروا ، هذا الطرف إما أن يقطع بموته قتلاً أو يكبت ( كبته يكون برده إلى الداخل مرة أخرى وذلك بهزيمتهم وإرتدادهم خائبين).
الطرف إذاً هو جزء من الكل فى الخارج ظاهر ( والكل فى الداخل)،
الله يسلخ الليل من النهار والعكس،
عند إنسلاخ النهار يكون أول جزء يظهر منه هو طرفه وبيقة النهار مازالت داخل الليل.
وبداية ظهور النهار تكون عند تيين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر وهذا الطرف ينتهى مع طلوع الشمس، لأن طلوع الشمس معناه أنك ترى النهار كله كاملاً تاماً وليس طرفه فقط.
الطرف الثانى من النهار تراه كذلك فى الخارج بعد أن يكون قد دخل بقيته فى الليل وهذا يتحقق مع مغيب الشمس، أو بمعنى أخر أنه بداية النهاية من النهار. صورة عكسية للخروج، خروج النهار بالفجر. هنا رجوع النهار إلى مكمنه وعلامته نزول الشمس فى الأفق.
هما صورتان متقابلتان، الصورة الأولى تبدأ بالفجر وتنتهى بطلوع الشمس
والصورة المقابلة تبدأ مباشرة بعد نزول الشمس فى الأفق وتنتهى .....
إنتهاء الصورة الأولى نراه فى طلوع الشمس، فماذا عن نهاية الصورة الثانية التى تبدأ بمغيبها؟
طلوع الشمس يسبق الشفق الأحمر ومغيبها يكون مصوحباً بالشفق الأحمر وعند إختفاء هذا الشفق الأحمر ينتهى معه الصورة الثانية،
وعند هذه النقطة يكون قد بدأت صورة تكون الليل التى يدل عليها تحول الشفق الأحمر إلى الرمادى فالأسود.
لهذا قالت الأية " وزلفاً من الليل" ،
زلف الليل يعنى دخول جزء منه أو قل وضوح جزء منه،
تأمل مشهد إزلاف فرعون وجنده :
{ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) } (سورة الشعراء 63 - 66)
فرعون قد دخل بين الفلقين ولا نعلم تحديداً المسافة التى قطعها داخله قبل الغرق.
لأنه هنا لا يتضح لنا أو يتبين مقدار هذا الزلف من الليل، فقد بينها القرءان فى مشهد أخر:
{ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) } (سورة الإسراء 78)
مشهد تحقق غسق الليل أو عند إتضاح تلك الصورة هو " زلفاً من الليل":
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } (سورة هود 114)
غسق الليل هو سواد الشفق وعندما يغطى هذا الغسق الأسود الأفق بالكامل فإنه إيذان بدخول الليل كاملاً ( فمحونا أية الليل).
قد يقول البعض أنه يكور الليل على النهار والعكس ويستدل من ذلك أن النهار مثل الكرة والكرة لها أكثر من طرف أو أن أى نقطة فى الكرة تصلح أن تكون طرفاً. وهذا صحيح لأول وهلة ولكن التكوير ما هو إلا جمع خيوط الليل ونسج خيوط النهار والعكس ولا علاقة له بالشكل الكروى،
لأن هناك أية كذلك تقول بسلخ أية النهار من الليل والعكس،
لنتخيل خروف يقوم الجزار بسلخه ، الجلد هو النهار وما تحته ( اللحم) هو الليل، عند سلخ الجلد من اللحم نرى اللحم، و وبرجوع الجلد ليغطى اللحم تكون قد كورت الجلد على اللحم أو جمعته، هل هناك كرة هنا؟ لا يوجد
نحن نرى الأفق بالعين المجردة ونراقب طلوع الشمس ومغيبها، مغيب الشمس ونزولها فى الأفق حتى الدرجة 6 هو أحد أطراف النهار لأنه عند تماس الشمس أعلى الخط 6 درجات مانزال عنده نرى أثار النهار وعند نزول قرص الشمس أسفل هذا الخط المعبر عن الدرجة 6 نكون قد دخلنا فى غسق الليل.
والعكس عند طلوع الشمس ، عندما يصعد قرص الشمس فو ق تماس الدرجة 6 يكون قد دخل الفجر وهو بداية طرف النهار الذى ينتهى بطلوع قرص الشمس فوق خط تماس الأفق. وهذا هو الشفق المدنى.
الخلاصة: طرفى النهار لا تعنى الظهر أو العصر لأن الفترة من طلوع الشمس فوق الأفق ونزولها لتلامس خط الأفق هى تعبر عن النهار كاملاً وتاماً كجزء واحد يعبر عن الكل ولا يعبر عن أحد أطرافه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق