الذين يسعون فى الأرض فساداً:
الفساد له صفات عديدة فى القرءان ومنها:
ما فعله فرعون من إستعباد طائفة من الناس وإلحاق الأذى والظلم بهم هو من الإفساد فى الأرض:
{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) } (سورة القصص 4)
قوم لوط كانوا بأفعالهم من المفسدين فى الأرض:
{ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) } (سورة العنْكبوت 29 - 30)
أصحاب مدين وعدم إستيفاء المكيال وبخس الناس أشياءهم وهذا من أنواع الإفساد:
{ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) } (سورة هود 85)
وهذه الأيات تفرق بين الإفساد وبين الإيمان:
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) } (سورة البقرة 11 - 13)
كونك لا تؤمن بالله ، هذا ليس إفساد فى الأرض ( شأنك وحدك). أما إن كنت تصد عن سبيل الله ، بمعنى أنك تحول بين الأخرين والإيمان فأنت مفسد فى الأرض:
{ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) } (سورة الأَعراف 86)
الأية التالية :
{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) } (سورة المائدة 33 - 34)
محاربة الله ورسوله وقت نزول القرءان كانت تأتى ممن كفر من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين وذلك بصدهم عن سبيل الله ، بالتعرض بالأذى لمن يؤمن أو تهديده ومنعه وفوق ذلك إعلان الحرب على الرسول ومن معه وهذا ثابت فى القرءان الكريم.
السعى فى الأرض فسادا: كإشعال الفتنة وهذا من فعل من كفر من اليهود ، وكذلك المرجفون فى المدينة من المنافقين الذين اشاعوا الأقاويل على نساء المؤمنين وكانوا يتحرشون بهن وقد جاء تهديدهم بقتالهم أو نفيهم :
{ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) } (سورة الأحزاب 60)
الأية تعطى ثلاث خيارات ، أولها هو التقتيل وأن يقتلوا فى حالة حدوث قتال بينهم وبين الطائفة المصلحة التى تحاول توقيفهم ،
إن إستسلموا دون قتال يأتى " الصلب" والصلب فى اللسان العربى هو تقييد الحركة ويمكن تحققه بالحبس أو السجن ، وقد ذكر الصلب فى قصة فرعون حيث توعد السحرة بالتصليب على جذوع النخل ( بربطهم وتكتيفهم) وقد زاد عليه فرعون تجريح الأيدى والأرجل لتنزف حتى الموت ( الموت البطىء) . الصلب لا يعنى ما قد تتصوره من دق مسامير فى أيدى المصلوب على خشبة على سبيل المثال ، لأن هذا أبشع صور الصلب ويؤدى إلى الموت.
بينما تصليب المفسدين فى الأية لا يؤدى إلى موتهم ، غرضه تقييد ومنع حركتهم ،
والخيار الأخر هو تقطيع أرجلهم من خلاف وذلك بتجريحها من خلاف ، وخلاف الأرجل يقابله أمامها ( ظهر وباطن الأرجل). يعنى التجريح يكون فى الجزء الخلفى حيث العروق واللحم وليس من الأمام حيث العظام ، والغرض من ذلك هو أيضاً منع حركتهم.
إن لم يجدى ذلك فعلى الطائفة الحاكمة أو الحاكم أن ينفيهم من الأرض.
من يركب أتوبيس نقل عام ويقوم بتمزيق كرسى فى الأتوبيس ، هذا لا يعد من الذين يسعون فى الأرض فسادا، لأنه قام بفعل عرضى لمرة واحدة ( عقوبته كما يقررها القانون كدفع تعويض أو ما شابه). السعى فى الأرض فسادا لا يتحقق معناه إلا إذا كان المفسد " يسعى لذلك" ، بمعنى أنه كرس وقته وجهده لفعله ، كمجموعة مخربة شغلها الشاغل هو تحطيم السيارات المارة وإلقاء الحجارة على المحلات فتحطم الواجهة وتعطيل المرور إلى أخره.
وكيفية التطبيق للعقوبة متروكة للحاكم وفقاً لما حددته الأية
الفساد له صفات عديدة فى القرءان ومنها:
ما فعله فرعون من إستعباد طائفة من الناس وإلحاق الأذى والظلم بهم هو من الإفساد فى الأرض:
{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) } (سورة القصص 4)
قوم لوط كانوا بأفعالهم من المفسدين فى الأرض:
{ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) } (سورة العنْكبوت 29 - 30)
أصحاب مدين وعدم إستيفاء المكيال وبخس الناس أشياءهم وهذا من أنواع الإفساد:
{ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) } (سورة هود 85)
وهذه الأيات تفرق بين الإفساد وبين الإيمان:
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) } (سورة البقرة 11 - 13)
كونك لا تؤمن بالله ، هذا ليس إفساد فى الأرض ( شأنك وحدك). أما إن كنت تصد عن سبيل الله ، بمعنى أنك تحول بين الأخرين والإيمان فأنت مفسد فى الأرض:
{ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) } (سورة الأَعراف 86)
الأية التالية :
{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) } (سورة المائدة 33 - 34)
محاربة الله ورسوله وقت نزول القرءان كانت تأتى ممن كفر من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين وذلك بصدهم عن سبيل الله ، بالتعرض بالأذى لمن يؤمن أو تهديده ومنعه وفوق ذلك إعلان الحرب على الرسول ومن معه وهذا ثابت فى القرءان الكريم.
السعى فى الأرض فسادا: كإشعال الفتنة وهذا من فعل من كفر من اليهود ، وكذلك المرجفون فى المدينة من المنافقين الذين اشاعوا الأقاويل على نساء المؤمنين وكانوا يتحرشون بهن وقد جاء تهديدهم بقتالهم أو نفيهم :
{ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) } (سورة الأحزاب 60)
الأية تعطى ثلاث خيارات ، أولها هو التقتيل وأن يقتلوا فى حالة حدوث قتال بينهم وبين الطائفة المصلحة التى تحاول توقيفهم ،
إن إستسلموا دون قتال يأتى " الصلب" والصلب فى اللسان العربى هو تقييد الحركة ويمكن تحققه بالحبس أو السجن ، وقد ذكر الصلب فى قصة فرعون حيث توعد السحرة بالتصليب على جذوع النخل ( بربطهم وتكتيفهم) وقد زاد عليه فرعون تجريح الأيدى والأرجل لتنزف حتى الموت ( الموت البطىء) . الصلب لا يعنى ما قد تتصوره من دق مسامير فى أيدى المصلوب على خشبة على سبيل المثال ، لأن هذا أبشع صور الصلب ويؤدى إلى الموت.
بينما تصليب المفسدين فى الأية لا يؤدى إلى موتهم ، غرضه تقييد ومنع حركتهم ،
والخيار الأخر هو تقطيع أرجلهم من خلاف وذلك بتجريحها من خلاف ، وخلاف الأرجل يقابله أمامها ( ظهر وباطن الأرجل). يعنى التجريح يكون فى الجزء الخلفى حيث العروق واللحم وليس من الأمام حيث العظام ، والغرض من ذلك هو أيضاً منع حركتهم.
إن لم يجدى ذلك فعلى الطائفة الحاكمة أو الحاكم أن ينفيهم من الأرض.
من يركب أتوبيس نقل عام ويقوم بتمزيق كرسى فى الأتوبيس ، هذا لا يعد من الذين يسعون فى الأرض فسادا، لأنه قام بفعل عرضى لمرة واحدة ( عقوبته كما يقررها القانون كدفع تعويض أو ما شابه). السعى فى الأرض فسادا لا يتحقق معناه إلا إذا كان المفسد " يسعى لذلك" ، بمعنى أنه كرس وقته وجهده لفعله ، كمجموعة مخربة شغلها الشاغل هو تحطيم السيارات المارة وإلقاء الحجارة على المحلات فتحطم الواجهة وتعطيل المرور إلى أخره.
وكيفية التطبيق للعقوبة متروكة للحاكم وفقاً لما حددته الأية