بيئة القرءان :
يقولون أن القرءان يخاطب العالمين ، وهذا صحيح .........
ولكن القرءان يخاطب بصفة أساسية القوم الذين أنزل عليهم القرءان وبلسان رسولهم الذى هو لسانهم العربى المبين ... لو أنزله بلسان أعجمى لقالوا لولا فصلت أياته أعجمى وعربى ......
وأيات الخلق فى القرءان تخاطب قوم الرسول ... وقد أعرضوا عنها وسألوه أيات حسية كالتى أتى بها موسى عليه السلام وسألوه أن ينزل عليهم كسفا من السماء.
وهذا تم رفضه:
{ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) } (سورة الأَنعام 35 - 37)
{ طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) } (سورة الشعراء 1 - 6)
وبعد أيات الشعراء جاء :
{ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) } (سورة الشعراء 7)
هذا الخطاب خطاب مباشر لقوم الرسول عليه السلام ، قد تقول أن " ألم يروا" تأتى بمعنى " ألم يعلموا" ، وهذا صحيح ،
ولكن عندما يخاطبهم القرءان بقوله" إنظروا" فهذا يعنى أنه ماثل أمام أعينهم:
{ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) } (سورة الأَنعام 99)
أمر بالنظر إلى ثمره ، ليس هذا فحسب بل والنظر مرة أخرى إلى ينعه بعد أن ينضج الثمر ويستوى. هو أمر للمعاينة بالعين المجردة ولا يعتمد على العلم بالشىء.
بل وأكثر من ذلك تجد القرءان يكلمهم عما يحرثونه هم، وإنه لعبث أن يخاطب القرءامن قوم لا يزرعون ولا يحصدون عن الحرث والزرع:
{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) } (سورة الواقعة 62 - 72)
وتأمل السؤال عن الماء الذى يشربون ...........
ومن أيات القرءان لهم لعلهم يعقلونها، قوله عن القطع المتجاورات والجنات التى فضل بعضها على بعض فى محصولها ( الأكل) ، بديهى وعقلى ومنطقى أنه من يملك الجنات ويقوم عليها منتظراً قطافها هو من يعلم إن أتت أكلها ضعفين أم لم تأتى
{ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) } (سورة الرعد 4)
تأمل الخطاب فى هذه الأيات وضع ألف خط تحت كلمة " لكم" ، وتأمل ما كان لهم:
{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) } (سورة المؤمنون 18 - 22)
دعك هنا من الماء والجنات وتأمل " الفلك" ، هم قوم ركبوا البحر إذاً ، وتأمل الحديث عن شجرة سيناء ، لم يدعى حتى كذباً نساخ التاريخ والسير أن قوم الرسول ذهبوا إلى سيناء تجاراً ليروا تلك الشجرة. هذا ولنا رأى فى أن طور سيناء هو سلسلة جبال لبنان الشرقية.
على كثرة التزوير فى كتب التاريخ والرواية إلا أنهم نسوا بعض أشياء ،
ومنها هذا الحديث الذى يخبرك عن حمض مكة وما تزرعه:
حدثنا أحمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال حدثني مفضل بن غسان قال: حدثنا أحمد بن عمر مولى أسلم قال: حدثنا أسلم قال: حدثنا حزام بن هشام عن أبيه, قال: قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب, فدخل على عائشة رضي الله عنها, فاستخبرته عائشة رضي الله عنها عن مكة كيف تركتها؟ فذكر أن مطرا أصابها, فقال: تركت بطحاءها قد ابيضت, وانتشر عضاضها, وأعذق إذخرها, وأسلب ثمامها, وأبقل حمضها, فدخل النبي-صلى الله عليه وسلم- على ذلك فقال : إيها يا أصيل !! لا تحزنا .
وهذه الرواية الأخرى من صحيح مسلم والذى يحدثنا عن واد الأزرق وهو معروف أنه فى الأردن:
أين واد الأزرق؟
وحدثني محمد بن المثنى. حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن أبي العالية، عن ابن عباس؛ قال:
سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة. فمررنا بواد. فقال "أي واد هذا؟" فقالوا وادي الأزرق. فقال "كأني أنظر إلى موسى صلى الله عليه وسلم (فذكر من لونه وشعره شيئا لم يحفظه داود) واضعا إصبعيه في أذنيه. له جؤار إلى الله بالتلبية. مارا بهذا الوادي" قال "ثم سرنا حتى أتينا على ثنية. فقال "أي ثنية هذه ؟" قالوا: هرشى أو لفت. فقال "كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء. عليه جبة صوف. خطام ناقته ليف خلبة. مارا بهذا الوادي ملبيا".
[ش (لفت) قال ابن الأثير: ثنية لفت هي بين مكة والمدينة. واختلف في ضبط الفاء فسكنت وفتحت. ومنهم من كسر اللام مع السكون. (ليف خلبة) روى بتنوين ليف وروى بإضافة إلى خلبة. فمن نون جعل خلبة بدلا أو عطف بيان]
وحدثني محمد بن المثنى. حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن أبي العالية، عن ابن عباس؛ قال:
سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة. فمررنا بواد. فقال "أي واد هذا؟" فقالوا وادي الأزرق. فقال "كأني أنظر إلى موسى صلى الله عليه وسلم (فذكر من لونه وشعره شيئا لم يحفظه داود) واضعا إصبعيه في أذنيه. له جؤار إلى الله بالتلبية. مارا بهذا الوادي" قال "ثم سرنا حتى أتينا على ثنية. فقال "أي ثنية هذه ؟" قالوا: هرشى أو لفت. فقال "كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء. عليه جبة صوف. خطام ناقته ليف خلبة. مارا بهذا الوادي ملبيا".
[ش (لفت) قال ابن الأثير: ثنية لفت هي بين مكة والمدينة. واختلف في ضبط الفاء فسكنت وفتحت. ومنهم من كسر اللام مع السكون. (ليف خلبة) روى بتنوين ليف وروى بإضافة إلى خلبة. فمن نون جعل خلبة بدلا أو عطف بيان]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق