وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة:
طفق : قالوا أنها من أفعال الشروع ، وهذا صحيح ، وهو شروع يتم بالتهيئة للفعل فى وقت قصير وبسرعة.
الكلمة عند تجزئتها صوتياً ( كما فى المعاجم الأعجمية) تتكون من ثلاث مقاطع صوتية ، فتجد كل حرف ينطق على حدة ،
الطاء تدل على مرونة ، الفاء حركة تبتعد عن المركز ( أو فرجة) ، والقاف الشكل النهائى للحركة. عندما تتخيل أدم وقد بدت لهما سوءتهما أخذ وضع الإستعداد وشرعا فى خصف الورق وهذا تم فى وقت قصير وسرعة.
{ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) } (سورة طه 121)
يخصف :
إن كنت من أكلى الخص فأنت تعلم يقيناً أن ورقه متراكم على بعضه من الداخل إلى الخارج ، ويبدأ من الداخل بوريقات صغيرة تكبر إلى الخارج.
وهذا هو ما يحدث عندما تتخصص فى أحد المجالات ، ينتج من تراكم الخبرة والمعلومات تدريجياً التخصص كما ورق الخص.
والخصاصة هى تلك الوريقات الصغيرة التى تبقى عالقة فى ساق الخص بعد أن تنزع عنه ورقه الكبير ،
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) } (سورة الحشر 9)
الغنى من تتراكم ثلاجته بأنواع الطعام ويمتلىء ديب الفريزر عنده بأنواع اللحوم والدولاب بشتى الملابس ، هذا يأتى ليسأل ماذا ينفق؟ وقد قال لهم الله أنه سيخلفه وأنه يوف أجورهم يوم الحساب:
{ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) } (سورة البقرة 272)
{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) } (سورة سبأ 39)
الإنفاق يتم بإحداث فرجة فى هذه المتراكم من المال والطعام ، ومن الكلمة نقول " نفق" ، النفق الذى تسير داخله السيارات والقطارات،
هم لا يريدون نفقاً ، إنما يبتغون أن يسمعوا منك " يكفى خرم إبرة" ليريحوا ضمائرهم. وأرادوا ذلك قولا صريحا من الله ولكن الله رحيم بعباده وترك الأمر تنافسى بين الناس لأنه لو سألنا أموالاً محدداً قيمة لكنا جميعاً من أصحاب النار إلا من رحم ربى.
لم تحدد فى القرءان إلا خمس غنائم الحرب للرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين ، هل يطيق الناس أن يأخذوا هذا الحكم على كل ما يكسبونه فى تجارتهم أو عملهم؟
نكمل مع " خصف" ،
هما كانوا يضعون الورق عليهم الورقة تعلو الأخرى وتجاور الأخرى، أو صفوف بجوار بعضها وفوق بعضها مع الربط بينها. ومنها خصف النعل وهو مثل الترقيع فى الثوب. ولا أعلم بأى كيفية كان يحيك أدم وزوجه الورق ، ربما بالخوص أو ما شابه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق